حوار مفتوح مع مُثقفي المركز.. مُتمردٌ أنا، فمن فينا المجنون؟ا

فايز الشيخ السليك

ما كانت احدى قريباتي، تظن أنّها قد تستفز تفكيري، وهي تعبر عن دهشتها إزاء مواقفي السياسي قبل 13 عاماً بوصفها لي محتارةً ” بالتمرد”؛ بقولها عبر الهاتف ” ما متخيلاك تكون متمرد”، كان ذلك أيام ” هجرتنا الأولى” نحو المعارضة والكفاح المسلح، فقد غبنا سنوات، وتقطعت بنا السبل، وفقد كثير من أهالينا الأمل في معرفة ” مصائرنا”، فما كان العالم هو مثل عالم اليوم، تكنولوجيا، وإيميل، و” ايسكايبي”، وهواتف ، فما لم تقله قريبتي تلك؛ عبر مكالمتنا الهاتفية القصيرة ، هو أنّ المتمردين ؛ لا بد أن يكونوا ” جنوبيين”، أو ” نوبة”، أو ربما ” غرابة”، لأنّ حمل السلاح اربتط في ذاكرتنا الجمعية بأصحاب ثقافات بعينها، فيما ظلت الصورة الذهنية المقابلة لكلمة ” متمرد” تعني شخصاً يحمل صفات ” دراكولا” مصاص الدماء، وربما له “قرون، وأنياب بارزة تقطر دماً بشرياً”، وهي صورة نمطية رسمها اعلام المركز لكل من يخرج للمطالبة بحقوقه ، أو يقاوم سطوة النخبة الحاكمة، والمتحكمة في أُمورنا منذ حقبٍ طويلةٍ، أو كُلّ من يُناضلَ من أجل استرداد حقوقه، أو ُيقاتلَ من أجل كرامته، وانسانيته، وحريته.
وبالتالي فأنا ابن ” المركز”، القادم من الجزيرة، أرضَ المحنّة، ينبغي لي أن أكونَ وديعاً، ومسالماً، ومستسلماً، ولو نهبوا المشروع الكبير، ولو ادخلوا المزارعين خلف أسوارهم، وحولوه كله إلى ارضٍ يباب، لا تجذب أحداً في أزمنةِ ” النفط” والمشروع الحضاري الأُكذوبة، بل هي جزيرةٌ طاردةٌ، وتقسم بنوها ما بين دول المهجر، وهوامشَ أسواق لا يحلمون فيها، لو “درداقةً”، عزت عليهم لأن منظمةً مثل “معارج” لمالكها شقيق الجنرال البشير لا تترك مكاناً لصبي كي يفكر مجرد تفكير؛ باقتناء واحدة منها.
ورغم الحيرة التي رسمها بعضٌ من أهلي حول موقفي ” المتمرد” إلا أنّ المفارقة ظهرت عند عودتي إلى الخرطوم قبل سنوات ست، حيث نسج معارفي حولي قصصاً كثيرة، جعلت بعضهم فاغراً فاهه انتظاراً لـ ” دولارات أمريكية”، أو ربما حتى المساعدة في ايجاد وظيفة له، أو لابنه، أو قريبه، فهم ذات القوم الذين كانوا يستنكرون وقوفنا مع المعارضة المسلحة، لكن بعد العودة – وما دروا أنني اقتنعت من ” الغنيمة” بالاياب” – فقد كان يظن بعضهم أن “مكانتي ” عظيمة، وأنني سأكون من المقربين في السُّلطة، ويكفي أن خيالهم صور لهم؛ أن الراحل العظيم الدكتور جون قرنق صديقي الشخصي، ويزورني في بيتي بالعاصمة الاريترية اسمرا.
وما بين الموقف الأول، والموقف الثاني امتلأت حسرةً ؛ لأن لا أحداً من الذين تربطني بهم علاقات خاصة اجتهد كي يسألني عن تلك التجربة، اخفاقاتها، ونجاحاتها، أو ، حتى مجرد تقويم لما كنا نفعل، وكأننا ذهبنا في نزهةٍ طويلة، بغرض جمع المال، أو السياحة، وهي حالة تعكس ما نعيشه من لا مبالاة، أو عدم اهتمام بالشأن العام، وهو ما يجعل مواقفنا في غالب الأحيان رهينةٌ بمقدار كسبنا وخسارتنا على مستوىً شخصي محض !. وهو أمرٌ كفيل باحتشاد الذاكرة بكلمات صديقنا، ومعلمنا ” الشهيد” نصر الدين الرشيد” ، يا نحن مجانين، يا بقية الناس هم المجانين”.! وهي عبارة نذكرها كلما نتلفت يميناً ويساراً لنجد أنفسنا وحدنا، أو أننا الفئة القليلة، من بين آلاف من جيلنا في الجامعات،!. وهو ما عبر عنه أيضاَ أحد أساتذتنا الجامعيين، حين لم يبصر سوى مجموعة قد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وهي مسألة تجعلنا نتساءل عن مكمن الخلل، أهو فينا أم في زملائنا؟. أم هو في الخطاب السياسي المعارض؟. أم هو في تكوين وبنية مجتماعتنا.؟.
