المسطول والمفتاح ..!ا

هناك فرق

المسطول والمفتاح ..!ا

منى أبو زيد

?في البدء يكون الخبز ثم تكون الأخلاق?، و?من يفتح باب عمل يغلق باب سجن?، أليس كذلك ؟! .. هو كذلك، ولكن ماذا تتوقع بشأن معدلات الفقر والبطالة في دولة يقتصر اهتمام حكومتها بالشباب على ?تصريحات? مسئوليها ? عن خطط هلامية وبرامج عائمة – عبر وسائل الإعلام .. ؟!
بينما حقيقة تلك المشاريع هي تنازع الاختصاص، وتضارب صلاحيات التوظيف والتدريب بين الوزارات، والنتيجة منصرفات أكثر، ومنجزات أقل .. والمزيد ? بالطبع – من جموع العاطلين (القادرين على العمل، الراغبين فيه، الباحثين عنه، القابلين بمستوى الأجور السائدة) ولكن دون جدوى، لعدم توافر شرط القرابة الحزبية، أو النسب السياسي، أو الانتماء لجماعة السيد الوزير ..!
عوضاً عن إهدار أموال هذا الشعب في التظاهر بالعمل، ما هي إستراتيجية هذه الحكومة لمحاربة ظاهرة الشباب العاطل في السودان ؟! .. أين علاماتها الفارقة حتى الآن، في تحسين حال المواطن ؟! .. وكيف لها أن تنجح والمنازعات السياسية تهمين على كل الاعتبارات الأخرى .. ؟!
ظاهرة الشاب العاطل في أي دولة كارثة اجتماعية تنتهي بإحدى ثورتين، إما ثورة على القوانين والأعراف والأخلاق (في مصر صارت كلمة عاطل مرادفاً لتعريف المتهم في معظم قضايا السرقة والاغتصاب).. وإما ثورة سياسية تطيح بالنظام الحاكم الذي تسببت سياساته بانتشارها .. ولو قدرت هذه الحكومة خطورة تكاثر أعداد العاطلين، حق تقديره، لشملت كل شاب عاطل بترضية سياسية (الشباب العاطلون هم خام الثروة ووقود الثورة، وليس قادة الأحزاب الذين ما عادوا يملكون من أمر التغيير سوى ثرثرة المنابر والتلويح بما لن يكون) ..!
أي شاب سوداني هو عند أسرته مشروع استثماري باهظ التكلفة، ورغم الصرف والجهد والكد، يبقى على الواحد منهم أن ينتظر كثيراً وطويلاً قبل أن يتمكن من رد بعض الجميل .. ضع نفسك مكان أي مشروع استثماري يتفرج على انهياره، هل تلومها حينئذ على وساوس الثورة ..؟!
من هذا المنطلق، اقترح تأسيس (رابطة العاطلين بالسودان)، والتي يستحق عضويتها كل من ينطبق عليه تعريف منظمة العمل الدولية لمفهوم العاطل، وأن تدعو تلك الرابطة ? بالتي هي أحسن! – إلى ثورة إحلال وإبدال على مظاهر المحسوبية والفساد الإداري والبطالة المقنعة.. مؤكد أن غريزة البقاء سوف تدفع هذه السلطة ? حينها – إلى تقطيع معظم أذيالها ..!
لو قدرت هذه الحكومة أن سنوات الانتظار هي قنابل ثورة موقوتة في أيدي العاطلين لافتدت نفسها بتدخلات عاجلة لضبط الفوضى الوظيفية والعثور على صيغة متوازنة لعلاقة المهنية بالإنتاج .. ولكن من يسمع ..؟!
لقد ابتلانا الله بجهاز تنفيذي مثل مسطول النكتة، الذي ظل يلف ويدور طوال الليل حول عمود إنارة بحثاً عن مفتاح بيته الذي سقط في أطراف الحي، وعندما سأله العسس ?لماذا تبحث عنه في غير مكانه? ؟! .. أجابهم ?في أطراف الحي لا توجد إضاءة كافية?! .. مصائب هذا السودان كلها تقبع في المسافة – الفاصلة – بين مفتاح القرار وعمود النور ..!

الاحداث

تعليق واحد

  1. علي الطلاق يا منى كلامك صاح …

    لكن اخخخخ منو البسمع كلامك ده ,,,

    قديما قالوا ( اضان الحامل طرشا ) والجماعة ديل حاملين كروش اكبر من كروش الحوامل ..

    كروش وجضوم كبرت وانتفخت بقروش الحرام والعياذ بالله …

    بعدين يا منى الجماعة ديل ما بهمهم زيادة نسبة العطالة طالما هم ما عاطلين ……

    وازيدك من الشعر بيت الجماعة ديل اكثر شوقا للثورة المرتقبة من اي شخص اخر لانهم شبعوا خلاص وكايسين للمخارجة وما عارفين كيف ؟

    بالتالي تزيد العطالة ولا ما تزيد ، تكون حطبا او وقودا للثورة او لا تكون ، ده كلو ما فارق معاهم ..

