أخبار السودان

وقفات مع شهادة الدكتورالترابي على العصر

د. عمر بادي

استهلال :
1 ? ( ولانا الله على الناس لنسد لهم جوعتهم و نوفر لهم حرفتهم فإن عجزنا عن ذلك إعتزلناهم) أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
2 ? ( يمكن التعامل مع التراث وفق ثلاثة مناهج : الإحياء , الإستلهام و إعادة القراءة ) الدكتور محمد عابد الجابري
3 ? ( السلطة تفسد , و السلطة المطلقة تفسد مطلقاً ) المؤرخ الانجليزي اللورد جون أكتون
4 ? ( إن الله ينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المسلمة الظالمة ) إبن تيمية
5 ? ( لم تكن دولة المدينة في زمن الرسول الكريم دولة دينية لأن دستورها قد تميز عن القرآن و إن لم يخالف روحه و مبادئه , و رعية هذه الدولة لم تقف عند الجماعة المؤمنة بدين الإسلام بل كانت رعية سياسية إتخذت من المعيار السياسي و الإطار الحضاري ميزانا حددت و ميزت به الرعية من الأغيار , و قد إستخدم هذا الدستور مصطلح الأمة بمعنى الرعية السياسية , و أقر التمايز و التعددية الدينية في داخل هذا الإطار القومي ? الحضاري ? السياسي . إن أمة إقترن تأسيس دولتها الإسلامية الأولى بالدستور المكتوب لا يليق أن تنكص على أعقابها فيحكمها الإستبداد متحللا من ضوابط الدستور شكلا و فعلا ) العالم و الكاتب الاسلامي الدكتور محمد عمارة .

بعد إنتهاء الحلقات الستة عشرة التي إستضاف فيها الإعلامي أحمد منصور الدكتور حسن عبد الله الترابي في برنامجه المشهور شاهد على العصر على قناة الجزيرة , و التي قيل أنه قد تم تسجيلها قبل ستة أعوام , توقعت أن تدبج العديد من المقالات عما أتى في تلك الحلقات إجمالا , لكن يبدو أن إنشغال الساحة السياسية في السودان بقضية المحادثات المصيرية الدائرة و المتقطعة بين المعارضة و حكومة المؤتمر الوطني قد غطى على ما ورد في تلك الحلقات , خاصة الأخيرة . هذا لا ينفي أن بعض الكتاب و المحللين قد أتوا بمقالات عاجلة بعد نشر بعض الحلقات . في هذه المقالة سوف أسعى كي أربط ما قد إستفحل في السودان حاليا من قهر و تضييق و إنعدام للحريات و غلاء في المعيشة و صعوبة في الحياة و عطالة مقنعة و غير مقنعة و إنحطاط خلقي سافر و فساد ظاهر و صراعات و حروب و كوارث و كروب , سوف أربط كل ذلك بما ورد في حلقات دكتور الترابي الشاهد على عصر إنحطاط السودان و المتهم الأول في ذلك .

سوف أعرض في شكل نقاط و في إيجاز ما ورد على لسان الدكتور الترابي في حلقاته الستة عشرة , آخذا ما يهم تجربة الحكم و بنية الدولة , ثم سوف أستهدي بما أوردته في الإستهلال أعلاه من مقولات كان لها أن تكون هادية للدكتور الترابي في بناء دولته الإنقاذية , خاصة و هو قد ظل يردد خلال كل الحلقات أنه لم تكن هنالك أمثلة يهتدي بها , و بعد ذلك سوف أربط شهادة الدكتور الترابي تلك مع قضايا السودان الآنية و مع رؤيته للبديل الذي لم يمهله الموت أن يرى إكتماله , ألا و هو المنظومة الخالفة التي ستعقب الحوار الوطني .

