الجنسية المزدوجة وشبهة الولاء لدولتين

حيدر المكاشفي

أول ما طالعت خبر ترؤس الفريق المقال طه عثمان الحسين «يحمل الجنسية السعودية» لوفد المقدمة السعودي المشارك في القمة الأفريقية المنعقدة بالعاصمة الاثيوبية، تبادر الى ذهني عدد من الساسة والسادة والقادة ممن يحملون هويات أخرى الى جانب الهوية السودانية ، وتذكرت حكاية السيد عبد الله المحجوب، نجل مولانا محمد عثمان الميرغني راعي طائفة الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل»، والتصريح الشهير والمثير للسفير البريطاني السابق بالخرطوم إيان كاميرون ..

وحكاية عبد الله المحجوب ، نجل مولانا الميرغنى تقول إنه كان قد ألقي القبض عليه بمطار القاهرة، بعد الاشتباه في شنطة كان يحملها، إدعى هو أنها تحوي قطع غيار سيارات ليتضح بعد التفتيش والفحص أنها قطع سلاح، لينتهي الأمر بإخلاء سبيله بعد أن تأكد مختصو الأسلحة بأنها مجرد أسلحة صيد، وشخصياً لم يكن يخالجني أدنى شك في أنها كذلك، أسلحة صيد فرائس وليست لإزهاق النفوس، حيث إن المعروف عن الاتحاديين عامة والختمية خاصة أنهم أبعد الناس عن العنف وأدواته والقتل وأساليبه التي يلغ فيها آخرون ويجيدونها، ومن الأقوال الشائعة عن الختمية إن جدهم الختمي الكبير قد أوصاهم بأن لا يتناولوا الطعام وهو سخن، وفي رواية أن لا يدخلوا أياديهم في «الفتة» وهي ساخنة، إلا أن الذي كان أكثر إثارة للحيرة والاستغراب هو أن نجل مولانا كان لحظتها «يوغنديا» لا يمت بصلة للسودان، اذ أبرز للسلطات المصرية عند توقيفه هويته اليوغندية التي عبّر عنها الجواز الذي كان يستخدمه لحظة توقيفه بالمطار، بحسب المصادر الالكترونية المصرية والعربية التي أوردت وقتها الخبر..

وفي ذات السياق أذكر ذاكم التصريح المجلجل والمثير الذي أدلى به السفير البريطاني السابق إيان كاميرون والذي كشف فيه أن ثلثي وزراء الحكومة السودانية «وقت التصريح» بريطانيون يحملون جوازات بريطانية منهم الزبير بشير طه، ومصطفى عثمان إسماعيل، والسماني الوسيلة، وجلال يوسف الدقير ، هذا طبعا غير آخرين كثيرين من ساسة وسادة يحملون هويات دول أجنبية أخرى ، منهم على سبيل المثال لا الحصر، مولانا محمد عثمان الميرغني يحمل الجواز الاريتري، ود. قطبي المهدي، يمتلك جوازا كنديا، وعبد الرحمن إبراهيم الخليفة نقيب المحامين السابق، ود. كرار التهامي الأمين العام السابق والحالي لجهاز السودانيين العاملين بالخارج، يحملان جوازا كنديا، ود. علي الحاج محمد القيادي بالشعبي حائز على الجواز الألماني،

وأخيرا وليس آخر الفريق الفاتح عروة العضو المنتدب بشركة زين وهو أمريكاني الجواز.. الآن بعد ترؤس الفريق المقال طه للوفد السعودي وهو من كان يحتل موقعا بالغ الحساسية مكنه من الاطلاع على كثير من الخصوصيات والأسرار ، يثور السؤال القديم الجديد عن لماذا يحتفظ كل صاحب هوية اجنبية ممن يلون أمر العباد والبلاد بهوياتهم المزدوجة ولماذا لا تسقط عنهم ، والمعلوم أن الدول الاجنبية لا تمنح هوياتها إلا بعد أداء قسم الولاء لتلك الدولة والمحافظة على أمنها وعدم خيانتها ، واذكر بهذه المناسبة أن د. مصطفى عثمان إسماعيل كان قد قال مفاخراً أمام توني بلير في زيارة له للبلاد، وكان وقتها الأول وزيراً للخارجية والثاني رئيساً لوزراء بريطانيا، أنه ظل يدلي بصوته باستمرار لصالح حزب العمال في الانتخابات البريطانية.

الصحافة