سقوط دولة (التمكين)..اا

سقوط دولة “التمكين”..!! (1)

ياي جوزيف

إلي من لا يقرأ واقعنا السياسي بالمنطق .. وإلي من لم يقرأ تصريح الـ(حقنة!!) الذي أدلي به وزيرنا للاعلام ((المحترم!)) د. كمال عبيد .. القيادي بالمؤتمر الوطني الذي كان يؤكد “لي” تطابق حديثه مع طقوس (العواء)..
لم أستغرب كثيرا من تصريح وزير الاعلام القومي (عبيد) .. والقيادي بالمؤتمر الوطني في حديثه: «لن يكون الجنوبي في الشمال مواطناً حال وقوع الانفصال، ولن يتمتع بحق المواطنة، والوظيفة، والامتيازات، ولا حق البيع والشراء في سوق الخرطوم»، ولن نعطيه (حقنة) في المستشفى، وجاهزية
الحكومة للانفصال) ? انتهي ? برنامج مؤتمر إذاعي ? الإذاعة القومية ? الجمعة 25 سبتمبر 2010م. كما لم أستغرب أيضاً وجود قرية عراقية سميت بقرية (أنباء الكلاب) بدلاً من بني كلاب أحدي القبائل العربية الشجعان في صدر عصر الجاهلية وغيرها من هذه الأسماء، وأما في بلاد المليون ميل مربع يوجد هناك أشخاصا، سماهم آباؤهم بأسماء مشابهة “عندنا”، مادام الرضا والقبول يتناسب طرديا مع جلد الذات وإذلال النفس، وكما قيل قديماً على (أهل قدر العزم تأتي العزائم)..! أخيرا أسقطت دولة (التمكين!).. وأسقطت “الانقاذ” أوالحزب المدلل بالمؤتمر الوطني قناعته بيده, وأعلنتها عبر إذاعتها علي مسامعنا وعلي الملأ وأمام شاشات التلفاز حقيقتها بوقاحة غير منقطعة النظير. فهل يوجد هنالك صلفاً سياسياً أكثر من ذلك؟!.. وبلا (خجل!) وزيرنا للاعلام (عبيد) يعيد أرشفة المرارات والفتنة المستتر بعباءة الدين إلي الذاكرة ويبدأ جدولة جديدة بعبارة الجزم ((لن!!)).. وجاهزية الحكومة للانفصال؟!!.. إذا كان المؤتمر الوطني مع الانفصال فلماذا الصراخ: (ألوحدة بأي ثمن)؟!.. لماذا نضييع وقتنا في الحديث المموج بالوحدة؟!.. هل د. كمال هو انفصالي أم يآئس من الوحدة؟!.. أليس صحيحا حقاً أن الوضع في ظل (الانقاذ!) ميؤوس منه؟!.. لعجبنا من رداءة وزنة ميزان غير موفقة لـ(عبيد) في اختيار مفرداته .. عندما قال: “لا حق [للجنوبيبن] في البيع والشراء في سوق الخرطوم”.. أليس ذلك هي “الابارتيد” أو العنصرية ذاتها؟!.. يؤسفنا حقاً أن تظهر (غبائن) “مستر عبيد” بجلاء في مثل هذه الظروف العصيبة والدقيقة وينزلق في سياسة الكيل بمكيالين، تلك التي تتعامل بها (الانقاذ!) حينما يتعلق الأمر بشيء من اختراعها يسمى (المتاجرة بالكلام).. التشويه الحاصل في مفاهيم المواطنة والتدين والتمكين لدولة الشريعة عند (التمكينيين)، ومن تدثر بردائها وتترس بتجربتها السلوكية، يفسح المجال واسعا لحالات الابتزاز والتوظيف للانتهازية التي تقف علي أرجلها. وهنا نطرح سؤال مباشر هل يمثل {تصريح} وزير الاعلام (عبيد) مخطط المؤتمر الوطني حيال معاملته لقضية الوحدة والانفصال؟!.. بمعني آخر هل الانفصال هو خيار (الانقاذ!).. إذا كانت الاجابة بـ(نعم) .. إذن لماذا من هذا العبث بأمن السودان وشعبه ومصيره؟!.. ولماذا الادعاء بهتانا عن الوحدة كأجندة تكتيكية؟!.. كشف تصريح (عبيد) عن وجه (جماعة) التمكين وبان المشهد على حقيقته من دون تزييف بكل وجوههم الصفراء الحاقدة, ولا يجيدون غير لغة التهديد والانقلاب علي الشارع. وكلما أسمع مسؤولاً (انقاذياً) يتحدث ويحذر من محاولات افتعال فتنة أشعر بالخوف.. وينتابني احساس جامد أن الفتنة آتية لا ريب فيها. وكلما أسمع (فلان) من دعاة (قل يامنقو.. لا عاش من يفصلنا!!) وهو يراهن على وعي المواطنين لقطع الطريق على الفتنة أشعر أن طريقها مفتوحة. كيف يستقيم هذا؟!.. إذا كانت القيادات بالمؤتمر الوطني يتحدثون عن الوحدة وفجأة ينقلبون علي مناداتهم .. وهم يغردون بالوحدة الوطنية أضع يدي على قلبي. وحين أسمعهم يؤكدون أن مؤامرات ستتحطم على صخرة الوحدة الوطنية تراودني رغبة في البكاء.. وأشعر أننا عراة بلا أي ضمانة.. ويشتد خوفي حين يسترسل في الحديث عن الثروة الكبرى التي يشكلها التنوع والتعددية.. وعن الحوار الذي يغني به.. وعن التساكن في ظل الدستور والقانون. ولكنني مازال أسأل هل صحيح أن ما نقرأه في الصحف وما نسمعه في المنازل وما نتابعه على شاشات الفضائيات يعزز التلاحم الوطني أم يعد بتطاير لحم المواطنين؟!.. وهل التسامح ركيزة جوهرية في ثقافة جماعة (عبيد)؟!.. وهل شرط لقبول الآخر (الجنوب) بانتزاع مواطنته؟!.. وهل يتصور (عبيد) انه يمكن أن تكون الوحدة بالحقن؟!.. أنا وحدوي من طراز (الاختيار) الحر في قضية الوحدة والانفصال ولكن تصريح (عبيد) جعلني أفكر اكثر كون الحكاية هي خيار بل أعمق من ذلك ,أشعر أن الوحدة الوطنية تتصدع في أكثر من مكان. وأن المؤسسات الحامية والضامنة والراعية لفكرة الوحدة في سياق (عبيد) لا تزال غريبة عن واقعنا. وما قاله (عبيد) في إذاعة امدرمان اشد من (جنون) سياسي وتطرف وقهر ورغبة في شطب الآخر. واستنساخ النموذج الابارتيد بكل بلادة وحماس فهذا أمر يضاعف حجم المرارة إزاء التعامل الرسمي مع تحديات البلد الكبرى. فلينقذنا المؤتمر الوطني من ثقافة الاستنعاج القديمة والجديدة.. بعد أن تحولت (الانقاذ!) في نفوس بعض أبنائها إلى ما يشبه امتدادا لتاريخ الدوامغ والمهاترات وتنحو منحى عنصرياً..! ونواصل،،،