لنبدأ في ايجاز و في شكل نقاط بعرض ما ورد على لسان الدكتور الترابي في حلقاته تلك :
? عدت من فرنسا قبل قيام ثورة أكتوبر و بحكم تعودي على حرية الرأى في الغرب , تحدثت في ندوة جامعة الخرطوم .
? كان هدفي في جبهة الميثاق الإسلامي هو توسيع عضويتنا عن طريق المتدينين و تكوين التجمعات التي تضم الطرق الصوفية .
? وجدنا أن المدخل الديني للشعب السوداني سهل و يجد القبول .
? الأحزاب الطائفية ليست لها رؤى للحكم .
? أتينا بالبشير من جنوب كردفان , فقد إختطفناه من هناك على أساس أنه ذاهب لبعثة , و هو قد تم تجنيده للحزب و هو ضابط كبير .
? لم يكن البشير يعرف أنه الرجل الأول في الإنقلاب إلا قبل يوم من تنفيذه , و معظم الذين نفذوا الإنقلاب كانوا مدنيين يلبسون أزياء عسكرية .
? كان هدف مجلس شورى الجبهة القومية الإسلامية هو تنفيذ الانقلاب .
? تكون المجلس التنفيذي بعد خروجي من السجن في بداية الإنقلاب و كنت رئيسه الفعلي.
? كان المجلس التنفيذي يرأس مجلس الشورى .
? جهاز أمن الدولة كان من الأخوان و بجانب ذلك إستمر جهاز أمن الجبهة .
? لقد خبأنا حقيقة الإنقلاب على العالم في بدايته .
? إعترف الترابي بتحمله للمسؤولية في إحالات الصالح العام بعد أن حاصره أحمد منصور و لكنه ذكر أن علي عثمان أحمد طه كان المسؤول عن التعيينات .
? إعترف الترابي ببيوت الأشباح لكنه قال إنه سمع بها متأخرا و ذكر أن جهاز أمن الحركة كان أيضا يمارس التعذيب و ذكر أن التاريخ الاسلامي كله به تجاوزات و إستبداد .
? إعترف الترابي أن حكم الإعدام على تجار العملة لم يكن عادلا .
? كانت خطة الحركة الاسلامية أن يبقوا مستترين لمدة ثلاث سنوات , ثم يظهروا بعد حل مجلس قيادة الثورة .
? لا يوجد فكر سياسي في الحركة الإسلامية و التي كانت بائسة .
? الشعب السوداني يعرف كيف يهدم و لا يعرف كيف يبني في ثورتيه 1964 و 1985
? إعترف الترابي أنهم قد دربوا اللاجئين من أثيوبيا و أريتريا و حشدوهم بالعتاد و الدبابات ضد منقستو حتى أطاحوا به .
? الترابي و البشير لم يكونا يعلمان بمؤامرة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك , و المتورطون فيها هم علي عثمان محمد طه و نافع علي نافع و ضابطان من الأمن .
? الأمريكان طلبوا من الترابي إبعاد أسامه بن لادن و عندما رفض طلبوا من الحكومة .
? كارلوس قدم إلى السودان في عام 1993 من الأردن بجواز سفر يمني بعد سماعه بالنظام الثوري في السودان , و قد طالب الفرنسيون به فساوموا الأمن السوداني في ذلك .
? لم يكن الترابي يظن أن فتنة السلطة و المال يمكن أن تبلغ بالناس الثقات ما بلغت .
? المشروع الاسلامي عند كل التنظيمات هو نظري لأن الذي يضبط السلطة هو الشعب و الحريات .
? القربى أخذتنا فقربنا و فسحنا لهم ليحكموا بما تربوا عليه و لكن السلطة أغرتهم .
? قانون الطوارئ كان يصدره الرئيس .
? الصراع مع العسكريين كان على بنية الدولة التي نريدها لتطبيق الاسلام .
? البشير كره الهجوم على الفساد في المجلس الوطني .
? المجلس الوطني كان يريد أن ينتخب الولاة لكن الرئيس رفض ذلك , و لم يوافق أيضا على منصب رئيس الوزراء .
? كان الترابي أمينا عاما لحزب المؤتمر الوطني و رئيسا للقيادة التنفيذية لاتخاذ القرار , و لكن البشير أخذ منه هذه الرئاسة .
? ذكر الترابي أنه عندما توفي الزبير محمد صالح في عام 1998 لم يرد أن يكون النائب الأول و قد رشح علي الحاج و علي عثمان محمد طه لذلك .
? جيش الاسلام لم يكن مهنيا بل شعبيا يستدعى عند الحاجة .
? مذكرة العشرة في عام 1998 قدحت في تصرفات الترابي و دعت الى تحويل صلاحياته لرئيس الجمهورية , و بعدها تم حل البرلمان و كانت المفاصلة .
? البشير خرق الدستور في حله للبرلمان الذي كان الترابي في رئاسته .
? لا بد للإسلاميين أن يتبينوا ما هو البديل الذي يريدونه , و الدولة الاسلامية رجاؤها خاب .
? نحن نعمل مع الآخرين في منظومة من أجل الحريات , و أبحث عن حركة أوسع , لأنه إذا خرج هذا النظام فإن كل هؤلاء الذين معه سوف ينفضون عنه .

