مقالات سياسية

مطلوب بأعجل ما تيسّر!!

الصديق البروفيسور عبد اللطيف البوني، نجح في جمع أساطين المال والأعمال من وزراء ومصرفيين وأكاديميين في أستديو قناة النيل الأزرق نهار أمس الأول.. ليشخصوا الأزمة الاقتصادية ويقدموا وصفة الحل.

شاهدت الحلقة كلها تقريباً، وكان انطباعي أن نفس هذه الحلقة لو بثت في الماضي مثلاً عام 1995 أو في المستقبل مثلاً عام 2020.. لما اختلف التشخيص والحلول التي قُدمت.. بل ويقيني أن أي فرد من الثلاثين مليون سوداني ربما يعلم تماماً التشخيص ذاته والحلول.

يصبح السؤال المُحيِّر.. طالما كلنا نعلم المشكلة.. وكلنا ندرك الحل.. لماذا نحن بلد فقير مأزوم يعيش دائماً تحت طائلة (إدارة الأزمة).. يبحث عن الودائع من الدول الأخرى ويتسوّل القروض والهبات والإغاثات.. لماذا؟؟.

في تقديري لأننا جميعاً نهرب من الإجابة الحقيقية، ونحاول أن نتستر خلف الأعذار والتبريرات والحلول النصفية التي لا تنمو في تربة الأوضاع الحالية.. ما نهرب منه هو أنّ المشكلة ليست اقتصادية على الإطلاق.. هي مشكلة سياسية بامتياز لكن أعراضها اقتصادية.. أشبه بمن يعاني من الحمى، فارتفاع درجة حرارة الجسم ليس المرض، بل هو أعراضه.

المنصة السياسية التي تقوم عليها أركان السودان معطوبة تماماً.. أحرقت نصف البلاد، وتكبح كل فرص النمو والتقدم.. وما لم نعالج هذه المشكلة فلن يتغير شيء إلا لأسوأ.. فنحن أشبه بمن يحاول تركيب برامج مُصمّمة عام 2017 في كمبيوتر يعمل بنظام تشغيل Operating System مضت عليه أجيال.. لا بد من ترقية نظام التشغيل الذي تعمل به بلادنا ليُواكب العصر وليسمح بتركيب نظم تطبيقية حديثة.. فلا أتصوّر أن ينجح وزير الزراعة في التفكير خارج الصندوق واستنباط نظم حديثة لتعمل في الإطار الكلي ذاته الذي ثبت عطبه وفشله تماماً.. جرّبنا ?النفرة الخضراء? وأهدرنا فيها مليارات الدولارات.. وفشلت.. ثم جئنا بـ ?النهضة الزراعية? وأحرقنا فيها أضعاف ما ضاع قبلها.. وفشلت.. فإلى متى نتعامى عن الحقيقة.. حقيقة أنّ المُشكلة هي في (نظام التشغيل)!.

منهج التفكير الذي تُدار به البلاد لا بد أن يتغيّر، لتتغيّر معه مفاهيم العمل العام، فالواقع أن الحال السائد لا يستوعب التفكير غير التقليدي.. فكبار المسؤولين يدركون أن سلامة البقاء في الكرسي تستوجب الالتزام بنظريات (سكّن، تسلم).. سَلّم رأسك تسلم.. لسانك حصانك إن صنته صان كرسيك.. فتحولت الدولة عندهم إلى أرض النفاق.. لكل مسؤول نسختان، نسخة للقلب، وأخرى للجيب..

نحن بلد مترف بالموارد الطبيعية والبشرية، ولكنه متخلف وفقير بفعل منهج التفكير الذي ندير به الحال العام.. فلا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن وصفات ما عاد فرد في السودان يجهلها.. المطلوب.. أن نجهر برفض الواقع.. لينصلح الحال.. القرآن يحدد أسس النهضة بكلمات واضحة (إن الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم)..

أرفضوا الواقع.. جهراً ليتغيّر الحال..!!

التيار

تعليق واحد

  1. صدقت والله يا عثمان، انا راجل على (أد حالي) وشاهدت الحلقة ولم تضف لمعلوماتي الاقتصادية اي جديد : (مافي انتاج ما في حل) (في سرقة ما في فايدة ولو كان هنالك انتاج).

    العبارتان بين الاقواس هي كل ما (يجتره) المحللون الاقتصاديون، وكل من يمشي على رجلين يعرفهما جيدا”

    السؤال هو : (يا من هواه أعزه وأذلني ،،، كيف السبيل الى وصالك دلني)،
    نريد فقط الاجابة على عجز البيت، اما اوله فمعلوم والكلام حوله صار مملا”.

  2. يقول الكوز عثمان ميرغني :

    ((المنصة السياسية التي تقوم عليها أركان السودان معطوبة تماماً.. أحرقت نصف البلاد، وتكبح كل فرص النمو والتقدم.. وما لم نعالج هذه المشكلة فلن يتغير شيء إلا لأسوأ..))

