مقالات سياسية

ثورة الشعب في موجتها الثانية بعد الحرب ستنتزع سلطتها .. إنتزاعاً سلمياً !!

عمر الحويج 

 

كبسولة : (1)
المديدة حرقتني : وظيفة كتائب الظل والدواعش الجديدة أوجدوا الحل في  إستمرارية
الحرب مشتعلة لخلق الفوضى والأرض الخراب وتغطيتها بإجرام كاكي الدعم السريع .
المديدة حرقتني : وظيفة كتائب الظل والدواعش الجديدة أوجدوا حل الهجوم على مقار البعثات والكنائس لنشر الفوضى والأرض الخراب وتغطيتها بإجرام كاكي الدعم السريع .
كبسولة : (٢)
قمة جدة : إنتبهوا أيها الأشقاء العرب أن الذي تحدث إليكم اليوم بإسمنا لايمثل شعب السودان .
قمة جدة : إنتبهوا أيها الأشقاء العرب أن الذي تحدث إليكم اليوم يمثل فقط دواعش السودان .
**
توقفت في مقالي السابق المعنون (سينصاع المتحاربان لوقف الحرب في نهاية مفاوضات جدة .. إنصياعاً) من أن هذه الحرب المفتعلة اللعينة والعبثية بالنسبة لشعبنا ، والإنتحارية بالنسبة لمشعليها . وخلاصة المقال ، أن وقفها سيكون غصباً وإنصياعاً ، عنوة وأقتداراً .
أولاً : بصيحة شعبنا # لا للحرب# ، الصيحة الديسمبرية الحاسمة والقوية ، وإلى الجحيم الطرفين المتحاربين ، بالحل والثكنات .
ثانياً : وتدعم شعبنا ، رغبة المجتمع الدولي لوقفها والرفض شبه الجماعي القاطع لأي حرب أهلية شاملة محتملة يدفع الطرفان ، ومشايعيهم لتوسيعها ، وافق الجنرالان ، أم لم يوافقا على وقفها ، وقع الطرفان على مجمل بنودها ، بشرطها الأساسي في قبول التحول الديمقراطي ، أو لم يوقعا ، ومن خلفهما التنظيمان الإرهابيان ،  مرضى السلطة والإستبداد والإنتقام ، مدمني إستخدام العنف ، في أقصى درجاته بالحرب المدمرة ، من أنصار جماعة القصر الأصلية ، وجوقة مستشارية حميدتي-المنشية .. المستجدة .

وبداية  علينا إلقاء النظر إلى المسار الأعوج القديم ، في  تعميق الأزمة ، التي تكمن في مطاويها ، أسباب إشتعال هذه الحرب اللعينة ، ومتى بدأت تتراكم مسبباتها ، ما حدث  لبلادنا الحبيبة ، كان قديماً ، منذ أن بدأت تتآكل منها الأطراف ، حد الإنفصال ، لثلث مساحتها الجغرافية ، وتناثرت بقايا مساحتها المجتمعية ، ومظلتها الأخلاقية والقيمية ،  بالحروبات القبلية والمناطقية وصراعات الموارد وسبل كسب العيش ، وتم هتك نسيجها الإجتماعي ، الذي تفتت شذر مذر ،  بعوامل متعددة معلومة فوجدنا أمامنا صورة هذه الخلاصة النهائية لإدمان الفشل الذي بنته وراكمته النخبة الصفوية التصفوية ، بمدنييها  وعسكرييها التى مارست الحكم منذ الإستقلال ، وتأسس ذلك الفشل منذ أصبح من يدير البلاد ، من ظن ، كل من حكمها أنه دانت له ملكيتها ، من قوى الطائفية الدينية القبلية ، مستعينة  بالجهل المعتنى به ، حيث أصَّلوه ورعَّوه ثم عمَّقوه وهزَّموا به المجتمع بأغلب فئاته ، حتى المستنيرة من قيادات الطبقة الوسطى التي قادت طبقتها ، إلى طريق التوهان المؤدي إلى المسارات المضلة والضالة ، إلا القلة التي حافظت على نقائها ، بثبات  اليقين وأيمان الوطنية ، فقد كان إنحياز هذه القيادات فقط لجني الميزات والثمرات والمكتسبات ، التي يوفرها لها هذا الإنحياز بخيانة طبقتها ، التي أودعتها أمأنة ، لسانها الناطق بإسمها ، وخانوا استنارتهم ومؤتمرهم للخريجين ، حين كان سلاحهم الذي هزموا به الإستعمار وطرده من البلاد ، ولكنهم خانوا مسيرة وطنهم ، وأنصاعوا بكاملهم كورثة للحكم الإستعماري وأصبحوا تلاميذه ، دارعي ودرعه المحافظ على تعاليمه ومثَّلوا طموحاته ، في إستنزاف مقدرات البلاد وإستغلال متطلبات مواطنيها .