هي تساؤلات نطرحها الآن، ومن جديد، لنعرفَ الصوابَ، وندرك الخطأ، ولكي نفهمَ واجباتنا ، ونتبصر بحقوقنا، لاسيما ، وأنّ الأيام قد تقودنا من جديد نحو محطة أخرى، تتشابه فيها الأشياء القديمة، وبالطبع سوف تختلف التفاصيل، وبالتأكيد لو تطابقت التجربة وقع الحافر بالحافر سنكون جميعنا الخاسرين.
وقبل أشهرٍ قليلة دار حوارٌ شفيفٌ بيننا – ” مجموعة” من الأصدقاء – ومن بينهم كان صديقي ” الشهيد الحي” رمضان حسن نمر، وكنا فرحين حينها بلقائه بعد أن اشاعوا نبأ استشهاده خلال مواجهات جنوب كردفان في يونيو الماضي، وكان الخبر ضمن ما تبثه سموم الآلة الاعلامية الانقاذية، “البكماء” من أخبار كاذبة ، والتي لا تراعي مشاعر أمًأو أبٍ ، أو ابن، حين تدخل معك في حربٍ ضروس، وبالطبع فإنّ تلك الآلة البكماء تُدار بواسطة أشخاصٍ ” عديمي الأخلاق،” وميتي الضمير، ويتسمون بفجور الخصومة، فلا يرون سوى ذواتهم، ولا يصدقون سوى أنفسهم، فلذلك فهم يتنفسون كذباً يومياً، وتسود صحفهم سحب الأكاذيب، المصحوبة بزوابع العنصرية، وصواعق القمع، والقهر، وأتربة الاستبداد، والشمولية.
لقد استمر الحوار بيننا في احدى الليالي الممطرة حتى تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسواد، ، وأعاد الحوار إلى الذاكرة المهترئة تفاصيل كثيرة ، وصحى في داخل نفسي جذوة ذكريات مرت كشريطٍ سينمائي، وقد حرّض تلك الذكريات، صديقي منعم ” بُوكاندي” وهو يدعوني لتوثيق تلك التجربة، أو على أقل تقدير مضمون الحوار الطويل الذي أدرناه فيما بيننا، وكان جوهر الحوار هو موقف مثقفي المركز من قضايا الهامش، ومن نظرتهم إلى النضال المسلح، وكان السؤال المركزي خلال حوارنا هو لماذا كانت تجربة “قوات التحالف السودانية”؟، أهي تجربة “قومية” أم هي تجربة تعبر في مضمونها عن ثقافة المركز بطريقةٍ ، أو بأخرى؟. ولماذا تفادي كثيرون الانضمام إلى “الجيش الشعبي لتحرير السودان”؟. وهل كان يمكن أن يساهم انضمام نسبة كبيرة من مثقفي الشمال في تغيير ولو شيئاً يسيراً من مجريات التاريخ؟.
وكان سبب تلك التساؤلات القلقة، هو الخوف من تكرار سيناريو الجنوب القديم هذه المرة عبر سيناريو ” الجنوب الجديد”، وهو استمرار الحرب في أطراف السودان، واضطرار ملايين من السُّكان للنزوح واللجوء، أو الموتَ بقنابلَ الطيران الحُكومي، واستخدام السُّلطة سياسة ” الأرض المحروقة”، لتعودَ بعد سنوات ذات الحكومة للتفاوض، ولكن بدلاً عن التفاوض حول اعادة هيكلة الدولة السودانية، وضرورة تبني مشروعٍ وطني للتغيير، يرتكز على دولة المواطنة، ويحدد علاقة الدين بالدولة، وينصُّ على لا مركزية، ومُحاصصة عادلة في السلطة والثروة، واحترام الحريات والخصوصيات الثقافية، يكون الحوار حول ” تقرير المصير”، فنعيد ترديدَ عزف ذات الاسطوانات المشروخة؛ ما بين الانفصال/ والوحدة الجاذبة!. وهنا لا بد من أن نقرع نواقيس الخطر، لأن مثل هذه المشاريع بدأت تتخلق في داخل نفوس مئات من أبناء النوبة، ودارفور والنيل الأزرقـ، وربما ينتقل ذات الاحساس شرقاً.
