التأثيرات النفسية والاجتماعية للتمييز العرقى فى السودان

تأملات فى :
التأثيرات النفسية والاجتماعية للتمييز العرقى فى السودان
بقلم : عثمان نواى
امريكا ولاية ميسوري
[email protected]
ان التمييز العرقى فى السودان هو سيد انواع التمييز ، وخاصة فى اثاره على المجتمع ، حيث ان التمييز الدينى والنوعى لها تاثيراتها لكنها لا تتسيد على الموقف بمقدار التمييز العرقى ، والذى تحول فى نهاية المطاف الى حرب رية لاهوادة فيها لرد الحقوق من قبل المميَز ضدهم وللتمكين والسيطرة من قبل المُميزين ، او العنصريين .
خلفية التمييز العرقى فى السودان :
لتميز العرقى تاريخ طويل يكاد يبدأ مع بداية البرية بتنوعاتها العرقية المختلفة ، وهنا فى السودان كان التمييز المرصود تاريخيا والمستمر بكل او باخر حتى هذا اليوم ، راجع الى الاحتكاك العربى والاسلامى مع الشعوب الاصلية القاطنة للسودان ، فمع هجرة العرب والمسلمين للسودان قبل خمسة الى 7 قرون مضت وبصورة مكثفة بدأت عملية مستمرة من محاولة السيطرة للعرب والمسلمين والذين لاسبابا ما كانوا اكثر قوة وتحضرا ماديا بمعنى القدرات التنظيمية للمجتمعات المهاجرة والجيوب المقاتلة اضافة الى سند الدولة الاسلامية المتقدمة وكل هذا ضد السكان المحليين اصحاب التنظيمات الاقل قوة وبعضها مساوى كان فى القوة والنظام ولكن ذلك العصر كان هو عصر العرب والمسلمين بلا منازع من الشام الى الاندلس على الرغم من ان العرب دخلوا السودان منهزمين من الصراع مع اوروبا والصراع الداخلى فى الدولة الاسلامية الاانهم كانوا يحملون جبروت المنتصرين واحلام الفاتحين .
قيل الكثير عن العلاقة بين الوافدين الجدد والسكان اصحاب الارض وكثيرا ما وصفت فى كتب التاريخ المنحاز منها والعلمى بالعفوية والسلمية ولكن الصراع لاجل السيطرة للقوى قد كان موجودا.
السودان ليس بلدا غريبا على العرب ولا افريقيا كقارة فعلاقات التجارة كانت متبادلة منذ الازل لقرب المنطقتين ولكن الاستيطان والمشاركة فى الارض كان امرا مستجدا ومتغيرا ضخما فى مسار تاريخ السودان . ونتيجة العلاقة التاريخية التجارية المرتبطة الى حد ما بتجارة بضائع كثيرة ولكن اهمها العبيد كان الدخول الى العبيد كاسياد على كل الاحوال لهؤلاء القابلين فى اى لحظة ان يصطادوا او يحولوا الى عبيد والواضح ان هذه الخلفية تجعل احد الطرفين فى موضع اضعف فى الصراع من اللحظة الاولى لهذا الاستيطان الجديد .
الامة التى لم تتكون بعد :
ان الخلفية السابقة هى بالتأكيد ليست تاريخية بحته وليست وافية لرسم مشهد البداية ولكن منعا للقفز على الحقائق وجب ذكر ما سبق ، ولاهميته كذلك فى فهم الحالة النفسية المتوارثة والتراكمات الموجودة منذ البداية . حيث ان السودان هو بلد افريقى اسود غير متجانس لا يمثل دولة وطنية ولا حضارة متواصلة اشتأت أمة متماسكة . فهو رقعة جغرافية ضخمة مسكونة بعدد كبير من المجموعات البشرية القبلية وبعض الدويلات الداخلية الصغيرة لم يذكر فيما بينها الا الصراعات العادية والاحتكاكات الناتجة عن الجيرة الجغرافية والتمايز الاقتصادى ربما ولكن ولكن تلك المجموعات لم يذكر عنها ممارسة اى شكل للاستعباد فى ما بينها بأشكال كبيرة قد يوجد تعالى او تحيز من البعض ولكن ليس نتاج نظام كامل او ثقافة متماسكة . ولكن قدوم العرب وسيطرتهم على شمال السودان بصورة تامة وبعض مناطقه الاخرى خلق نظام تمييز مبنى على العرق العربى كأفضلية على بقية الاعراق وذلك بناءا على القدرة السياسية والعسكرية والاقتصادية بالطبع وعلى الرغم من ان التمييز العرقى هو غير منحصر على العرق العربى الا ان ارتباط العرق العربى باللغة العربية والاسلام الدين السماوى والاكثير حداثة اعطى العرب دافع اكبر للتمييز ضد الاعراق الاخرى .
