مقالات سياسية

هكذا هو ابن العم أوردغان لأنه رئيس دولة عالمانية..!!

يتفاخر الإسلاميون بما حققه أردوغان للإقتصاد التركى، ويعتبرونه نموذجا لحكم الإسلاميين إذا حكموا، ولكن دون الإشارة إلى المصدر الحقيقي الذي جعله ينجز، ودون التعرض للبلدان الأخرى الكثيرة التي أخفقوا فيها وفشلوا فشلا ذريعا بإرهقوها بالحروب والفتن بين أبناء الشعب الواحد، فطمسوها بعدم الإستقرار وإنعدام الأمن والتردي والإنحطاط والتخلف والفساد.

نحن نقر بالإنجازات التي حققها ابن العم أوردغان والتي سردتها كاتبة أردنية وتناقلتها الوسائط الإجتماعية كالواتساب. ولكن الكاتبة الحصيفة لم تخبرنا كيف نجح ابن العم هذا؟. هل هو عبقري زمانه ويحمل عصا موسى أم أن هناك سبب آخر أجبره على الإنجاز؟.
ولكن لا أدري لم تخبرنا الكاتبة المحترمة عن إنجاز كثرة ظهور المسلسلات التركية في ظل حكومة ابن العم. ففي الآونة الأخيرة زادت لتحل محل المسلسلات المكسيكية، وهذا ضد التوجه الإسلامي الذي يدعوا له أبناء العم الأخرون!. وعلى كل فقد شجعت المسلسلات على السياحة.
ولم تذكر الكاتبة لنا إنجازات ومشاريع حضارية حقيقية لجعل الشعب التركي ينصر الإسلام حيث يكبرأوردغان ويقول هي لله هي لله. ولم تفسر لنا لماذا بقيت الفنادق والمحلات التي تباع فيها الخمور وصوت الآذان ما يزال يسطع في سماء أسطنبول، والمواطنين أحرار فيما يفعلون. فما السر في ذلك؟.

مشكلة الإسلامين مثل مشكلة قوم فرعون في تصديقهم الأفاك فرعون؛ في سهولة أن يستخف بعقولهم. فهم يحسبون بعض الناس ليسوا بشرا كإبن العم هذا. فنحن جميعا بشر نخطئ ونصيب وليس هناك أحد بيننا منزه أو معصوم. لذلك فإن الإنسان يخطئ دائما ولكن إذا وجد طريقا ممهدا للسير فيه وأمامه من يحاسبه وإن كان حاكما فستقل نسبة أخطاؤه، وإلا فسيجد نفسه خارج الحكم وسيحاسب بالقانون إذا أفسد أو سرق أو تلاعب بالناس!، ولابد له ان ينجز.

سأؤكد لك السبب في نهاية المقال. ولكن دعنا نسترجع ما كتبت في موضوع “فرفرة الأخوان وإنكشاف دابر أوردغان” لتقييم وضع هذا الملاك الإسلامي الذي يسمونه بإبن العم:-