وكان إنقلاب عسكر عبود أول خيانتهم لوطنيتهم المسفوحة ومذبوحة ، على مسالخ لقاءات السيدين الطائفية ، حيث بدأت مسيرة الفشل تتناسل وتتواصل ، بعد توسيع حرب الجنوب التي أشعل أوارها الحاكمون الأولون ، إهمالاً وتقاعساً وعجزاً عن الحلول ، في تمرد توريت ، وزادها فكر الإستبداد وسلاح العسكر إشتعالاً ، بسياسة الأرض المحروقة التي مارسوها وطبقوها وعمقوا جراحاتها .

حتى تفجرت ثورة أكتوبر المجيدة ، وجاءت محاولتها في  تصحيح مسيرة السودان الديمقراطية ، والوطنية المرتجاة ، ووضعه في المسار الصحيح للتقدم ، للتفرغ لتطوير البلاد في طريق النهضة والتنمية والتحديث ، الذي أشرعت وفتحت أبوابه الثورة المجيدة .

ولكن أين المفر ، لهذا البلد المنكوب برزاياه ، فقد ظهر الوباء الإسلاموي بمسماهم عند النشأة والتكوين”الأخوان المسلمين” فدخل المشهد السياسي السوداني ، عامل جديد ، هو عامل إدخال الدين في السياسة ، وأنصاعت الأحزاب الطائفية وأحزاب الوسط ، (المكتفين قبلها بنشره بين المجتمع) وانساقت لهذا المشهد الدخيل ، بقيادة الوافد الجديد ، بحمولته الدينية الزايدة المتطرفة ، حيث سعي وركز كل جهده وفعله وممارسته ، في إطفاء أي شعلة استنارة تطل برأسها ، في سماء البلاد البكر ، التواقة للمعرفة الحرة ، والإستنارة والإنعتاق ، التي أوجد بذرة الحداثة داخلها ، النضال ضد الاستعمار ، وأصبحت النخبة الحاكمة من بعدها ، من دعاة هذا الدين الجديد ، وشريعته الإسلاموية المحرفة  ، وأملوهم كيف يرفعون شعار الإلحاد الأوحد البتار ، في وجه كل من يعارض سياستهم ، ووجدته الفئة الحاكمة ، تلك خاوية الفكر الأسلامي العقلاني وحين قبلوه ، استوعبوه فقط بوصفه منحى لتوسيع مواعين مشايعوهم وتابعوهم بل وخادموهم ،  فسايروه منقادون ، وكان أول مظاهر تطبيق هذا الإتهام ، غير العقلاني ، وغير الديني ، هو طرد النواب المنتخبين من البرلمان الديمقراطي ، الذي أنبثق عن إنتخابات حرة ونزيهة ، ولم  تتوقف خطيئة تهمة الإلحاد غير المدروسة نتائجها ، على طرد النواب ، بل تواصلت فرية الإتهام بحل حزبهم ، وإغلاق صحفهم  ودورهم . والتي كان من نتاجها غبن بعض المستهدفون ممن تمردوا ، وخالفوا خط جماعتهم وحزبهم ، فعزموا  على رد الصاع صاعين ، بإنقلاب وإنقلاب مضاد ، أقعد البلاد سنين عددا ، وأفقد البلاد خيرة بنيها ، بالإعدامات شنقاً وترصيصاً ، وقتلاً وسحلاً في جولات قادمات متعددات لآخرين .
وما أن أدت دورها تهمة الإلحاد حتى أسرعوا بإدراج التهمة الثانية التي الحقوها بسابقتها ، وهي حكم الردة التي إتهموا بها شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه ، في محاكمته الأولي ، وصبروا وصابروا ، حتى قدموه بذات تهمة الردة ، التي حوكم فيها بالإعدام شنقاً حتى الموت ، في محاكمته الثانية التي نفذوها فور صدورها وهم مهللين مكبرين .

وكما يقال فقد جاء الوقت الذي أُكِّلت فيه ، كل تلك النخبة الفاشلة التي سارت ، بعماها وراء الأخوان المسلمين  يوم أَكَّل المتحالفون معاً ، الثور الأبيض في برلمانهم المنتخب ، وجاء يوم نحرهم بجزاء سنمار فغيبوهم عن المشهد السياسي في إنقلاب يونيو 1989م ، وأسدلوا الستار على تلك الفئة الحاكمة التي والتهم وتبعتهم ، سنين عددا ، والتي ظلت تنادي معهم ووراءهم بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية المدعاة زوراً وبهتاناً ، والتى اكتشفوا وأكتشف معهم الشعب السوداني متأخراً ، بعد موت الناس ، وعذابات الناس ،  ثلاثون عاماً ، عجافاً يباساً قمطريراً ، يتأبطون إجرامهم ومشروعهم الحضاري ،  وشريعتهم  الشوهاء ، التي لم تكن إلا حيلة وأكذوبة بلغاء ، للوصول بها إلى السلطة والجاه وليست هي لله-هي لله ، كما إدعوا وهللوا وكبروا .