و في هذا السياق ،أذكر أن اجتماعاً ضم مجموعةً من الصحافيين بالخرطوم مع بعض قيادات قوى التحالف، وكان المتحدثون في ذلك اللقاء، المسؤول السياسي بالمؤتمر الشعبي الأستاذ كمال عمر عبد السلام، والقيادية في حزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق المهدي، وكان اللقاء بمثابة تشاور وتفاكر حول التعبئة من أجل التغيير، وتركز الحديث حول “تأخر قدوم الربيع العربي” للسودان، وأسباب ذلك، وكال معظم الصحافيين الحضور الاتهامات على قيادة المعارضة، وطريقة عملها ، وتناقض خطابها؛ ما بين الحوار، والتغيير، والمناورات والتكتيكات، وقصدت شخصياً أن أكونَ من بين آخر المتحدثين ، وكان رأي هو “أنّ الثورةَ في السُّودان لم تتأخر، بل بالعكس، فهناك ” ثورات” تتخلق في الهوامش، وتتمثل في حراك دارفور، وفي الجنوب صوت السُّودانيون هناك لدولتهم المستقلة، وهو موقفٌ قويٌ من مشروع المركز المتآكل، وهو رفضٌ للأوضاع في داخل حدود “الدولة السودانية الحالية”، وأشرت إلى أن الناس سوف يتحركون في جنوب كردفان، وفي النيل الأزرق، وفي شرق السودان، وهو أمرٌ جلي لا يحتاج إلى ساحر، أو عراف كي يقرأ تفاصيله، وعندي لو ثار السودانيون في تلك المناطق، وانتظرت القيادة السياسية في الشمال تصاعد الأحداث فلسوف يتكرار سيناريو الجنوب، أو ربما نشهد سيناريوهات جديدة من التشظي، لا سيما وأنّ النظام سوف يصور الصراع على أساس اثني، مستصحباً في ذلك كل أحاديث التخويف، والتخوين؛ بغرض عزل الثورة المسلحة من أي محيط تعاطف، أو تلاحم، ودوننا الآن الخطاب، والوسائل المستخدمة من قبل الانقاذيين من أجل الحفاظ على سلطتهم القامعة، ومعروف أن الأنظمة الشمولية تتخذ الكثير من الوسائل التي تهدف إلى تزيف وعي “الجماهير” عن طريق الوسائل الاعلامية الموجهة، والخطاب الديني المؤثر، وشغل الناس بمماحكات مثل ” طول المسواك”، ولبس “البنطال”، وغيرها من الطرائق التي تحول “الجماهير” ؛ إلى مستسلمة، أو لا مبالية، أو اتكالية، أو مخدرة، أو قابلة “للايحاء والاستلاب”، أو سيادة سلوك ” عبيد المنازل” ، والأخطر من بين تلك الوسائل هو الخطاب العنصري الذي أقامت له الانقاذ منابر ، مثل منبر ” الخراب العاجل”، وهو منبر يكرس لاثارة النعرات القبلية، وينشط نشاطاً دؤوياً من أجل نشر الكراهية بين السودانيين عبر صحف الاثارة الرخيصة، وبالطبع؛ وفي مثل هكذت سياقات ؛ فسيكون أي تحركٍ من وجهة نظرهم هو تحركٌ عنصري من أجل استهداف ” الاسلام والعروبة”، وكأن السودان هو البلد الوحيد المسؤول عن حماية العقيدة، وحفظ النقاء العرقي، والنسب العربي النبيل!.
وسوف يستمر الحكام العنصروين في غيهم، والعمل على تزييف الحقائق والتأكيد بأن حكومتهم ” الرشيدة”، حكومة لا يأتي الباطل من خلفها أو من بين يديها، وهي لا تخطئ، ؛ وهي المسؤولة عن سيادة البلاد، ورفاهية العباد، ووحدة التراب! ، ولا غرو من أن تُعلن الطوارئ، وتُدق طبول الحرب، ويُعلن الجهاد، وينتشر “الدبابون” في شوارع الخرطوم، ، ويتحول كل التلفزيون مرةً أخرى إلى ” ساحات فداء”، ونسمع الحديث المعروف عن “المؤامرة”، والتدخل الصهيوني، وبعد سنوات قد تطول ، أو تقصر، تجرى المفاوضات، ويغضب المعارضون، وتتحقق تسوية ” جزئية” تذهب ببعض أجزاء جسد الوطن المنهك، بعد أن تتحول البلاد إلى ” روانديات صغيرة”، ونوافير دماء ترشح بسبب ” نقاء عرق” متوهم، أو شعارات براقة لمشروع حضاري لا نرى من معالمه سوى الفساد، والكذب، والاستبداد، واعادة انتاج الأزمات بذات الطريقة، واستمرار الحكومة في عادتها المعروفة، وهي خلق الأزمات، وادارة ذات الأزمات، والتأكيد على عمل ذات الأشياء القديمة، وبذات الوسائل، والطرق المجربة، انتظاراً لنتائج مختلفة!.