[وبرغم النجاح الإقتصادي إلا ان الوصمة الاسلاموية رسبت بعض العيوب التي لم ينتبه لها الكثير. فقد أفادت منظمة ” مراسلون بلا حدود ” في تقرير لها لعام 2013 صدر مؤخرا، أن ترتيب تركيا في تراجع مستمر في لائحة الدول لاحترام حقوق الصحفيين وحرية الصحافة والتعبير عن الرأي. وقالت: “تركيا باتت من أكبر سجون العالم للصحفيين” متقدمة على الصين وإيران وسوريا. وأوضحت المنظمة أن تركيا “تحتل” المرتبة 154 من بين 179 دولة التي تشملها اللائحة في إشارة إلى تراجع مركزها.
فوز حزب أوردغان بالانتخابات مرتين على التوالى مكنه من التخلص ببطء من أى معارضة داخل وخارج حزبه. فقد قام بهدؤ بالتخلص من قادة الجيش وتعديل قانون المحكمة الدستورية ثم بالتدريج للتمكين الإخواني لتغيير مفهوم مدنية الدولة. ولكنه لم يستطع تكملة الخطة للنهاية لأنه ما تزال هناك قوانين مدنية معيقة لخطته. وعند فشله بدأ يلمح بتحويل نظام الحكم من برلمانى إلى رئاسى لأنه ببساطة يريد أن يترشح للرئاسة بدلا من عبد الله جول فى العام القادم ليواصل خططه التمكينية وتغيير مدنية الدولة.
ليس هذا فحسب فإنه يتبنى نفس مخطط الاخوان في كل بلدان ثورات الربيع العربي. فهو السمسار الأول لمشروع الإخوان لدى أمريكا والغرب. صفقة المشروع تنادي بإخضاع العالم العربي للحكم الديني وتقسيمه إلى إمارات على أسس دينية أو مذهبية، لتكون القوى الكبرى فى المنطقة هى الدول غير العربية وعلى رأسها تركيا وإسرائيل!!. ويرجع هو بموحد البلدان الإسلامية وإعادة أمجاد الخلافة العثمانية.
ويوعد أفراد التنظيم العالمي بالقضاء على العلمانية. وهي لن تكون إلا منقسمة ومنشطرة وهشة وصغيرة وبدون هوية، “كما حدث في السودان” وتتمسك ببلاهة للهوية الدينية إذ يسهل تجميعها تحت مظلة الخلافة العثمانية واسترجاع نفوذ تركيا فى العالم العربى.
ولكن ثورة 30 يونيو المصرية وسقوط مرسي المدوي زاد سقوطه دوشة وعطل الصفقة.
ولذلك يحدث أوردغان الآن جلبة شديدة حيث قام بإحضار أعضاء تنظيم الاخوان العالمي للإجتماع في إسطنبول ليقول إنه ما يزال يتمسّك بشرعية مرسي ويصر على رهانه مع أمريكا والغرب والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى وتأجيج نار الفتن.

وربما يستوقفني أحدكم ويقول لي اني ظلمته في موقفه البطولي في منتدى الإقتصاد العالمي بدافوس 2009 حينما انسحب أردوغان من جلسة جمعته مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وعمرو موسى وبان كي مون، احتجاجاً على عدم إعطائه الوقت الكافي للرد على كلمة بيريز بشأن العدوان الإسرائيلي. وبعد انتهاء كلمته صفق له الجمهور قائلاً: (عار عليكم أن تصفقوا لمن يقتلون الناس والأطفال بدم بارد). وقد سجل له الإعلام هذه البطولة الصورية وهو الآن لا ينبس ببنت شفه في سياسة رفقائه الذين يلقون الصبية من أسطح البنايات أو الذين يقتلون الأبرياء في دارفور وجبال انوبة والنيل الأزرق.
ولكي تعرف حقيقة هذا السمسار الأوردغان أكتفي بما قالت أمريكا عن الطائرات الإسرائيلية التى ضربت مواقع سورية فى اللاذقية، وذلك قبل بدء ثورة سوريا. فقد قالت إنها انطلقت من قواعد تركية وبموافقة حكومة أردوغان الذى يضحك على الجميع بتمثيلية الطلاق البائن مع إسرائيل.].
بل وإن الجيش التركي يجري دوما مناورات مشتركة بينه وبين الجيش الإسرائيلي!. فهذا هو المسلسل التركي لإبن العم كم مسلسل حريم السلطان الملئ بالخبث والدسائس والمكر للوصول للحكم.

إذا كان الإسلاميون من أخوان وكيزان وغيره مميزون في الحكم لأفلحوا في البلدان الأخرى. فليس لأنه اخواني أوإسلامي قد نجح، ولكن نجح ابن العم أوردغان فقط لأنه رئيس دولة عالمانية. وهذا ما قاله بعظمة لسانه عند زيارته مصر بعد ثورة 25 يناير: أنا مسلم رئيس دولة عالمانية.

