المسمار الغليظ..!

منكم
قد يسال الكثيرون عن سبب اصرارانا على تسمية المؤتمر الوطني بالحزب الحاكم رغم ان الحكومه تتشكل من عدد من الاحزاب وسميت بحكومة الوفاق الوطني الا ان رجال هذا الحزب ولانهم لم يتركوا الفرصه للاخرين ولم يحسبون حسابا لعهد او ميثاق ويضربون بعرض الحائط اي اتفاق (عقدوه) مع اي مجموعه او كيان سياسي هو السبب الذي جعلهم يتحكمون في كل شي ليوسموا بناقضي العهد والميثاق .
يعتقد عدد غير قليل من المراقبين لمجريات الاحداث ان هذا الحزب الذي قبض على انفاس السودانيين لمايقارب ثلاث عقود من الزمان اصبح فاقدا للصلاحيه ولايستطيع من هم في اعلى قمته ان يقدموا اي فكره جديده من شانها ان تنهض بالبلاد.. لاسباب موضوعيه منها (الاهلاك) الذي حدث لا ابدانهم واذهانهم بالاضافه الى دخولهم عمر الشيخوخه الذي يقعد بالانسان ويجعله غير قادر على التفكير ولا التدبير وماتصرفاتهم الرعناء في كثير من الاحيان الا وانها ناتجه عن ذلك.
الحوار الوطني الذي دعا له هذا الحزب المتحكم ولبت الكثير من احزاب المعارضه نداءه وانتهى بمخرجات وجدت قبولا وتاييدا من الجميع مشاركون ورافضون للحوار .. كان يمكن ان يكون مخرجا سلسا لهم من السلطه دون مساله او محاسبه لما اقترفوه من ذنوب في حق الشعب السوداني .
الاحزاب المعارضه التي دخلت الحوار الوطني كانت تعول علي شخصية رئيس الجمهوريه فقط في تنفيذ ما اتفق عليه ..ولم تضع في حساباتها حدوث اية مستجدات على الساحه تجعل المؤتمر الوطني يعيد (النظر مرتين ) في هذه المخرجات …والمستجد الذي حدث وجعل اهل الحزب الحاكم يتراجعون فعليا عن الفكره بصفه عامه هو رحيل الشيخ حسن الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي الذي (هندس) هذا الحوار مع رئيس الجمهوريه رئيس المؤتمر الوطني ،حيث ان هناك كثير من الاتفاقات والصفقات غير المنظوره دفنت مع الترابي في قبره وهنا (يكمن السر)!.
بعد (خراج روح) ..كون حزب المؤتمر الوطني حكومة الوفاق الوطني التي جمعت القوى المشاركه في حوار قاعة الصداقه وعندما بدات الحكومه التطبيق العملي لبرنامجها فقدت الروح الوطنيه والوفاقيه المرجوه فعاث منسوبي الحزب الحاكم المتنفذين فيها ..فسادا اداريا وعمليا لينسفوا الفكره (من اساسها).
لم ألقِ حديثي هذا على عواهنه وانما بناءً على الخطوه التي اتخذها الحزب الحاكم بتكوينه خمس مجالس رئاسيه ينتمي اعضاؤها للمؤتمر الوطني بنسبه 99% ،حيث لم يستشر شركاءه في الحكومه في ماسمي بحكومة الوفاق .
هذا القرار لم ينسف الحوار والوفاق المفترى عليه فحسب ولكنه مسحه من على ارض الواقع مسحا ودق مسمارا غليظا في نعش الحوار لتصبح الفكره كلها في خبر كان ،والا كيف لحكومه انتقاليه تتشكل من قوى سياسيه مختلفه يقبل الحزب المتحكم (جهارا نهار) على هذه الخطوه الغير محسوبه العواقب والتي تتضمن اهانه واضحه لااؤلئك الذين هرولوا ناحية الحوار ظنا منهم ان (القبه تحتها فكي)!.
بهذا التشكيل الجديد يتحول ممثلي القوى المعارضه الى موظفين لدي المؤتمر الوطني يوجههم كيف يشاء اذا لم يتخذوا قرارا يتبعونه بفعل قوي يثبت لهم حقهم المستلب ..فلو انهم فعلوا مثلما فعلت الحركه الشعبيه ابان مشاركتها في الحكومه ايام اتفاقية السلام الشامل وذلك عندما جمدت نشاطها وسحبت وزراءها ووضعت كل مطالبها على الطاوله ثم لم يعودوا الا بعد الاستجابه لها جملة وتفصيلا.
المؤتمر الشعبي با اعتباره احد اكبر الاحزاب المعارضه المشاركه في الحكومه رفض على لسان الاستاذ كمال عمر هذه الخطوه واعتبرها تجاوزا وتنصلا عن روح الوفاق الوطني، وقال كمال عمر ان حزبه يدرس خطوة الخروج من الحكومه بعد انفراد المؤتمر الوطني باتخاذ الكثير من القرارات ولكن (كلام ناس الشعبي حايشيلوا الهواء اذا لم يتبعونه بالعمل).
بعد تكوين هذه المجالس بتلك الكيفيه يكون المؤتمر الوطني اتخذ مسارا جديدا .. وتجاوز تماما مرحلة حكومة الوفاق ومخرجات الحوار والوطني واعتقد انه لن يتاسف متنفذوه كثيرا من اتخاذ اي حزب مشارك معهم قرارا بالخروج من الحكومه ولربما يكون اتخذ هذا القرار الاستفزازي لكي يؤلب تلك الاحزاب الصوريه على ذلك.. ولكن السؤال المحوري هنا ماهي الخيارات الجديده التي يريد الحزب المتحكم ان يختارها كبرنامج للمرحله المقبله ؟ الاجابه قطعا ستجيب عليها الايام ..وكما يقولون (خبراليوم بفلوس وبكره بالمجان)!.
يا ود انت حاتشد حيلك متين
الله يخيبك
يا ود انت حاتشد حيلك متين
الله يخيبك