أخبار السياسة الدولية

تيغراي.. القتال يشتد والقوات الإثيوبية تتراجع

قبل أسبوعين، أسقط مقاتلون من أقلية تيغراي طائرة شحن إثيوبية كانت تحلق فوق أراضي الإقليم، في واحدة من سلسلة أحداث ضمن الحرب المستمرة هناك منذ أشهر، والتي بدأت كفتها تميل تدريجيا للمقاتلين الذين يواجهون واحدا من أكبر جيوش أفريقيا قوة وسلاحا.

وبدأ التغير في موازين القوى في الإقليم بعد خروج الجيش الإريتيري، حليف إثيوبيا، من البلاد، ليتمكن المقاتلون من طرد جيش بلادهم من العديد من أراضي الإقليم، والدخول إلى عاصمته، وأسر مئات الجنود، بحسب تقرير لـ نيويورك تايمز، الأميركية.

والآن، يحس المقاتلون التيغرانيون أنهم “على وشك الفوز” كما يقول تقرير الصحيفة.

الحرب التي اندلعت في نوفمبر الماضي، أتت بعد تفجر نزاع بين رئيس الوزراء، آبي أحمد، وبين قادة الإقليم الذين كانت أقليتهم تهيمن على البلاد.

ومنذ ذلك الحين، لم يعرف الكثير عن القتال، لكن التسريبات وشهادات المدنيين جعلت العالم يعرف أن هناك الكثير الوحشية في النزاع المستعر.

ونقلت الصحيفة عن، هايليماريام برهان، وهو قائد من المتمردين، قوله “الجميع قادم إلى هنا، إنه مثل الفيضان”، في إشارة لآلاف الجنود من الرجال والنساء وهم يتدفقون على مراكز التدريب للاشتراك في القتال.

ويعتقد الكثيرون إن سياسة الجيش اللإثيوبي القاسية و”الفظائع” التي مارسها الجنود أسهمت في زيادة الرغبة بالتطوع لمقاتلتهم.

وقال رئيس الحكومة الإثيوبية، آبي أحمد، الثلاثاء، إن انسحاب جيشه من تيغراي كان مخططا له وهو “المرحلة الأخيرة من المعركة”.

وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، استولى مقاتلو تيغران على مساحة واسعة من الأراضي كما أسروا ما لا يقل عن 6600 جندي إثيوبي، بحسب الصحيفة التي قالت إن المقاتلين يدعون قتلهم لـ”ثلاثة أضعاف هذا العدد”.

وفى الأيام الأخيرة وسع قادة تيغران الهجوم ليشمل أجزاء جديدة من المنطقة وتعهدوا بالتوقف فقط عندما يتم طرد جميع القوات “الخارجية” من أراضيهم، في إشارة إلى الإثيوبيين والقوات المتحالفة معهم.

ونقلت الصحيفة عن، جيتاشيو رضا، أحد كبار القادة في الإقليم قوله “إذا كان علينا أن نذهب إلى الجحيم ونعود، فسنفعل ذلك”.

وقال مراسل نيويورك تايمز إنه شاهد عشرات الضحايا لضربة جوية إثيوبية استهدفت سوقا مزدحما، كما شاهد “آلاف السجناء من جنود الجيش الإثيوبي” محتجزين، ويقول بعضهم أن لديهم جرحى “بشكل بالغ”.

ونقلت الصحيفة عن مقاتلين إثيوبيين قولهم إنهم “استسلموا” لأن “الحرب كانت مجرد نهب واغتصاب وهجمات على النساء”.

وتقاتل النساء على جانبي الصراع في الإقليم، كما أن النساء المدنيات يتعرضن لانتهاكات بشكل متكرر.

ونقلت الصحيفة عن العقيد، حسين محمد، وهو قائد فرقة المشاة الإثيوبية الحادية عشرة، وهو أيضا محتجز لدى مقاتلي تيغراي إن “مسار هذه الحرب هو جنون سياسي”.

ويعتقد حسين إنه فقد نصف جنوده الذين يبلغ عددهم 3700.

وتابع حسين، بنبرة يبين عليها عدم الرضا عن التحالف الإثيوبي الإرتيري “إنهم ينهبون الممتلكات، ويغتصبون النساء، ويرتكبون الفظائع، الجيش بأكمله غير راض عن هذا الاقتران مع إريتريا”.

ومع ذلك، فقد اتهم الجنود الإثيوبيون بارتكاب نفس الجرائم إلى حد كبير.

والثلاثاء، توغلت قواي تيغراي في عمق الأراضي التي تطالب بها منطقة أمهرة المجاورة مما دفع قادتها – حلفاء الحكومة المركزية – إلى حث الميليشيات المحلية على تسليح نفسها والتعبئة.

وأثار تقدم مقاتلي تيغراي، بحسب رويترز، مخاوف من إمكانية اتساع نطاق الصراع الذي أدى إلى تفاقم الانقسامات العرقية والسياسية في ثاني أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان.

وقال البيان الصادر عن الحركة الوطنية لأمهرة، و وهو حزب سياسى إقليمي، “قم باستعدادات سريعة للتعبئة على الجبهات “.

علان التويأتي القتال الجديد بعد تعهد الحزب الحاكم في الإقليم – جبهة تحرير تيغراي الشعبية – باستعادة جميع الأراضي داخل حدود الإقليم، والتي خسرها في الصراع الذي اندلع بين الجبهة والقوات الاتحادية الإثيوبية.

وأدت الحرب غ المنطقة إلى مقتل الآلاف، وإلى تشريد مئات آلاف وجعلت نحو 4 ملايين يعتمدون على المساعدات الغذائية الطارئة.

وقال عامل إغاثة لرويترز إن قوات تيغراي عبرت يوم الثلاثاء الخندق العميق لنهر تيكيزي وسيطر على بلدة ماي تسيبري الجنوبية. إعلان التقرير

وقال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم جبهة تحرير تيغراي، لرويترز إن قواته سيطرت أيضا على ألاماتا، البلدة الرئيسية في الجزء الجنوبي من تيغراي، ليلة الإثنين.

والثلاثاء أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه لما يجري في تيغراي، فيما تنفي الحكومة الاتهامات المتزايدة بارتكاب فظائع في الإقليم

الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..