
إنتهت حملة العلاقات العامة بنجاح مبهر، ولا أقول حملة التبرعات، أو حتى (الشحدة) كما يطيب لأنصار النظام البائد تسميتها (حسداً من عند أنفسهم)، بطبيعة الحال الفعل في ظاهره يحتمل كل التسميات حسنها وقبيحها، والاختلاف يكمن فقط في (الرؤية). وهكذا هي الحياة في كافة مناحيها، فما يراه البعض مصيبة يرى فيه آخرون فرص ثمينة، فالاشياء هي الأشياء والاختلاف فيك أنت وفي محتوى فكرك!
لا يخفى على اقتصادي أو حتى متابع عادي للشأن السوداني خاصة وشأن الدول الفقيرة عامة، أن الدول الكبرى تغتنم مثل هذه المؤتمرات لتحصل على غنائم (باردة) من تلك الدول، كأن تحصل منها على فرص لتسويق منتجاتها أو حتى سياساتها الدولية، ولكنها بأي حال من الاحوال لا تعمل لمساعدتها بالصورة التي يفكر فيها بسطاء تلك الدول، وهذه هي طبيعة السياسة والعلاقات الدولية التي تقوم بالاساس على تبادل مصالح (والحشاش يملأ شبكتو) فالدول ليست جمعيات خيرية، بالتالي نستطيع القول أن الحملة وفق هذه القراءة كانت ناجحة.
لقد خرج علينا محللون اقتصاديون بعد المؤتمر وقد أبدعوا في طرق ووسائل القياس للحط من هذه الحملة، سواء بمقارنتها بحملات سابقة في عهد النظام البائد، وذلك من ناحية المبالغ التي تم التعهد بها، أو قيمة ما تم تحصيله بالفعل، فانتهوا الى نتيجة فحواها أن الحملة ما كانت إلا مجض قنبلة دخان، فقارنوا الأرقام بالأرقام، وافترضوا أن كل العوامل الأخرى (ثابت)، وهذا لعمري تعسف لا يمت للتفكير السوي بصلة ناهيك عن التفكير العلمي، نعم لن تلتزم كل الدول بتعهداتها، واذا التزمت ستفرض شروط كثيرة جداً بل وستحدد هي أماكن وطرق صرفها.
أحد مكاسب هذه الحملة هو اعادة السودان إلى الساحة الدولية، ولكن وجب العلم بأن هذه العودة وحدها لا تكفي، فهي مجرد خطوة في طريق طويل، فكل الدول الفقيرة اليوم داخل الساحة الدولية، ورغم ذلك تزداد كل يوم فقراً على فقرها، هذه العودة هي مجرد عامل مساعد ليس إلا، والأهم منها هي (الرؤية) التي يمكن أن توفر سبل الاستفادة من هذه العودة، والرؤية تتمثل في سؤال إلى اين نحن ذاهبون؟ وما هي المشاريع الكبرى التي ستحملنا إلى هناك؟، وكيف يمكن الاستفادة من هذه العودة في استجلاب الـ know-how، نريد أفعال ونريدها أفعال كثيرة!
لقد تعبنا من سياسة مقاطعة السلع من اجل تخفيض الأسعار، نريد محاربة الجشع بالانتاج، نريد أن نرى مستقبلنا فيما تفعلون اليوم، لا نريد كلاماً معسولاً وأماني وردية، الشعب كله على استعداد للعبور فقط ضعوا الخطط والتشريعات اللزمة لتنفيذها، أزيلوا العقبات عن طريق الاستثمار. لقد تعبنا من سياسة مطاردة تجار العملة، تلك التجارة التي تخلقها حاجة موضوعية في السوق.
المغترب يا سادة مازال يحول مصاريف الشهر بالسوق الاسود، معاناة تحويل المصاريف أصبحت لا تقل عن معانات كسبها، هذه ثروات ضخمة مهدرة يا عالم، تحويلات شهر واحد تعادل كل ما تم جمعه من دعم خارجي منذ الاستقلال إلى تاريخ اليوم، لأنها أموال حقيقية فيها حياة ونبض ودفئ (معمولة بحب).
صديق النعمة الطيب
[email protected]
حمدوكأم لم تلتزم و حكومته يبذلون جهدهم و سواء التزمت الدول بما وعدت ام لم تلتزم فالحكومة عملت اللي عليها و هذا جزء من برنامجها للخروج من الأزمة الاقتصادية و كذلك الجهود تبذل لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و التي ستمكن المغترب من تحويل مدخراته عبر البنوك بدل السوق الأسود ..
نظرة الخبراء الاقتصاديون زي ما يدلعو بيهو نفسهم في السودان فقط قروووش زي المجانين دي كم كتيرة لا لا اقل من…علي هذه الشاكلة.
يا اغبياء الاقتصاد، التنمية اليوم تقوم علي الشراكة تبادل خبرات الفنية والتكنلوجيا و السلع و الخدمات و تطوير الراسمال البشرى اولا مش الدعم المالي المباشر و بي كدا القروش تجي و المؤتمر هدفو الاول الشراكة و التعاون الدولي و نحج نجاحا كبيرا بالاضافة الي الدعم المالي المباشر اللقاها و لو ما شوية باقي الانقاذ اللسة في السلطة حتي الدعم المالبي المباشر كان ما تتخيلوهو.
مقالك لم يقدم ايةقيمة اضافية و لا تحليلا علميا