احزان امدرمان الاخيرة

احزان امدرمان الاخيرة
شوقى بدرى
[email protected]
فقدت امدرمان في الفترة الاخيرة ثلاثة من اعلامها . أولهم كان عمنا الشقليني , ثم الاخ توتو أو عبد القادر الطيب , ثم اخيراً امير امدرمان الفنان زيدان . بعد كتابة الابنه آيات في موقع سودانيات تحت عنوان من نثيث غض … عمي الشقيليني … و عمي توتو . كنت احس ان الكتابة بعد هذا عبث غير مجدي . فقد خرج لك الموضوع صادقاً رائعاً بالرغم من حزن المناسبة . كتبت عن ذكرياتها كفتاة صغيرة عن العم الشقليني , أحد اعلام امدرمان , و الذي ارتبط بالترام قديماً . ثم صار صاحب متجر في الحي . يتعامل مع الجميع حتى مع الاطفال بكرم و اريحية , و الحب الزائد .
كان العم الشقليني ككثير من أهل امدرمان قديماً بالرغم من أهله و عشيرته الكبيرة , يعطي وقتاً كثيراً لمجتمعه . فعلى صوته الشجي يستيقظ الناس على آذان الفجر . و لقد ارتبط اسمه بالآذان . و كما كتب ابنه عبد الله الشقليني فقد شارك في حلقات في الإذاعة و كان له نشاط اعلامي . و تحدث عن مدينتنا امدرمان و تاريخها .
عندما كتب ابن عمتي الطيب ميرغني شكاك كتابه الاحياء في امدرمان , و عرضه علي قبل طباعته . انتقد الكتاب لأنه يتطرق فقط للكبار و الحكام و الأطباء و لوائات الجيش و كبار المهندسين . قلت له ان امدرمان هي بلد , للنساء فيها دور كبير . و ان امدرمان قد بناها البشر العاديون , أو من تقلد وظائف بسيطة .
العم الشقليني مثلاً لم يذهب الى الجامعات أو المعاهد العلياء . إلا أنه كان من مشاهير امدرمان يعرفه القاصي والداني . ترك الحياة بعد أن ادى رسالته . بدون أن يضر بالآخرين , أو أن يسيئ الى أحد . أعطى و اعطى ثم اعطى . فأحبته أمدرمان و قدرته . و آل الشقليني من الأسر التي انشأت امدرمان .
العم الشقليني كأغلب الرجال قديماً عمل لدنياه , تعب و شقي و أجتهد . أدى وظيفته في الترام على أكمل وجه . عاد المرضى , دفن الموتى , و سعى لمصلحة الآخرين . و كون اسرة رائعة تفاخر بها امدرمان العالم . فالأخ جمال الشاعر و الكاتب و المفكر و السفير , و الفنان عبد الله الشقليني ( بيكاسو ) و الآخرون و ما هم الا غرس ذلك الرجل العظيم . و من جيشان الجالوص في امدرمان خرج اعظم النساء و الرجال . لأن من يقف على رأس تلك الحيشان هم رجال في قامة العم الشقليني .
قال لي احد الاوربيين قديماً , أنه من الجميل ان يكون الانسان ,غنياً لأنه يصير معروفاً و سيكون هنالك الآلآف الذين يعرفونه و أنه من الجميل ان يكون الانسان مشهوراً لأن هذا يفتح الابواب . قلت له انه حسب مقاييسه فكل اهل امدرمان من المشاهير . فكلنا يعرف ما يقارب العشرة الف شخص بأسمائهم و اشكالهم . فكل أهل حيّك يعرفونك . و كثير من الآحياء المجاورة . و يذهب الانسان الى مدرسة فيها مئات الاشخاص يعرف اغلبهم . و هنالك ثلاثة مراحل تعليمية و كل مرحلة تعني مئات الاشخاص . و تعرف الكثير من المدراس الآخرى . حتى رجال البوليس الذين يسيرون في الطرقات يعرفهم الناس بالأسم و يعرفون الآخرين بأسمائهم . نحن جميعاً من المشاهير . و كلنا من الأثرياء . ثرائنا هو الحب الذي نكنه و يكنه لنا الآخرون . نحن شعب من المليونينيرات . و هنالك البليوننيرات و هم امثال العم الشقليني . يمتلكون ما لايمكن شرائه , أنه حب الناس .
