الدعاوى الأفريقية للإفلات من المحكمة الجنائية

منى عبد الفتاح
حين وقّعت 43 دولة أفريقية على اتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية لم تكن تدرك ، أنّ قارتها ستكون المنطقة الأكثر تمثيلاً في تشكيل المحكمة الدولية . فمنذ انشائها عام 1993م وجهت المحكمة الجنائية الدولية تهماً لثلاثين شخصاً ارتكبوا جرائم في ثماني دول أفريقية هي الكونغو الديموقراطية ، جمهورية أفريقيا الوسطى ، أوغندا ، السودان ، كينيا ، ليبيا ، ساحل العاج ومالي. وتختلف مصادر التحقيقات التي فُتحت في جمهورية الكونغو الديموقراطية وأفريقيا الوسطى ومالي وأوغندا والتي جاءت بطلب من هذه الدول بوصفها موقعة على اتفاقية روما ، عن القضايا المتعلقة بدولتي السودان وليبيا والتي تم فتحها بطلب من مجلس الأمن الدولي لأنّهما غير موقعتين على الاتفاق .
وفي مايو من هذا العام 2013م تبنت دول الاتحاد الأفريقي في قمتها المنعقدة بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا قراراً بالإجماع يقضي بنقل الملاحقة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الكيني يوهورو كينياتا ونائبه وليام روتو إلى القضاء الكيني متهمين المحكمة بأنّها تمارس نوعاً من المطاردة العنصرية وتستهدف الأفارقة بشكل خاص . هذا القرار تم بدون تصويت رسمي وباجماع كل الدول ما عدا بوتسوانا وغامبيا وهي البلد التي تنتمي اليها المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسوده والتي تتولى الملاحقات في الملف الكيني.
وإذا لم يكن لقرار الاتحاد الافريقي أي فعالية إلزامية على المحكمة الجنائية الدولية التي تشكل كياناً مستقلاً فإنّه بالتأكيد سيكون له وقعاً سياسياً يأتي على أهواء كثير من القادة الأفارقة . وهذا القرار يتفق بشكل ما مع نتيجة الاقتراع الذي أجراه الاتحاد الأفريقي عام 2009م بعدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية فى الاتهامات التى وجهتها للرئيس السوداني عمر البشير.
تعتبر كينيا أول دولة أفريقية تقرر الانسحاب من عضوية المحكمة الجنائية ، وهذا القرار هو عبارة عن ردة فعل على الاتهام الموجه لها من المحكمة إلا أنّه لن يكون نافذاً إلا بعد عام من تاريخ سحب العضوية رسمياً. فالرئيس الكيني ونائبه اللذان انتخبا في آذار/مارس الماضي متهمان من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية للاشتباه بدورهما في تنظيم أعمال عنف قبلي وطائفي وجرائم اغتصاب وتمثيل بالضحايا ،عقب إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي في كانون الاول/ديسمبر 2007 . أوقعت هذه الأحداث أكثر من 1000 قتيل ونزح من جرائها أكثر من 600 ألف آخرين في أسابيع قليلة. وتجيء محاكمة نائب الرئيس الكيني وليام روتو في العاشر من سبتمبر الجاري أمام المحكمة الجنائية الدولية، وإرجاء مثول الرئيس أوهورو كينياتا إلى نوفمبر القادم كبداية عملية لتطبيق العدالة تُعلي من بعض الأصوات وتخفض أخرى .
أعاد الموقف الكيني إلى الذاكرة الأفريقية اتهام لويس مورينو أوكامبو المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، الرئيس السودانى عمر البشير بارتكابه جرائم ضد الإنسانية فى منطقة دارفور غربي السودان. طلب أوكامبو من المحكمة إصدار الأمر بالقاء القبض على الرئيس البشير ووزير الدولة بالداخلية حينها أحمد هارون، وزعيم مليشيا الجنجويد -التابعة للحكومة والمكونة من قبائل عربية- على كوشيب، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور، ضد الحركات المتمردة من سكان الإقليم والذين ينتمون إلى قبائل أفريقية بين الأعوام 2003-2005م.