وها هي الأيام تؤكد بأن أهل جنوب كردفان والنيل الأزرق سوف ينتفضون ضد النظام ” عسكرياً”، وها هم يبدأون في وضع اللبنات الأولى لحلفٍ جديد، أطلقوا عليه ” الجبهة الثورية السودانية”، وهو حلف هامش ؛ غير شك في ذلك، وهو أمرٌ مهم، وخطوةٌ أُولى نحو اسقاط نظام المؤتمر الوطني ، واعادة هيكلة الدولة السُّودانية على أُسسٍ جديدة، إلا أن النظام سوف يعمل على زيادة التصدعات بين السودانيين، بالتركيز على المزاعم ” العنصرية” ؛ إن لم يتحاور طالبوا الحرية مع الحلف الجديد بغرض التوصل لصيغة تمكننا من الاتفاق حول مشروع وطني للتغير، والاتفاق على آليات مشتركة، بدلاً عن الانتظار، أو مطالبة أهل الهامش بالقتال نيابةً عن الديمقراطيين الآخرين.
ومع أن تجاربنا مع المعارضة الأولى كانت خلال ظروف “غامضة”، و في ظل “شح معلومات”، وسطوة خطاب جهادي، وديني، وعنصري، لعب دوراً كبيراً في عملية التشويش على تفكير كثيرين، في وقت كان فيه قيام حركات الهامش البعيد ، بعيداً عن تفاعل انسان المركز مع قضاياها، ومعرفة أهدافها، وطرائق تفكيرها، ووسائلها المتبعة من أجل التغيير، إلا أن الواقع حالياً يختلف كثيراً، فراهننا بمرارته، وحاضرنا بمواجعه، وفجائعه، ليس سوى هو نتاج حقيقي لسياسات الماضي، وثمارنا المرة هي حصاد طبيعي لما غرسناه جميعنا، بطريقة مباشرة ، تتمثل في سياسات المؤتمر الوطني، وبطريقة غير مباشرة، تتمثل في تواطؤنا معه بالصمت، أو الدعم، أو السلبية، واللامبالاة، وما يميز هذه المرحلة هو أن ورقة التوت انكشفت عن عورات الانقاذ، بالاضافة إلى أن الواقع ما عاد هو ذات الواقع.
نحن اليوم أكثر حاجة للوقوف مع ذواتنا، وليسأل كل منا سؤالاً واحداً؛ وهو ماذا قدمنا لوطننا، قبل أن نسأل ماذا قدم لنا الوطن؟. وبعد ذلك تأتي بقية التساؤلات حول جدوى الكفاح المسلح ، أو الكفاح المدني، وهل أفضل لنا ترك أبناء الهامش وحدهم يواجهون آلة الموت، والدمار والفناء؟. أم أن مصلحة الوطن تقتضي تكوين جبهة عريضة لكل القوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والناشطين ، والحادبين على التغيير؟؟.
ولو أردتم اجابتي أنا ، وموقفي الشخصي، فسوف أختار أن أكون ” متمردا” ولو بقرون وأنياب وأظافر تلك الصورة الذهنية، وبالبطع ففي هذه المرة فأنا؛ لست في حاجة للحوار عبر هاتف ، لتوضيح مواقفي، وفي نطاق محدود حيث يمكننا الحوار عبر كل وسائل القرية الكونية الصغيرة، للتفاهم، والتوصل لبرنامج حد أدنى . أنا مع المواجهة الشاملة مع نظام لا يفهم سوى لغة القوة، ولا يحترم سوى العنف، لكن ربما أكون أنا مخطئاً، وبالتالي رجاءً دلوني على وسيلةٍ ناجعةٍ من أجل تغيير حقيقي، تصل بنا إلى بر الأمان.
أنا ضد “الانقاذ” منهجاً, وسلوكاً، فكراً، وممارسةً، وسوف أستمر في ” تمردي” وخروجي على شريعتهم، حتى أصل إلى حقيقة، وبالنسبة لي فإن تمردي هو تمردٌ مشروع، لأنه ضد سلطة باطشة، وهو خروج مطلوب، لأنه ضد ظلم، وقهر واستبداد، لكن لا يزال السؤال قائماً، ما هي مواقف مثقفي المركز؟. أهي التواطؤ. ؟. أم هي الادانات الورقية، أم هو الهروب نحو ملاذات آمنة توفر ” خلاصاً فردياً”؟. أم انتظار من يحارب نيابةً عنا؟ ثم البكاء بعد ذلك على اللبن المسكوب؟؟ وسؤالي الأخير هو أين هي علتنا؟. نأمل أن يتواصل الحوار…