ان هذا البناء الاجتماعى اله الكمال للاخر الا اذا كان عبدا مملوكا او المضعف لكافة اشكال التعايش و الاحترام ادى الى نظام اجتماعى فى السودان مبنى على مقايييس مرتبطة بالعرق العربى ثقافيا وسياسيا وعلى كافة مستويات الشكل والمضمون للمجتمع و التكوين الجسمانى والاخلاقى للافراد . حيث ان كل من هو غير عربى هو عبد او عبد محتمل بالتالى هو اقل انسانية ، ومن هو عربى المتصف بكامل قيم الجاعة والشهامة والكرم اى اعلى القيم الانسانية عند العرب اضافة الى الاتزام بالدين الاسلامى على الاقل فى اشكاله التعبدية التطبيقية .
ان اللهجات واللغات ا لمتباينة لاهل السودان الاصليين ظلت طلاسم لدى العرب الوافدين الذين كانو ا يحاولون السيطرة على الموارد والارض ،هم ولم يحاولوا تعلم تلك اللغات بقدر محاولاتهم لاحلال لغتهم بدلا عنها خاصة فى الهدف النبيل المتعلق بنر الاسلام وبأعتبار العربية هى لغة القرآن معجزة الاسلام ، ولذلك كان تبنى المجموعات الاكثر اختلاطا بالعرب سريعا للغتهم وخاصة الذين اسلموا وذلك على الرغم من حفاظ مجموعات عديدة فى الشمال الجغرافى المسيطر عليه من قبل العرب المسلمين على لغاتهم التقليدية الى حد كبير ، ولكن الاسلام والتفاصيل الجسمانية الاخرى قللت من التمييز العرقى تجاه قاطنى المال .
الحكم على الاجساد :
ان سواد البشرة وخشونة وقصر الشعر وملامح الوجه من شفاه كبيرة وانوف فطساء مميزة للافارقة كانت ولا زالت هى المواصفات الادنى فى الكل الجسمانى الخارجى ذلك ان الافضل لم يكونوا بهذه المواصفات بل كانو اصحاب بشرة بيضاء او غير داكنة وانوف صغيرة وطويلة وشعر املس طويل وبالتالى كان التمييز العرقى يـأخذ شكل شديد الحدة بتعلقه بالمواصفات الجسدية الدقيقة والمؤدية للتفريق تلك ، كما أن ما ذكرنا من وضع لغة فضلى ودين كروح مجتمع مسيطر وقوى و افضل من غيره كانت بداية لم تصنع نهايتها بعد لتاريخ مازال مستمرا من التمييز المبنى على العرقى .
ان المجتمع السودانى الان فى تراكيبه المختلفة وطبقاته الاقتصادية والاجتماعية تتداخل فيه تلك التكوينات و الذاكرة السابقة الذكر فى التكوين النظرات المتبادلة ، حيث انه ورغم التداخل واسمرار بشرة الابيض وتخشن شعره نتيجة التوالد والتداخل عبر علاقات زيجة مادية او علاقات توالد مع عبيد ، الا ان العرق العربى ظل محافظا على المقاييس التى ذكرناها ، كما ان عمليه العز ل التام من المجموعات الاصلية نتيجة لعدم القدرة على ادخالها فى الايلام او تحويل لغاتها او حتى تحويلها الى عبيد كل مجتمع ذو انقسامات وشروخ متعددة المستويات وصعبة الترميم .