ومنذ ذلك الوقت يتحدى الرئيس السوداني المحكمة الدولية بجولاته المكوكية في المحيطين الأفريقي والعربي ،ورفض حكومته المعلن لهذا القرار، حيث رأت أنّ هذه الاتهامات تسيء لعملية السلام في المنطقة. كما أتى رفض السودان لقرار المحكمة الجنائية الدولية لوصفه القرار بأنّه مسيّس وسيفتح الباب لتدويل قضية دارفور ، كما أنّ اعتراضه تم تأسيسه على أنّ السودان ليس من ضمن الدول الموقعة على بنود ميثاق روما الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية وبالتالي فهي ليست معنية بقراراتها.
ترى الحكومة السودانية أنّ الموقف الكيني من المحكمة الجنائية الدولية يعزّز موقفها الذي لايرى في المحكمة إلا جهازاً سياسياً يستهدف النيل من القارة الأفريقية واستقرارها باعتبار أنّ جميع القضايا التي تنظر فيها المحكمة هي قضايا أفريقية. وهذا الرأي مردود عليها نسبة لأنّه لا توجد أية مؤشرات موضوعية تدعم هذه الفرضية ضد المحكمة الدولية .
أما الاعتبار الذي يفرض نفسه على وقائع الأشياء فهو أنّ أفريقيا قارة مبتلاة بأنظمة حكم ديكتاتورية يستشري فيها الفساد، وقد تتمكن كل دولة فيها من تدجين الأنظمة القانونية والسلطات القضائية داخل حدودها وتمنعها من التعاون مع المحكمة الدولية. كما يمكنها الضغط على المنظمات الإقليمية كمنظمة الاتحاد الأفريقي الذي تتكون عضويته من هؤلاء القادة أنفسهم. ولكنها لا تستطيع فعل ذلك مع المحكمة الجنائية الدولية التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من منظومة القانون الدولي الإنساني الذي نشأ لحماية حقوق الإنسان وتحقيق مبدأ العدالة الشاملة، وعدم الإفلات من العقاب خاصة في مثل جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تحدث بشكل خاص في أفريقيا .
(عن العرب الدولية)
[email][email protected][/email]
اناشخصيا عجبتني الصورة اكتر من المقال
كلام انشائي ومحفوظ للصغير والكبير
الزبده شنو يا بت عبدالفتاح
البشير والقادة الافارقة والرئيس السابق بوش ومجموعته وغيرهم من المجرمين لا بد أن تكون هناك جهة ما لمحاسبتهم
شكرا لهذا التنوير المهم مزيد من التقدم في الطرح وتناول القضايا
الأخت منى عبد الفتاح لا تنسي ان الدول الأعضاء الأخرى الأوربية وغيرها تفرض على الدول الأفريقية الإستمرار في عضوية المحكمة بسبب التهديد بفرض عقوبات إقتصادية.
ولا اظن المحكمة سوف تكون جهازا فعالا لمنع الديكتاتورية واضطهاد الشعوب والفساد في افريقيا لانه مرض عضال لا علاج له. لكي التحية لاثارة هذا الموضوع الهام.
أما الاعتبار الذي يفرض نفسه على وقائع الأشياء فهو أنّ أفريقيا قارة مبتلاة بأنظمة حكم ديكتاتورية يستشري فيها الفساد، وقد تتمكن كل دولة فيها من تدجين الأنظمة القانونية والسلطات القضائية داخل حدودها وتمنعها من التعاون مع المحكمة الدولية.
هذا استنتاج سليم ? وقد فعلت حكومة السودان ذلك . ولا توجد عدالة ولا قضاء نزية . فعلية مثل هذه المحكمة تحقق شيء من العدالة لهؤلاء الممغلوبين المظلومين.
يامني يااخي ماممكن نحن نلقاها من رفع الدعم ولا من حلاوتك دي ؟! ارحمي المعذبين في الارض ختي اي صوره ان شاءالله (كديسه) عشان نقدر نقرا المقال بتاعك ونركز فيهو بدل مانركز قي حاجات تانيه……………!!
