المصير الواقع

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم كونج اوري بدنق

انفضت المفاوضات واغلق باب الحوار ورغم انه لم تكن هنالك اية امال من هذه المفاوضات والتي لا يرجو من وراءها المؤتمر الوطني سواء كسب الوقت والمد في عمره ، الا ان الامال الضئيلة التي كان يعلقها البعض علي هذه المفاوضات قد انتهت تماما .
هناك من يعتقد دوما بان المؤتمر الوطني في اضعف حالاته وبالتالي يمكن ان يتحاور او يقبل ببعض الحلول التي تخرج السودان من هذا النفق المظلم ولكن نقول لهؤلاء الواهمون كلا ، وكلما استحكمت الحلقات كلما اصبح المؤتمر الوطني اكثر عنادا واشد تمسكا بالحكم والباطل واكثر بطشا خوفا من نهايته .

اننا نتساءل عن ما الذي يجعل المؤتمر يقبل باي حوار او حلول او تنازل وهو لا يري اي مهدد لسلطانه وحكمه .ما الذي يجعل المؤتمر يتنازل عن السلطة وطيب العيش وملذات الحياة ، فكل تحرك يمكن حسمه بكل الطرق فشذاذ الافاق يمكن قتلهم واهالي جبال النوبة يمكن قصفهم وتجويعهم وتسوية منازلهم بالارض فمن الذي ينصرهم ومن الذي يمكن ان يقول كلمة حق في هؤلاء طوعا او كرها . دارفور كلها مشرده وتنتهك الاعراض فيها والنيل الازرق حدث ولا حرج.

اذا تحدثت الحركة وبحثت عن حل شامل قالوا لها ومن فوضك للتكلم والتحدث باسم السودانيين ، نعم اذا لم يخرج السودانيين لمؤازرة هذا الطرح فهم ليسوا مع هذا الحل الشامل فان كان جبنا فان الجبناء يستحقون هكذا حياة .

عندما تقصف الطائرات صباحا ومساءا اهالي جبال النوبة فلا يتحدث احدا عن هذه الماسي ولا يتكلم الصفوه عن هذه الماسي ولا تتناول اقلام الصحف حتي ولو علي استحياء هذه الكوارث التي تحل بجزء من ارضهم . الارض تحرق وحتي الحيوان يقصف والمزارع تحرق وتتلف وكل الشعب السوداني يسمع وقد يري ايضا وستات الشاي يرمين في السجون اذا هن لم ياتين بالاخباروالمعلومات عن المعارضين والمحاربين . دولة تمارس علينا كل انواع العنصرية وصنوف الكراهية في كل مرافق الدولة ومفاصلها وتتخذها سياسة ظاهرة وليست باطنة وعلي مرأي الجميع ورئيس يتبجح في العلن بكل ما هو عنصري وبغيض ومسئ ثم يرقص وهذا الشعب يموت ويقصف ثم ينام هو هانئا واطفال هناك لا ينامون من الجوع والام المرض وعواصف الامطار في داخل الكراكير وفي العراء وتحت الاشجار وبين الحفر خوفا من ازير الطائرات .

عندما تسقط ابو كرشولا يطلب الصادق المهدي من انصاره الدفاع عن ابوكرشولا ولا ينطق ببنت شفاه اذا سويت قرية بالارض او احرقت تماما وعندما يحدث كل هذا لا نسمع حسا للسيد منصور خالد وحين تظهر مشكلة بين جنوب السودان وشماله يذهب وسيطا لحل مشكلة. اين هؤلاء الصفوة والمستنيرين واساتذة الجامعات من هذه المآسي في الهامش.

في ظل كل هذا تزداد الفجوة يوما بعد يوما بين الشمال والجنوب الجديد ويتراكم الغبن ويزداد الحنق الي ان يصبح العدو ليس هو المؤتمر الوطني فحسب بل كل الشمال شريك في الجريمة .

نعم هذا هو الحال مما اصبح تقرير المصير يدق الابواب ان كانت هنالك ابواب والانفصال يلامس فضاءات الجبال واصبح الاقرب في دولة ظالمة وشعب ظالم . نعم للانفصال فجبال النوبة ودارفور والانقسنا وغيره قادرون علي ادارة شئونهم والعيش في امن وسلام وليحتفظ الاخرون بطائراتهم وتوفير كل تكاليف الحروب علي انفسهم وتحويلها لرفاهية شعوبهم.