في نهاية الخمسينات تغيرت طريقة اللبس في السودان . و آتى ما عرف بالقميص الامريكاني . و هو القميص الذي ينتهي بنهاية في شكل خط افقي بدون الفتحات على الجانبين . و آتى ما عرف ببنطلون ستين و سمي بذلك لانه صار واسع الانتشار في سنة 1960. و هو البنطلون بدون كفه او بدون حجول . و صار هذا مكملاً لزي الشباب في امدرمان , خاصة منطقة العباسية و الموردة و بانت . و كان الكبار يلبسون البنطلونات الواسعة ( ماهلة ) , يقولون عن البنطلون الجديد كيس بندقية . و كان البعض يصف الآخر يقول : ( ياخي الراجل اللابس قميص امريكاني وبنطلون ستين ) و تكتمل الرؤية .
رفيق الدرب عثمان ناصر بلال , متعه الله بالصحة , كان يعمل ميكانيكياً في النقل الميكانيكي الورشة ( ج ) . و كان انيقاً بطريقة ملفته . و كنت قد تعودت من الصغر ان أذهب الى العم خليل في الملجة , الذي كان من اميز الخياطين . إلا ان عثمان اقنعني بالذهاب الى الأخ توتو . الذي كان احسن من يخيط القمصان في امدرمان . و كنا نسميها قمصان التحشيش . و هي قمصان بأضافات و تحابيش .و مثلاً كان يميزها قطعة على أعلى ظهر القميص عبارة عن قماشين مزدوجين لان القميص يبلى كثيراً في منظقة اعلى الظهر بسبب العرق , و كان هذا من مميزات قمصان الاخر توتو .
كان شباب الموردة يتمختر في تلك القمصان المميزة . و كانوا يستعرضونها يوم الجمعة خاصة امام دكان العم عثمان السكي ( سيد السمك ) . و كان الجميع يشيرون اليها بأنها قمصان توتو . ثم ظهرت قمصان بورتسودان . و هي قمصان النايلون الشفافة التي لم تكن تلائم جو السودان . و كان الشباب يلبسون تحتها ما عرف بفنايل شبك . و كان هذا يظهر العضلات و المقانص . و اشهرنا و اكثرنا شياكةً كان الاخ شامبي و هو أول من بدأ بأرتداء تلك القمصان . كما كان يرتدي كذلك قمصان توتو التي تظهر شكل الجسم .
عندما ذهبنا الى دكان الاخ توتو رحمة الله عليه , لاحظت انه لم يكن يسجل المقاسات كما يعمل الترزي بعد كل مقاس مثل الياقة او الكم او الظهر . و عندما استغربت و سألت عثمان فيما بعد قال لي : ( ياخي توتو دا راجل فنان من العتبة بيكون شافك و عرف مقاساتك . و المقاسات الاخدها بالمتر ديا , يكون حفظها و بكتبها في الدفتر قدام اسمك . و حا تشوف بعد ما تجي تستلم القميص حا يكون قدرك بالظبط ( قميص عامر )).
عامر هو طبعاً التاجر عامر ازرق في التركية و كان اكبر تجار الابيض . وهو والد الثري و المحسن ابراهيم عامر ازرق . و كان قد طلب من احد المسافرين ان يتصل بي خياط معين في القاهرة ,و يطلب قمصان قائلاً : ( قول ليه قميص لي عامر ) . و اتى القميص بمقاسات عامر ازرق . و اطلق المثل : ( قميص عامر الفصلوه في الريف طلع قدره ) . الأخ توتو كان انيقاً بجسم رياضي . و كان صاحب ملحة و كان ذواقاً و صاحب مزاج . و كلما أشتري قميصاً أو كنت افصل قميصاً في الامارت أو في شرق اسياء اتذكر قمصان توتو . و لم أفرح بأي قميص مثل فرحي بقمصان توتو في الموردة .
