مقالات وآراء

الفوضى الخلاقة …ماذا خلقت؟

كان هدف الفوضى الخلاقة المنسوبة لكونداليزا رايس، هو ان تهز الانظمة البالية الدكتاتورية المتحكمة فى شعوب المنطقة بدرجة لايستطيعون الفكاك منها بالاساليب الشعبية العادية، أو هكذا ظنت. وبناء عليه تمت التدخلات الامريكية فى بلدان المنطقة. غير ان النتائج جاءت بما لاتهوى امريكا:
بالرغم من تغيير نظام صدام فى العراق، الاان العراق استطاع، بعد فوضى ضربت اطنابها فيه، ان يتعافى لدرجة كبيرة جعلته قادر على هزيمة تنظيم داعش الذى مثل جزء اساسيا من خطة الفوضى.
كذلك أصبح التدخل الغربى فى سوريا فى سبيله للهزيمة. وايضا يتجه الوضع فى ليبيا الى الحل. ثم جاءت اخبار اليوم بأحداث اليمن تنبأ عن تغير فى ميزان القوى قد يؤدى الى هزيمة وشيكة للحوثيين.
وفى القضية الاسرائيلية الفلسطينية، برغم ما قد يبدو فى السطح من وضع مريح بالنسبة للحكومة الاسرائيلية، وهى تحظى بتأييد غير مسبوق من السيد ترامب لدرجة الاعتراف بالقدس كعاصمة لها، وأغلاق مكتب منظمة التحرير فى امريكا ومحاولة نتنياهو ضم الضفة الغربية، الا ان مايحدث فى طرف المعادلة الآخر ينبأ بعكس ذلك. فهناك المحاولة الجادة لانهاء الصراع الفلسطين الفلسطينى والتحرك الشعبى الذى بدأ يعم المدن الفلسطينية، والموقف العربى الذى يربط التطبيع بحل القضية على اساس الدولتين، وكذلك ماأظهره آخر تصويت فى الامم المتحدة من تأييد متزايد لحل القضية على اساس القرارات السابقة . وقد عبر ايهود باراك عن كل هذا بتحذيره من ان ماتقوم به حكومة نتنياهو سيؤدى الى نهاية حلم اسرائيل.
من الناحية الاخرى، فان آثار نظرية الفوضى الخلاقة على صانعيها قد أتت بغير ما يشتهون. فمع تضعضع النفوذ الامريكى فى المنطقة، ازداد النفوذ الروسى والايرانى بدرجة لافتة حتى وصل درجة الشكوى الامريكية من التدخلات الروسية فى شئونها، وبما جعل الرئيس السودانى يطلب تدخلا روسيا للحماية!
لقد قلت فى مقالات سابقة، كان موضوعها قرب موت الدولار، ان السبب الرئيس لفوز السيد ترامب فى الانتخابات،هو ايجاد شخص يستطيع ان ينقذ الدولار الذى أصبح بدون قيمة حقيقية بغير السند السياسى والعسكرى الذى لازالت تحظى به الولايات المتحدة. وقد حاول ترامب ان يفعل من خلال ابتزاز بعض الدول. ومن اخبار اليوم ان أيام ترامب فى البيت الابيض اصبحت معدودة بعد اعتراف السيد فلين بأن تدخلا قد حدث فى الانتخابات لصالح ترامب!
كل هذه يدل على ان التغيير الحقيقى لايحدث الا بحركة الشعوب، فلو كان أمر صدام وبشار قد ترك بيد شعوبهم، لتم التغيير فى الوقت المناسب وبالاسلوب المناسب، وهو ما بدأ يحدث الآن فى العراق وسوريا وليبيا واليمن.
واذا طبقنا نفس المنهج على السودان، فاننا نجد انه على الرغم من السياسات، أو بالاحرى انعدام السياسات الذى ظلت تمارسه حكومة الانقاذ، واعتمادها على اسلوب القطع واللزق، او رزق اليوم باليوم،وما أدى اليه من قتل وتشريد وتجويع وسلب ونهب وتدهور غى كل مجالات الحياة، الا ان الشعب السودانى ظل يتابع اكتشاف الحقائق ومعها الاساليب التى يجابه بها النظام على مر السنوات الطويلة من عمره الذى تدل الاحداث الاخيرة على قرب نهايته.الوضع اليوم يجابه “بالزنقات ” التالية :
– التدهور الاقتصادى غير المسبوق، والذى لن توقفه مدرسة، او حتى جامعة، اقتصادية جديدة، كما تمنى السيد رئيس الوزراء !
– الصراعات داخل المجموعة الحاكمة و”على عينك ياتاجر “!
– انكشاف الغطاء الدينى بالكامل وللكل، بما فى ذلك اجزاء كبيرة مما كان يسمى الحركة الاسلامية.
– جفاف السند المالى الخارجى نتيجة اهتمام المصادر بمشاكلها الخاصة وللموقف المايع للنظام من قضايا الخارج.
– المرتزقة السودانيون باليمن “يظلوا موجودين “ووب” يرجعوا “”ووبين “!
– وأخيرا : رحلة السيد الرئيس الى تشاد لمقابلة الرئيس دبى وبالضرورة حرمه المصون ? ابنة رئيس حرس الحدود “السابق ربما “!

عبدالمنعم عثمان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..