إهدار المال العام

تحتاج إلي تجديد جواز سفر فتذهب إلي وزارة الداخلية في شارع النيل،ولو لك أي طلب عند وزارة البيئة،فلا بد أن تقطع مشواراً طويلاً لشارع المك نمر،ثم تتجه جنوباً حتي الوزارة،ولو تذكرت شأناً يختص بالرياضة فهي محشورة في عمارة داخل الخرطوم 2 لا يمكن الوصول إليها إلا بخريطة سياحية.
ولو تذكرت الأوقاف والإرشاد وما شابه،فأنت ذاهب لا محالة عبر الفيافي لشارع الستين،حيث العمارة الفارهة التي يقطن فيها أهل الإرشاد وما أدراك ما الإرشاد .
ومعظم تلك الوزارات الموزعة في بنايات عالية،تدفع إيجاراً باهظاً بلا شك لمالك المبني،بخلاف الكهرباء والمياه وغير ذلك،فهل كان ضرورياً هذا الصرف المشبوه ؟ ونقول مشبوهاً لأن كل هذه الوزارات كان يمكنها أن تظل في المباني الحكومية الممتدة في شارع النيل،والموجودة منذ أن استقل السودان إلي يومنا هذا،وإن ضاقت تلك الأمكنة لأن الجهاز التنفيذي ترهل،فكان يمكن عدم بيع الفلل الرئاسية واستخدامها.
التشتت الموجود حالياً غير أنه يهدر المال العام،فإنه يهدر وقت المواطنين،الذين يهيمون ساعات طوال بحثاً عن مرافق الدولة التي اختطفها المؤتمر الوطني ذات ليلة حالكة.
ولا يمكن وصف ما يحدث إلا بالوجه الآخر للفساد،خاصة إن كان مالك العمارة قريب الوزير،أو شريكه في عمل تجاري،أو سادن معروف.
وهكذا يضيع قسم كبير من أموال الشعب التي مكانها الخدمات الضرورية كالتعليم والصحة.
وبخلاف إيجارات السكن،هنالك إيجارات عربات الليموزين،والمؤتمرات الحكومية التي تنعقد في فنادق خمس نجوم،والوجبات المحمولة لاجتماعات لجان حكومية من مطاعم باهظة التكاليف. كل هذا فساد في فساد.
واخطف رجلك عزيزي القارئ لمستوصفات طبية ومعامل تحاليل خاصة فتجد أمامها اللافتات الكبيرة الملونة التي تؤكد أن البنك المركزي والوزارة الفلانية والمؤسسة العامة الشهيرة،من ضمن (زبائنهم)،وهكذا تتسلل الأموال العامة من خزينة الدولة إلي القطاع الخاص الطبي دون أن يطرف للتنابلة أي جفن.
ولو سألنا لماذا لا تتعاقد الجهات الحكومية مع معمل استاك،أو مع مستشفي حكومي ،لعرفنا أن في التعاقدات مع القطاع الخاص الطفيلي فوائد ومنافع مشتركة،وأن الفواتير المضروبة هي سبب العمارات التي جعلت الخرطوم غابة من الأسمنت.
ومن حكاوي الفساد(المصلح)،الأجهزة التالفة التي تستورد بالمليارات،وأراضي المؤسسة الحكومية التي باعها التماسيح والديناصورات،واللجان التي تجتمع وتصرف الحوافز بأكثر من المرتبات،والتعيين عن طريق التعاقد الشخصي لذوي القربي والعلاقات،والعاقبة لكم في المسرات،(وانادي ليك أهلي واسكن معاك شمبات)،شمبات زلط ياعينيّ
[email][email protected][/email]
امس فى احد البرامج استمعت الى
عراب الاقتصاد الكارثه قال ان السودان
افلس بمعنى الكلمه…فشلت جميع البرامج
ثلاثيه وخماسيه وعشريه
اصبحنا نستورد القمح و السكر و الفولو الزيوت