    يا سلام … ؟!!

    لماذا لم تقل هذا الكلام من زمان والامر كان واضحا كالشمس منذ البداية؟!!

    ايام كان شيخك الترابي في أوج نشاطه الهدام؟!!

    طبعا كنت خايف يحشروك في طيظ وزه ..

    أما صديقك البوني فهو أجبن وأتفه من يمشي على رجلين..

  3. وكمان “عشان ما ننسى لآزم نعرف الحقيقه.. ال “حقيقه” ! بس مين بيركّب جرس الحقيقه فى رقبة الكديس؟او يتجرّأ يعمل اى “مجمجه” طالما المفاتيح عند اسيادا” * انتظروا يا جماعة الخير تنزيل “السودان البديل” بعد التوافق على المهديه تلبية لنداء “المخلّص”! يبدو ان الحبيب الرمز ما لقالو طريقه يخارج بيها الحكومه من ورطتا.. يكون ربّها ما هداها يا ربّى ولآ كمان يعنى امبيكى ما خُلُص من اكمال خارطة الطريق او ما قدِر يقنع اهل الحوار بيها!

  4. من زمان طلقت مشاهدة التلفزيون بالتلاته. نفس البرامج والوجوه المكرره وكميات من البروفات والدكاتره يلعبو دافوري تنظيري . في البدايه يتكلمو بلغه عربيه رصينه . لغه هي ذاتا عامله ليهم اجهاد عصبي فظيع لانها ما لغة امهاتهم . شويه شويه الشغلانه بقت زي ونسة بيت البكاء . لابسين بدل وكرافتات في الحرايه دي عاملين فيها خواجات …

  5. من زمان طلقت مشاهدة التلفزيون بالتلاته. نفس البرامج والوجوه المكرره وكميات من البروفات والدكاتره يلعبو دافوري تنظيري . في البدايه يتكلمو بلغه عربيه رصينه . لغه هي ذاتا عامله ليهم اجهاد عصبي فظيع لانها ما لغة امهاتهم . شويه شويه الشغلانه بقت زي ونسة بيت البكاء . لابسين بدل وكرافتات في الحرايه دي عاملين فيها خواجات …

  6. أنا ايضا شاهدت الحلقة – ولكن دهشت عندما شاهدت المتعافى يتحدث فى الحلقة و قد تم أستدعاؤه على اساس أنه خبير اقتصادى !!!!! المتعافى زول الجداد اصبح خبير اقتصادى و منتظرين اقتصاد و حال البلد يتحسن ؟؟؟؟؟- الرماد كالك يا بلد …

  7. حتى لا تستطيع ان ترفض الواقع جهرا و لا حتى سرا تنفق الدولة ثلاثة ارباع الميزانية على الامن و جندت عشرات الالاف من ” قوات ” الامن المسلحة حتى اسنانها مع تصريح مفتوح بالقتل و تخبئ الدولة الاف من ” الامن الشعبي” من مليشيات التنظيم مسلحون و مغسولو الادمغة و يخبئون كميات من السلاح … و من الخوف قامت الدولة ايضا باستئجار الاف من مليشيات المجرمين المرتزقة و منحتهم رتب عسكرية و اطلقت يدهم في الاراضي و المناجم حتى يسكتوا اي صوت للرفض.

  8. المنصة السياسية التي تقوم عليها أركان السودان معطوبة تماما . أحرقت نصف البلاد وتكبح كل فرص النمو والتقدم . هذا كلام خطير يفترض أن تحاسب عليه فحرية الكتابة لاتعني هدم الدولة إلا إذا كنت معجب ببعض التراكيب االلفظية السياسية المستخدمة في سوق السياسة هذه الأيام . ونسألك ياعثمان المنصة السياسية تريد تغييرها عن طريق من وكيف ؟؟ أحبابك المصريين أم الأمريكان ياجلبي !! حكومة الوفاق الوطني الحالية مهما إختلفنا معها فهي تمثل معظم أحزاب السودان وأهل السودان بتوازنات دقيقة راعت هشاشة هذا البلد السياسية الخطيرة حد الخوف علي وجوده كدولة . يبدو أن حرية الكتابة عندك هي المعطوبة لأنه يسوقها الخيال الطائش والعاطفة الجياشة . النصف الذي تقول أحرقته المنصة السياسية المعطوبة ذهب بإرادة شعبه في إستفتاء شهد له العالم بنزاهته . شعب الجنوب هو الذي إختار حتي وإن ضللته نخبه السياسية في هذا الإختيار فلماذا التباكي عليه بعد كل هذه السنين . لقد كتبت يوما ياعثمان بأن الجنوب سيتطور وينمو نموا سريعا في خلال سنين وجيزة وسيكون سنغافورة أفريقيا بالفرص الإستثمارية العظيمة وكم كنت أتمني عليك وعلي آخرين معك صدعونا بالتنمية المذهلة التي ستجتاح الجنوب كأنها ريح مباركة تحمل المن والسلوي في أن تبادر بالمغادرة إليه وإقتناص تلك الفرص لكنك ظللت في سودان العذاب لتعذبنا بخيالك الطائش وبأجنداتك الخفية التي تريد بها هدم المعبد علي الكل فهل هي أحقاد على ناس الإنقاذ أم على أهل السودان كله ؟ تريد لهم أن يكونوا مثل شعب الجنوب وآخرين ،، نازحين وغلابا،، ياسيد عثمان بالله ممكن وصفة كده للمنصة السياسية التي يمكن بها أن يحكم السودان وتتحقق بها تنميته وإزدهاره وسأصبر عليك لألف ألف مقال ، ماأسهل التنظير ياحبيب . أخيرا مبيعات التيار كيف إن شاء الله محققه الأرباح المستهدفه .