كانت للإعلامي أحمد منصور مقدم البرنامج تساؤلات و تعليقات ساخنة ألقاها على الدكتور الترابي في حينها , منها :
أ ? أنه قد خطّأ الترابي في ترك العسكريين يتسلطون على السلطة في أهم فترة و هي فترة بداية حكم الانقاذ , و خطّأ الترابي في عدم معرفته الكاملة بعمر البشير .
ب ? أنه قد إتهم الترابي بأنه لم يخطط لإيجاد أجهزة رقابة حتى تحكم الأمور , ثم يضيف أن هذه تجربة مريرة .
ج ? أنه تساءل عن الضوابط التي يجب أن تتم حتى لا يحدث كل هذا الفساد , فكانت إجابة الترابي أن السرية كانت قاتلة بحكم أن حركتهم ضعيفة .
د – أنه قال للترابي في وجهه : أنت محاسب أمام التاريخ بما فعلته من نظام , و لم تكن لكم خطة محكمة !

كل من يقرأ ما أوردته أعلاه , سوف يتعجب مما فعله بالسودان الدكتور حسن عبد الله الترابي خبير القانون المقارن في العالم ! الرجل لم يكن منقطعا عما يدور في العالم الاسلامي و في كل العالم بحكم إطلاعه , و من المؤكد أنه قد إطلع خلال قراءاته على ما أوردته في الإستهلال في بداية هذه المقالة , فلم لم يستهد بكل ما لديه من مخزون معرفي ؟ الإجابة بكل بساطة أنه قد بدأ دولته بداية خاطئة بإختياره للإنقلاب العسكري صيغة توصلهم إلى سدة الحكم , فكان إختياره قاصمة الظهر لتنظيراته عن الحريات و العدالة و كان أن جر عليه كل الأخطاء المتلاحقة !

كيف الخروج من النفق المظلم الذي حشرت فيه الإنقاذ السودان ؟
كان في الامكان أن يعلن السيد رئيس الجمهورية عودة الحريات و النظام الديموقراطي التعددي كما سبقه حكام عسكريون قبله في العالم , بدون أن يدخل البلاد في كل متاهات الحوار الوطني و تشعباته التي أخذت الكثير من جهد و طاقة البلاد و لا زالت مجهولة المصير . لكن كل ذلك كان تمهيدا للتوصل إلى تسوية وطنية تجيز العفو عما سلف من تجاوزات في حق الوطن و إزهاق للعديد من الأرواح , و تسقط عن السيد الرئيس و أعوانه تهم المحكمة الجنائية , ثم يحين دور منظومة الترابي الخالفة للم شمل الاسلاميين حتى يكونوا غالبية في الديموقراطية القادمة . كل ذلك يتوقف على موافقة حكومة المؤتمر الوطني على مطلوبات و إشتراطات المعارضة من أجل دخولها للحوار و إعادة هيكلة الدولة , بشهادة و ضمان الوسطاء من أمريكا و بريطانيا و الإتحاد الأوربي و الإتحاد الأفريقي . أما بدون هذه الضمانات فإن دخول المعارضة إلى ردهات الحوار الوطني سوف يضر بها , حيث تتكالب عليها أصوات المؤتمر الوطني المكتظة سفورا و إستتارا و التي سوف تجيز ما تريد إجازته و تتنكر لما يمس خطوطها الحمراء ! على ذلك يجب على المعارضة أن تراقب وقع أقدامها و لا تتسرع حتى لا تسقط في مستنقع التبعية , فاذا لم ينجح الحل التفاوضي عليها أن تعود أدراجها لتقود الشعب لثورة حمراء ثالثة , و لا نامت أعين الثعالب !

أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم وهو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك أفريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني مما أدى لتمازجهم و كان نتاجه نحن , و أضحت هويتنا هي السودانوية . إن العودة إلى المكون السوداني القديم العربي الأفريقي اللاعنصري تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لكم التحية اخي د. عمر بادي وأعجبني اسلوبك المختصر في نقاط بعيدا عن التبريرات التي لا يحتاج اليها قارئ اليوم بمعية حاج ( قوقل)– أسمح لي باضافة بسيطة وهي أن النخبة السودانية تنقل تجارب الاخر الفطير فنسخ حسن الترابي لتجربة حسن البناء المصرية المتجذرة في عقليات احفاد الخوارج الذين شاركوا في قتل سيدنا عثمان كان نسخا ثم تطبيقا لاسوأ نموذج بدليل ان النسخة الاصلية في مصر لم تصمد في الحكم ولم تنجح فيه مع اول امير يتأمر علي الامارة المصرية وسقطت الجماعة .
    ثم عودة للبديل في ضوء رفع النخبة لشعار قسمة السلطة والثروة فهي تبعد معظم فئات الشعب السوداني في مجالات الزراعة والرعي وتحصر الكيكة كما سبق في شعار سودنة الوظائف وما رزئنا به .
    الوصول الي كلمة سواء وعبر الية الانتخابات الحرة والتداول السلمي للسلطة هو الحل الامثل مع ميثاق يحدد منهج المحاسبة وفق قواعد القانون وليس بما يسمي العدالة الناجذة او الغضبة الشعبية.
    أكرر التهنئة لك بالعرض الجميل القيم

  2. كلام جميل وبسيط ومفهوم حتي لخريج الايتدائية نريد وطناً يحترم فيه العالم الجاهل والمهندس يحترم بائعة الشاي والطبيب عامل الدرداقة وطناً يضمنا مسيحين مسلمين نوبة وأقباط ودنيكا والبيان الهنود
    ولانريد ظلماً باسم الدين( إن الله ينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المسلمة الظالمة )
    وطن جميل يحترم الإنسانية ويراعي حقوقها
    نريد العادلة العادلة العادلة العادلة العادلة ولكن في وطني من يطالب بالعادلة فعافبه النهرة أو الطلقة وإعتقد إنه يقصد النحرة وليست النهرة
    للأسف الشديد جامعات بلادي تخرج طلابها بشهادة بكلاريوس نحرة بي ساطور أو دكتوراة بطلقة نارية رحمك الله يا عائشة الصومالية فقدت روحك من أجل انقاذ زميلة تبحث عن جرعة موية

  3. احسنت . فلنعجل لان التأخير فيه ضرر وذيادة الصعوبة للتغيير فهولاء حسب تجربة السبع وعشرون سنة لا فائدة من حوارهم واعترافهم بالخطأ المشاهد .

  4. ي دكتور الحل الوحيد هو تفكيك النظام وبناء دولة المواطنة على اسس ديمقراطية سليمة فقط وليس غير ذلك …
    انت عايز ترجعنا الف عام تانى ؟ بعدين مافى حاجة اسمها الافريقانية والعروبية السودان فيهو اكتر من المسميات القلتها دى ثم ان الافريقانية ما لون ولا اثنية بل وطن يحوي العروبية والزنجية والنوبية وغيرها ..
    ومن قال لك ان الناس لم تتناول حلقات الدكتور الترابى جملة وتفصسلا ؟ اذا لم تكن متابعا فهذه مشكلتك ولكن لا ترمى الكلام على عواهنه ..
    هناك كتاب ومحللين تناولو كل حلقات الدكتور الترابى فى مقال واحد وباستفاضة اكثر من السطحية التى تنالتها بها

  5. “إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم وهو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و..”
    ده كلام جميل لكن لا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال توفير مجتمع العدل والمساواة وتكوين واقع اقتصادي مشترك يتمكن من خلق التمازج وهذا بدوره يعتمد علي ارضية الحريات وتوفر التعليم والصحة اي الامان المجتمعي بصورة معقولة وهذا ما يعرف بالدولة او نظام الحكم يعني علي حسب ما اعتقد المشكلة في الاساس مشكلة خلق دولة تطبق سياسات من اجل خلق بيئة جيده لتطور هذا الشعب .

