اختبار….

***ضحكت الحكومة حتى بانت نواجذها ، عندما اعلن الرئيس اوباما رفع العقوبات المشروط عن السودان ، سارع وزير الخارجية ،لعقد مؤتمر صحفي عدّد فيه اجتماعاته السابقة ،مع الادارة الامريكية ،من اجل استدال الستار نهائيا عن العقوبات الامريكية على السودان ،تهلل وجه غندوربالسرور ووزع اكثر من ابتسامة في المؤتمر الصحفي ، تناسى عذاب امريكا الذي ادخرته حكومته لها ،وعيدا ،في ايام سابقة ،دلق الفرح في مستقبل الايام القادمة ، رغم انه فرح مشروط ،بتنفيذ بنود علنية،جاءت في صلب قرار رفع العقوبات …..
**تركت امريكا الحبل على كتف غارب الحكومة ، ولمدة نصف عام و (بمزاجها )، انه زمن كاف لاختيارالسلطة التطبيق العادل والسليم ، وتسليم النتيجة النهائية ،والتي يجب ان توظف لها السلطات في الخرطوم ، وبكامل الشفافية والصدق ،المناخ الامن لممارسة الحريات التي كفلها الدستور واشترطتها الادارة الامريكية ،انها
فرصة جيدة ومواتية للاحزاب للحراك، ،المدعوم بوثيقة الاختبار التي مدتها الادارة الامريكية ، لممارسة الحريات ،فهي ثيرمومتر قياس درجة حرارة حماس الحكومة ، بالالتزام الجاد تجاه شروط الستة اشهر القادمة ،والتي ستكون الاصعب في التنفيذ ،وذلك لان الحكومة تعشق الخروقات ، ولاتسمع غير صوتها ، لكن لا مفر ولا طريق ثالث ،غير الالتزام والتنفيذ ،فالمراقب يتمتع بعين يقظة ، ذات عدسة نقية بارعة ، في فلترة الصورة ،ولو بعدت ….
**القرار الصادر من ادارة اوباما ،اسعد المجتمع السوداني ، لكن رافقته بعض التساؤلات ،التي فاضت يقينا ،بان العقوبات الامريكية ،ليست هي السبب في الكوارث التي حاقت باقتصاد السودان ،و المواطن السوداني ،فاوراق المراجع العام كشفت للمواطن ،حجم المال الذي غاب عن خزينته، فانكشف الفسادتباعا،وظهر اسم بلدي واضحا في تصنيفات الدول التي نما وترعرع فسادها،اراض تباع واموال تتكدس في البنوك الخارجية لشخصيات معروفه ، النهب المتواصل لاموال البترول وأد احلام المواطن في التنمية ، استمتع بالاموال نقدا وعينا من منحتهم ،في اخر المطاف الحكومة ،فرصة التحلل، وفق منهج خاص وحصري لدولة المشروع الحضاري ، المشكلة لم تكن في يوم من الايام هي الولايات المتحدة الامريكية وحصارها ،بل المشكلة في حكومة الانقاذ التي غاب ضميرها الوطني فاتخذت من الوطن اقطاعية لها حق التصرف فيها ،مع الالغاء الكامل لصوت ووجود الشعب .
***سينصب الشعب اليوم من نفسه ،حارسا لحقوقه التي سلبتها الانقاذ ، ولحرية التعبير ، التي سجنتها في قمقم قديم ، سيفتح مدونته ليكتب تقريره اليومي عنها ، لن تصعب عليه الدروب ،لكنها ستصبح ملأى بالشوك امام السلطة ، فهل ستصمد ؟؟؟؟
همسة
بين الندى والزهر والياسمين ….
كبرت احلامه الصغيرة ….
فسلبها لص القرية يوما ….
[email][email protected][/email]