فليبقي بترول المسيرية في بليلة في ارضهم وهم اولي بها لتطوير محاجر لابقارهم والاستفادة منها وتطويرها ومعادن جنوب كردفان وبترولها لاهلها ولا حروبات من اجل سودان موحد وليتوحد اهالي دار فور في محاربة الدخلاء وليهنأ اهالي دارفور بثرواتهم ولا حورارت قادمة ولا مفاوضات اتية ولا حلول مرئية وكفانا مضيعة للوقت فقد شبعنا موتا ودمارا وتشريدا فلا جديد يقال ولا قديم يعاد .

كونج اوري بدنق
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ كونج سلامات كلامك ينطبق عليه بيت الشعر الذى يقول وتسمع لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى..ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة هذه هى الحقيقة اما حكاية كتابة ومفاوضات فهذه مضيعة للوقت فقط..الحل كالاتى فتح معسكرات تدريب للشباب وتزويدهم بالسلاح والزحف نحو الخرطوم والمدن الكبرى وحينها سيفهم المؤتمر الوطنى الدرس…هذا النظام واجه مظاهرات الطلاب العزل السلمية بالرصاص الحى ولا يأبه لصرخاتهم البريئة وبرضو نتكلم عن مفاوضات…هذا اهدار للوقت واطالة عمر النظام.

  2. هذه هي الحقيقه المره والتي يجب أن يعرفها الشعب السوداني لتواطيء السيدين الصادق والميرغني مع هذا النظام في قتل إنسان جنوب كردفان ودارفور وجنوب النيل الأزرق نعم هذه الحقيقه . عندما ضربت أبوكرشولا تنافر الناس لها وعلي رأسهم الصادق المهدي وعندما ضربت قري الدلنج لم نسمع صوتا واحداً يستنكر ولا واحد من الصفوة أشار لذلك وقتل النساء والاطفال وحرق المزارع والقري مر دون أي إحتجاج ولا إستنكار !! نعم إنه الكيل بمكيالين ومثلما دفعت الإنقاذ الاخوة الجنوبيين للإنفصال دفعاً نراها تفعل نفس الشيء مع دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ومثلما قال الكاتب إن مواطني هذه المناطق قادرين علي إدارة مناطقهم وتدبير امورهم قادرين علي طلب حق تقرير المصير ولتذهب وحدة السودان الي الجحيم فإلي متي نظل نحن أبناء الهامش حريصين علي وحدة لا يحرص النظام الدكتاتوري ولا الاحزاب التقليدية الفاسده عليها.

  3. عمرهم ما حيتفقوا لا حكومة و لا تمرد لأن أمن و أرواح المواطنين آخر بند في مصفوفاتهم و في اجندتهم و في شروطهم .. لا يريدون للحرب أن تنتهي و للنزاع أن يندثر لأن نهايتهما تعني نهاية لحياة المنافي التي اعتادها قادتهم و نهاية لسياحة المفاوضات و ليس من صالح الكثيرين الذين يتكسبون من هذه الصراعات كتجار الأسلحة و غيرهم .
    و إذا اتفقوا يطالبون على أن يمنح المتمرد وسام المناضل و يصبح وزيرا و سفيرا و مساعدا الرئيس و أن تستمر النزاعات .
    و صدق القال الجمرة بتحرق الواطيها.

  4. معلوم أن أي حرب يدفع ثمنها المواطنون الابرياء فلماذا تستمر الحركة الشعبية في هذه الحرب العبثية التي لا يمكن أن تفضي لأي نتيجة غير موت الأبرياء؟ ألم يعلم المتمردون أن حرب 50 عام لم تحل مشكلة الجنوب؟ إن جميع الحركات المسلحة كالذي يخصي نفسه إنتقاماَ من زوجته وبدلاَ عن الجرسة والكوراك أطلبوا من هذه الحركات الجلوس لطاولة المفاوضات لحل مشاكل مناطقهم أولاَ ثم المشاركة السلمية في العملية السياسية فإن فوضهم الشعب السوداني يكونوا حينها مسؤلين عن مشاكل الوطن بأكمله فأرجوكم لا تتسببوا في موت الأبرياء ثم تتباكون عليهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..