فايز الشيخ السليك
faizalsilaik?gmail.com

تعليق واحد

  1. الثورة يا أستاذ فايز شغالة ليها وقت طويل لكن إنتو ما بتشوفوا إلا بعيون نفس ذات المركز الذى إستطاع ونجح فى أن يصور لكم أن الثورة لو ما إنطلقت من جامعة الخرطوم أو ما كان على رأسها الصادق والترابى ونقد دى ما ثورة ، الثورة شغالة ليها أكثر من خمسين سنة وأحدى نتائجها كان إنفصال الجنوب ، وهسة شغالة ، بس نفس ذلك المركز يريد أن يلحق واحدة سودانية بثورات الربيع العربى لهدف لا اظنه يغيب عن فطنتكم . ولكن للأسف إنطلت عليكم تلك الحيلة ، والدليل على ذلك ، لماذا تنتقد بعض القوى السياسية الآن تحالف كاودا ؟ اليس غريبا ذلك أخى فايز ?من هو زى ما بقولوا أهلنا " الواطى الجمرة " الصادق وبناتو ولا ناس جبال النوبة ؟ الميرغنى وأولادوا ولا ناس النيل الأزرق ودارفور ؟ الناس ديل يا فايز ليهم خمسين سنة جارين من معسكر لجوء إلى آخر جديد . قل لى ياتو واحد من المركز جرى الجنوب ولا لجأ الى أثيوبيا أو تشاد ؟ إنتو للأسف ما بتشوا إلا بعيون المركز . معليش للكلام السخن دا ولكن للأسف دى الحقيقة . وأنا يا فايز قريب جداً منك وحا أذكرك بالكلام دا يوما ما . الثورة الآن تجاوزت الوسائل التقليدية بتاعت " شهيدنا القرشى " لأنها ببساطة هى ضد هذا المركز . والسؤال ، هل المركز حا يعمل ثورة ضدو ؟ شوف القوى السياسية الآن والآن فقط مواقفها وبتعمل فى شنو ؟

  2. الاخ فايز ….لقد وضعت يدك علي الحقيقة …التي كنت بصيرا بها منذ زمن ..
    وجميعنا يتساءل …اين المشكلة؟…ان المشكلة في مجتمعاتنا …عدد كبير من اهل المركز البسيطين ..مقتنعون ..بأنهم يعيشون في امن …لم يفكروا يوما في اهل القري في جنوب النيل الازرق …وجنوب كردفان ودارفور …الذين لمم تترك لهم الحرب …اخضر او يابس ..
    اتمني ان يحس اهل المركز والشمال بمعاناة اهلهم من الحرب المباشرة في الهامش .اولا..وان يسألوا انفسهم ..ماذا جنوا من صبرهم علي الانقاذ كل هذه المدة ..واي مستقبل يحلمون به …في وجود هذا الكابوس ..هل يدري اهل المركز ان البشير و زمرته لا يملكون حل لمشاكل السودان التي هم اساسها..وان رئيسهم و زمرته من امثال نافع وسيف الدين البشير لا يرون حتي اسفل اقدامهم..ماذا ينتظر اهل المركز. لماذا لا نقاتل بجانب اهلنا في جنوب كردفان..حتي يعلموا اننا نتألم حينما يتألمون..و اتمني ان يفكر السودانيين في معانات اهل الهامش …وان يفكر اباء من يدرسون في مدارس المجلس الافريقي ومدارس القبس , ان هنالك اطفال في عمر ابناءهم لا يجدون ظل يجلسون تحته ..
    اتمني ان نصحو من غفوتنا ..لا خير في ما يسمي بحكومة الانقاذ..مهما تشكلت ..ومهما تلونت ..اذا استمرت الانقاذ …فلنعلم ان القادم اسوأ مما عين رأت واذن سمعت ..

  3. لله درك وطوبى لتمردك النبيل. وطوبى للأحباب من دارفور وجنوب كردفان و النيل الأزرق فى وثبتهم وكلنا متمردون ضد الإجرام