    يعني نرجع ونقول اضان الحامل طرشا ولا حياة لمن تنادي يا منى

    والسلام

    مجنون ليلى والهلال

  2. الاخت منى ماشاء الله جرعاتك بقت تقيلة جد ..
    الحقيقة كل واحد منا أستثمر فى تعليم ابنائه ليضمن مستقبلهم لكن الظاهر هذا الاستثمار مع المنظور الانقاذى ذهبت مع الريح لو حسبنا مدة تخرج الابن من الجامعة وطول مدة عهد الانقاذ الطويل فى أحتكار وظيفة الدولة بالمحسوبية والقبلية والانتماء الجهوى والحزبى نقول ضاع الشباب وأمال الشباب فى ظل تربع مرافق العمل كهول القوم . والشباب القادر على الانتاج مقعد عن العمل بدل قعود الكهول وترك المجال للشباب المنتج . على الدولة السلام ودى تراكمات لابد أن يأتى اليوم الذى ينفجر فيه الشباب ويقلب الطاولة على المحتكرين والمحسوبين والعنصرين والحزبين الحرامية . الان نرى مثلا فى المملكة العربية السعودية تدخل جميع مرافق الدولة والبنوك والشركات الكبيرة لم ترى الا الشباب بيعملو بروح حيوية الشباب منظر يحسدهم الاخرون عكس السودان تدخل أى مكتب من مرافق الدولة أو الشركات تجد الكل تعدى سن التقاعد 10 سنين رجال ونساء صعب عليهم مسك القلم والتعامل مع أجهزة الكمبيوتر الحديثة وضاع الشباب فى شات الفس بوك فى اجهزة الكمبيوتر والجوال دون أستثمار أى جهد طاقة للشباب يعنى هدر طاقات الشباب دون منفعة فى تقدم الوطن ..تتخيلى كم خريج جامعى سودانى كل عام هؤلاء الخريجون جميعا يذهبو للخدمة الالزامية المجانى كخدم ومراسلين للسادة الوزراء والمديرين النافذين وركل الخريج بعد عام والجديد فى الطريق لامشكلة طالما قانون الخدمة الالزامية مستمر أو يذهبو به ميدان الإنتحار الحربى لقتله وإنهاء حياته للأبد ؟ فعلا أصبح الشباب مساطيل البحث عن مفاتيح العمل فى مساطب أبواب المنازل لأن بحثه فى مواقع العمل مكلف لايستطيع الوالد دفعه أو تحمله ..

  3. عزيزتي الفاضلة مني ابو زيد
    تحياتي الحارة لك وشكرا لك علي هذه الكتابات الجادة
    اتمني ان ان تكتبي عن ما يسمي بالخدمة الالزامية وتقييد شهادات الشباب تحت هذا المسمي وما هو الهدف منها
    هل هي نوع من أنواع السخرة التي يمارسها هذا النظام علي هؤلاء الشياب بحيث يتم تشغيلهم بدون رواتب لمدة عام في تصريف اعمال الدولة وبالتالي تستفيد هذه الدولة من مرتباتبهم ام ماذا
    اذا كان الحال كذلك فنحن نعلم سلفا ان الجهاز المشرف علي هذه الخدمة يستهلك من اموال هذا الشعب الكثير والكثير خاصة وان العمل فيه مقفول (وبالضبة) علي ناس المؤتمر
    اذن ولتوفير هذه الأموال يفترض ان تلغي هذه الخدمة واعطوا الشباب فرصة الانطلاق بعد التخرج
    ايه رأيك ….نتمني ان نسمع المزيد منك
    لك الشكر

  4. ناشدتك الاستمرار في نهجك الحالي ولم تخذليني ، فالجبهجية قد عمى الحرام قلوبهم ، فهم لا يعقلون ولا يشعرون ولا يسمعون ، فكرة رابطة العاطلين عن العمل بالسودان ممتازة ، وأقترح أن تكون لها عضوية شرفية من الزعماء الوطنيين الأحرار الذين يحملون الوطن في حدقات عيونهم ، وعضوية لأصدقاء العاطلين عن العمل من الوطنيين الأحرار في الداخل والخارج من الذين اكتووا بنار حكومة الجبهجية .

  5. الاستاذة منى لقد اصبتي جرح في مقالك الجيد والفكرة جيدة وهي بالطبع من المسببات الرئيسية للثورات وما اظن الربيع الغربي ببعيد عن السودان وما هي بوادر الانقسامات في انتظار قدحت كبريت ولا يزال البعض منا يحتفل حررنا وخلافه لماذا كل هذا الحقد بين أبناء الوطن الواحد اليس ذلك ناتج عن الانجراف خلف المناصب وخلافه اما كان بنا الاجدر الالتفاف حول وحدة سوداننا في ثورة شبابية تستفيد من طاقاتهم . نرجو الهداية للجميع ونقول لامة السودانية كل عام وأنتم بخير .
    أبو يحي .:confused:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..