ايها القرضاوي: لا علاقة للفساد والقتل بدين الحاكم

لم يظهر القرضاوي فجأة علي مسرح الاحداث مع ما سمي بالربيع العربي . ولم يكن احتكاره لبرنامج الشريعة والحياة عن علم يتفوق به علي علماء زمانه . ولم يكن نقل خطب الجمعة من المسجد الذي يؤم فية المصلين في القنوات القطرية التمويل مجرد محاكاة للنقل من الحرمين الشريفين او بقية المساجد في الدول الاسلامية .بل كان وجوده في قطر لعقود من الزمان ترتيبا اخوانيا صرفا. لجعله المسوق الاعلامي والفكري لحركة الاخوان المسلمين . لانه وحتي قبل ظهور القنوات الفضائية كانت كتبه نطبع في قطر وتحاول ان تتطرق الي المجالات التي تغيب عن الكتب الاسلامية القديمة . وقد كان الاخوان المسلمون في السودان يتلقفون كتبه للتزود بافكارها المصاغة للمحاججة بها في البيئة السياسية والفكرية عالية الوعي في السودان .وظهر بوجهه الاخواني السافر مع الربيع العربي موجها وفارضا لرؤاه علي الثورات لطرح الاخوان المسلمين وراثا للنظام العربي .وقبله داعما لحكومة الجبهة الاسلامية في السودان والتي اغدقت عليه قطر. وما مبادرات جمعية قطر الخيرية ببعيدة عن الاذهان . وهلل هو والاخوان لديكتاتورية ضياء الحق في باكستان . والغوا كل التناقضات بين السنة والشيعة في تاييد الثورة الايرانية . حتي هتفت مظاهرات الاخوان المسلمين في السودان ابان حكم النميري ( ايران ايران في كل مكان) والسؤال المهم هو : ماهي الخطوط العامة لافكارهم السياسية وماهي حظوظ نجاحها عندما تسلموا السلطة؟
كانت الفكرة الرئيسية ان تقوي الحاكم وحفظه للقران وارتياده هو وجماعته للمساجد وتمكينهم من الحكم كفيل بتغيير كل الاوضاع الي الاحسن استنادا علي تفسير الاية( ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات ….) والي تفسير متحيز لفكرة التمكين في ماورد في الاية الكريمة ( ان خير من اسناجرت القوي الامين )وكانت المفارقة الكبري عند التطبيق ان فكرة التمكين ادت الي احالات الصالح العام وتقريب اهل الحزب . ولا حاجة للتفصيل هنا لان الامر قد عاش الشعب السوداني تفاصيله المؤلمة .ثم كان الحجر علي الاخر وكبت الحريات وقتل المعارضين حتي في شهر رمضان للضباط والابادات الجماعية . ثم تكدست الثروة في ايادي الممكن لهم وعم الفساد باللهاث علي طلبها وامتلاك السفهاء لها.
وللمفارقة فان النجربة تكررت في مصر بعد صعودهم للحكم في عقابيل الربيع العربي لكن المصريين كانو قد وعوا الدرس.
ولو عاد هؤلاء الي سير الخلافات بعد الخلفاء الراشدين وكيفية تكس الثروة في يد الامويين ثم العباسيين وتنكيلهم بمعارضيهم لعلموا ان نوع الحكم واستبداده وانعدام الحريات والاستئثار بالسلطة والثروة هي المياه التي تكذب كل غواص
خطأ في الآية
) ﺍﻥ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﻨﺎﺟﺮﺕ
ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻻﻣﻴﻦ )
( ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات ….)
( ان خير من اسناجرت القوي الامين )
عجبا هل يشك الكاتب في مضمون الآيتين. أم أن لديه تفسير آخر
نعم تقوى الحاكم ومعاونيه أهم عوامل النجاح. وخير من نختار لأمورنا العامة القوي بعامه وفهمه وشخصيته وخبرته و….
الامين الذي يخاف الله في الرعية ويحكم بالعدل
لا ينبغي ان نخلط الامور. هناك من يتخذ من فشل الانقاذيين دليلا على فساد الحكم بالشريعة وهذا فهم خاطئ
ثم ان الحكومة الموجودة الآن ليست من الاخوان المسلمين
ولكن عند العلمانيين كلو سوا
من اسباب عدم سقوط الكيزان ان عددا كبيرا من معارضيهم علمانيون والشعب السوداني لا يرضى بهم ابدا