  4. الأستاذ فابز المحترم … أنتم المنارات التي سيهتدي بضوئها الأجيال … عللنا كثيرة أولها هذا العقل المتبلد السكوني الذي لا يسأل و لا يتساءل ، قرأت قبل مدة تساؤل عن : لماذا تم اختيار المسلمين للسبي في الحروب التي خاضوها بدءا من غزوة بني المصطلق في حين أن العرب قبل الإسلام ارتقت أخلاق بعضهم فرأوا أن السبي ليس من المروءة و الخلق الكريم و منهم قبيلة ربيعة التي كانت لا تسبي نساء المهزومين لأنه في رأيها يحط من قيمة المنتصرين ، فما ذنب امرأة انهزم قومها و قتلوا و يقوم المنتصر بافتراشها كبهيمة و يسبب لها مهانة لا حد لإيلامها ، و لا يراعي مشاعرها المجروحة بقتل أهلها … تساءلت معه لماذا تم ذلك الخيار و تبنيه رغم أنه كانت هنالك خيارات أرقى و نحن نبحث عن مكارم الأخلاق ؟؟ للأسف لم أجد إجابة في كل المنتديات التي أرسلت لها تساؤلي لأنها ببساطة حجبت التساؤل … أرأيت أي عقل خائف جبان لدينا ؟؟ أنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال و يقتل الأفيون في رؤوسنا و يقتل الخبال … مع الاعتذار للتعديل في أبيات القصيدة …

  5. لقد نكأت أستاذ فائز بمقالك الحصيف هذا كل الجراح ووضعت أصبعك على الجرح الحقيقي وهو دورنا في رسم سياسة عدل وحرية ومساواة وتنمية لشعبنا. إن الشعب السوداني وهذا تحليلي كمتمرد سابق وحالي على الوضع الذي اغتصب سلطة ديمقراطية وفتت السودان وشعب السودان شذر مزر، شعب اتكالي متفرج لا يجيد إلا ترويج الشائعات وانتظار البعض ليلعبوا الدور الذي يفترض أن يلعبه الجميع. يمكن أن أكون مخطئا في تحليلي ولكن كيف تفسر هذه الحلقة المفرغة التي ظللن ندور فيها منذ الاستقلال. كيف تفسر أن ثمة ضباط ينقضون على سلطة منتخبة، مهما كانت عيوب إدارتها لشئون البلاد، ويستخدمون بندقية الشعب لتطويع وترويع وتجويع الشعب وتدمير البلاد؟ أنظر إلى كل النظم العسكرية من عبود وحتى البشير، جميعها ساهمت في تسعير الحروب وتخريب بنية الوطن. المسألة هي ليست مسألة مركز وهامش، المسألة هي أن كل البلاد مهمشة وكل شعوبها مهمشين. كل مجموعة تسطو على السلطة تأتي بمنظورها الأعرج وتجد من بين "المثقفين" من الانتهازيين من جميع أنحاء البلاد من يساندهم لترويج سمومهم وتطويل بقاءهم مقابل مصلحة شخصية ضيقة. مع نميري تعاون يساريون ويمينيون من كل أنحاء السودان وصار يتلاعب بهم حتى نصبوه خليفة للمسلمين ثم اعتقد أنه خليفة الله في الأرض وعندما ثار عليه الشعب السوداني كان يصرح من رحلته الأخيرة لأمريكا بالقول "ما في حد يقدر يشيلني ولا حتى يشيل برنيطتي". وذهب نميري وجيء بجماعة نميري وتهاونوا في محاسبة رموز النظام وورثونا نظاما ديمقراطيا أعرجا أخذت فيه الجبهة الإسلامية نصيب الأسد بتلاعبها بقانون الانتخابات (دوائر الخريجين) ريثما تنقلب على نفس النظام التي كانت جزء منه وتقف ضد إرادة كل شعب السودان الذي كان قاب قوسين أو أدنى من عقد مؤتمر دستوري متفق على آليته في سبتمبر 1989م.
    ثم جاء نظام البشير الترابي وتعاون معه "مثقفون" ليس لهم علاقة "بالإسلاميين" الذين نعرفهم وانضم إليه فلول مايو استخدموا جميعا حتى أوصلوا بلادنا لهذا المآل. أما النظر إلى أهلنا في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق بأنهم أطراف ومهمشين وعنصريين فهذا جدل عقيم ومن يعش خارج السودان يعرف تماما أن كل سوداني من أي طرف في السودان جاء ينظر إليه بنفس الطريقة وحتى في الدول العربية. فالعنصرية هي أصلا سمة الجهلاء الأغبياء أمثال الإنقاذيين. هل نظروا إلى أشكالهم وسماتهم حتى ولو تلونت بشرتهم قليلا؟ بماذا يختلفون عن الآخري؟. وهل الاختلاف نعمة أم نقمة؟ وهل الدول الكبرى التي تسود العالم حاليا لا يوجد فيها اختلاف؟ فلينظر الإنسان إلى نفسه سيجد هذا الاختلاف. أنسينا المثل السوداني القائل "أصابع اليد ما واحدة".
    رأي أن ينضم الجميع لحركة التغيير وكنس هذا النظام الذي إن تركناه هكذا لن يكون هنالك بلد يعيش فيه أبنائنا. فلنحارب هذا النظام سلميا وعسكريا ومن أي بقعة مما تبقى من السودان. قوتنا في اختلاف سحناتنا وألسنتنا فنحن شعب عاش لقرون وتعاشرنا وتزاوجنا وانتصرنا بوحدتنا وبتضامننا على الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في نهاية القرن التاسع عشر. هل نذهب للأمام أم نظل نتراجع وننكمش حتى نتلاشى؟

