أخبار السودان

فريقيا من رئاسات التعديل الى ديمقراطية التداول متى !

ربما تهب على دول القارة السوداء نسمات ربيع آخر تكون ثماره مختلفة تماماً عن حصاد الهشيم التي جنته شعوب دول الربيع العربي وقد إنتكست ثوراتها باستثناء الحالة التونسية.. وباتت حريقا التهم مافيها من عمار وأحاله الى خراب ودمار وشتات في دروب التشرد الشائكة!
ففي العام الحالي 2016 ستجرى في ست عشرة دولة أفريقية إنتخابات رئاسية ولعل من ابرز من سيخرجون خضوعا لدستور البلاد الذي حدد الدورات الرئاسية باثنتين رئيس دولة بنين ..فيما قام عدد آخر من الرؤساء بتعديل دساتير بلادهم ليتسنى لهم خوض الإنتخابات لدورات إضافية مثل رؤساء جيبوتي والكونغو الشعبية والكونغو برازافيل وزامبيا والجابون وأوغندا على سبيل المثال لا الحصر !
وعلى خلفية إصرار رئيس بورندي على تعديل الدستور حتى يرشح نفسه لدورة ثالثة إندلع ما يشبه الحرب الأهلية في تلك البلاد مما حدا بالاتحاد الأفريقي وسط معارضة ذات الرئيس للتفكير في ارسال قوة لاعادة استباب الأمن هناك ..وهو ما دفع بالأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون الى مناشدة الرؤساء الأفارقة المجتمعين في أديس أبابا الى مراعاة قواعد الديمقراطية الحقة وأن يلتفتوا الى رغبات شعوبهم وليس لحماية أنفسهم ..وأهاب بهم الى حذو مثالية الذين ترجلوا بعد انقضاء دوراتهم الرئاسية و أفسحوا المجال لآخرين في خطوة ستؤسس اذا ما صدقت النوايا لمستقبل تداول السلطة بما يحفط أمن وسلامة تلك البلاد واستقرارها وتنميتها في ذلك المناخ الديمقراطي المعافى .
فهل نطمح الى ذلك النمط من التداول السلمي للحكم لتودع أفريقيا الى الآبد عهد الإنقلابات و ديمومة الحكام الذين يفضلون لقب راحل الى الآخرة أو حتى هالك على مسمى سابق الذي لا تطيقه مسامعهم التي تعودت الطرب لمعزوفات النفاق والتزلف من الذين يطبخون لهم تلك الإستحقاقات النيئة ويفصلون الدساتير على مقاس بطونهم التي كل ما أمتلات من مال الشعوب المقهورة تسال ..هل من مزيد !
بالطبع الكل يعلم إن الديمقراطية لتصبح حقيقية في أي بلاد لابد من أن يتواكب معها تطور الوعي الإجتماعي لممارستها .. والكثير من دول العالم الثالث تغلبت على تلك المعضلة بالصبر على الديمقراطية عملا على ترسيخها كثقافة يؤمن بها ربما الأمي والمتعلم على حد سواء ولعل الهند ذلك البلد القارة قد ضرب مثلا حيا في هذا المنحى وبات عريقا في ديمقراطيته على الرغم من وجود الكثير من المنغصات التي كان يمكن أن تنسف تلك العراقة كالطبقية المتاصلة والتعصب الديني والتنوع العرقي واللغوي .. بيد أن كل ذلك لم يفت في عضد ديمقراطيتهم .. وهو ما نأمل أن تنتقل عدواه الى بلاد قارتنا التي عانت كثيرا من تعثر خطى تنميتها وعدم الإستفادة من ثرواتها في منزلقات الصراع السلطوي الذي بات مرضاً لا شفاء منه الا باحياء قيم الديمقراطية السياسية وحرية اختيار الشعوب لحكامها وفقا لدساتير تحترمها مؤسسات الحكم على كافة مستوياتها و يحتكم اليها الشعوب .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..