نقلة فى التمييز :
العبد فى السودان هو كل افريقى الملامح وكلما زادت الافريقانية زادت امكانيات التمييز العرقى ضد صاحب تلك الملامح وكلما قلت ومالت الى العرقيات الاخرى الاقل افريقانية قل التمييز وصفة الاستعباد ، نجد نتيجة لذلك ان ابناء العبيد الذين استعبدوا فعلا وابناء القبائل السودانية الاصلية يتساوون فى التأثر بالوصف بالعبودية وما يتبعها من استحقار من وصف بالجهل ، وقلة التحضر وانعدام الانسانية والصفات البشرية احيانا . فالتمييز فى السودان غير صريح خاصة فى الخمسين عاما الاخيرة بعد الاستقلال فقد انتهت اغلب اشكال الاستعباد المباشرة والتى كانت لا تعطى العبد حقوقا او تعطيه حقوق محدودة حيث انتقلنا الى التمييز الضمنى حيث النظرة المشمئزة والاحتقار وبالطبع عدم الاختلاط بالعبيد اجتماعيا سواء من خلال الصداقة وبالتأكيد النسب معهم يعتبر جريمة كبرى ، حتى من الذين يشتركون مع العرب فى الدين . كما ان العقلية العنصرية التى يحملها الذين حكموا السودان بعد الاستقلال واغلبهم من العرب المسلمين ، جعلوا الدولة السودانية ومؤسساتها داعمة لاشكال التمييز العرقى ولو بصورة ضمنية وذلك بتبنى الاحادية فى توجهات الدولة الدينية والثقافية والاجتماعية وانكار التنوع والمجتمعات المختلفة وذلك بأختيار الدولة لان تلك المجتمعات هى ( متخلفة ) وليست ( مختلفة ) . وبالتاكيد يجب محو اغلب عاداتها ولغاتها وغيره … ، بصورة منظمة وادخالها فيما اعتبروه متطورا اللغة العربية والدين الاسلامى والحياة المتمدنة داخل مناطق العرب . ان الانجليز المستعمرون على الرغم من فصلهم بعض المناطق لكن ممارساتهم وان اتفقنا جدلا على سلبيتها كان من الممكن للحكومة الوطنية عكس اتجاه تلك الممارسات اذا كان لديها الارادة والنظرة الغير عنصرية عرقيا .
مجتمع يتفجر :
ان المجتمع الناتج عن هذا الكل من الصراع الداخلى الخفى والدائم لم يستطع الا ان يتفجر فى النهاية الى حروب اهلية دامية هدفها التغيير . ربما كانت الوسيلة قاسية لكن كذلك كان الوضع قاسيا لمن حملوا السلاح فأن العنف اللغي والنفسى والاجتماعى الممارس على السودانيين من غير العرق العربى يأخذ أشكال مؤلمة وقوية التأثير فابتداءً من الوصم بالعبودية والتى تعنى الانسان الخالى من الحقوق والكرامة ، وانتهاءا باهمال المناطق الجغرافية التى اتى منها هؤلاء سياسيا واقتصاديا . وذلك لينتج اجيال مطابقة للوصف العنصرى لمجتمعاتها ، اى اجيال ( متخلفة ) بمعنى تأخرها فى مجالات التعليم والعمل السياسى والنمو الاقتصادى ، فلا يهم مقدار ميزانية الدولة ان كانت ملايين او تريليونات المهم هو الاولويات والعدالة فى التوزيع . وهنا اصبح التمييز العرقى مدعم بالاضطهاد الاجتماعى والسياسي والطبقى ايضا نتيجة للاستبعاد من الخريطة الاقتصادية الحديثة لان اعضاء تلك المجموعات العرقية فى غالبهم ( متخلفون ) الة غير متعلمين بالوسائل الحديثة المؤهلة للانتاج الاقتصادى ذو العائد وبالتالى استمرارية حالة العبودية لغير العبيد حتى هذه المرة وذلك نتيجة للاستعباد للنظام الاقتصادى الذى ايضا لا يمنح الذين لا يملكون المؤهلات اى حقوق انسانية ولو بسيطة .
