تعليم العروس الى متى ..!

عنوان العمود اليوم مقتبسٌ من ملاحظة سيدة كبيرة ربما تكون أمية ولكنها بصيرة بما يدورحولها بحكم تجاربها وخبرتها الحياتية ومعايشتها لطريقة حياة الأجيال السابقة والحالية ، حينما راقبت جيداً حفيدتها وهي تأتي متأخرة مساءاً من جامعتها !
فسألتها إن كان هذا تعليم مثل الذي تلقوه من درسوا قبلكم في الزمان الماضي أم هو..
( تعليمة )
عروس لينتهي متأخراً هكذا !
وهي ملاحظة على بساطتها تعكس معاناة الجيل الحالي من شكليات التعليم التي ترتبط بعنت المواصلات و قسوة البيئة الدراسية والتكاليف الباهظة التي يتجشمها أهاليهم !
وفوق ذلك تدني المناهج التطبيقية التي يتسلل منهم الوقت على حسابها في التركيز لصالح مواد الحفظ النظرية التي ترهق ذاكرة المتحصلين حتى من الصغار الذين يتلقون دروساً إجبارية لا تُراعي فرضيات وسُنن التدرج الذهني والعمري في مواعين الإستيعاب واستخدام الوسائل التعليمية التي تناسب كل مرحلة على حده .
مع عدم تخطي حقيقة أن معينات و تقنيات الزمن الحالي هي الأكثر تطوراً ووفرة وفائدة مما كان متاحاً في غابر الزمان إذا ما وجدت من يحسن تسخيرها لتنمية مواهب النشيء ونبوغهم لا استغلالها إهداراً دون رقابة في تشتيت تركيزهم وراء ما لاطائل منه !
ولعل إضمحلال تعليمنا عمودياً و إنتشاره أفقياً قد برز في تصاعد وتيرته السلبية ومنذ ان إتجهت السلطة المايوية من منطلقات توجهاتها القومية الى تغيير السلم التعليمي الذي كنت أحد ضحاياه في نهاية المرحلة الوسطى ومن يومها بدأت عافية تعليمنا تتدهور الى أن جاءت الإنقاذ هي الآخرى لتكمل الناقصة وتربط المناهج التعليمية شكلا ً ومضموناً بفكرها السياسي تذرعاً بوجوب إعلاء القيم الدينية على كل ما عداها من تحصيل ، و تجلى ذلك ليس على مستوى المناهج فحسب بل في إختيار من يتولون قياد المسيرة التعليمية ليصبحوا من اهل الولاء ولا يراعى فيهم كفاءة الخبرة !
ورغم إنحيازنا الكامل للمرأة السودانية المعلمة الأولى لإنسان وطنها ومرقى سرورنا ان تصبح قيادية ورائدة في اعلى سلم التعليم تربوياً وإداريا ، بيد أن إختيار الوزيرة الحالية على سبيل المثال ، ربما لم يتم إلا لإعتبارات كونها أرملة شهيد ومن ثم إستخلفه فيها الأمين العام للحركة الإسلامية تجاوزاً لكثيرات من المربيات الأكثر كفاءة عنها ،وهومثال قصدنا الإستدلال به عطفاً على ما تعيشه العملية التعليمية من ربكة في عهد السيدة الوزيرة التي تاه بها الدرب في مياه الحيرة حيال تصريف مسئؤلياتها التربوية التي تحتم عليها مراعاة المنطق في عدم الإنسياق وراء سياسة اللت والعجن التي اضاعت ربع قرن كامل في تجريب ثبت فشله لإعتبارت مبادي السياسة التي طغت على منطق الخبرة والتخصص ، فانحسر دور العلماء و الباحثين مع غياب بخت الرضاء التي كانت منارة البحوث والتدريب والتأهيل وهوما كان يقود ويوجه مسيرة التعليم الأساسي الذي يعتبر القاعدة المتينة للصعود الى المراحل العليا لا حقاً!
لا أدري كم سننتظر مجدداً ليعود كرسي التعليم المقلوب عندنا الى وضعه الصحيح وقد بددنا أربعين عاما كاملة مابين السلم المصري المايوي ومن بعده السير على النهج الكيزاني ، على أمل أن يستقيم الظل بعد معالجة إعوجاج العود !
أم أن الإنقاذ ستحذو حذو البصيرة أم حمد ممثلة في عروسنا الوزيرة ، فتكسر الزير بعد ان تقطع رأس العجل بداخله .. فنخسر من جديد الزير والعجل معاً ونعود الى سنة أولى حضانة !
أو أنها ستدخل بنا مرحلة أخرى إستمراراً في
( تعليمة )
ذات الرقصة وتدربنا عليها ربع قرن آخر ، من قبيل كرر وأعد ..!
ونقطة من أول السطر ..!
حبيبنا برقاوى ياحليل زمن التعليم الذى كان أربع لكل مرحلة(أبتدائى ومتوسطة وثانوى)التى كان خريج الثانوى زمان أقوى وأوفر علما من خريج جامعات اليوم.خريجى اليوم قد أنظلموا فقد دخلوا الجامعات وهم أوهن من ريش النعام فلا لغة أنجليزية ولا قواعد لغة عربية ولا رياضيات وغيره وغيره والجامعات التى أكثرتها هذه الحكومة البلوة الهدف منها العائد المادى وأرساء فكرهم الخاوى وتفعيل مشروعهم الساقط (المشروع الحضارى) وتخريج طلاب يجهلون كل شىء وقد تجد الامثلة لذلك كثيرة ففى دول الأغتراب قابلت الكثير من هؤلاء الخريجين فيدخلوا في معاينات للعمل فيستبعدوا لجهلم باللغة الإنجليزية وهذه مدعاة للاسف والأسر تعانى فمن له 4يدرسون بالجامعات فيدفع دم قلبه لكى يواصلوا تعليمهم ورسوم بحوث وخرابيط ما انزل الله بها من سلطان ده غير المراحل الأخرى وهذا لمن يستطع فكيف الموظف الذى في داخل الوطن وراتبه بالكاد لا يكفى أسبوع واحد والله معاناة وظلم وفوق ذلك يعينوا وزيرة مؤهلها زوجة شهيد وأيضا وزير مالية في أحد القاليم ونائب للوالى ومؤهله التعليمى أخ شهيد بالله في أنحطاط في العالم كله بمثل ما يحدث عندنا. اللهم لا تعاقنا بما يفعله السفهاء منا.اللهم نسألك أن تزيل عنا الذين دمروا الوطن الكامل وتأخذهم أخذ قوى عزيز مقتدر.