وليدٌ أيُّها الدُّرَّة، أيا رَجُلاً بِطَعْمِ الكلمةِ الحُرَّة

حسين أحمد حسين

إستهلال،

كم نحن سعداء بإطلاق سراحِك أيُّها الإنسان الرفيع؛ فالتهنئة لزوجتك وأطفالِك، ولوالديك وإخوتِك وأَخَواتِك، للأصدقاء ولقراء الراكوبة المحبين للديموقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان والعدالة وحكم القانون.

متن

نعم نحنُ فرِحون بحريتِك وحُقَّ لنا أن نَّفرح (وعقبال الفرحة بحرية الوطن العريض)، لأنَّ الراكوبة التى أنتَ مؤسسها صيَّرْتَها ضميراً لنا، ولسانَ حَقٍّ مُبينٍ ينطقُ بأوجاعنا، ويُبَصِّرُنا بما فعل السفهاء منَّا، ويرسمُ لنا الطريقَ التى تقودَنا إلى الخلاص منهم.

نعم نحن مسرورون لحريتك وقمينٌ بنا أن نُّسرَّ، لأنَّ الراكوبة صارتْ ملاذاً معرفياً ومصدراً للمعلومة لكلِّ طلاَّبِ العلم والباحثين، والعلماء المُحقِّقين المُدقِّقين، وصارتْ منهلاً يَرِدُهُ المارُّون كِراماً فتغيَّرتْ ذائقتُهُم، وأدمنوا وُرودَ المنهلِ فَثَقُلَتْ موازينُ الوعى عندهم بِحُقوقِهِم وواجباتِهم فما عادوا بين ? بين. ومسرورون أيضاً لأنَّ الكثيرين من أتباعِ الإنقاذِ قد انتبذوا الإنقاذَ بعد أنْ فضحتْ أمرَها الراكوبة ? وليد الحسين.

نعم نحن فى غِبطةٍ عظيمةٍ أنَّ السيد وليد الحسين حُرٌّ بيننا؛ لأنَّ راكوبتَهُ تمثِّل الخطاب المكافئ لخطاب السلطة. فإذا قال الرئيس أنَّ ميزانية 2016 بها (400) طريق أسفلت جديد (من بينها طريق الخرطوم ? مدنى المزدوج، وطريق المناقل ? 24 القرشى ? أبو حبيرة) أطَّتِ السماءُ والأرضُ من هولِ الكذبة. فإذا تذكَّر الرئيس ما تقوله الراكوبة غداً، ربما استغفرَ ربَّهُ فى سِرِّهِ وعملَ لها ألفَ حسابٍ فى زياراته التالية؛ اللَّهُمَّ إلاَّ إذا كُتِبَ الرئيسُ عند اللهِ والنَّاسِ كذَّاباً (400 طريق أسفلت فى ميزانية عام واحد! حسبنا الله ونعم الوكيل من حجم هذه الكذبة).

لكُلِّ هذا وأكثر، نحن فى انبساط لأنَّكَ حُرٌّ بيننا.

خاتمة

ربما أفْلَحَتِ الإنقاذُ فى حبْسِ الِّسيد وليد الحسين، ولكن هل حَبَسَتْ فِكره!

حسين أحمد حسين
[email protected]