  6. نحن سودانيون وكفي. ما يثير الاستغراب والتعجب , هو وقوع اغلب المثقفين والكتاب السودانيين في فخ ازمة الهوية المصطنعة والتي تقسم السودانيين الي ذي اصول عربية وآخرين ذي اوصول أفريقية , وهذا هو اس البلاء في السودان اليوم , والحقيقة الناصعة هي اننا سودانيين منذ فجر التاريخ وحتى الآن , لان الكثير من البحوث العلمية والدراسات التاريخية والتي اعتمدت على العلوم الحديثة مثل فحص الحمض النووي وغيرها , أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأن البشر الموجودين الان على سطح الأرض أصولهم ترجع إلى انسان السودان الذي عاش في شمال ووسط السودان الحالي بحدوده المعروفه , والخريطة الجينية لسكان السودان الحاليين متصلة من غير انقطاع منذ آلاف السنين , وترجع الي اصل واحد هو اب كل البشر الموجدين الان في العالم , والذي يمكن تسميته ادم العلمي . لذلك فنحن كسودانيين نعتبر اصل البشرية, بمثابة الجزع في شجرة نسب البشر الموجديين حاليا في العالم . ولهذا فمن الغريب ان يحاول البعض الهروب من اصولهم والانتماء لفرع من الفروع عربي كان او غيره . وعليه يجب على كل السودانيين ان يفخروا باصلهم الذي لا يدانيه شيء على وجه الأرض , وهو لعمري مدعاة للمفخرة والاعتزاز. ومن ناحية أخرى لابد من إعادة صياغة تاريخ السودان على ضوء الحقائق العلمية المكتشفة حديثا وإجراء المزيد من البحوث العلمية والدراسات المستفيضة لتوضيح عراقة تاريخنا المهمل واكتشاف خباياه والتي تعتبر من أهم الأشياء ليس لنا كسودانيين فقط بل للعالم اجمع. ماذكرته قيض من فيض عظمة السودان المنكوب ببعض ابناءه الجهلاء والاغبياء الذين يعانون من العقد النفسية ومركبات النقص , ويتحكمون في السودان الان , ويزرعون فيه التفرقة و العنصرية والقبلية ليتمكنوا من السيطرة على الحكم بتطبيق سياسة فرق تسود المعروفة , لذلك لا يجب مجاراتهم في ما يفعلون.

  7. كلامح سمح بلحيل يادكتور وخاصة – العودة إلى مكون السودان القديم وهو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية.

  8. شكرا يا دكتور علي هذا الايجاز واتابع كمكلوم مثلك لوطن بكل هذه الموارد يظل فقيرا ومرهونا للمزاج الشخصي وشخصيا ان مضيعتنا الكبري هو جرينا وراء تطبيق الايدلوجيات علي المجتمع (كسر رقبه ) مما اضاع علينا تسامحا وروحا لم تتوفر حتي في ارقي الديمقراطيات كما قال بذلك الكاتب الكبير احمد بهاء الدين عام 1983 في مجلة المستقبل بباريس في رده علي الرئيس نميري قال (انا اعرف السودان والسودانيين كانت لديهم ارقي ديمقراطية لا توجد في الغرب المهد لها ولا في الشرق الوافد عليها والسبب في هذه هي نوعية المجتمع السوداني وتسامحه العجيب المتفرد علي كل الدنيا ) مردفا ( شاهدت البرلمان في الفترة الثانية نعم يختلفون في البرلمان ولكني افاجا ليلا كلهم علي مادبة يتسامرون ويفرقون اصدقاء احباء ) وهذا الذي فقدنا الان بنسبة كبيرة مما جعل الكاتب فهمي هويدي يقول (الشخصية فيها لطف نسبي) اي انحسر التسامح ما بين المقالين وهو تسامح استغله الترابي ونعم قرا ما كتب واكثر طبعالكنه يريد ان يحكم السودان بشخصه ومزاجهكتفرد لشخصيته حيث غابت فكرة الوطن لديهم وحلت محلها الاقطاعية لحزب منغلق لا يفهم في معني الدولة ويعتبرها كانها اتحاد طلاب جامعه التبسيط المخل هو اذري بهم ولاحقا بناوهنا الفرق بين مهاتير والترابي اولهم اراد الوطن والثاني اؤاد الذات

