لم كل هذه الجلبة والفوضى في دارفور يا عمر؟ا

لم كل هذه الجلبة والفوضى في دارفور يا عمر؟؟

عروة الصادق…
[email protected]

لم تمر ساعات معدودة من “دغمسة” القضارف وهرج ومرج الجزيرة حتى اصطكت مسامعنا من فداحة قول الرئيس السوداني الملاحق عمر البشير بذات السيناريو الراقص بدأ وختما بإعلان قرار يصعب عليه الإستمرار فيه والتمسك به، وذلك بإعلانه يوم الأربعاء الموافق 29/ديسمبر بأن محادثات السلام الخاصة بدارفور والتي تستضيفها قطر ستنتهي اليوم التالي الخميس الموافق الثلاثين من ديسمبر ، ظنا منه أنة سيوجه ضربة نهائية لمفاوضات الدوحة.
قد يعلم كثير من القراء أن وزير الدولة القطري أحد أبرز الوسطاء في جولة هذه الأيام في معسكرات اللجوء بتشاد الجارة، وقد أسمعه أهالي المعسكرات رغبتهم في وحدة إقليمهم وعودة حواكيرهم ومطالبهم العادلة والمشروعة في حقهم في تعويضات جماعية وفردية وإرجاع الحال لما كان عليه قبل العام 1989م، لم يرجع وزير الدولة القطري إلى دياره حاملا هذه الرؤى حتى “شتر” الرئيس الملاحق المسعى بأكمله، ففي اللحظة التي كان هائجا فيها ويقول بهذه الترهات كان الوسطاء في جمهورية تشاد يتشاورون مع الرئيس إدريس ديبي، أي غباء يعتري رئيس السودان؟؟
في اعتقادي كمتابع للحراك الرئاسي الأهوج أن ما تقوم به مؤسسة الرئاسة (جناح المؤتمر الوطني) يشكل ذروة التخبط السياسي، فطواف ولائي مثل هذا من الأجدى والأنفع في هذا الوقت أن أن توضع له الخطط والتخطيطات وتعد له نصوص الخطب المسئولة العاقلة لا الحماسية الهمجية، فأي رئيس في العالم يستعدي شعبه؟؟؟ خصوصا هذه الأيام وهو في ملاحقة دولية ستزداد بعد استفتاء جنوب السودان حول تقرير المصير الذي ستظهر نتائجه في منتصف يناير 2011م.
تصريحات الرئيس مجملها في شرق السودان ووسطه وغربه تنم عن ردة مفاهيمية وسياسية كبرى أسوأ من التي كانت عليها الإنقاذ في سابق عهدها، وهذا يبشر بعذاب أليم لشعب السودان. فوضع الرئيس سقف للتفاوض في الدوحة لا يعني نهاية التفاوض، بل سيعني استعار نار التوتر من جديد وهدم لبنات جدار الثقة الذي بدأت بعض الحركات ببنائه في الدوحة، فليس من المستبعد أن تستشعر الحركات المتفاوضة خطورة ما ذهب إليه الرئيس وما يرمي إليه وتنسحب من مفاوضات الدوحة، وبالتالي العودة للميدان وتصعيد الوضع عسكريا من الإقليم أو من دولة جارة ستولد بعد أيام، هذا الذي تم من الرئيس إن كان الغرض منه بعث الروح في الاستراتيجية (استراتيجية سلام دارفور) المزعومة التي وضعت قبل أشهر قليلة لن يجدي ولن يحيي الرئيس اتفاقية ماتت وشبعت موتا مثل ما أجهضت إتفاقية أبوجا وانهارت. فقد رفضت كل مكونات المجتمع الدارفوري وحركاته المسلحة هذه الاستراتيجية، وتصريح الرئيس هذا من المؤكد لم يستشر فيه حتى الطباخين في الدوحة وعلى رأسهم أمين حسن عمر، ولا أستبعد أن يكون قد قفز فوق مسئول الملف الأستاذ غازي العتباني مساعد الرئيس. فلم كل هذه الفوضى؟؟
الذي نرجوه هو أن يعلن الرئيس موقفه دون مواربة بأنه يريد مواصلة الحصاد المر في الإقليم وتأجيج نار الفتنة وإذكاء رائحة البارود التي تصاعدت في الأيام الأخيرة بقصف بعض المناطق بالطيران، وهنا يدور في ذهني سؤال بريء لماذا كل زيارة رئاسية لدرافور يسبقها تصعيد عسكري، هل هذا من باب التمشيط والمسح العسكري التأميني لزيارة الرئيس؟ إن كان الرد نفيا فنريد المبرر المقنع والكافي لهذه التصعيدات التي طالت أبرياء لا ناقة لهم فيها ولا جمل، إن كانت الإجابة بنعم، فأي نهج عسكري أخرق هذا؟ وأي سياسة دولة هذه؟ وأي دين قال بهذا؟ وأي شرعة يتحدث عنها الرئيس؟ فكل دارفور إنسها وجنها وحجرها ومدرها وشجرها مسلمون خالصون، كم بعثوا هداية الإسلام في الأمة وحجبوا عن وطننا الفتنة والغمة هل هذا جزاؤهم؟؟ والطائرات التي تقصفهم لا تميز ما بين المسلح والمدني والطفل والكهل والرجل والمرأة بل تحصدهم فتذرهم كالرميم، أوليس هذا بنيان الله الذي كرمة وجعله في أحسن تقويم؟؟؟ لعنة الله ستحل على هادميه، وسيلعنهم اللاعنون.
ما من شخص في العالم اليوم ينظر إلى حراك رئيس السودان هذه الأيام إلا بنظرة تشوبها الدهشة والإستغراب أو التهكم والإزدراء، فهذا المسلك قط لا يسلكه حاكم عاقل، ولا أستبعد مدى دهشة سمو الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تسلم رسالة خطية من الرئيس السوداني عمر البشير بواسطة مستشار الأخير مصطفى عثمان إسماعيل في نفس يوم التصريحات الهوجاء، حتى وإن حوى هذا الخطاب في مضمونه رغبة الحكومة السودانية طرد قطر وفود التفاوض وممثلي الحركات من أرضيها أو الضغط عليهم للتوقيع فورا، لا يمكن لحكومة دولة أي كانت أن تتخذ مثل هذا الإجراء في 24 ساعة، وكيف لأمير قطر أن يتخذ أي إجراء أو موقف وهو لم يتلقى تقريرا عما وصل إليه مبعوثه لتشاد سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية؟ فأي عقلية هذا التي تسيطر على البشير؟؟.
العقل والحكمة والواجبين الديني والوطني تملي جميعها على كل العقلاء إن وجدوا في المؤتمر الوطني أو مؤسسة الرئاسة، تملي عليهم أن يوقفوا هذا الهائج ويهدئوا من روعه ويتخذوا التدابير التي من شأنها تطمينه فمن المؤكد أن الرئيس يعيش في حالة نفسية سيئة خصوصا بعد حظره من السفر لتركيا وجنوب إفريقيا وليبيا وغيرها من الرحلات غير المعلنة التي تم التكتم على عدم مقدرة الرئيس القيام بها والفضائح المتوالية بما يخص الأموال المودعة في بنوك خارج البلاد ووثائق ويكيليكس الخطيرة، فهو يريد أن يشعر بالحرية والأمان والستر وهذا لن يكون إلا بانتهاج سياسة سودانية وطنية خالصة يجمع عليها أهل السودان بكافة مكوناتهم، وسيكون حينها أهل السودان أقدر على إدارة المسارات السياسية والديبلوماسية والقانونية في الشأن الوطني، ولكن إذا استمر نهج العناد والإنفراد وألحق به القمع والاستبداد تكريسا لدولة الفساد، سيهب أهل السودان رغبة في تخليص سودانهم وتنقية أديانهم وحددة بلدانهم.