ما نتج عن هذا الاستعباد الحديث الخفى الملتوى مستندا على الاستعباد القديم التقليدى المبنى على الفصل والتمييز العرقى هو ، مجتمعات لاصحاب العرقيات الغير عربية يعمها الفقر بمعناه الاوسع اى قلة الخيارات . حيث شهدنا ونشهد فى مجتمعات السودانيين الاصليين والمستعبدين تاريخيا اشكال التفكك الاجتماعى والبعد عن الحراك الاقتصادى اللامنظم والقوى ، والاقتراب مخافة الانحدار الاخلاقى الناجم تماما من الاوضاع السيئة اقتصاديا والقمع السياسى والاحساس الدائم بعدم الانتماء لهذا الوطن الذى لم يقدم مقومات الوطن ابدا من امن وحق فى العلي الكريم و حرية فى التعبير واختيار الحياة والافتخار حتى ولو بلون الشرة ناهيك بعرق كامل او ديانه او ثقافة . لقد تجمع الكثير من الغضب عبر السنين كان يكفى لحرب 50 عام واختيار للانفصال رغبة فى وطن افضل تتم صناعته تحت قواعد مختلفة للعيش .
التمييز المعلن والخفى :
ان مظاهر التمييز العرقى المستخدمة بصورة معلنة من قبل الدولة ومؤسساتها احيانا ومن قبل المجتمع العربى والمنكر لحد كبير لافريقيانيته لحساب عروبته واسلامه ، تتجلى فى الانغلاق اجتماعيا وثقافيا وعدم الاختلاط بغير العرب وفى زيادة القدرة لدى المجموعات والتفوق بغرض استمرار السيطرة والتاكد من عدم وجود شراكة مع اخرين وتتجلى خاصة فى عدم القيام بأى مبادرات اهلية او حكومية لتغيير الممارسات العنصرية او لتحسين اوضاع المناطق الممارس التمييز ضد اهلها . بل على العكس ظلت المحاولات دائما فى اتجاه التاكد من بقاء السودانيين الافارقة فى المستويات الدنيا من المجتمع وذلك عبر ممارسات فردية وجماعية ، رسمية وغير رسمية . وذلك بعدم اتاحة فرص الترقى العلمى او الوظيفى والحرص على عدم الوصول الى المناصب ومراكز القوة حتى لا تكون فاتحة لبقية المجتمع . المؤسف ان الدولة السودانية وهى تحارب ( المتمردين ) لم تسأل أبدا لماذا او على ماذا تمردوا حقيقة والواضح ان عدم السؤال ليس ليس جهلا بالاجابة ولكن عدم رغبة فى مواجهة تداعيات الاعتراف بتلك الاجابات اى وجود حقوق مهضومة مما يعنى ان هناك من هضمها وانها يجب ان ترد . بذلك فأن عدم ثقة اى فرد من السوانيين الافارقة فى السودانيين ( العرب) ناجم عن عدم الرغبة فى الاعتراف بوجود حقوق يجب ان ترد واخطاء وجرائم يجب ان يحاسب مرتكبوها او على الاقل يجرموا ، وان هناك نظام اجتماعى سياسى كامل مبنى على التمييز العرقى يجب ان يدمر بلا رجعة اذا اردنا سودان آمن ومستقر.
موتى الحروب والموتى الاحياء :
ان الفظاعات التى ارتكبت فى الحروب والتى للاسف لا نعلم عنها شيئا من جانبى الحكومة والجيش والحركات التحررية فىكل السودان ، هى حقائق لا نعرف عنها الكثير ولكن الرعب الذى ساد والذى شهد به البعض يخبر عن حقد كبير وجروح عميقة ادت الى كل ذلك العنف والدمار وعدم القدرة او الرغبة احيانا فى ايقافه لان الالام لدى الافراد والجنود المحاربين كبيرة وهى يالتأكيد ليست وليدة لحظة المعركة عند فقد زميل اوصديق ، بل هى الدافع وراء القتل.