والله حيرتينا يا مني لكي التحية
افريقيا مبتلاة , بمعارضات لانظمة الحكم القائمة بها ايضا نفس العلل التي تسوقها على انظمة الحكم و ان كان ذلك افتراض مردود عليه متى كان نظاما او معارضة ضد الامبريالية العالمية خالي من عللكم , و الله برغم التاريخ الاسود الذي يطرح عن هتلر و مسيليني بدات اشك في صحته و ان هؤلاء ليسوا كما يتدعون , و هذا مثار للبحث مقفل بدعاوي المحكمة الجنائية الراعية للعدالة و الحريات , ما علينا من الشك لكن قولي لي يا ست منى هل يعقل ان كل من يعادي امريكا مجرم و يجب ان يساق للعدالة ( و ان كان العداء هناء مثار للنقاش ايضا ) بمعنى امريكا هي من تعادي عندما يبحث الزعماء حقوق شعوبهم و يبحثون وسائل التحرر لهذه القيود السياسية و الاقتصادية , و متى و اين بحثت المحكمة العادلة عن حقوق الناس العادلة في حالات الظلم الواضح في فلسطين ………………. ,المهم كلامك جميل ان شاء الله تكون المحكمة زي قولك عنها لكي عندما تبحثين عن حقك اذا تعارض مع حق للبيض في العيش على حسابك .
اي قانون هذا يمنع شعبا من ان يختار حاكمه حتى و ان كان لا يوافق نظام اخر عليه و بعدين ان كان هناك عدالة حقيقية لتترك امريكا الحديث لاهله ما علاقتها بالمحكة الجنائية , و لا هي العدالة للفقير و الشريف ان سرق تركوه .
البشير ان قبض عليه هذه حتما نهاية المحكمة الجنائية نفسها و ان حوكم بعدالة بعدها سنظر في امر كل البغاة و ان كنتي عادلة اكتبي كلمة حق للمسلمين في غزة للمحكمة الجنائية العادلة لتبحث عن حقهم و العدالة لهم ناهيك عن بلدك .
المهم الماتوا لاجل هذا البلد بشرف كثيرين و البشير يتوق لان يكون مثلهم شهيدا و لكن كان يجب ان تفخري به كان انت بتعرفي القيم المثل دي يا بت بعانخي و تيراب و المهدي و المك نمر و غيرهم كثير .
و اوكامبو ده ما قالوا متهم بقضية تحرش و لا دي فرية زي الفرية على البشير .
الخلفية السوداء للصورة خلتها شاين أكثر من اللازم
والسرد التاريخي للمعلومات أضاع مغزى المقال واصبح رتيب
هل كل ناس الراكوبة من شاكلة عجبتني الصورة وهكذا ؟
يا ايدى شيلينى ختينى
فى المقال و لا الصوره
والله انا ما قريت المقال ركزت فى الصوره هو المقال بتكلم عن شنو
والله يامنى انتى عسل الله يطول فى عمرك00 والله المفروض تكونى بدل البشير حتى لو البلد مافيها شى بنتصبح بى وشك دا
هو ده مقال صحفي ولا تقرير يا ست
يامني موضوع المقال حلو لكن الصورةاحلى طفت المقال ما قدرنا نقراهو ، لكن عندي اقتراح مرة ورينا الصورة ومرة اكتبي لينا مقال عشان مرة نعاين ومرة نقرأ المقال.
لك التحيه.
اقتراح للراكوبة
مليونية
تنظيم و ترويج مسيره في كل المدن السودانية مجرد سفر البشير
صدر نظام روما الأساسي فى 17 يوليو سنة 1998 و ليست سنة 1993 كما ذكرت الكاتبة , و بدأ نفاذ النظام المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية في 1 يوليو 2002 بعد أن صدّقت عليه 60 دولة و صار حتى 1 مايو 2013 عدد الدول الاعضاء 122 دولة, كذلك المعلومة التى اراه ضرورية اغفلتها الكاتبة هى ان الرئيس الكينى و نائبه وافقا طواعية المثول امام المحكمة و بالفعل وصل نائب الرئيسي الكينى (روتو) مقر المحكمة فى لاهاي منذ يوم 11 سبتمبر الجارى , ربما قصدت الكاتبة المحكمة التى نشأت سنة 1993 بموجب قرار مجلس الامن و هى المحكمة الخاصة بالجرائم التى ارتكبت فى يوغسلافيا , و فى سنة 1994 قرر مجلس الامن تأسيس محكمة خاصة للنظر فى الجرائم التى ارتكبت فى روندا ابان الابادة الجماعية , ومقرها مدينة اروشا التنزانية.