حتى تفجرت ثورة ديسمبر  العظيمة ، وازاحتهم عن طريقها وأبعدتهم عن السلطة ، ولكن بفعل فاعلين ، لم تستطع أن تبعدهم عن سلطات إتخاذ القرار ، فقد جاءت ذات النخبة حاملة جرثومة إدمان الخيبة ، الشبيهة بإصولها وجيناتها القديمة ، وصدقتهم ثانية ، يوم قبلت أن تُسِّمي يوم 11 إبريل  2019م بل إمعاناً في التصديق ، وصفته بإنحياز الجيش للثورة ، ولم تتيقن أنه إنقلاب كامل الدسم ضد ثورة ديسمبر المجيدة ، وأنه مجرد قطع  ووقف لمسارها ، وفوراً بدأ الشروع العملي لإجهاضها ، والتآمر لعودة النظام البائد للسلطة مرة أخرى ، وهم شركاءهم ، وبينهم وثيقة عهد وميثاق دستورية .

ومن منطلقها وهم يتلاعبون بهم مثل قصة القط والفار ، في ذلك القارب ، حين اراد القط خيانة الفار ، مفتعلاً أكذوبته “كتحتني بالتراب ليه” ، وهم كذلك ، منذ فض الاعتصام وهم وراءهم  يهددون ، ومن وراء تهديهم ينفذون ما يرغبون .
و”كتحتني بالتراب ليه ” حين إنقلبوا عليهم ، وادخلوهم السجون .
وأيضاً “كتحتني بالتراب ليه” حين ظهور الإطاري مقطوع الطاري .
وأخيراً حين أشعلوها حرب مدمرة ، صاحوها هذه المرة لهم وللثورة وجموع الشعب  “كتحتوني بالتراب ليه” .

فهيا نقطونا بسكاتكم وصمتكم وأنسحابكم من مسمى حريتكم المركزية المدعاة ولتسحبوا عنكم سيئات قحتكم المشينة ، يا من أدمنتم ليس الفشل لوحده ، إنما أدمنتم لدغ الأفاعي بذات الكيفية والسم الزحاف ، فغيروا جلودكم التي استمرأت اللدغ كما إستمرأت إدمان الخيبات ، فقد عافتكم حتى جماهيركم التي اكتوت بنيرانكم  ، مثل شعبكم .
فهلا عدتم إلى مسمى أحزابكم القديمة فرادى ، وكل ديمقراطية ولها أحزاب ، وأنتم قدر شعبنا وديمقراطيته فماذا نحن فاعلون ، فعلينا السمع والطاعة لنهضة السودان ، ولن نقبل أن يزيلكم أحد بجرة قلم إستبدادية ، أو بطلقة بندقية يظنها صاحبها منتصرة  .
فهلا تصالحتم مع جماهيركم التي مافارقت الثورة كما فارقتموها ، لتصل بكم تحت قيادة الثوار والثائرات ، وخطين تحت نقولها “تحت لجان المقاومة وتنسيقياتها” ، ولستم في قيادتها كما ظللتم تشتهون ، وسوف يطلعونكم على مجريات الأحداث ، منذ الطلقة الأولى لهذه الحرب خبيثة التدبير والتدبر ، ليخبروكم أن هذه الثورة مستمرة ، والردة المستحيلة ، زادت إستحالة ، وكيف أن الثورة ، تخوض حربها السلمية ضد الحرب الهمجية ،  بتكتيكاتها الثورية المستحدثة لتريكم كيف نقابات اطبائها ، تفتتح المستشفيات تطوعاً لمعالجة مرضاها وجرحاها ، وكيف تستقبل موتاها ، لتريكم كيف يعمل شباب وشابات لجان مقاومتها ، وهم يضمدون آلام شعبهم ، ويخففون جوعهم ومسغبتهم وحتى تنقلات نزوحهم ، ونقل مرضاهم وجرحاهم ، وهم يقودون سيارات إسعافهم ، وكيف يواجهون أزيز الطائرات وقذف المدفعيات تحت رؤوسهم وصن آذانهم ، وكيف يطاردون بالإعتقالات ، والإتهامات لتشويه مقاومتهم وسمعتهم ، وما خفي من إعجازهم وفعلهم الثوري كان أعظم ، وسيحكيه لكم التوثيق والتاريخ بعد نهاية حرب أشرار جماعات القصر ضد جماعات المنشية ، ولن أقول أن الحرب من فعلكم ، ولكن أقول دبرتها وأشعلتها غفلتكم ، حين صدقتم للمرة الثالثة والقاتلة ، ديمقراطية  حميدتي ومستشاريته فرع المنشية ، التي لبسوكم لها طاقية إخفاء ، للتغطية على لعبتهم للوصول للسلطة بالحرب القذرة .

والثورة مستمرة – والردة مستحيلة
والحرب عنوة واقتداراً – واقفة .. واقفة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..