هاشم الجاز .. فجيعة الرحيل فجأة

ليس هناك ألم يعتصر القلب ويهد كيان الإنسان ويفقده توازنه واتزانه، أكبر ولا أعظم من فقدان الإنسان لعزيز لديه وخصوصاً اذا كان ذلك الفقد قد حدث فجأة ومن دون مقدمات تجعلك تستقبل جثمانه بينما كنت قبل سويعات تنتظر استقبال شخصه.. هكذا كان حال زملاء وأقارب ومعارف الفقيد الكبير العزيز الدكتور هاشم الجاز الذي صدم خبر رحيله المفاجئ كل من كانوا يتأهبون لاستقباله لتعزيته في فقد شقيقته، فإذا بهم يفجعون برحيله المباغت ليتحولوا في لحظات من معزين له الى متلقّي العزاء فيه، وتلك حالة تهد الحيل وتطير العقل وتفرغ الفؤاد تصديقاً لقوله تعالى (وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً) في وصفه لحالة أم موسى عند فقدها لطفلها، وإن العين لتدمع والقلب ليحزن ولكن لن نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا لفراقك يا هاشم لمحزونون، فقد كنت نعم الأخ والزميل والمعلم والأستاذ والموجه للكثيرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي نسأله لك الغفران والرحمة وأن يجعل مقامك في الفردوس الأعلى وأن يُلهم زملاءه في الوسط الإعلامي وأهله وذويه الصبر الجميل والسلوان.
لقد تعرّفت على الفقيد العزيز قبل سنوات طويلة (قبل الإنقاذ)، وكان وقتها ينشط مع زملاء آخرين أذكر منهم الزميل العزيز عمر إسماعيل عبد الصادق لتكوين رابطة خريجي إعلام الإسلامية، وقد ظل هاشم منذ ذلك الوقت هو هاشم نفسه (لا بدلتو ظروف لا غيرتو محنة)، فقد ظل على مدار الزمان ودورانه هو ذاك الهادئ الرزين الوقور الحكيم، كما ظل رغم تقلب أحواله وتعدد الوظائف الكبيرة التي تقلدها هو ذلك الشفيف العفيف المتعفف والذي كان له سهم ونصيب وبصمة في العمل الصحفي والعلم الإعلامي، ولأنه كان حيياً حياء الأنبياء ومتواضعاً تواضع العلماء؛ لم يعرف عنه هذا الدور إلا القليلين جداً من القريبين منه، وكذلك لم يشهد له بفكره المرتب ورؤيته الثاقبة التي تنفذ إلى آفاق الوقائع والأحداث، فيحسن قراءتها ويبرع في تحديد اتجاهاتها عندما يتناول أية ظاهرة أو حدث بالشرح والتحليل إلا من عايشوه، هذا إضافة إلى أنه كاتب مجيد ومجوّد للكتابة حين يمارسها على إقلاله فيها ومتحدث لبق باهر العبارة مع ندرة اعتلائه المنابر، فليرحمه الله ويحسن إليه بقدر ما أنه لم يسيء لأحد، فقد كان محترماً في نفسه محترماً للآخرين، لقد كان رجلاً لا تملك إلا أن تقدره وتحترمه مهما اختلفت معه، ألا رحمك الله يا أستاذ الأجيال الذي تخرجت على يديه أجيال وأجيال ممن كان لهم المرجع والأساس والأستاذ.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اللهم ارحمه رحمة واسعة وارحم موتانا وموتى المسلمين واذا شهد للرجل اعدائه فكريا بحسن الخلق والعفاف فهذه شهادة كبيرة رحمه الله.

  2. رحم الله الاخ الدكتور هاشم الجاز رغم معرفتي التامه ورغم اننا عملنا في العمل العام بالجالية بقطر ولكن حين جاء هاشم تقاعدنا وتلاكنا الامر لاجيال المستقبل فقط قابلته مرة او مرتين في المركز الثقافي السوداني وكنت مرة متحدثا في مناسبة رياضية وكان حاضرا وبعد انتهاء المناسبة جاءني شخصيا وسلم علي طالبا مني ان اقابله في السفارة لحوار ربما فيما تحدثت فيه مشيدا بم قلته لكنها حالت بيننا حتي رحل فحاة رحمه الله رحمة واسعه عرفته في المرتين هادئا جدا في الكلام والوجه والحركه عكس كل الانقاذيين ولمثله كانت تكسب الانقاذ وتفقد بغيره ولانها اي الانقاذ لا تعرف اقدار كان هاشم بعيدا من الاماكن المهمه التي تحتاج لامثاله رحمه رحمة واسعة

  3. حقا ما قلت فى حق هاشم الررين هو استاذى فى كلية الاعلام كانت محاضراته يعمها كل اهل الجامعة وتمتلئ القاعة واتذكر منظر الشبابيك التى كانت محاطة بالمستمعين
    لم يشعرنا باى خلاف فكرى حتى فوجئنا به فى قطار الانقاذ التى اخذت قبله الدكتور عبد الرحمن ابو ريد مثلما اخذ على عثمان طارق احمد ورير دفاع السودان حينها الى البرلمان وانتهى طارق كلاعب ومثله لنتهت كلية الاعلام ولا اقول جامعة امدرمان الاسلامية لانى لا اعرف عن بقية الكليات التى اتمنى ان لا يكون قد تقلد عموديتها امثال تيتاوى فى كلية الاعلام حيث كانت بداية النهاية
    لها
    الا رحم الله هاشم الجار واسكنه غسيح جناته انا لله وانا اليه ؤاجعون

  4. اللهم ارحمه رحمة واسعه ،، وكما قلت رغم الاختلاف في الراي كان مهذبا خلوقا يحترم ويستمع لكل زملائه ،، انت اصيل يا استاذ ،، اجبرت دمعتي تسقط ،، نختلف نعم ولكننا في الاخر سودانيين ،، رحمك الله يا الجاز يا عفيف يا نضيف لذلك تجبرنا علي احترامك ونخجل من ان ننتقدك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..