لماذا يستهدف إرهاب الإخوان مسيحيي مصر؟

التحريض الأخواني على المسيحيين ليس بجديد. اليوم يأخذ بعدا مكررا في محاولة العثور على كبش فداء لمحرقة الفشل الأخواني.

بقلم: محمد الحمامصي

كان استهداف جماعة الإخوان وحلفائها من جماعات وتنظيمات الاسلام السياسي قتل المسيحيين وحرق كنائسهم ومحالهم التجارية، وذلك بعد ساعات قليلة من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، استهدافا مبيتا مخططا وممنهجا، ركز على محافظات ومدن وقرى الصعيد بدءا من بني سويف وانتهاء بالأقصر، وخص تلك التي تحفل بكثافة سكانية مسيحية مرتفعة مثل المنيا (حرق 10 كنائس فضلا عن المحال التجارية والاعتداءات على المنازل)، ليبلغ إجمالي الاعتداءات أكثر من 40 إعتداء فى 10 محافظات مختلفة.

لماذا المسيحيون؟ الإجابات التي تتبادر للذهن عند الوهلة الأولى، يأتي في مقدمتها أن الجماعة وحلفائها تريد جر المسيحيين إلى المواجهة والتعامل بالمثل والبادي أظلم، أي خروجهم وحرقهم للمساجد والجوامع والزوايا وقتل المسلمين، وهكذا يتحول الأمر إلى حرب بين المسلمين والمسيحيين؟ ولأن المصريين المسلمين متدينون بطبعهم فسوف ينجرون ـ أو الأغلبية منهم ـ وراءهم تحت دعاوى الفتنة وشعارات “إنها الحرب على الإسلام”، “إنهم يريدونها صليبية”، وتخرج الفتاوى المتطرفة لشيوخ الفتنة معلنة أن الجهاد ضد المسيحيين فرض عين على كل مسلم مصري، وتدخل مصر دائرة لا يسهل الخروج منها.

ولنتذكر أن د.محمد سليم العوا الإيراني الهوى والإخواني الفكر، والذي يشارك الآن في حملة الجماعة وحلفائها في حرق مصر بسبه وتحريضه على الجيش المصري وقيادته، هذا الرجل كان قبل سنوات قد شن حملة شرسة ضد المسيحيين، اتهم فيها الكنائس بأنها مدججة بالسلاح وقال في حوار مع قناة الجزيرة “السلاح الذى يأتي به القبطي لكي يخزنه في الكنيسة لا معنى له إلا أنه استعداد لاستعماله ضد المسلم”، أي أنه بمجرد خروج مسيحي للدفاع عن نفسه وعرضه وكنيسته فالتهمة جاهزة لفتح بوابة الفتنة الطائفية واتهام الكنيسة بحمل السلاح.

أيضا تريد الجماعة استخدام ذلك كورقة ضغط ورسالة تهديد للغرب المسيحي، وأن تقول أن مسيحي مصر في قبضتنا، وما لم تتدخلوا لإنقاذنا من السقوط والحفاظ علينا، سيظل مسيحيو مصر في دائرة المواجهة، سنحرق كنائسهم ونستولي على أموالهم ونخرب تجارتهم ونيتم أبناءهم ونرمل نساءهم، أي من الآخر لن يعيشوا أمناء على أرواحهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم في مصر.

وفي الإطار نفسه شعرت الجماعة وحلفاؤها أن هناك تقاربا إنسانيا والتحاما واضحا في المواقف قد جرى خلال العام الذي حكمت فيه البلاد بين المسيحيين والمسلمين، وأن هذا التقارب ينبني على خوفهما معا على مستقبل البلاد، وتجلى بارزا في معركة الدستور المشوه الذي فرض بالتزوير، وخروج المسيحيين لحماية مقر مشيخة الأزهر الشريف، ودفاعهم المستميت عن فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر، وأيضا حين تعرضت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية للاعتداء من قبل أنصارها، حيث تعالت أصوات المسلمين منددة ومعتبرة ما جرى جريمة لا تغتفر.

وربما يستهدفون تهجير مسيحيي مصر كلها باعتبار أنها “إسلامية.. إسلامية يا عباد الصليب” ـ كما تكتب الجماعة وحلفائها على جدران الشوارع ـ وقد شهدت فترة العامين ونصف العام الماضيين هجرة ما يزيد عن مائة ألف مسيحي إلى أوروبا وأميركا وكندا، فلما لا يتم تهجيرهم، أو بالبلدي “تطفيشهم” بترويع وتهديد أمنهم ووضعهم دائما في دائرة الترهيب، والبقية الباقية سوف تنحصر في البسطاء منهم ممن لا يجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس.

لا تزال الاجابة مستمرة، إذ الأخطر الذي يخفيه المخطط الاخواني ضد المسيحيين خاصة في محافظات الصعيد، وأقصد هنا تقسيم مصر، إلى مصر المسلمة جنوبا، ومصر المسيحية شمالا، فتهديد أمن واستقرار المسيحيين في الجنوب يدفعهم للشمال، وللعلم هجرة المسيحيين من الجنوب للشمال خاصة القاهرة والاسكندرية تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ في العقود الثلاثة الماضية. قد يبدو الأمر هنا ضرب من ضروب الخيال، ومن قال أن الإخوان وحلفائهم لا يعيشون هذا الضرب من الخيال وتاريخهم كله قائم على ذلك بدءا من حسن البنا وانتهاء بمحمد بديع الذي كانت ينتظر لقب “الخليفة”.

إن الحكومة المصرية تتحمل مسئولية مواجهة هذا الخطر المحدق بمسيحيي مصر بوعي ونضج وصلابة وقوة، فالأمر ليس هينا، ولا ينبغي التعامل معه من باب “كبر دماغك” أو “مشي حالك”، كما أن النوايا الطيبة المحملة بالكلام الطيب لا تستطيع مواجهة السلاح المحمول بنوايا خبيثة وكلام نجس.

الخطر كبير يهدد حاضر ومستقبل مصر، وما لم تتخذ الحكومة اجراءات حازمة صلبة ضد هؤلاء الذين ينتون هدم مصر وحرق نسيجها الاجتماعي، فهم أشبه بالكلاب المسعورة التي ينبغي قتلها قبل أن تعري وتنهش عرض البلاد من شمالها وجنوبها وتحولها لرمم في شوارع مصر.

محمد الحمامصي
ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. لماذا لم تطلب إجراء تحقيق عن أسلحة الكنائس لان هذه الاسلحة لو كانت في الجوامع للجامعات الامم المتحدة وصرح الرئيس الأمريكي وآدان الفرنسي ووو الراكوبة لم تعد علي الحياد ولم تنشر معظم كتاباتنا التي تخالف رأي كتابها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..