وكما قلت في مقالي السابق: [ونسأل هنا: هل تركيا، النموذج الذي يضرب به الإسلاميين المثل دولة إسلامية؟، كلا إنها دولة عالمانية وإن كان الحزب الحاكم يدعي النهج الإسلامي لغرض في نفسه، ولكنه على أي حال لا يستطيع ان يتعدى الدستور العالماني والسلطات التشريعية والقضائية التي تكفل لكل مواطن حريته وعدله ومساواته، وبالتالي لا يخرج الحاكم عن نطاق سلطته التنفيذية التي تخوله لحكم البلاد لفترة إنتخابه. وذلك يؤكده أوردغان، رئيس الوزراء السابق والرئيس القادم لتركيا، بأنه رئيس مسلم لدولة عالمانية. ويقول إنه رئيس الجميع المسلم الملتزم وغيره والتركي والكردي وغيره، والمحجبة والسافرة والغني والفقير. وهذا الإلتزام من الرئيس بحقوق المواطنين يرجع إلى أن الدستور واضح في الفصل بين الدين والدولة.].

أقروا وأعترفوا بنفس الطريق وستروا كيف سيعيش الجميع أخوانا ونبني وطنا يسعنا جميعا. وسننجز ونبني دولة محترمة ذاخرة بالنجاح والإبداع وخالية من الغش والخداع والتجارة بإسم الدين.

فكفاكم يا إسلاميين، فالدولة والدستور هما أول طريق النجاح. كفاكم تحالفات تنظيمية وحركة إسلامية تغلب على مصلحة الوطن. ألم تسمعوا بالمثل أنا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب!. فإلى متى تكونون أنتم وابن عمكم على أخيكم، وأسد علي وفي الإنجاز دجاجة!.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اذا لم تستحى اصنع ماتشاء احترم عقل القارى ليس وحدك من يعرف الحقائق ويقييم الاشياء

  2. اولا : تركيا علمانية منذ ايام اتاتورك , فما الذي منعها من التقدم الاقتصادي و اخذ مكانتها السياسية قبل اردوغان؟

    ثانيا : قال الكاتب :(( ولكي تعرف حقيقة هذا السمسار الأوردغان أكتفي بما قالت أمريكا عن الطائرات الإسرائيلية التى ضربت مواقع سورية فى اللاذقية، وذلك قبل بدء ثورة سوريا ))

    تعليق : هل يعلم السوريون هذه المعلومة؟ و ما هو مصدرك؟

  3. الاسلام السياسي عدو الانسانيه والديمقراطية
    هذا ما اثبتته التجارب الفاشله للاخوان ومن سار علي نهجهم
    ولاخوان نهجهم في تركيا لم ينجح لانهم اسلاميون ومتمسكون بقيم الدين .. هذا هراء .. وليس في تركيا شريعة حتي يتفاخر الاخوان بنجاح تركيا الاسلاميه
    ولكن نجح لان الغرب اراد له النجاح حتي يكون مثال للمتشددين .. النظام في تركيا تزاوج بين الاخوان وقيم الغرب
    بمعني الحاكم يكون مايطلق عليه( اسلامي) ولكن يحكم في ظل دوله علمانيه تحترم القيم الغربيه اي ان اردوغان له حدود لن يتخطاه مهما حاول الاخوان اظهار نجاحاته التي تحققت بإذن من الغرب
    والدليل ان اردوغان وحكومته الاخوانيه لن تطبق الشريعه ولو حكمت مئة عام لانه حينها ستسقط وسيضيق عليها الحصار الاقتصادي
    فإن كانت لاتطبق الشريعه فمالذي يميزها عن الحكم العلماني اذن؟
    فبلاش بطولات ومتاجره بالدين

  4. الكاتب تحامل على اردوغان كثيرا،لنا الحق فى أن نتفق أو نختلف حول الاخوان المسلمين و طريقة حكمهم، لكن أن نسرق جهد رجل ناجح فهذا ليس من حقنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..