ان عدم الرغبة فى العودة حيث الجوع وانعدام المكانة تادي الي الموت والقتل خيارات افضل . اما الذين لم يذهبوا للحرب فمنهم من مات بالخمر ومنهم من مات بالايدزكما حدث الجنوبوبعض الحدود المتاخمة, ومنهم من يموت بالمرض نتيجة الفقر المدقع ومنهم من مات جهلا و من يموت اهمالا فى اروقة المستشفيات اوالاقسام والسجون . والكثير ماتت فيه الرغبة فى الحياة فأصبح متمرداً, او مجرما ، اوهاربا فى الخمر والجنس بصورة دائمة , عن مواجهة واقع يرفض فيه الشئ الوحيد الذى لا يستطيع تغييره وهذه (النمازج في الحزام الافريقي لمدينة الخرطوم التي تتسول العروبة،) امه واباه ، ا ى عرقه وجسده الذى يمثل ذلك العرق . فتتحطم الاجساد بالعمل المضنى والغير انسانى لاجل الكسب الذى لا يسد الرمق ولن يخرج ابدا من الفقر ويتحطم ، ويتحطم الجسد حين تبح المرأة خارج جسدها تستعمله اداة لمتعة غيرها لانها لا تحتاجه ، فأنه عارها اصلا فالعار لا يصلح الا للعار .
هذه الارواح والانفس والاسر والاطفال والمجتمعات الكاملة التى تحطمها يوميا الممارسات العنصرية التى تلغى حق العيش الكريم المحترم ، داخل ما يجب ان يكون الوطن ، ولكنه عوضا عن ذلك ارض الغربة عن الذات قبل اى شئ اخر . ان هؤلاء المحطمون يكسرون القوانين ليس لانهم يريدون كسرها ،لكن لانها لا تعنيهم لانها لا تحميهم حتى من نفسها . ان الذين خسرناهم هنا داخل مدننا وفى وشوارعنا وبيوتنا ربما اكثر من الذين ماتوا فى الحروب . لانهم اناس بلا مستقبل بلا امل بلا ثقة فى النفس مع قدر كبير من الالم والغضب والخوف وهذه هى وقود كل الازمات . ابتداءا من الحروب والارهاب والتفكك الناتج عن الفقر والمتشكل فى الدعارة والعصابات والمخدرات وغيرها مما نسميه بممارسات قاع المجتمع . ولكن القاع فى السودان انه قاع مصنوع تماما ونعلم ان اغلبية المسجونين والمحكومين وممارسات الدعارة من العرقيات التى انتزعت حقوقها فى ان تصبح قائدة للمجتمع او على سطحه على الاقل ، عندما اقتلعت حقوقها فى المشاركة فى صناعة القرار وبالتالى قيادة وبناء وتنمية الوطن السودانى .
الدائرة المغلقة :
ان العنصرية العرقية هى دائما ما تولد ضدها وبالتالى تنغلق الدئرة ، ويصبح البلد الموبوء بهذا الداء فى دوامة لا تنتهى من الاعتداء والاعتداء المضاد والصراع الخفى والبين . ان انهاء التمييز العرقى وانهاء الدائرة بكسرها يتطلب شجاعة من احد الطرفين ، اذا كان الطرف العنصرى او الممارس العنصرية ضده ، بالاعتراف والمغفرة وخاصةً بما يحدث في جبال النوبة ودارفور والتعهد بالبداية على ارض قوية بدايةجديدةتماما ، ولكن هذه العملية هى من اكثر العمليات تعقيدا فى مجال التطور والاصلاح المجتمعى ، اذ انه وكما اسلفنا ، للتمييز العرقى والعنصرى اثار مدمرة على المجتمعات الممارس العنصرية ضدها وعلى المدى الطويل على المجتمعات العنصرية نفسها وذلك لانها تكون قد صنعت مجتمع وافراد قريبين جاوا غاضبين ومحطمين قادرين على التدمير بقوة ومن الداخل . الا اذا اختار ذلك المجتمع العكس . اذن فان الامر يتعلق اخيرا ولا باختيار مستقبل مختلف وتحمل مسؤولية الماضى بكامل تداعياتها ، اضافة الى الصبر على عمليات التحويل والتجسير واعادة الحقوق والتى سترتبط بنزع ممتلكات مسلمة للبعض مما يعنى صراعا اخر لكن العملية تستحق دائما العمل المضنى الذى تأخذه خاصة بالنظر الى الاثار السالبة للاستمرار فى العنصرية . وكما ذكرت على الجانبين . ولكن المهم ومن ناحية اخلاقية مبدئية هى الطرف الممارس التمييز العرقى ضده ،ذلك ان له الحق فى تملك فرصة للحياة والنظر للمستقبل خارجا وبعيدا عن اطار الحصار العنصرى المنتقص من الثقة فى النفس والقدرة على التطور والابداع والعمل علي حياة كريمة. ولكن دون الادراك الواعى للطرف العنصرى بضرورة التغيير ودفع ثمن الاخطاء والجرائم فان المستقبل يبدو شديد الخطورة ، ولكن يبقى الامل فى الاجيال القادمة وفى قدرتها على صناعة واقع جديد مبنى على قواعد اخلاقية وقيم عليا يحيا خلالها الجميع بكرامة وانسانية كاملة .
