الإعلام التقليدي في رهان مع المستقبل لمواجهة التحديات الرقمية

العرب

دبي ? يشهد قطاع الإعلام الرقمي نموا متسارعا في المنطقة العربية، ويفرض على الشركات والمؤسسات المتخصصة تحديات كبيرة لتتمكن من المنافسة في السوق الرقمية، لأن البقاء سيكون للأكثر قدرة على الابتكار والتطور.

اختتم منتدى الإعلام الرقمي 2015، في دبي أعماله، مستعرضا أهم القضايا الرقمية الملحة، وأجمع المشاركون على أن وسائل الإعلام التقليدية عليها التكامل مع الواقع الجديد وبذل المزيد من الابتكار والتطور بدلا من الاكتفاء بالانتظار السلبي.

وأوضحوا أن القطاع آخذ بالنمو بتسارع ملفت، فيما لا تزال حصته من سوق الإعلان لا تتجاوز 500 مليون دولار من إجمالي 3.5 مليار دولار في المنطقة تنفق سنويا على الإعلانات التقليدية، لافتين إلى أنه لا يزال ينمو بمعدلات سريعة تصل إلى 25 بالمئة سنويا.

وأكد الخبراء على ضرورة الالتفات إلى التحديات التي تواجهها الشركات والعلامات التجارية والمستهلكين في هذا القطاع، ومواجهة كافة العقبات من أجل الخروج بأفضل صورة عصرية تتماشى والتطور التكنولوجي المتسارع، حيث بات إيجاد قوانين لجميع الأطراف مسألة ملحة وضرورية لا يمكن تجاهلها.

وفي هذا الإطار، قال فارس أبوحمد، رئيس ?إنترون ريسونانس الشرق الأوسط المحدودة? ورئيس مجلس الإدارة والرئيس العالمي للجمعية الدولية للإعلان، أن صناعة الإعلام والإعلان الرقميين في المنطقة تتطور بتسارع يجعل من الصعب التكهن بمخرجاتها النهائية.

وأشار إلى أن الإنفاق الرقمي على الإعلانات لن يشكل تهديدا مباشرا كما يتوقع البعض على قطاع الإعلام التقليدي، متوقعا أن تبقى العلاقة بين الطرفين تكاملية لا تنافسية.

هذا فيما دعا الصحف الإماراتية ووسائل الإعلام الأخرى إلى التركيز في المرحلة المقبلة على مناطق جديدة في القطاع والابتكار للحفاظ على مكانتها ومواكبة التطور الحاصل في القطاع الرقمي، لافتا إلى أن زمن غياب المنافسة ولى بلا رجعة وأن البقاء سيكون للأكثر قدرة على الابتكار والتطور.

وأشار إلى أن تأثر سوق الإعلان التقليدي أو الرقمي بأزمة منطقة اليورو وتراجع أسعار صرفه أمام العملات الرئيسية، وتبعات تراجع أسعار النفط، جميعها تشكل تحديات للشركات الأوروبية العاملة في المنطقة، إلاّ أن هذا الأمر لا يعني أن تتوقف الشركات عن الإعلان والتسويق لمنتجاتها، وكل ما يحدث الآن هو أمر مؤقت، وليس له تأثير مباشر على السوق إجمالا.

وانطلقت فعاليات الدورة الرابعة من المنتدى التي أقيمت تحت شعار ?التكنولوجيا الرقمية: تضع المستقبل بين يديك? بمشاركة ما يزيد على 500 شخص من الأطراف ذات الصلة من مختلف أنحاء العالم، وتضم مجموعة من كبار المفكرين الذين أثروا جلسات المنتدى بتقديم التحليل المعمق حول المشهد الرقمي المتحرك بسرعة في هذه المنطقة، وتناولوا القضايا الرقمية الملحة إلى جانب مستقبل التجزئة والتجارة الإلكترونية والعلامة التجارية في العالم الرقمي والجيل الأول لغموض الهوية وتنامي الدردشة القائمة على مقاطع الفيديو والصور، حيث تم اختيار كل واحد من المحاضرين على ضوء ما يمتلكه من خبرة عالية في تخصصاتهم في القطاع الرقمي.

وأشارت نجلا مزبودي المدير التنفيذي والمؤسس لمنتدى الإعلام الرقمي وشركة ?سبوت أون? لخدمات الإعلام الجهة المنظمة للحدث السنوي إلى أنه بات ينظر إلى هذا الحدث كمنتدى يجمع الأطراف ذات الصلة بالتسويق، للاستفادة من المنصة الرقمية الديناميكية والتعرف إلى الطرق المناسبة للتغلب على العقبات والاستفادة من الفرص المتاحة.

وأضافت ?أنه لا يمكن أن نتصور التطورات التي تحققت خلال الأربع سنوات الماضية فقط على الساحة الرقمية وطرق العمل الجديدة التي تم تبنيها بفضل تقدم التكنولوجيا?. ونوهت إلى أن برنامج الجوائز الرقمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا صمم لتعزيز التميز في مختلف جوانب هذه الصناعة.

واشتملت قائمة المتحدثين الرئيسيين في اليوم الأول من المنتدى، على كل من نسيم جافيد رئيس ?آي بي سي نيمبانك? من كندا وإيغور بوكر وهو متحدث ومؤلف مرموق في مجال التكنولوجيا والاتجاهات من هولندا، بالإضافة إلى فارس أبوحمد حيث انضمت هذه المجموعة من الشخصيات الثلاث المعتبرة إلى كوكبة من كبار المتحدثين الذين يعدون من كبار قادة الفكر في مجالاتهم.

وقال إيغور بوكر ?إن دبي تمثل وجهة عظيمة لا وجود للمستحيل فيها، لذا أشعر بالحماسة بالانضمام إلى قائمة المتحدثين في النسخة الرابعة من منتدى الإعلام الرقمي في دبي الذي يجمع بين الإعلاميين من الأسواق سريعة النمو في الإمارات وفي أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا?.

وتواصلت في اليوم الثاني من المنتدى فعاليات إلقاء الكلمات إلى جانب تضمنه برنامجا يحمل عنوان ?حفز الانتشار الرقمي?، وشهد تنافسا من جانب الوكالات لتقديم عرض مدته 10 دقائق أمام لجنة التحكيم وستحصل الوكالة الفائزة على جائزة كبيرة.

ويذكر أن المنتدى تمكن بفضل نموه السريع من اكتساب مكانة قوية على أجندة الأحداث المهمة التي تستقطب نخبة من المتخصصين من مختلف أنحاء المنطقة وخارجها، إذ تشهد المنطقة تطورا متسارعا، ومن المتوقع أن يصل عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت بحلول عام 2020 نحو 50 مليار جهاز.

وتظهر الأرقام أن عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في السعودية بلغ 12.8 مليون مستخدم العام الماضي، وفي الإمارات 6.2 مليون، أما مستخدمي الهواتف الذكية في السعودية فبلغت نسبتهم 79 بالمئة وفي الإمارات 91 بالمئة وفي الكويت 86 بالمئة.

وتضم قائمة الرعاة لمنتدى الإعلام الرقمي 2015 كلا من ?ديجيتال ميديا سيرفيسيز? و?ياهو? و?يونيفرسال ميديا? و?سي سي إم كونتيننتال مالتيميديا? و?إنتليجنت ميديا سيرفيسيز?.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..