[COLOR=blue]سقوط دولة (التمكين).. !! (2) [/COLOR]

يتواصل المشهد السياسي المأساوي.. ونعيش في زمن الغرائب والعجائب، في زمن الحيرة والاحتيار، وزمن تغيّر فيه كل شيء، وفي زمن الاستفتاء.. والاغرب من ذلك هي الدعوة المجنونة التي أطلقها السيد كمال (عبيد) وزير الاعلام والقيادي بالمؤتمر الوطني مطالباً بطرد جنوبي الشمال حال الانفصال.. وبتلك المناسبة توعد قائلاً: (لن نعطيه “حقنة” لأي جنوبي في المستشفيات الشمال .. وجاهزية الحكومة للانفصال) – انتهي.

وبعبارة أدق، ومهما يكن اتجاه بوصلة الخلاف السياسي بين

السياسيين وأحزابهم، فإنه مقبول ما دام ملتزما بأطر الدستور وبثوابت اتفاقية (نيفاشا).. ولكن الجديد فيها [تصريح كمال عبيد] والمتواري عن الانتباه، هو الرغبة المقصودة أو غير المقصودة في خلط الأوراق داخل الصراع السياسي الدائر الان، وبما يتطلب من جميع القوي السياسية النأي عن تلك الإشارات والرسائل وطابعها العنفي التحريضي الذي يذهب باتجاهين: الأول الإيحاء بعنف ضد جنوبي الشمال ذي صبغة اثنية، والثاني دعوة جاهزية لتعطيل قيام الاستفتاء وتشويه صورة الجنوب.

فلماذا لا يخرس كمال (عبيد) ومن هو وراءه ، خاصة الذين يحرضونه ضد جنوبي الشمال؟!.. تزايدت المخاوف واستفحال حمى (الصراخ!) الذي يقوم به قيادات المؤتمر الوطني فإن الأمر سيبقى محل اهتمام عام وهذا الامر هو سقوط دولة (التمكين) ولن يختلف عليه اثنان ..

