حزب المغتربين .. المشاركة ..أم ..المقاطعة ..!

المغترب السوداني والمهاجر أيضاً .. ظل هو الحائط الأقصر دائما ً في حركة تعدي الحكومات والقفز عليه لإستنزاف موارده على تفاوت الدخول ومصادر الصرف المعيشي والخدمي التي تختلف من دولة الى أخرى في مناطق توزع تلك الكتلة البشرية التي لا تعلم الحكومات المتعاقبة إحصائية دقيقة لها وحتى الآن ..!
فمنذ أن بدأت في التزايد والإنتشار منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي حتى باتت الجهات الرسمية تنتبه الى أهميتها ليس سعياً الى الإستفادة منها كشريحة هامة وفق علاقة تتساوى فيها الحقوق والواجبات .. وإنما بفرض سياسة تحصيل الفائدة من طرف واحد هو الدولة ، بل وبصورة ليس أقل من أن نوصفها بمعاملة الإذلال والتحقير وهو نهج بالطبع بدأ في عهد حكومة مايو وأستمر في التصاعد المزري في عهد الإنقاذ التي أضافت مكوساً وجبايات ورسوماً ما أنزل الله بها من سلطان في ظل تعارض ذلك مع إضمحلال موارد المغترب المحاصر بمسؤليات أسرية في مكان عمله بالخارج والتزامات أخرى تجاه الآسرة الممتدة داخل الوطن !
الآن أصبح المغترب مثل الحقل الذي جف إخضراره .. ولكن الدولة لا زالت تسعى للإستفادة من هشيم ذلك الحقل الآفل .. وهي المخنوقة إقتصادياً وتبدد جل ميزانيتها في تمويل محرقة حروبها التي تتجدد في أطراف الوطن الكسيحة!
الأمين العام لجهاز شئؤن السودانيين العاملين بالخارج ..يبشرنا بطلته البهية في دول الخليج للإلتقاءبأهل ذلك الحقل وهم يجلسون على كومة هشميهم عند بيدر الشتات .. ويتوافق ذلك مع مزاعم بفتح مراكز لتسجيل المغتربين في كشوفات الإنتخابات التي أعلنت الكثير من الأحزاب في الداخل عن مقاطعتها لها .. ولكن المؤتمر الوطني يصر بعنادٍ وتحدٍ أن يلعبها في ميدان خطله وغيبوبته من طرفه فقط مستعيناً ببعض الذين سيقفون وراء الشِباك المثقوب لجلب كرات الحزب الحاكم التي يرسلها في مرماه الواحد!
المغتربون الآن وقياساً الى العدد المكون للأحزاب السياسية السودانية هم الكتلة التي لا يستهان بها على إختلاف توجهاتهم ومناطق غربتهم أو مهاجرهم ..فهم وإن تفرقت بهم تلك السبل .. لكن تجمعهم المصلحة الواحدة التي ينبغي أن تجعل منهم عنصراً مؤثراً وضاغطاً لإنتزاع حقهم الذي ضاع زمناً طويلا جراء وقوفهم في نوافذ و صفوف الإستجداء !
لن يعنينا أمر إنتخابات المؤتمر الوطني في شيء ولا نعول على طلة الفاقد الوظيفي الذي نُصب أميناً عاماً على جهازٍ بات هو نفسه يشكل عبئاً ثقيلاً ومترهلاً .. فأصبحت الكثير من الأقلام النيرة وسط هذه الشريحة الهامة تنادي بحله لعدم جدواه بالنسبة لقطاع المغتربين العريض من منطلق التجارب الطويلة السالبة النتائج معه .. بينما الحكومة تحاول التلاعب بمصطلحات ترقيته الى وزارة لن تكون تبعاتها وتكاليفها إلا عبئاً سيزيد الطين بلةً!
الحكومات تذهب ولكن الشعوب هي التي ستبقى مع الأوطان .. وليس هنالك مؤشر لتحسن الوضع في الداخل ليكون جاذباً لعودة الطيور المهاجرة التي تفضل العيش في الخارج مرفرفة ببقايا ريشها المنتوف .. بل أن الكثيرين إختاروا البقاء في بلاد تحترق بين اصابع أهلها مثل ليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان وهنالك أعداد كبيرة من الشباب أصبحت تهيم بين الأمواج وكسبان الصحاري جرياً وراء سراب تكون خاتمة الوصول اليه المستحيلة أحياناً كثيرة هي الإنتهاء دهساً تحت عجلات الشاحنات التي يتسللون فيها خلسة لعبور حدود البلاد التي تموت من بردها الحيتان أو أن يكونوا لقمة في جوف الأسماك المفترسة أو القضاء عطشاً عوضاً عن العودة الى ما اسموه جحيم الداخل الطارد !
وهذا لعمري يشكل قمة المأساة التي تمثل في النفوس المفعمة بأسى الإغتراب القسري والذي بلغ بالبعض أن يتملص من عبء الجنسية السودانية حتى وهو داخل الوطن .. دعك عن الذين رموا بجوازاتهم في سلال مهملات مطارات الوصول في دول الغرب المختلفة !
فهل سيعلن حزب المغتربين ليس مقاطعة تمثيلية الإنتخابات فحسب بل عدم الإصغاء للجابي القادم الينا والذي لن يأتي بجديد مثل كل سابقيه .. وذلك لتسجيل موقف بالصوت العالي يؤسس لعلاقة ضاغطة على هذه الحكومة الظالمة لنا وللوطن كله وهي تتعامل مع الجميع عبر صندوق الرصاص.. ودرساً يكون عبرة في التعاطي معنا للتي ستأتي بعدها ولو كانت عبر صندوق الإختيار الحقيقي وليس كصندوق المقاول المخجوج سلفاً البروفيسور الأصم المُختار بواسطة خصم مباراة الإنتخابات ولاعبها وحكمها الأوحد !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    شباب الراكوبه وبني وطني الكرام … السلام عليكم ..