الاسم توتو اسم شائع في جبال النوبة . مثل كوكو و كافي و كودي . و أظن ان توتو تعني الطفل الرابع . و لكن يمكن ان نقول عبد القادر رحمة الله عليه كان الرابع والرائع . كالكثير من أهل امدرمان كان صاحب رسالة . عاش شباباً زاخراً و استمتع بالدنيا و احبه الناس . و لقد ذكرته في كتاب حكاوي امدرمان . و تتطرقت لمهنة الحانوتي . التي صار الكثير من الناس من الاغنياء بسببها, في كل العالم . و قلت ان لا مستقبل لها في امدرمان . و قلت ان الناس قديما كانوا يتنافسون في دفن الموتى . و كان العم دوكه في العباسية في ميدان الربيع يصطاد الشباب الاقوياء , و هم بملابس الكرة لكي يذهبوا لحفر القبور في حمد النيل حتى تكون جاهزة لمن يحتاجها . و لم يكن هنالك من يجرؤ على مخالفته . و كان هذا يعرف بي تمارين العم دوكة .
العم احمد داؤود صاحب اجزخانة امدرمان , كان يزور المستشفى يومياً . و شارك في دفن اغلب أهل امدرمان . و كان يقول في المقابر اليوم التجيكم جنازة و انا مافي تكون دي جنازتي انا . و لا أظن ان هنالك من فاقه من دفن الموتي سوى العم عبد الكريم بدري شقيق بابكر بدري الاصغر . كانوا هو و شقيقه الاصغر خضر بدري يتواجدون في المأتم قبل أقرب الأقربين الى المميت . و كان لا يتحرك إلا و العطور و الحنوط معه الى أي مكان حتى يكون مستعداً .
تلك الرسالة حملها الاخ عبد القادر توتو . و قد فاق الاخ توتو رحمة الله عليه الجميع بأنه كان يخيط الاكفان و يعدها و يجهزها من حر ماله . و كان يهب في زمهرير الشتاء و في الليل البهيم و تحت الشمس و يقوم بفن أهل امدرمان . هؤلاء تركوا ورثة ثقيلة للآخرين . و لقد سمعت عن وساطات بين بعض الشيوخ الذين حدثت بينهم جفوة , لأنهم كانوا يتسارعون لدفن الاخرين . و يتعدون على مناطق من المفترض ان تكون حكراً على شيخ معين , و تحدث المصالحات و تقدم الاعتذرات , و تنظم ليلة مديح و يعود الود و الوئام للشيوخ الذين ضحوا بمالهم و جهدهم لدفن الاخرين . أين نحن من هؤلاء ؟ . رحم الله الاخ عبد القادر توتو .
في يوم الجمعة حوالي 13 يناير 1975, ذهبنا الى منزل الفنان زيدان رحمة الله عليه . و كان الحوش في شارع الاربعين مليئاً بالناس . و كان زيدان رحمة الله عليه يجلس على كرسي وثير بوجهه الصبوح و هو يتحدث بالتلفون بسلك طويل . تصافحنا و واصل زيدان مكالمته . و عندما اكمل مكالمته أقبل نوحنا باشاً و قال : ( آسف يا جماعة على سلام الجفا دا , لكن بسلم عليكم سلام العباسية ) . فتقالدنا, و احتضننا بعضنا , و ضحكنا و جلسنا لنتسامر .
من الحضور كان الفنان رمضان زايد ابن الموردة و ملكال . و كان يرتدي قميصاً افريقياً واسعاً في شكل فراشة . و كان معي الاخ جيلاني رحمة الله عليه و عازف الايقاع ابراهيم عبد الوهاب ( ابراهيم كتبا) . المناسبة كانت زواج تؤام الروح رحمة الله عليه احمد عبد الله احمد ( بله ) . و لأن منزل بله كان على بعد خطوات و في شارع الاربعين , رفض زيدان ان يأخذ اجراً . و بعد تعب و وساطات توصل البعض لأجر متدني . و لهذا مات زيدان رحمة الله عليه و هو فقير في ماله , غني بحب الناس له . أرتبط بالعباسية و ارتبطت به العباسية . كان امدرمانيا اكثر مني و من الآخرين . و كان (عبسنجي ) , و كانت العباسية تجري في دمه .
و غنى زيدان في ذلك الحفل كما لم يغني من قبل . و غنى رمضان زايد فالحفل حفله , و كان يتواجد معنا كل يوم . و كنت انا وزير العريس . و ان كان هنالك من هم اقرب الى بله مني . منهم الاخ الاستاذ عصمت العالم و رشيد دفع الله الفيل و حسن السروجي و عبد الرحيم علي حمد و كثيرون . و انتقلنا الى منزل العروس في بانت . فالعروس هي الاخت نور مصطفى شقيقة الدكتور الاخصائي المايسترو جراح القلب ابراهيم مصطفى رحمة الله عليه . و أجتمع أهل الموردة و بانت و العباسية في ذلك الحفل و أقام الحفل اخونا الأكبر الاستاذ شرحبيل احمد . و حضر الفنان رمضان زايد كأحد اصحاب الحفل . و حضر الفنان زيدان رحمة الله عليه لفترة قصيرة فقط للتحية .