تعليق واحد

  1. صدقني الزول ده الايام دي عامل زي الكديس المزنوق في اوضة ودي الفرفرة الاخيرة انشاء الله .

  2. نعم يا أستاذ عروة أن هذا الشخص يعاني من أزمة نفسية حادة للأسباب التي ذكرتها وجزاك الله خير على هذا المقال الرائع ، وأنني أقترح على الحركات الدارفورية المسلحة قطع المفاوضات والتوجه إلى الميدان وتنظيم انفسهم والتوجه إلى الخرطوم وإكتساحها وانني على يقين بأن اغلب أفراد القوات المسلحة من أهلنا في دارفور فطبيعي أن ينحازوا لهم وعلى نسور الجو من أبناءنا رفض التعليمات بضرب أهلهم في دارفور لابد من أيقاف هذا الهرج وتحجيم هولآ الطغاة وإكتساح الخرطوم مهما كانت التضحيات وإنقاذ هذا الشعب من حكومة (لحس الكوع – وعشم الجيعان عيش) وأننا نستغرب من جيش المستشارين ما الفائدة منهم فقط إستلام مخصصاتهم وترك هذا المريض يتبجح ويتلفظ ويسىء أسياده من رموزنا الوطنية فالويل لك يا عمر ومن معك وسوف ينازلك أبناء دارفور في الميدان فأثبت إذا كنت قدر كلامك.

  3. خلوا المسكين منعوه ما يطلع لازم يعمل فيها انه بطل ويصرخ ليثبت انه يتنقل بحريه على طول المليون ميل ناقص حلايب وبعد ايام الجنوب وانتوا ما كتلتوا ليكم زول ولا شنو ما عارفين خراج الروح صعب والماعارف يشوف فى الداعيه البشير

  4. ياجماعة مش الزول البيهضرب بالشكل ده بالسودانى بنقول ليه ل00ي جنة ياهو زاتو أتخيلو كاشا قال انو الزول ده هايج لدرجة بيزرط – عموماُ العمل الجاى مسئولية جماعة لايقاف هذه المهزلة بعد 2 اسبوعين واي سودانى بن او بنت حلال عارف دورو شنو – 000

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..