    ابشركم لن يقدم المعتربون علي التسجيل والدلاء باصواتهم في الانتخابات التي يعلمون انها مزيفة بل ان تبدأ وهم بدرجة من الوعي لأسباب اعترابهم ويعلمون انهم في محطات الاستنزاف الي ان يفعل الله امرا كان مفعولا . مع تحياتي للجميع .

  2. تعرف يا استاذ برقاوي، الشيء الطبيعي ان تظل اي صناديق انتخابات انقاذوية في المهجر خاوية من اي اوراق اقتراع. و انا استغرب ممن اقتربوا، و طالت غربتهم، ان يدافعوا او يصوتوا لأي شيء له صلة بحكومة اللصوص في الخرطوم، لان الشيء الطبيعي لمن يدافع عن الحكومة ان يترك الغربة و يذهب الى حيث حكومته ” الرشيدة” و ذلك من منطلق ان اي انسان يحب ان يقيم و يعمل في بلده. فإذا علمنا بان الغالبية العظمى من المغتربين ضد النظام، الا أني لا افهم بقاء تلك الاقلية بين ظهرانيهم، عشان كدا مفروض يمشوا السودان يبعدوا هناك مع حكومتهم العاج بأهم دي.

  3. لا تنسوا أن وسط المغتربين كيزان قح ، وغواصات ( مثل الوزير الذى تباهى وتفاخر أنه كان غواصآ فى الرياض ) ، ومغفلين نافعين للنظام الحاكم ولا يدرون أنهم مهمشين وكمان مهشمين !! .. أما الكيزان والغواصات يجدون تسهيلات وحوافز من النظام لم يحلم بها بعض أقرانهم بالداخل !..
    ولا تنسوا المغتربين الذين اغتربوا من أجل غسيل أموالهم الذى إكتنزوه فى السودان قبل إغترابهم بطرق لا تستطيع الإجابة على سؤال ، من أين لكم هذا ؟! .
    ما شفتوا مسئول الأراضى الذى برر إكتنازه لعدة قطع استثمارية استراتيجية فى الخرطوم ، بأنه كان مغتربآ !!! ..