تطرقت كثيراً للفنان الزين قبور رحمة الله عليه . و كان عازفاً جيداً للعود . و على يده تعلم الكثيرون الغناء و العزف . و كان يأتي له الاخ زيدان كثيراً و كان يفصله عن منزلنا زقاق ضيق . و هذا شمال ميدان الربيع . الزين رحمة الله عليه كان يشتكي بأن زيدان رحمة الله عليه ما بشتغل بالعداد . و أنه كان كريماً جداً و كان يدفع في قعدات الريفيرا و كان يحث صديقه الزين بأن يدفع كذلك . و الضيوف كانوا عادةً من رجال الأذاعة و المسرح . و أذكر ان الزين كان يقول لزيدان رحمة الله عليهم : ( ما معقولة انا اشقى و اتعب حدادة و ميكانيكا و انت تشقى و مرات تسافر خارج العاصمة و نجي نصرفها على الناس . ) و زيدان رحمة الله عليه يقول : ( معليش , معليش , معليش يا الزين معليش ). زيدان رحمة الله عليه كان كريماً , يعطي ماله و حبه بلا حساب . لا يترفع و لا يفرض نفسه على الآخرين . كان بسيطاً كبساطة العباسية . أجبرته الظروف ان يخرج من العباسية . فلقد ارتفعت الاسعار و لم يكن في امكانه ان يشتري منزلاً في العباسية . إلا انه لم يكن من الممكن اخراج العباسية من زيدان , فلقد صحبته كل حياة.
يؤلمنى ان اقول اننى لم ارتبط بزيدان كثيراً، فلقد كنت اسبح فى اتجاه مغاير . ولكن جمعتنا العباسية والاصدقاء المشتركين . كان ناظره خالد موسى والذى يسكن كذلك فى نهاية العباسية شمال ميدان الربيع .يحب زيدان كثيراً ، وكان تجمعهم صداقه مميزه . فخالد موسى من اوائل نظار المدارس الثانوية فى السودان . وكان زيدان كثير التواجد فى منزل عمتنا صالحه بدرى زوجة الاستاذ خالد موسى . والذى كان يشجع زيدان عندما كان زيدان فى بداية طريقه الفنى . وكنا نحسد مدرسة الاهلية الثانويه لان عندها فنان متكامل فى شكل زيدان . زيدان كذلك ارتبط بالعميد يوسف بدرى وكان يتواجد فى صالونه . فزيدان كان يتمتع بحب الجميع ، وآخر حفلة راس سنه حضرتها فى السودان كانت فى الاحفاد وكان الفنان هو زيدان .
زيدان امتاز بخفة الدم والتعليقات وبعض التعليقات القاسيه . الا ان الجميع بتقبل اى شئ من زيدان . وزيدان لم يكن فناناً فقط بل كان مشاركاً فى مجتمعه . وله الفضل منذ السبعينات فى انه كان يشجع البنات على عدم استخدام الكريمات التى تفتح لون البشره . وكان يستعمل تعبيره الذى سارت به الركبان وهو ( الوش مصريه والكرعين عباسيه ) . وساعد هذا التعبير كثير من الفتيات السودانيات فى ان يتوقفن عن استعمال هذه الكريمات المضره .
زيدان كان الوجه الآخر للعباسية . كان يمثل وداعة و لطف و البعد عن الخشونة . و كأغلب أهل العباسية كان وفياً يقدر الصداقة و يعيش بقلبه . كل ما كان يريد هو ان يحبه الآخرون . و لم يكن يريد ان يمتلك أي شئ . و الحب الجارف الذي كان يكنه للاخرين كان نابعاً من حبه الشديد لوالدته و التصاقه بها , فلقد كانت محور حياته . ذكر لي الأخ ناصر المطيري و هو من اب يمني و أم سودانية من كسلا , ان زيدان كان في زيارتهم في صنعاء , و كان يريد ان يشتري اشياء كثيرة لفلان و فلان و فلان . و كأنه يريد ان يشتري لكل السودان . و لم يشتري اي شئ لنفسه . لقد ذهب زيدان . و ككرومة و زنقار و ابراهيم عوض و الآخرون ستبقى ذكراه و ستأتي اجيال و أجيال يغنون اغانيه . زيدان لم يؤلم او يتقصد ان يؤلم اي بشر آخر . لقد كان رسول الحب . له الرحمة
التحية ع. س. شوقي بدري .
