إلاَّ المصطفى يا باريس

رسولُ الله خيرُ العالمين
وخيرُ الآلِ بيتٌ فيهِ حِبُّكْ
خيارٌ من خيارٍ من خيارٍ
وخيرُ الصَّحبِ في الأنامِ صَحبُكْ
فداكَ أبي وأمي بعدَ نفسي
وأُشهِدُ للورى أَنّي أُحِبُّكْ
عليكَ اللهُ صلَّى وكلُّ مَلَكٍ
وحسْبُ الكونِ أنَّ هُدَاهُ سببُكْ
فيا مدثرٌ زُمِّلتَ قلماً
وقالَ حِراءُ إنَّ النورَ خَطْبُكْ
فلم تقرأ لروح ِ القُدسِ حرفاً
وعِلمُكَ في صحاحٍ وهيَ كُتُبُكْ
يتيمٌ رحمةً للعالمينَ
جميعُ الرُّسُلِ والأديانِ حَسَبُكْ
عظيمٌ بل إمامُ المرسلينَ
لأبي الأسلام إبراهيمُ نَسَبُكْ
فعيسى إبنُ خالتِكَ البتولُ
وفي المعراجِ كلُّ الرُسلِ دربُكْ
تُحاججُ في صلاةٍ صرنَ خمساً
وموسى فى النصيحةِ كانَ قُربُكْ
ترى الأقصي بمكةَ إذ سرَيتَ
نبيٌ خاتمٌ لا وحيُ عُقبُكْ
سلامٌ يا حبيبُ اللهِ أَنتَ
كمالُ الدينِ والإيمانِ حُبُّكْ
وخيرُالعملِ في الدنيا صلاةٌ
وأعلى الفوزِ في الجنّْاتِ جنبُكْ
وسيمٌ قد حبَاكَ اللهُ حُسْناً
كأنَّ البدرَ في الإشراقِ وجهُكْ
ملأَتَ الكونَ والأفاقَ نوراً
وحسبُ النورِ أن يحواهُ قلبُكْ
مليحٌ كنتَ بالقُرأَن خُلُقاً
وهودٌ أشعَلتْ في الرأَسِ شَيْبَكْ
أمينٌ صادق ٌ ما كنتَ فظّاً
كريمٌ أنتَ أيّاً كانَ لقبُكْ
فعُذراً يا رسول الله عُذراً
لانَّا قد عجزنا أَنْ نُحبُّكْ
وننضحُ في الدُنا بَطَرَاً وحسَداً
ولم نُفشي السلامَ ونُحنُّ شعبُكْ
ونمشي بالحَمِيَّةِ كل يومٍ
فيا المختارُ إنَّ اللهَ حسبُك
فإنْ عَمِيَتْ قلوبٌ مِن سقامٍ
فيا الأُمِّيُّ خيرُ الطبِّ طبُّكْ
وعُذراً يا رسولُ الله عُذراً
لعلَّ الله يهدي من يسُبُّكْ
بمكةَ قد كُفيتَ الهازئينَ
فلم تُدهِن وكانَ الصِّدقُ قَضْبَكْ
وقد بدأتْ قريشُ بكلِّ سبٍّ
وكان الحِلمُ تاجاً فوقَ غضَبِكْ
وما وجدوا ولن يجدوا لعيبٍ
لأنَّ اللهَ لم يبرَى لعَيْبِكْ
كلامُ اللهِ أنْ لا رَيْبَ فيهِ
فلنْ يجدوا إِذا راغوا لرَيْبكْ
وما قتلوا وما صلبوا لنورٍ
فهَيْهاتٌ إذا امتاروا لصَلبِك
وعذراً يا رسولُ الله عذ راً
إذا ما جاحِدٌ في الأرضِ سبَّكْ
وعفواً يا رسولُ اللهِ عفواً
لعلَّ شِقاقَنا سبباً لسبِّكْ
فإِنَّا بالعداوةِ قد خرجنا
نُغردُ بالجهالةِ دونَ سربٍكْ
وليس لإخوةٍ حبٌّ كنفسٍ
ولا نسعى ولا نقضي كصَحبِكْ
وحبُّكَ ليس ما نَطقت شفاهٌ
سنامُ الحبِّ أن نسْموا بأدبِكْ
وهل نسموا بقولٍ بعد قولٍ
ولم نزرع ولم نحصد كدأبِكْ
فصبراً يا رسولُ اللهِ صبراً
غداً باريسُ تتغنَّى بحبِّكْ
وجهراً يا رسولُ اللهِ جهراً
غداً روما تُسبِّحُ حمدَ ربِّكْ
ضياء الدين مدثر رجب
برلين/ 16فبراير 2015
[email][email protected][/email]