أليس من العار أن نعيش في ظل دولة الفتن و(التفتين والتفيت)؟!.. يبدو ? حقاً ? أن الانقاذ وأذيالها مازالت عاجزة أن تطور نفسها أم لها مآرب أخرى في ذلك التعاجز؟!..

الآن طفح الكيل ? فلا الوحدة (عاجبانا) ولا الإحساس بالانتماء لهذه الدولة يفرحنا، فقط قل: الحمد لله والشكر لله .. وقل: خيراً فلا خير في أن البلاد تبلع الغصة ويحتسب.

أسقطت دولة نظام (الإنقاذ) وشبعت هلاكاً.. لانها تقودها أمثال (كمال عبيد وكرتي وسوار وصاحب الجرتق والحنة) .. لقد وهن عظام الانقاذ وأصابها التحلل الكيميائي وداء الزوال، وتسرطنت في داخلها كل جراثيم الهلاك والفناء، واشتبهت عليها الأمور، التي وضع نفسه فيها ولا أحد غيره!

باستطاعنا القول أن تعبير الاستفزازية والابتزازية لوزير الاعلام (عبيد) ووالي نهر النيل ينسجم مع ما المعلن وما تخفيه مواقف وسلوك الانقاذ .. أليس هذا استفزازا مرعباً؟!.. ولماذا أختار السيد الوالي كراتين (الحنة) لدعم ملكية جوبا والوحدة الجاذبة؟!.. وماذا يسعي إليه الوالي (بحنته) ومدلول هذا التصرف غير المسؤول ثقافياً واجتماعياً وشعبياً؟!..

نستنتج أن قيادات دولة (الانقاذ) لا يهمهم أمر ايجاد حلول شافِية لقضايا الوطن والحفاظ علي وحدته، بل منشغلين بـ(هم) المحافظة علي كراسيهم ودولتهم وامتيازاتهم لا السودان وان يظل موحداً شعباً وتراباً.. وربنا يستر .. ولكن إلى متى؟!..

قضية الانفصال والوحدة هي قضية تعدت التوقعات من الناحية الزمنية واستهلكت واستنفد التصريحات السحرية وماعاد يوجد هنالك زمن متبقي للهرجلة والتهريج السياسي واللغة المتهرئة التي لا تصلح سقفا آمنا للاختباء.

السؤال المحوري: (ياتو) وحدة والامتيازات يتحدث عنها كرتي وعبيد؟!.. وأيه حكاية الحقنة (دي).. ولماذا الاصرار علي “لن نعطيهم” الحقنة؟!.. وما سر الحقنة مع كمال (عبيد)؟!.. أهي وسيلة أنجع لوحدة الرتابة الماثلة اليوم.. أم شيء مختلق آخر؟!.. ولماذا الوحدة (اللي بتجيبا) كراتين الحنة؟!.. والله هذه أيامكم يا اصحاب (الحنن!)..فامرحوا.

عموماً، اختلط الأمر عليهم إن المواطنين الجنوبيين المتواجدين في الشمال لا يستحقوا أن يعاملوا بهذه المعاملة، وفي بلدهم حين أن الجنوب مليء بالخيرات التي لا يعلمها إلاّ الله ثم (الانقاذ!) نفسها.

إذن ما هي العوائق قد تمنع الوحدة وترجح الانفصال؟!..

يبدو لي وقيل قديماً أن (الانسان ابن بيئته).. وهؤلاء القيادات هم من بنوا بيئتهم ولواقع [إنقاذي] وتراكماتها وترسباتها وتلوثاتها وبقايا المتسّخة والعفونات بأسوأ مما يمكن تصّوره أي مذهب سياسي .. لذلك لا نعيب عيهم (الانقاذيين) بشيء.. وواقع كهذا الواقع في ظل الانقاذ..!. كان ينبغي ان يتغير لانه واقع قد اعترف الجميع بحقيقة امراضه وعلله واورامه وقيحه ومكروباته التي نصحو كل يوم على واحد منها: سذاجة المواعظ والمواقف، وتفاهة فن اخراج المواقف.

اليس من المهم تفيت هذا الواقع؟!.. حتي يعالج قلة (الإحساس) وطول الالسنة وبدائيات التصرف من التعابير الغليظة او ما تلوكه من خشن الكلام؟!..

بيد ان واقعنا مختلط، ومعقدة وهو مشّوه تماما اليوم ويأكل القوي فيه الضعيف.. ذهبت المبادي والمجتمع كله في خدمة وفدية (السلطان!) انه واقع متورّم وبحاجة ضرورية لـ(عمرة)..!

من طول السنة جماعة دولة (التمكين) تذكرنا بحديث كمال (عبيد) هذه الايام عن الامتيازات وما أدراك من امتيازات للجنوبي الشمال..! لذلك ارتضينا لانفسنا أن نطرح حزم من الاسئلة المشروعة حتي نقف علي مجملة القضايا هل أنفصال أم وحدة؟!..