    عزيزى محمد برقاوى لا يوجد حزب واحد للمغتربين ،أظن هم حوالى ثلاثة أحزاب ! ، بعضهم يحركه حبه للسودان وتمسكه لمكارم الأخلاق ، ووعيه للحاصل فى السودان ! ، وبعضهم داعشيون وإن أخفوا داعشيتهم من باب فقه الضرورة ! ، ومعهم المصلحجية ! ، وآخرون يقال لهم مغفل نافع ، لا يدرى حقوقه الدستورية ، وجاهل بالحاصل فى ربوع السودان ، وسكارى ومخدرين بشعارات ( لا للسلطة لا للجاه ، هى لله هى لله ).

  4. برنمج قى الحاسب الالى الرابط فيه رقم الجواز والرقم الوطني للتسجيل ويستفاد منه فى الترشيح والتصويت
    نحن لسه علينا مش كده
    لاننا نخاف من التزويييييييييييييييييييييييييييييييييييير
    والله أعلم
    هي لله

  5. يا اهلنا بسودان المهجر هذاالنظام الحقير يريد ان يجمل قبحه بهذه الانتخابات المخجوجة والزائفة التى اعترف بفسادها شيخهم وشيطانهم الكارثة المدعو الترابى عليه لايخدعنكم كلاب صيد الرقاص المنتشرين بالسفارات والقنصليات الذين يطلق عليهم دبلوماسيين زورا وبهتانا فمقاطعة هذه المسرحيةالتافهة كاهلها هى ابلغ رسالة لعصابة الرقاص الذى انقض على نظام ديمقراطى منتخب والان يحدثنا عن صناديق الاقتراع والاستحقاق الدستورى ولانه لعمرى قمة السخف والاستخفاف بعقول واقدار اهل السودان الكرام عليه نناشد جميع المغتربين بالمقاطعة الشاملة والكاملة وقد قمنا بتحديد بعض الاسماء من الاخوة الشرفاء بدول المهجر وخاصة الدول العربية ليقوموا برصد كل اذناب النظام وجواسيس الرقاص حتى يتم التعامل معهم كاعداء للوطن واهله ولا نامت اعين .الجبناء

  6. والله لن اسجل ولن ادلى بصوتى لعصابة اللصوص
    وشيخهم هبنقة وانا ليس بفاضى لكي اجري وراء الفارغة وانا رئيسي الملك عبد الله
    امدالله في عمره ناصر المستضعفين مثلى بلا عمر الخنزير الدلاهه الضلالي

  7. بسم الله الرحمن الرحيم

    شباب الراكوبه وبني وطني الكرام ..من في الداخل ومن في الاغتراب .. السلام عليكم وكل استقلال والجميع بخير …

    ادعوكم .. وقد جفت فينا الدماء … وخارت منا العظام ..
    لان تتجمعوا اما السفارات بالخارج .. وامام مبني الامم المتحده بالخرطوم ..
    يوم الانتخابات .. وتهتفوا .. لا للتزوير .. نحن ابناء شعب حر ..

    حتي يعلم العالم …ان كل السودان من بداخله ومن بخارجه يقاطعون انتخابات ستزيف حتي لو لم يقم احد بالاقتراع ..والله المستعان .. يارب قد جفت وابيضت العيون وليس لنا مثل صبر ايوب ولا يعقوب .. اللهم عليك بالطغاة ياقاهر المتكبرين وقاصم الجبارين .

  8. لك التحيه والتقدير استاذ برقاوى..اقتراح بسيط عبرك للاخوه المغتربين ..وهو رفع قضيه دستوريه بالغا`قانون جهاز المغتربين وخاصه الماده التى تربط تاشيره الخروج بالمعاملات الماليه ..لان السفر والتنقل من حقوق الانسان وحق دستورى ولا يجوز منع السفر والتنقل الا بحكم قضايي..ولكم التحيه..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..