  6. عزيزى فائز السليك مجرد سؤال اين الآن عبد المنعم بوكاندى الذى تعرفه واعرفه ، وياريت لو تضمن قصته المثيرة وخروجه الى إرتيريا وهو وقتها طالب بجامعة الخرطوم كلية الإقتصاد وما قصته مع الاستاذ الجامعى ثم قصته التى اودت به الى حيث يقبع الآن وانت ادرى بها، اختلف معك وبوكاندى فكراً ووسيلة فى مقاومة النظام واتفق معكم فى ضرورة تغيير النظام .

  7. مثقفي المركز كلهم متواطؤن ومشاركون في الجريمة الواقعة على أهل الهامش ما عدا نفر قليل حاولوا أحدث بعض التغيير لكن الفرحة لم تكتمل وعلى رأس هؤلا الكوكبة الفريدة نذكر د/ منصور خالد د/ الواثق كمير و الرفيق ياسر عرمان أما البقية كلهم زبالة

  8. الى المتمرد تحيه الحريه والتجديد والشكر على الدعوة الى الحوار بالطبع من المهم اولا ان نعرف من هو المركز ومن هو الهامش فى نظرى ان المركز هم تجار الدين ومن سار على نهجهم والهامش كل من سلب الغذاء والصحه والتعليم اى كل حقوقه اى ان المهمش يمكن ان يكون فى فلب العاصمه والمركز يمكن ان يكون فى جبال التاكا او ادغال مينزا ومن اجل احداث التغير لابد ان نكون صادقين مع انفسنا اولا ثم الاخرين وان نكون سودنين وسودانين فقط لا شئ اخر ثم نعمل على رصد من يمثلون المركز والعمل على تعريتهم وتقديمهم الى المحاكم العادله واولا لابد من اقتلاع تجار الدين الذين لا دين لهم غير نهب ثروات الشعب
    الجبهه الثوريه خطوة فى الطريق الصحيح ولكن عليهم السعى وبكل جديه نحو الاخرين من الاحزاب الوطنيه ومنظمات المجتمع المدنى من اجل احداث يغير جزرى وبناء سودان جديد يسع الجميع فيه حقوق وواجبات
    من المهم جدا ان تضم الجبهه الثوريه كل القوى المناضله من اجل التغير ولنكن اكثر وضوحا هى قوى السودان الجديد قوى ثورة الحريه والتجديد قوى الدوله المدنيه الديمقراطيه الموحدة
    نعم لسقوط نظام تجار الدين اليوم قبل الغد
    نعم للسودان الجديد
    وكلنا متمردون على المؤتمر الالالالالالالالا وطنى

  9. لك التحايا ولكل من علق على مقالك…الكل منكم يكتب ويزيد من الامنا كل الدنيا تعلم اين تكمن مشكلة السودان ..ووكل واحد كتب عن تجربته معها وعن كيفية حلها وكل هذا وللاسف على كما يقولون حبر على ورق…وتعلم تماما عدد الذين يتابعون ويقرؤن هذه الكتابات او يسمعوا عنها فهى لاتصل الى 10%تقريبا من الشعب السودانى المزحوم والمجبور على متابعة وسائل اعلام النفاق الحكومى ..لذلك اقترح عليكم واتمنى ان ننشئ قناه اعلاميه خاصه تبين وتوضح كما يجرى ودونكم ما تفعله مثل هذه القنوات فى اليمن وسوريا …اما اذا ركنا الى توصيل المطلوب منا عبر الكتابات الاسفيريه والصحف فنحتاج لسنين اخر ….هيا لنطلق قناة صوت الهامش السودانى …..