ما هذه الامتيازات؟!.. أتقصدون بالامتيازات استضافة الجنوبيين في معسكرات النزوح حول الخرطوم؟!.. أم تعنون بالامتيازات اسلمة وتعريب غير المسلمين في هذه المعسكرات مقابلة الغذاء والدواء؟!..

أتقصدون بالامتيازات حرمان الجنوبي غير مسلم أن يحكم البلاد؟!.. وأن يسكنوا في (رواكيب) تحت اركام واشلاء المباني الشاهقة بالخرطوم؟!.. أم الامتيازات تعني (جلد) البنات الجنوبيات في شوارع الخرطوم بحجة اللبس الفاضح وما أكثر الفضائح؟!.. هل الامتيازات تعني نهب أموال ثروات الجنوب باسم الوحدة؟!.. أو تلميع ذواتكم وبناء مستقبلكم ومن بعدكم بمزيد من “السطو” والإفساد على حساب حقوق البسطاء والمغبونين والجوعى على إمتداد هذا البلد؟!..

أتعنون بالامتيازات بروز الطفيليين الذين زاد نموهم وتكاثرهم كما تتكاثر البكتيريا وتحصلوا على امتيازات بسبب انتمائهم الجهوي والسياسي للانقاذ؟!.. أم تعنوا بالامتيازات الحديث عن المواطنة المتساوية ويوجد هناك مواطنين لهم حقوق خاصة ومنافع خاصة تزيد باقترابهم من دائرة (سياتو!) سواء من اقاربه او اصهاره او كبارات رجال حزبه؟!.. وهم يتمتعوا بحقوق المواطنة كاملة الدسم.

ونواصل،،

اجراس الحرية

تعليق واحد

  1. كلامك فارغ من اى مضمون . وانت تتحدث عن اشياءاصبحت متكررة دوماً . وانت يا ياى جوزيف لو قدر ان حكمت السودان . هل ستكون عادل بين الشمال والجنوب. والله ما افتكر وانت تحمل كل هذا الغبن والعداء.

    انا شخصياً مع الوحدة والسلام والاخاء. ولكن ده مستحيل طالما انتم موجودين على وجه الارض……

  2. مقال ركيك اكثر الناس نقدا وتشاؤما من كلام د. عبيد لم يخرج علي انه حرص علي الوحدة خرجت في شكل تهديد لم يوفق فيه. الحديث ابعد ما يكون عن ما تصفه به. ثم ان هنالك من عمل وقال صراحة انه مع الانفصال وهنالك اجماع علي ان هذا خرق لاتفاقية السلام التي يجب ان يعمل الطرفيين علي ترجيح خيار الوحدة ولكن تجاوز المؤتمر الوطني هذا خوفا من المجتمع الغربي الذي يقف بثقله مع الحركة الشعبية. ولكن اقول للحركة الشعبية بغض النظر عن موقف شمال السودان من المؤتمر الوطني ان ما تقوم به الحركة يعزز الكراهية للجنوبيين في الشمال واخشي ان يكون المؤتمر الوطني مضطرا لحماية الجنوبيين من بطش الشماليين لحظة اعلان الانفصال. لان الجميع صار يتحمل التصريحات المشاترة علي امل ان تكون فرصة للتنفيس تنتهي قبيل الاستفتاء ليعود صوت العقل والمنطق. هذا الامر ينطق حتي علي مؤيدي الحركة الشعبية من الاحزاب اليسارية وذلك لسبب بسيط لانهم بمساعدة الحركة الشعبية ظلوا يعانوا فكيف وعند خذلان صاحبهم وحليفهم الحركة الشعبية.
    وشكرا

  3. اخونا منذر..

    اولاً امثالى كما تفضلت يتحدثون باسلوب مهذب ومافى داعى لهذه المخاطبه

    قصدت فى تعليقى وانتم موجودين على وجه الارض الساســـه من الطرفين. وهم االذين زرعوا الفتن بسياستهم البلهاء. ونحن كمواطنيين جنوبيين وشماليين ما عندنا اى مشكلة. وباختصار المشكلة مشكلة سياسيين فى المقام الاول

    واذا تحدثت عن حقوق الجنوبين فانا معك. كل الحقوق مهضومه ولا اختلاف فى ذلك
    ولكن يجب على الساسه ان تجنب الفتن بيننا كسودانيين وهذا هو القصد….

    لذلك اذا اتى جيل جديد من الطرفين ممكن يساعدوا على الاخاء والسلام. ولكن فى ظل هذا الجيل لن يكون ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..