عاد إلى بيوت الأفراح بقوة .. الغناء بالدلوكة.. المحافظة على الموروث القديم

كلما تراجعت نجوميتها بسبب التطور التكنولوجي الذي غزا كل اشكال الفنون سرعان ما تعود الى الواجهة وبقوة أغنى أغنيات الدلوكة التي نجدها تاريخياً مستمدة من الآلة الايقاعية (الدلوكة) اذ نجد أن كثيراً من الاسر السودانية تقيم حفل (الحنة) الذي يسبق ليلة الزواج بفنانة تغني بالدلوكة في محاولة للحفاظ على الموروث السوداني.
الخرطوم: رندة بخاري
بين الشتم والدلوكة
البروفيسور والموسيقار الفاتح حسين قال لنا ان تاريخ غناء الدلوكة يعود الى سلطنة دار فور اذ كانت تستخدم في المناسبات والاعياد ثم سرعان ما انتقلت الى وسط السودان في عهد سلطنة الفونج وهي آلة ايقاعية تستخدم من قبل ثلاث مغنيات الاولى هي المغنية التي تضرب عليها والثانية والثالثة يضربن على دلوكة صغيرة يطلق عليها اسم الشتم، وأضاف الموسيقار الفاتح انها تعود تاريخياً ايضاً الى منطقة الجعليين بشمال السودان.
يا عديلة يا بيضا
الغناء بالدلوكة انتشر في كل انحاء السودان بسبب الهجرات المجتمعية وأصبحت أغنياته تمشي جنباً الى جنب مع الغناء الشعبي والجدير بذكره ان هناك لونيات غنائية تغنى بها منها اغنيات السيرة التي تردد في مناسبات الزواج والختان وحتى في الوفاة بما يعرف بغناء المناحة الذي يردد في حالة حدوث وفاة شاب ونجد طبقا لحديث البرفيسور الفاتح حسين اشهر اغنيات السيرة التي تردد في المناسبات ( يا عديلة يا بيضا).
انحصر في بعض الأصوات
عرف عن الممثل محمد شريف علي اهتمامه (بغناء الدلوكة)، بجانب غوصه في تفاصيل كل ما يخص التراث السوداني وفى سؤال “الجريدة” له عن هذا الضرب من الفن وهو غناء الدلوكة الذي عاد بقوة لكنه انحصر في اصوات بعينها قال:
:غناء الدلوكة يعتبر تراث موروث من زمان قديم وظاهرة الاهتمام به تعود الى ارتفاع درجة الوعى بين النساء السودانيات فالتراث هو الذي يؤكد اصالة الأمة وأصالة تاريخها ومعروف ان الدلوكة فن خاص بالنساء ولكن تزاحم معهم فيه الرجال، وأردف: الغناء بالدلوكة يحتاج الى صوت جميل عكس الغناء بالآلات الحديثة بجانب ذلك الى قدرات فنية.
تحقق الشهرة
أرجع محمد شريف الاهتمام والتركيز عليه خاصة من قبل القنوات الفضائية في الاعياد يعود الى انه فن يبهر المتلقي خاصة الأجنبي ومن خلال الاستماع اليه يتعرف على شكل جديد من الغناء و بالتالي قد يسهم في نقل هذا الفن الى بلده ليحقق لأغنيات الدلوكة الشهرة.
صحوة بالتراث
الفنانة حنان بلو بلو بداياتها في عوالم الغناء كانت عبر الغناء بالدلوكة ووصفته بالفن الراقي والجميل لذلك دائماً ما يأخذها الحنين اليه وقالت انها لن تتخلى عن ترديده في يوم بجانب غناءها بالآلات الموسيقية الحديثة اما الفنانة سمية حسن قالت “للجريدة” ان بداياتها الفنية كانت عبر الدلوكة وزادت بالقول: أنا عندما انطلقت من مدينتي الحصاحيصا وغنيت بالدلوكة أعجب بها أهلي وشجعوني على مواصلة الغناء وسمية من شدة حبها لهذا الفن قامت بتكوين فرقة خاصة لها من أجل ممارسة هذا الفن وعلى حد تعبيرها انها عشقته منذ صغرها وفي ذات الوقت لا تتغنى سمية الا بالأغنيات المتزنة والتي تتحدث عن صفات كثيرة مثل الكرم والشجاعة وتنأى عن الاغنيات ذات الكلمات الهابطة واعتبرت ان تسليط الاضواء عليه مؤخراً اعتبرته صحوة واهتمام بالتراث السوداني.
أغنيات حماس
لا زال التساؤل قائم حول لماذا لا تتجه الاصوات النسائية الشابة للغناء بالدلوكة اذ لا زالت تتربع على عرشه باقتدار الفنانة انصاف مدني الى ان حصلت من قبل جمهورها على لقب (ملكة الدلوكة) في سؤالنا للفنانة ايمان توفيق عن رأيها في هذه اللونية قالت: أنا أحبها خاصة واغنيات الحماسة التي نجدها (تشكر) الرجال الشجعان واخو البنات وغيرها ومتى ما سنحت الفرصة في ان تؤديها لن تردد فهو تراثنا الشعبي الذي نفاخر به، اما الفنانة انصاف فتحي فهي على حد قولها تحب هذا اللون لكنها لم تتغنى به يوماً وسعيدة بأن يجد اهتماماً من الاعلام وان يقدم عبره القنوات بصورة مستمرة.
الجريدة




لطالما كان السودانيين يسيرون بعكس العالم لأصالتهم و خدراتهم و مغبشتهم السمحة.
فالدول البغيضة و القذرة التى تحررت من الاستعمار ، لم تستطع التخلص من غزوه الثقافى ، فطاردوا ركاب الحداثة و التغيير ، ثم أدخلوا التقنية الخبيثة الى بلادهم ليوظفوها فى الصناعة و الزراعة و غيرها ، مما احال بيوت الطين و الطمى الى شاهق خطاياهم الاسمنتية. فأضحت حيواتهم بلا طعم ولا رائحة.
اما المتابع لمسيرتنا الأصيلة بعد طرد الاجنبى القذر ، فلا يخطىء وقع خطوات السودانوية الى ماضيها التليد الاغبش الاصيل و السمح. حتى يخيل لناظريه بأن السودان على أعتاب القرن الخامس بعد الميلاد.
غبشاء ،
أبنوسة السمحة الاصيلة الخدراء.
الخرطوم: رندة بخاري
واضح انك بلا ضمير ولا إنسانية كل همك نشر اسمك والترويج لعملك..وأي عمل هو..؟؟؟ ليته كان عملا صحفيا يرقى للنشر.
الاحزان والدموع والعويل اصبحت في كل بيت وحي سوداني وانتي همك غناء الدلوكة..
سبحان الله..لكن ان شاء الله نوعم دا سينقرض بإذن الله مع الاجيال الجديدة التي تشربت الوطنية وحب السودان واهل السودان وانت خليك مع الدولكة.