  10. Dear Faiz
    The problem had been stated by Mr Abu Algasim Hag Hamad (the most undeveloped regions are the central and northern ones) .He the geographical central and northern parts of the SUDAN . please discuss this thesis ,yuo will find cause of the true crisis

  11. الاخ فائز تحية واحترام لك ولكل قراءالراكوبة
    ارجوا من سيادتكم قبل التمرد الاجابة على هذه الاسئلة التالية :
    اولا. هل نتمرد من اجل التمرد او من اجل ماذا ؟ هل من اجل التغير فقط ؟ام من اجل ازاحة الحزب الحاكم فقط.؟
    ثانياً: ماهو البديل اذا نجح التمرد وتم تغير الحزب الحاكم ؟ هل البديل حزب الامة ؟ ام البديل الحزب الاتحادى ؟ ام البديل المؤتمر الشعبي ؟ ام البديل الحزب الشيوعي ؟
    ثالثاً: هل الشعب السوداني شعب جاهل بحقوقه ؟ ام انكم ايها المتمردين جاهلين ؟
    رابعاً : هل المؤتمر الوطني يستحق ان يحكم ؟ واذا كانت الاجابة بلا فلماذا ظل يحكم طول هذه المده وما هو دور الاحزاب المزكورة في ثانياً ؟
    خامساً : هل الشعب السوداني يستحق أن يعيش حياة كريمة ؟ واذا كانت الاجابة بنعم فكيف يكون ذلك
    مع فائق شكري واحترامي وتقديري للمتمردين كافة

  12. ما يجعلنى اتفآءل خيراً لهذا البلد حتى ولو بعد حين … هم امثالك استاذ فايز السليك وامثال رشا حسن والدكتورة ناهد وهادية حسب الله والطاهر ساتى وغيرهم من (الشباب) الذين كان يمكن ان يسبحوا مع تيار الانقاذ وهم شباب يحتاجون الى الفرص فى زمن مصاصى الدماء وجامعى اموال السحت ….

    كنت واضحاً بلا لبس فى تحديد موقفك من القضية ونحن نعرف موقفك الناصع الذى لم يتبدل منذ اول يوم قرأنا لك فى الصحف السودانية

    الى الامام عزيزى فايز وسحقاً للمتواطئين

  13. الأخ فايز لك التحية ولكل المناضلين الشرفاء
    أزمة الأخلاق التي جعلت أغلب الناس في بلادي يتبعون المنهج المكافلي الوصولي ، واحدة من أعظم المشكلات التي برزت من فترة طويلة خصوصاً لدى السياسين والمثقفين ، إضافة إلى أن غالب أهل السودان يعيشون وهم الهوية . هنا يكمن بعض من الإجابة على تساؤلاتكم ….

  14. مقال رائع من قلب صادق مع نفسه وإنتمائه لوطنه
    نعم، جلدتنا بمقالك يا فايز وألهبت ظهورنا بكلماتك لكن وللأمانة فنحن نستحق ذلك ولا تثريب عليك

  15. الحلال بين والحرام بين وبينهما امور متشابهات ومن وضع نفسه موضع الشبهات فلا يلومن من اساء به الظن ……… يللا ديك الانقاذ وداك النضال ضد الانقاذ .. خلاص تاني مافي صبر والناس التختار من حسه …… وانا اطلب من التحالف المعارض ان يعرض العفو العام عن كل من شارك مع الانقاذ بشرط الانساحب الآن ( الآن دي تحتها خط ) موش تقعد موارب الباب حسب اتجاه الريح !!! وبعد العفو وانسحاب من ينسحب تكون الكلمة علي البقية حق لن يشفع لهم احد . يلا أذن أذان النضال

  16. لو نظرنا لتكويننا من البدايات كسودانيين ان القبائل السودانيه بالمركز وقربه لم تكن بينها حروب طاحنة للهيمنة على الاخر بل كانت وسائل الجودية حاضرة بيننا لهذا السبب لم يتربى اكثرنا على الموت لنيل المطالب بحمل السلاح كما انه لم تقع مظالم توجج نيران الصراع المسلح ضد الفئات الظالمه والغبن لم يتفشى بيننا لاننا نومن بالامثال اكثر من اي شئ اخر – من فش غبينتو خرب مدينتو –

  17. بعد أن قرأت هذا المقال الواضح الفاضح للحالة التي يمر بها كل من له رأي بضرورة التغيير و لكنه يلزم الصمت و يكتفي بالقراء و التعليق مع غير أو كتابةً .
    أؤيد بشدة فكرة التمرد على الواقع المرير و على إقتلاع وهم عدم وجود البديل الذي مكّنت له هذه الزمرة الطائشة في نفوس الناس كما مكّنوا لحكمهم .
    أؤيد بشدة مقترح القناة الفضائية و أزيد عليه بفتح حساب لتمويلها لتبدأ قوية مؤثرة ذات أهداف واضحة هي الوصول للناس في أمكانهم لبث روح الحوار الهادف الرزين المبني على الحقائق و تقبل الآخر ،،، أركز على تقبل الآخر بشدة ، و أرشحك يا فايز السليك لتبني هذه الوسيلة الفعالة لتكون إحدى خطوط النضال للمتمرديد الجدد ، متمردى أهل السودان الوسطى ، قلت الوسطي لأني أتفق مع القائل بأن المركز هو كل من أصابته التخمة على حساب الغلابة في كل مكان من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..