أخبار السودان

بيوت الفنون.. وبيوت الأشباح..!

عثمان شبونة

* لا غرابة أن تشتد الحرب على المراكز الثقافية في السودان الراهن؛ حيث يأتي وزراء الثقافة ــ كغيرهم ــ حسب الولاء أو التبعية للتنظيم الحاكم؛ دون (مقوِّم ثقافي!) والتنظيم نفسه ــ كما هو معلوم ــ يعاني نقصاً حاداً في المعرفة بماهية الثقافة والحيوات الكبرى التي يمكن أن تهبها للبلاد، ورفدها للواقع بكل مفاعيل التنوير والأمان والتصالح..!

* من غير تدقيق في (الهوامش) سنجد أن الحرب التي تخوضها أجهزة السلطة ضد المراكز الثقافية، مؤسسة على (هوس خاص)؛ باعتبارها ــ أي المراكز ــ من الأجسام (الغريبة) غير الموالية للجماعة الحاكمة بأبعادها الإقصائية المعروفة.. بالتالي يتسرب الخوف في مسام الحاكمين من التغييرات الموجبة للمجتمع ووصوله لدرجة من التنوير تتوسع فيها المدارك والمفاهيم عبر هذه المراكز.. إن التنوير عدو لدود للأنظمة ذات (الطبعة الشمولية الواحدة).. ونجد سياسة (المنع) والمصادرة متبعة منذ مجئ هذه الجماعة إلى الحكم؛ ليس لمراكز الاستنارة الثقافية فحسب؛ بل هي أيضاً سياسة متجددة ضد الأفراد المؤثرين في متن المجتمع؛ أو ضد الكيانات السياسية الرافضة للتوجه الآحادي (السقيم)..!

* الحملة الشعواء تجاه المراكز الثقافية تدار تحت بصر موظفي الثقافة ومومياتها؛ المتجمدين فوق كراسيهم.. فمنذ العام 2012م يمارس عنكبوت (الهوس) حراسة مراكز ثقافية مهمة ضربت عليها السلطات الحصار (انتقاماً وجهلاً واستهانة بأمرها)..!

* ظلت دور مركز الدراسات السودانية؛ ومركز بيت الفنون ومركز على الزين الثقافي؛ تتشابه في الظلمة بعد أن قطعت السلطات “وصلها” الجميل..! فالجمهور الباحث عن أنسام لعقله المحاصر بوطاويط الحُكم، كان يتنفس عبر رئات هذه المراكز وهي تمنحه دسامة في الروح كل مساء..! ووزير الثقافة (الاتحادي) والولائي يشاركان السلطة التي “تستخدمهما” في إطالة زمن المأتم الثقافي..! وفي شأن الغزوات التي شنتها السلطة على دور الثقافة لن نجد العذر للوزير هذا أو ذاك رغم أنهما ضمن (المآمير).. وينفذا تعليمات أية جهة أقل أو أعلى منهما؛ طالما تمتلك هذه الجهة (الضبة والمفتاح!) لا غير..!

* مع ذلك.. علينا ألا نلوم الوزير (التابع!) بشدة أو نثقل عليه، فالمرحلة كلها (لا تشبه الثقافة) هي مرحلة الضياع العظيم.. لكن تسجيل موقف صلب لصالح المراكز الثقافية الموؤودة ممكن لو كان للوزير (حس إنساني) أو مستقبلي؛ ولو كانت الرؤية بما تيسر من العمق إزاء الحاجة لـ(منارات) بدلاً من (عطن) الأجهزة الرسمية..!

* بعيداً عن حقوق أصحاب المراكز الثقافية والتعدي السافر عليهم؛ فإن مسألة إغلاق (بيت الفنون ومركز الدراسات السودانية ومركز علي الزين الثقافي) تطعن مباشرة في الجمهور داخل بلاد يسيطر على آفاقها (الدجالون) والمشعوذون..! إن كرة التصعيد في أيدى أصحاب هذه المراكز؛ تظل ممكنة للانطلاق في مضمار العالم الحر.. ليس انتظاراً لتضامن عاجل من الخارج فحسب؛ بل الأهم ازدياد عدد مشاهدي (القبح) في مسرح النظام الحاكم (وهو بمساحة وطن).. إنه مسرح تم افتتاحه خصيصاً للتعدي على الحريات والحقوق والإبداع..!

خروج:
* السلطة لا حاجة لها في (بيت الفنون!) إذا توفرت لها (قروض) لبيوت الأشباح..!!
أعوذ بالله
ـــــــــ
التغيير ــ الخميس

تعليق واحد

  1. شبوووونة انت مصيبة
    ياخ الناس ديل بكونوا حالبين ليك كم ليمونة وكم قزازة خل عشان تتبلع ليهم؟

  2. شبوووونة انت مصيبة
    ياخ الناس ديل بكونوا حالبين ليك كم ليمونة وكم قزازة خل عشان تتبلع ليهم؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..