مقالات وآراء

كسارين التلج في الخدمة المدنية!

صوت الحق- الصديق النعيم موسى

إبتلى الله وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية بأناس هم أخطر من شياطين الجن همهم الأول التملّق وحماية مصالحهم ومواقعهم بأي شكلٍ كان وتناولت في مقال الأمس ( المنافقين في الخدمة المدنية ) ودورهم في تدمير المؤسسات والهيئات والوزارات وعلى سبيل المثال نتناول اليوم الدور السئ الذي يقوم به بعض الموظفين في قطاع الخدمة المدنية ( كسارين التلج ) فما يحدث منهم داخل تلك الوزارات يترفع الإنسان عنه. إنَّ النفاق من أسوأ الخصل التي يقع فيها الإنسان وأذكر النكته الشهيرة التي تقول ( في ناس قاعدين يلعبو كشتينه بعدين اللواء جدع بايظ للرقيب ، الرقيب قال ليهو والله يا سعادتك الكرت ده خمسين لكن بخرب الورق ) هناك موظفين مهمتهم الأساسية التطبيل للمسؤولين وهذا التطبيل ( كسير التلج ) عكس الوجه الأسوا للعمل الإداري والتنفيذي في جميع مرافق الدولة ؛ رأيت بعيني ذلك الأمر في كثير من المواقع وكل من قرأ مقالي هذا بما لا يدع مجالاً للشك شاهد هذه الفئات تمارس أعمالها الغير أخلاقية داخل المكاتب وبدل أن يتناصحوا فيما بينهم وهذا أمر رباني جاءت فيه آياتُ كريمات قال عزّ من قال ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) هذا الإصلاح في جميع مناحي الحياة ليس في المنزل فقط بل في تفاصيل حياة الإنسان المختلفة فهو في حوجة للنصح والإرشاد ولأنَّ النفس البشرية أمّارة بالسوء إلاّ ما رحم الله فأقرّ الإسلام هذا الأمر العظيم فيغفل المرء عن الطريق المستقيم فينصحه أخوه ليعود إلى الحق ، فالمؤمنون إخوة يجب بينهم التناصح والتعاون على البر والتقوى، والتآمر بالمعروف، والتناهي عن المنكر كما قال الحق ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) آيات واضحات طيبات مباركات وهي منهج حياة للعبد يرحمهم بهذه الأعمال ؛ لما بينهم من الولاء والمحبة في الله، والتعاون على الخير، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر، وأداء فرائض الله ، وترك محارم الله، بهذا يرحمهم جلَّ وعلا.
( وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ 3 ) التواصي بالحق هو التناصح ، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو داخل في قوله :( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) المائدة.
جميعنا يحفظ هذه الأيات ويعلم معانيها ولكن هل نُنفّذ ذلك على أرض الواقع ؟ هل نتناصح فيما بيننا ؟ فديننا الحنيف أقرّ النصح والإرشاد ولا كبير على النصيحة مهما كان منصبه أو موقعه مع العلم أنّ هناك آداب للنصح والإرشاد ( ولكن كسارين التلج في بلادنا ) أكاد أجزم أنَّ الكثير منهم يخافون من النُصح خوفاً على مصالحهم ومواقعهم ويصمتون عن قول الحق ؛ ولا يتحدثون فيه خوفاً وجُبناً والله سائلهم لا محال وهذا سبب رئيس لدمار بلادنا ليست الخدمة المدنية فحسب.
تطور هذه البلاد مرهون بصدق الفِعال وليست الأقوال والتطبيل ما هو إلاّ نقص في أخلاق الرجال ، ولماذا يُطبّلُ للمسؤولين والوزراء وأكثرهم فاشلين وعاجزين عن قيادة الدولة نحو التطوّر والإزدهار وبسبب هؤلاء نتربع في ذيل الأمم من فسادٍ ومحسوبيةٍ ونهب للمال العام جهاراً نهاراً وتهريب للذهب ، يُخطئ المسؤول وبدل أن يُناصح ويتراجع للحق تأتي شرزمة من المنتفعين يروّجون له بأنه على الحق المستقيم ولعنري هذا ما أضاع السودان والمواطن يدفع فاتورة قاسية جداً والأدلة أمامكم مُشاهدة قَالَ النبي صلّ الله عليه وسلّم : ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ: للَّه ، وَلِكِتَابِهِ ، ولِرسُولِهِ ، وَلأَئمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) رواه مُسْلم . قابلت في حياتي نماذج كثيرة للمطبلاتيه ( وكسارين التلج ) في وزرات البلاد المختلفة وهم أُس البلاء ويُساعدون على الديكتاتورية لدي العديد من الأصدقاء يعملون في بعض الوزارات السيادية وغيرها تم نقلهم بسبب حديثهم عن الإصلاح ، وأذكر حديثاً أحد الوطنين المخلصين تحدث عن الحق فنقله الوزير لثلاث مواقع مختلفة آخرها خارج الخرطوم لأنه قال كلمة الحق.
صوت أخير:
هل يستحق وزراؤنا هؤلاء التطبيل؟
هل هذه الحكومة تستحق التطبيل؟
إنَّ الذين يُديرون الدولة فشلوا من هرمهم الأول بأعترافهم أنفسهم ، وهم سبب رئيس للمصائب التي تنزل على الشعب فليس هناك أسوأ من سوء الإداره . الواقع يؤكّد حالة الإنهيار الإداري في الخدمة المدنية والسبب الرئيس كما أسلفت عدم النُصح والصمت على الباطل ، قال تعالى ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ 78 كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ 79 ) هذين الآيتين تحمل معانٍ عظيمه و واضحة كوضوح الشمس ( كانوا لا يتناهون هن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) أي كانوا لا ينهى بعضهم بعضا ، روى إبن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من رضي عمل قوم فهو منهم ، ومن كثر سواد قوم فهو منهم ) كانوا لا يتناهون عن إنتهاك محارم الله وهذا الأمر نُشاهده في بلادنا كثيراً . يصمت الكثيرين عن الحق بسبب الخوف من الرزق وآخرين لا يستطيعون التحدث ( يقول ليك هووي ما تجيب لينا الهوا والوزير ممكن ينقلك وممكن يفصلك ) ويخافون الناس والله أحقُ أن يخشوه.
اللهم بلّغت،،
اللهم فأشهد،،

‫2 تعليقات

  1. سؤال برئ جدا، لماذا يظهر معظم السودانيين تدينهم، حتى وسائل التواصل الاجتماعى تعج بالرسائل الدينية لكن فى الحياة والواقع المعاش لا تجد هذا التدين فى التعامل والمعاملات!! انفصام اجتماعى عام!!

  2. الخدمة المدنية خربتوها انتو يا كيزان لما تجيب زول ما مستحق لوظيفة حيضمن الاستمرارية كيف لازم يكسر تلج و يكون امنجي على الباقيين
    قوم لف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..