  9. دون تزكيه لنفسى ربما تابع بعض زملائى من قدامى المعلقين تبنِى الملح لشهادات المقبور وضرورة التركيز عليها وتحليلها وتفصيصها لفائدة شبابنا حديثو العهد بهذا النظام وفكر جماعة الاخوان، واذكر جيدا بأننى وفى اول عهدى بموقع الراكوبه أن شبهة المقبور بأنه كالطيار الذى اقلع بطائرته الى عنان السماء مستندا على كتاب كان قد قراء فيه (كيف تطير بطائرتك)وعندما هم بالهبوط و جد فى نهاية الكتاب المعلومه التاليه (كيفية الهبوط في النسخه التي ستصدر لاحقا فأحرص على إقتنائه!!) وهذا عين ما تواجه به المقبور !! والنظام القائم منذ حلق بهم شيخهم مازال عالقا في الفضاء وسيظل على هذا الحال وانا أرى بأن الأحزاب ضيعة فرصه ذهبيه ساقتها لهم الاقدار على غير توقع ولم يهتبلوها وانا اجزم بأن النظام كان قد عاش أحلك واسواء أيامه منذ أن أعلنت قناة الجزيره عن إعتزامها بث شهادات الهالك وحتى نهاية الحلقات ويكفى أن الحلقه السادسة عشر أخرجت على عثمان ونافع وعلى الحاج عن صمتهم فاقبلوا بعضهم على بعض يتلاومون ثم صمتوا جميعا عندما شعروا بأن أصحاب الزبده لم يرغبوا فى شويها وانشغلوا بالمخرجات فحمدوا الله وتنفسوا الصعداء ثم انزووا!!

  10. عدم اعتراف الترابي بان التنظيم العالمي للاخوان النسلمين انه ماسوني صنيعة الصهيونية العالمية يقدح بانه غير صادق

  11. من يوم ما عرفت الترابى أرى تناقضا كبيرا يكاد يكون واضحا …..هو يقول شيئا ويفعل شيئا آخر ولكل خطأ من أخطائه يأتيك بمبرر يقنع بعد الآخرين لدرجة انه يقنع نفسه بأن الخطاء صواب ….شخصية مثيرة للجدل وستظل كذلك …..

  12. نشكر الدكتور على كتاباته الراتبة في المواقع الإسفيرية والتى يتابع فيها الاحداث بشكل متوازن ورصد حثيث…وأحب هنا ان اشير الى ان (الجيفة حسن ترابي دون كيرليوني) قد مضى نحو جحيمه…وهو قد ترك تلاميذه ومريديه على كراسي السلطة والمال والنفوذوعلى رقاب الشعب المسكين…ذكر اسماء عديدة…وتواريخ مديدة…وأحداث دامية ومؤلمة….وماضي وحاضر انسد له ومايزال الافق….كانه مايزال سادرا من قبره في غي انتقامه من شعبه الذي لم يتيح له يوما من الايام…أي جدارة بتمثيل شرعي….أو نبالة برمزية اخلاقية….مضى….تطارده لعنات أبناء شعبه…. وسكت حتى من كنا نتصور (أنهم محبيه)…وهم يخجلون من ذكر (سالفته…ويغضون البصر عن ناحيته)؟؟؟؟كنا وما زلنا نتوقع حلقات…ومقالات …وردودا مطولة…من قبل تنظيمه…وقياداته…ومن جاء ذكرهم بالاسم والاشارة الواضحة البينة…على عثمان…نافع…الجاز…قطبي المهدي…غندور..عبد الرحيم حاج على…البشير..على الحاج….طيب زين العابدين…الخيش حسن مكي…أفندينا …غازينا….مصطفى اسماعيل… المحبوب عبد السلام…(ضباط الجيش اصحاب النجوم والنياشين خريجي مصنع الرجال الكائن بكرري الذين ذكرهم بوضوح….واعتبرهم لاشيء!!)….الصادق المهدي….مبارك الفاضل وزيراالداخلية…مسئول الامن الاول…كيف يسكت هؤلاء االناس….كأن الرجل ما يزال يتهددهم ممن قبره….إعتذار جبان أو يقولوا أن الرجل قد (مضى وتجيف وتفطس)….أحمد منصور جلبه من جحيمه الذي حشر فيه ان شاء الله….وجعله يتجادع ويتضاحك و(يتهوزز)….ويقول لهم ما قال …
    الكثيرون يتوقعون ردودا بينة واضحه من أركان النظام والتنظيم …على ما (صدح به الجيفة حسن ترابي دون كيرليوني)!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..