  9. انت ذاتك طرحت لينا كلام عام ولم تضع الغقدة تحت المنشار ما عارف كان خايف من دقة تانية ظ على كل حال الحقيقة يا أستاذ بنية الاقتصاد السوداني ظلت ماضية كما وضعها المستعمر أي اختيار مدروس تبعه انشاء مشروعات ومؤسسات حكومية يصب مدخولها من النقد الاجنبي في جيب الدولة وليس المواطن إلا بالقدر الضروري لتقديم خدمات اساسية كانت تلك المؤسسات متمظهرة في مشروع الجزيرة ومؤسسة الاقطان وموسسة الجزيرة ومؤسسة سودان لاين وسودان اير وي ومؤسسة الصناعات الغذائية والصمغ العربي وبنوك حكومية
    هذه المؤسسات عملت الانقاذ على تهديمها والتخلص منها لا لخدمة الشعب بل لخدمة راسمالية نشأت على اثر تمكين الاسلاميين ومنظمات وبنوك الاخوان المسلمين العالمية والاقليمية وفتحت لشركاتهم ابواب السودان فسيطروا على موارده وسيروه وفق منهج وسياسات اقتصاد السوق لمصالح تنظيماتهم العالمية ناسين او متناسين أن العالم الاول باعتبارة المسيطر على اقتصادات الاسواق العالمية عن طريق مؤسسة التجارة الحرة والثمانية الكبار سخروا هذه الاسواق الاسلامية لتصب في قنواتهم لقد جنت تلك المؤسسات العالمية ارباح طائلة من الاسواق الاسلامية لانها اسواق تستحلب دخول المنتجين بوسائل شتى منها معاملات البنوك المصنفة اسلامية وهي ظالمة في حق المتعاملين الى ابعد الحدود لان نظرتها وفقهها قائم على النظرة الفردية الذاتية ولا تضع الرؤية الاجتماعية العامة في الحسبان وهذا هو الفرق المهلك بين ممارساتها واساليبها في حلب مدخرات الفرد وبين البنوك الغربية التي وضعت نسب معيارية ذات رؤية اجتماعية بمعنى أن ما تستقطعه من أرباح تعيده للمواطن في شكل خدمات تعمر اسواقه بمنتجات بمقدر الفرد الحصول عليه
    بجانب البنوك الاسلامية هناك المؤسسات الضرائبية المركزية والولائية ورفيقتها الزكاة فلم فتجمعت الثروة برمتها في يد راسمالية اسلامية داخلية وخارجية مرتبطة بالراسمالية العالمية انت فاكرين مغازلة الامريكان ودعمهم للنظم الاسلامية حتى لوكانت ملكية او دكتاتورية جاي من فراغ ؟

  10. ياعثمان من خلي عادة قلت سعادتو اعتاد الناس مسئوليهم ومنطريهم في اجترار الازمه وطرق معالجتها والمشاكل الأساس أن الجميع حكومه ومنتظرين لا يملكون رؤيه ممنهجه وليست لديهم خطط قصيره كانت أم طويله مرنه أم غير يتم العمل بموجبها ومن ثم مراقبة التنفيذ ومعالجه القصور ومعرفة نسبة التنفيذ بعد الانتهاء للتقويم ولكن المسأله عايره ومندنها سوط ولا محاسبه لقصور وتحفيز دون إنجاز فكأن البلد بدأت من فترة الإنقاذ وليس لها إرث في التخطيط ومتابعة التنفيذ وأخيرا هل تحل قضايا البلد باستضافة تلفزيونيه لأشخاص مل الناس من تكرار رؤيتهم كأن البلد عقرت ولم تلد سواهم

  11. ياعصمان يا مرغني ) اعلن طلاقك من الكيزان وخليهم يرسلو ليك ورقتك هنا في الراكوبه عشان نصدق ان كل الانتقادات (للنظام ) ليست مدفوعة الاجر ومتفق عليها
    وادعو معنا الله لا كسب الكيزان ومن تبعهم من الخرفان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..