مربية الأجيال فتحية طه تقلب دفتر التاريخ

حاورها : معاوية محمد علي

مربية الأجيال الأستاذة فتحية طه عبدالله، والدها هو الأمير طه ود عبد الله الذي كان قائداً في جيوش المهدية التي حاربت المستعمر، نشأت في أسرة دين وعلم، فقد سبقتها شقيقتاها الأستاذتان زهراء طه وآمنة طه، اللتين كانتا ضمن قائمة أوائل اللائي تعلمن في السودان برفاعة.

فتحية طه التقتها (آخر لحظة) بمنزلها بحي البساتين بمدينة الكاملين، وقلبت معها كتاب التاريخ وخرجت منها بالكثير.

٭ بداية أستاذتنا فتحية، حدثينا عن بدايتك مع رحلة التعليم ؟

– أولا شكري الجزيل لكم في آخر لحظة على هذه السانحة الطيبة وأنتم تزوروني في منزلي، أنا أصلاً نشأت في أسرة علم، فقد كانت شقيقتاي الكبيرتين زهراء وآمنة معلمتين، وأنا طفلة صغيرة تم نقل شقيقتي زهراء للعمل كمعلمة بدنقلا، فقرر والدي أن ترافقها والدتي في هذه الرحلة، وفي الطريق لدنقلا تمت فطامتي في (البابور)، المهم تفتحت عيوني على اهتمام الأسرة بالتعليم، وبعد عدة سنوات تم نقل زهراء الى كسلا وأنا كنت معها، وهناك دخلت مدرسة كسلا الأولية واستمريت بها الى الفصول الكبري .

٭ وكيف التحقتي بكلية المعلمات؟

– في كسلا، سجلت لنا المعلمة الإنجليزية واسمها مس كلارك زيارة، وأوضحت أنها تريد أن تفتتح أول مدرسة وسطى في السودان، وطلبت من إدارة المدرسة أن ترشح لها مجموعة طالبات، والعدد الكلي المطلوب للمدرسة هو أربعون طالبة من كل أنحاء السودان، وعندما رأيت الكثير من الطالبات رفضن فكرة الإنضمام للمدرسة الوسطى طلبت أن أدخلها، وتم ضمي.

٭ كم كانت فترة التحاقك بالمدرسة ومتيى كان ذلك؟

– درسنا أربع سنوات والمدرسة تم افتتاحها في اليوم الأول من شهر يناير من العام 1940م وهي أول مدرسة وسطى في السودان.

٭ وكلية المعلمات كيف كان الدخول لها؟

– بعد الاربع سنوات تم افتتاح كلية المعلمات وطلبوا انضمام طالبات من الوسطى للإنضمام إليها، وبالفعل دخلت وكنا عشر طالبات فقط؟

٭ هل تتذكرين من هن؟

– أتذكر نفيسة المليك،آمنة الحاج، وزكية مكي والدة المعز عمر بخيت- وإقبال عبد العال مبروك، والبقية لا تسعفني الذاكرة لذكرهن

٭ هل هناك تواصل بينكن الآن؟

– لا يوجد تواصل بمعناه الواضح ولكني في الأشهر الماضية قمت بتسجيل زيارة لنفيسة المليك بمنزلها بأم درمان، ووعدتني بزيارة وما زلت في انتظارها، كما أتمنى أن تسعفني الظروف لزيارة البقية.

٭ وأين كانت وجهتك بعد التخرج؟

– تم توزيعي بمدرسة أبوقوتة وبعدها نقلت للكاملين، ثم تم ترشيحي لتلقي كورس مدته أربع شهور في كلية المعلمات، وبعده تم نقلي للحوش، حيث قمت بافتتاح مدرسة الحوش وكان ذلك في العام 1948م

٭ واصلي حديثك، نحن نستمع إليك؟

– نقلوني بعد ذلك للكاملين وكانت آخر محطاتي مع التعليم في المدارس، حيث تزوجت في العام 1950م

٭ ماذا تتذكرين في تلك الفترة؟

– أتذكر أن شقيقتي آمنة هي من افتتحت مدرسة الحضري بمدينة ود مدني، وأتذكر أيضاً الحرب العالمية ونحن في أم درمان، حيث تم ضرب (حمار كلتوم) بالقنبلة، وهي الحادثة التي تم التوثيق لها عبر غناء التراث، وأتذكر أيضاً فيضان 1946 الذي دمر مدرسة الكاملين، وكنا نقوم بتدريس الطالبات داخل المنازل التي حولناها إلي فصول.

٭ أستاذتنا ووالدتنا فتحية، شكراً لك وأمنياتنا لك بالصحة والعافية؟

– كل الشكر لكم وكتر خيركم.

أخر لحظة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..