.
رحمة الله تغشى العم توتو والفنان الاصيل زيدان الذي كان والده جارنا بمدينة ملكال وكان ايضا رجلا فنانا غيبه الموت بملكال وهو يلعب كرة التنس ولا زال شاهد قبره موجودا .مع التعازي الحارة للاخ السفير جمال محمد ابراهيم في وفاة عمنا الشقليني والتعازي لابنه الفنان عبد الله الشهير ببيكاسو وربنا يرحمهم جميعا وهم السابقون ونحن اللاحقون
هاشم ابورنات
وعلم آخر وظريف من ظرفاء امدرمان مضي الي ربه ايضاً يوم امس الاول هو عمنا الوالد المربي عثمان علي سليمان شرطي التشريفة الرئاسية في عهد الرئيس الراحل ازهري وممن شاركوا في تغير مسار حركة المرور في سبعينيات القرن الماضي.
تعرفنا في باكر طفولتنا علي سوق امدرمان الكبير شارع شارع ودكان دكان علي يديه وكنا في نهاية كل يوم دراسي في مدرسة الهجرة الابتدائية نذهب الي دكان الوالد في السوق فاسمعه يقول لي قبل ما اضع الشنطة ياعب اقاشي كيف فأقول ليه طوالي بس الدفع عليك فيقول لي ادفع ليه اصلو انا ود علي الحاج وكان واحد من اعمامنا دائما يقول لنا ياولاد ماتاكلو الشي ده انتو عارفينه لحم شنو مايمكن يكون لحم كدايس ولا لحم كلاب فيقول لي ياعب سيبك منه ده. هذا هو عم عثمان يا استاذ كان صديقا للكل واحبه كل مستضعف في سوق امدرمان من العتالة وغسلين العربات وحتي الشماسة. رحمة الله عليهم جميعا.
ا ع. دنفر-كلورادو
العم شوقي لاول مرة اشعر انك تحاول تنميق الحدث وتخونك الصراحة التي عرفناك بها …….مالك الليلة عامل حسابك للدرجة دي …يعني غلبك تقول انه ناس العباسية طردو زيدان من البيت ورمو ليه عفشو برة ورغم ذلك سامحهم وسيظل هذا الفعل وصمة عار في جبين العباسية …ثانيا وبعيدا عن ازكرو محاسن موتاكم . لم تتحدث لنا عن ارتباط المرحوم بالعرقي وانه كان بيجغمو كما نجغم نحن الماء الزلال وغالبا يكون ذلك هو السبب الرئيسي الذي ادي الي الاضرار بكبده …يا خوانا عبد الحليم حافظ مات بالبلهارسيا وما يكل جاكسون مات بجرعة زايدة من مخدر البروبافول فيها شنو لو قلنا السبب الذي عجل بخراب كبد الراحل هو الشفط الغير مقنن للعرقي …وربنا غفور رحيم
الى كتماندو ………..المرحوم زيدان ابراهيم , كان مستأجرا لمنزل بالعباسية لفترة طويلة
ومالك المنزل يريد بيته ليسكن فيه وهذا شئ طبيعي أن يخلى المرحوم زيدان المنزل لصاحبه
سؤالى هو : لماذا لم تتكرم حكومة عمر البشير ببناء منزل للراحل زيدان أو بشراء منزل له
بالعباسية التي ترعرع بها أليس هذا من واجبات الدولة تجاه مبدعيها ؟ ولماذا يتبرع عمر البشير للمصريين بآلاف الأبقار ولا يتبرع للراحل زيدان بشراء منزل صغير في حي العباسية
وحتى في مرضه الأخير لم يتقدم أحد المسؤولين الكبار ويتكفل بعلاجه في أوروبا أو الولايات المتحدة كما يذهبون هم للعلاج في هذه الدول ؟ هذه هي دولة رسالتكم !!!
اللهم ارحم زيدان ابراهيم واجعل مثواه الجنة , اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا
من أهله ..انك سميع مجيب …….