Thanks Osman for this detailed article.
You could have just added some points our resolution map for this dilemma for better conclusion.
As you may know, there is one proverb that I ever remeber, my friend told me about it, BLACK COMMUNITY IS FULL OF ENVY.
Well done article
[email protected]
السلم والتحية ايها الاخ الكريم في الحقيقة مقال جميل وجميل ولكن المؤسف ان لا احد يريد الدخول في التعليق عليه لما به من حقائق عن التمييز العنصر الذى ينكره مستعربة السودان
انت لم تذكر مراجعك التي اقتبست منها معلوماتك التي يمتلئ بها مقالك , فتجارة الرق في السودان بدأت في عهد الاحتلال المصري التركي ولم تكن معروفة من قبل ذلك . وكيف تكون معروفة ودولة الفونج كان يحكمها الفونج ( افارقة ) و العرب ؟!!
ثمّ انّ العرب لم يفرضوا لغتهم غصبا علي اللغات المحلية بل انّ السكان الاصليين للسودان تقبّلوا اللغة العربية لانّهم تقبّلوا الاسلام , والاسلام انتشر في السودان بسهولة ويسر وبالمعاملة الحسنة .
لك كل الشكر والتقدير على هذا المقال المفعم بالحقائق يجب محاربة وتغير السوك العنصري بشتى اشكاله ولانجاز ذلك لابد من تغييييييييير النظام الحالي الذي اسس للعنصرية في التاريخ الحديث للسودان
مقال بغيض وبدل علي عنصرية بغيضة، السودان هذه الايام لا يحتاج الي هذا المقال العنصري الذي يؤخر اكثر مما يقدم، التمرد في السودان سببه الحكومات المتعاقبة الفاشلة وليس سببه العرب وعنصريتهم تجاه السودانيين الافارقة كما ادعيت، فهذه الحكومة مثلا بها عدد كبير من المتنفذين الغير عرب وكمثال منهم احمد هارون الذي تتهمه المحكمة الجنائية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، واقول لصحاب التعليق رقم واحد ان معظم الذين لم يعلقوا لم يعلقوا عليه لانه مقال بغيض وسيقضي علي الاخضر واليابس في ما تبقي من السودان،.
هذه حقائق ..والراجل كتب من واقع علمى..مقتبس من تحليل اجتماعى للزنزج والهنود الحمر فى امريكا..ولكن الاختلاف فى السودان ..هناك فوارق ليست جسمانية صارخة..على سبيل المثال عوض الجاز ومثلا وعمر احساس او اى احد من دافور لا تسطيع ان تفرق بينهم إلا باثارة الدعاية العرقية من اجل التشرذم..او عمر البشير نفسه..كل الرسومات التى تظهر فى المجلات هى نموذج لزونجى افريقى ليس اوسم من اساسى او مليس زناوى و لا ذات فارق كبير .. مثل اوباما ووالدته..
السودانى من فترة مقايسه واضحة وتكوينه ..حتى الشعراء غنوا للخضار..والشلوخ مع ان الشلوخ هى افريقيه وليست عربية..حتى قبل مجئ هذه الحكومة قد درسنا فى الثانويات حنتوب وطقت ووادى سيدنا والفاشر وعطبرة لم تجد احدا يتحتدث بصورة صارخة غير دعابات.
