مقالات سياسية

ثورة كان مهرها دماء الشهداء الزكية وارواحهم الغالية يفدونها بدم تور ؟

جعفر عبد المطلب

فداء الثورة لا يكون بذبح ثور “كرامة “علي قارعة الطريق !
هذه نفسها عادات النظام المباد وممارساته السخيفة والمتخلفة التى لاتشبه ثورة ديسمبر العظيمة ! ولا مفاهيمها الراقية .
ثورة ديسمبر العظيمة التى كانت اساسا هي المستهدفة من محاولة إغتيال رئيس وزراء حكومتها دكتور حمدوك ،لايكون فداؤها بهذه الطريقة الساذجة ! كانها مناسبة سماية او عرس او عودة حاج بعد أداء الفريضة !

لو كانت سلطة الثورة لديها الإرادة السياسية والقوة المستمدة من الشرعية الثورية في الشوارع ، نفسها الشرعية الثورية التى تجلت في 6 ابريل وفي 11ابريل وفي 30 يونيو ،اي سلاح المليونيات الذي عجزت سلطة الثورة المدنية في إستخدامه إستخداما يجسد روح الثورة وينتزع مطالبها إنتزاعا !
إلا ان حكومة الثورة رغم تاييدنا المستمر لها وسنظل نؤيدها ،فيها ضعف وخور وتردد وخوف وعدم قدرة فائقة في عدم إتخاذ القرارات الثورية الحاسمة.

لقد اصدر وزير العدل النابه دكتور نصر الدين عبد الباري القرار الاعظم منذ قيام الثورة هو القرار الخاص بتفكيك دولة نظام الإنقاذ منذ قيامها في 30 يونيو 1989. لكن الحكومة تلكات وتعثرت وسوفت طويلا وكانت اللجنة المكلفة بإزالة التمكين تظهر للناس بين الحين والآخر لتعلن عن اسماء محدودة هنا وهنالك عدا كشف السيدة وزيرة الخارجية الذي اشفي غليل الناس في سفارات كانت جلها عبارة عن مكاتب للامن و ” للبزنس ” وممارسة الصفقات والفساد والعمولات والرشى الخاصة بالحزب الحاكم !
آلية تفكيك الدولة لايسير سيره الثوري الذي كان ينتظره الثوار !

شركات الدولة العميقة العديدة ماتزال تعمل في كل المجالات واجهزتها الامنية ومليشياتها وكتائب الظل كلها مطلوقة اليد تعربد وتتآمر وتخطط وتنسق مع التعاون اللصيق مع الفلول في سجن كوبر الذين مازالوا يجتمعون ويخططون .وللمزيد في إستفزاز الثورة والثوار يعلقون نتائج إجتماعاتهم في سجن كوبر علي أستار صفحات رفاقهم من الفلول خارج اسوار سجن كوبر !

الاجهزة الامنية والشرطية والقوات المسحلة بح صوتنا وصوت غيرنا ،ونضب مداد الكتابة عند الجميع وهم يطالبون باعادة النظر في هذه الاجهزة بالتقييم والتقويم والإصلاح والهيكلة وتصفية ما يجب تصفيته حتي تكون اجهزة” وطنية” وليست ” حزبية ” تخدم الوطن والشعب والثورة في مرحلة بناء الدولة السودانية الجديدة . للاسف كل هذه الدعوات الثورية ظلت تراوح مكانها . وما محاولة إغتيال دكتور حمدوك إلا نتيجة لعجز الحكومة وتهاونها وعدم إتخاذها القرارات الثورية في موقيتها المناسبة .

من المفارقات العجيبة ان النظام سقط سقوطا شهد عليه الاقليم من حولنا ثم العالم البعيد وتغني العالم بكل لغاته بالثورة السودانية والرئيس المخلوع رمي به في السجن رغم كل هذا صحافة النظام تجعر بالصوت الزاعق حرة تكيل السباب والتنبيذ للثورة واعضاء الحكومة وتدعو علانية لإسقاط الحكومة ووزراء الحكومة الغشم يقولون لنا إنها الحرية ! اي حرية جعلت حسين خوجلي يمد لسانه “الزفر ” ليل نهار “ردحا ” في حكومة الديمقراطية الثالثة وكان يقدح قدحا معيبا في اعضاء مجلس السيادة وهم رمز الدولة! حتي تاكد تماما انه حرث الارض وسمدها وباتت جاهزة ثم جاءت الإنقاذ لتبدا فيها زراعة الموت والدمار والنهب والفساد.

وقد كان احد الذين حملوا علي اكتافهم نعش الديمقراطية الثالثة.
هاهو الآن ومعه الطيب مصطفي والهندي عزالدين واحمد البلال والصادق الرزيقي وإسحق احمد فضل الله وغيرهم يحفرون باقلامهم القذرة عميقا من اجل تقويض الثورة حتي تسقط .والتلفزيون الحكومي يقرا علي المشاهدين كل مساء في برنامج( اقول الصحف) مثل هذا القدح المشين في الثورة !
مارايت في حياتي ثورة تسجل مثل هذه الملاحم والبطلات وتقدم كل هذه الدماء الغزيرة والزكية والآلاف من الشهداء الابرار وتسقط نظام الإنقاذ الذي اعده الكثير من السودانيين انه سيسلهم الي عيسى عليه السلام وهم المسلمون !

فحدثت معجزة ثورة ديسمبر التى فجرها الشباب / الكنداكات. لو كان هؤلاء الثوار علي راس سلطتهم الثورية لما تركوا اعداء الثورة يرفلون ويسرحون و” يبرطعون ” مثل مانراه الآن، ولكن للاسف سلطة الثورة مسك بزمامها جيل “compromise”وهذا ما نراه بائنا في مراوحة الثورة لمكانها !

جعفر عبد المطلب

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..