بيت النقري..!!

صدي

بيت النقري..!!

أمال عباس

٭ مثل سوداني يقول (بيت الجدري ولا بيت النقري) والبيت هو المكان الذي يأوي اسرة يربط بين افرادها الدم والوجود والمصير.. والبيت بحدوده المعروفة.. والنقري هو (النقة) والمشاكسة.. عدم الارتياح لكل افراد الاسرة أو لبعضهم.. وفوق هذا تصيد الاخطاء والنظرات الشذرة والوجوه العابسة والثقة المفقودة.. والجدري نعرفه كلنا ذاك المرض القبيح واللئيم الذي قد يشفى منه المريض لكن يترك بصماته في الوجه.
٭ الحس الشعبي السوداني فضل بيت الداء القبيح على بيت النقة.. بيت المشاكسة.
٭ طاف بذهني المثل وانا أتابع ما يدور في الساحة السياسية والاجتماعية من تصريحات ومشاكسات.
٭ بعد ان حملتنا اشواقنا للسلام والتآخي الى مشارف توقيع اتفاقية نيفاشا وتصاعد فألنا بأن مشوار الاستقرار قد بدأ.. لكن الاقدار كانت بالمرصاد لرحلة الاشواق والاماني هذه، ورحل ربان سفينة الحركة الشعبية وجاء الحزن كبيراً وصاعقاً وغاضباً وكان الاثنين والثلاثاء الداميين.. ويعظم الامل تجاوزنا المحنة.. نعم تجاوزناها برغم مرارتها ونكئها للجراح القديمة الغائرة.
٭ ولكن لماذا ونحن نحتفل بالذكرى الاولى للاتفاقية.. وموكب النقة والعبوس واهتزاز الثقة يحيط بنا من كل الجوانب.. ما ان تمسك بصحيفة او تشاهد فضائية او تستمع الى راديو.. إلا تسمع تصريحات الاتهامات المتبادلة.
٭ النائب الاول الفريق سلفاكير يتهم المؤتمر الوطني ويبدي قلقه حيال البطء في مسيرة إنزال الاتفاقية لارض الواقع ويتساءل عن عائد البترول.
٭ والفريق فاولينو يلوح بإعادة الحرب من جديد.
٭ وربيكا في زيارتها الداوية الى امريكا ومع تأكيد موقفها مع الوحدة والسلام والتنمية.. إلا انها ايضاً تنقنق وتتحدث عن التمثيل الدبلوماسي.
٭ والمؤتمر الوطني لا يبدي انزعاجاً ولا حتى توضيحاً سوى تصريحات هنا وهناك.. إلا ان الناطق الرسمي للقوات المسلحة اعتبر تصريحات فاولينو ماتب من موقعه في الحركة خرقاً واضحاً لاتفاق السلام الذي ينص على عدم تأجيج الصراعات التي لا تخدم الوحدة.
٭ بقية الفعاليات السياسية والاحزاب.. لا ندري اين هى وماذا تفعل.. ما عدا حزب الامة القومي بقيادة السيد الصادق المهدي الذي يواصل تفعيل جبهته الفكرية ويتناول الهم الوطني بقلق واضح على مستقبل الوطن وسط هذه النقة.
٭ أما حزب الوسط، الاتحادي الديمقراطي، الذي يتربع في قيادة التجمع فقد انشغلت بعض قياداته بأمر الهجرة نحو المؤتمر الوطني.. الهجرة التي لا يعرف حيثياتها ودواعيها إلا القيادات المهاجرة والمؤتمر الوطني وحدهم.
٭ بالطبع لم يكن من المتوقع ان تتنزل الاتفاقية بلا حراك او اخذ ورد فهذا شأن البشر.. ولكن ان تتغير الاجواء وتسود المشاكسة فهذا هو الامر المقلق والمخيف..
٭ ومع هذا لا نريد للسودان ان يكون بيتاً للجدري ولا للنقري.. لكن الرغبات والاشواق والاماني وحدها لا تكفي.
٭ امام كل القوى الوطنية الصادقة المتجردة صاحبة المصلحة الحقيقية في سودان آمن ومستقر في الحركة الشعبية ومن جميع الاحزاب وفي المؤتمر الوطني.. امامها واجب مقدم وكبير وهو انقاذ هذا الوطن من هذا الواقع المخيف والسير به الى حيث تأمل وتتمنى هذه القوى.. تذكروا ان النقري قبيح والجدري اقبح.. والضياع والتمزق والتدخل الاجنبي يجب الا يكون والا يأتي.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. الجدرى يا استاذة امال هة المؤتمر الوطنى والنقرى هو الصاجق المهدىوالغجرى هو مسار الذى سار والحشرى هو الترابى والمفترى هو البشير والسمكرى هو مصطفى اسماعيل واليهودى هو على عثمان—ساعدونى شوية يا جماعة

  2. مالو ياصابر نساعدك .. الهبرى هو المتعافى والشردوح المفترى هو نافع .. وجالب المصائب الفقرى هو عبد الرحيم حسين …. والبكلم روحوا من غير يدرى هو الترابى … والفقرى وبقوم بدرى هو الشعب السودانى .. كفا ولا اذيدك ؟؟؟؟

  3. مقال ينم عن عقلانية وإتساع أفق ، دائماً عودتنا الأستاذة الكبيرة / آمال عباس ، على الطرح الهادف ، والبحث عن مصلحة الوطن دون الإنحياذ لفريق ضد آخر كما يفعل البعض ، وهذا ربما نحتاج إليه في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان ، وكما هو معلوم بأن الساحة السياسية تعج هذه الأيام بالصراعات والتصريحات المضادة ، لذا لا بد من عقلانية الطرح لكيلا نصب الزيت على النار ونزيد من تأجيج الصراعات بين القوى المختلفة ، ففي النهاية الخاسر هو الوطن والمواطن ، لذلك نحن في السودان هذه الأيام في حاجة لأمثال الأستاذة آمال ، لنجتمع على كلمة سواء بيننا ، دون العمل على إستئصال الآخر سواء من جانب الحكومة أو المعارضة ، ومطلوب من المعارضة ، دعم الوطن والقوات المسلحة ، وعدم تأجيج الصراعات نكاية في الحكومة ، ولكن يجب القفز فوق الصراعات والجراحات والنظر إلى مصلحة الوطن وجمع الصفوف ومن ثم العمل من جانب الحكومة على توسيع المشاركة السياسية للجميع ، ليتشارك الجميع في حل المشاكل التي تحيط بالسودان ، كيلا نندم بعد فوات الآوان وتدخل القوات الدولية ، وما اكثر المتربصين بالسودان ! ! !.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..