ولكن ماحصل …قبل الاستعمار كان نضالنا افريقيا انظر لكتابات على المك ..ومحمد محمد على..انا افريقى..كنا نعرف جمو كنياتا وجوليوس ناريرى..وتابعنا نولسون مانديلا ..
بعد ظهور البترول والهجرة للخليج..وظهور الفضائيات..وتقمص..البنات للناسى اجرم والمطرب راغب علامة رغم انه قال السودانيات اقبح نساء الدنيا..ومازال اللبنانيون يقولوا فسدق العبيد للفول السودانى..وضربوا السودانين..حتى اسرائيل هربت من مدينة كاملة لان بها نازحيين السودانيين…
الحقيقة التى نريد لا نفوتها نقول نحن سودانيين وبس..نحن شعب مخلتف ..جاءته كل التيارات..ملامحنا افريقية لا ننكرها..من مضحك جاء محمد على كلاى زائرا للسودان بقاعة الصداقة..ويقدمه السودان الزنجى الامريكى رغم انه ..كان ابيض فى وسط السودانيين..ووجداننا عربيا وقريحتنا عربية..لا نتنكر لهويتنا الافريقية بسخرية عربية سليطة..
ان لا نحتج لان ندى القلعة ذهبت لشريف كانو تغنى طرب لها اهل الهوسا وكما لم يطرب له عربيا..وعندما ذهبت مصر والخليج لم يحتج احد كأننا نغش فى انفسنا ونتدفن رؤوسنا فى الرمال..نحن عرب بملامح افريقية..موقفنا امام العالم كأننا منفصميين وفعلا عقدة الهوية تخلق حالة نفسية..لتأكيد عروبتنا لابد ان نضع اخريين فى قفص تهمة العبد..وخلق شماعة نضع فيها غسيلنا المتسخ..العالم الان يتوجهه الى ..من يعطى فكرا وفهما وعلما ويتعامل بحضارة..يتم تقييمه بهذا المعيار رغم ان هناك فئة الشر ..شرر مطاير سوف يخبو..اصحى يازول..العالم فات((عازة ماكفاك نوم ))
العالم يصفنا ويصنفنا وبالاخص العرب شنو؟؟؟..العالم مقتنع ..بس البقنع الديك منو..
هل طرب لنا العرب..هل حس العرب بمصائبنا..اين وقعنا اتفاقياتنا..ابوجا..نفاشا..المضحك ابوجا تتحمس..ونقول لهم فلاتة..ونريد طردهم..واستبدالهم..بعشرة مليون مصرى..
اخي عثمان, تحية طيبة
مقال موفق وينم عن وطنية ورغبة جادة في التغيير مسنودة بكم هائل من الفهم العميق لاسباب وجذور المشكل السوداني واني اضم صوتي لصوتك ونحن معك قلبا وقالبا لنضع ايدينا سوية لنؤسس لسودان يكون فيه البشر كلهم سواسية آمنين هانئين باذن الله.
ودمت
الاخ الكاتب التحية لك لانك وضعت يدك علي جرحنا المتقيح المليئ بالصديد…. نعم توجد عنصرية في السودان وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر….للاسف كل المجموعات السكانية وبالذات قبائل الشمال في الغالب لا يتزاوجون الا مع بعضهم البعض استعلاء علي بقية عناصر السودان ومحافظة علي نقاء لا يوجد الا في مخيلتهم وهذه هي المشكلة…… لن تحل مشكلة السودان حتي يكون الرجل من جنوب كردفان وزوجته من اقصي الشمال او العكس او يكون الرجل من شرق السودان وزوجته من اقصي الغرب او العكس وبغير هذا لن نصبح امة واحد وسندور في حلقة مفرغة الي يوم يبعثون
اتمني عند عودة النظام الديمقراطي ان يحدث تمييز ايجابي لكل من يتزوج من منطقة غير منطقته او قبيلة غير قبيلته كان يعطي مبلغ من المال او يتم توفير مشروع له والهدف في النهاية ان يصير السودان نسيج واحد وامة واحدة