تلفونات كمال دقدق الحميمة

تلفونات كمال دقدق الحميمة
يحي فضل الله
التقيت بكمال الطيب المعروف بـ “دقدق” في بداية ثمانينات القرن المنصرم فقد كان له حضور دائم لحفلات المعهد العالي للموسيقى والمسرح وعروض جماعة السديم المسرحية وعروض التخرج، كمال الطيب لا تخطئه العين وسط أي ملمة من البشر ولا تملك الا تألفه ويألفك حين يتحدث اليك ـ كان كمال الطيب “دقدق” يتابع عروض جماعة السديم اينما كانت
ومتى ما توفر له ذلك، توقفت علاقتنا به أكثر وشعت منها تفاصيل وتفاصيل حين جاورناه بالسكن حين انتقلت داخلية المعهد العالي للموسيقى والمسرح الى الصحافة ـ محطة سبعة -، فقد كان يسكن مع اسرته هناك وظللنا نتابع أخبار “دقدق” حين كان بالعراق يدرس في “بغداد” التي عاد منها بعد حركة عاصفة من النظام العراقي ضد الطلبة السودانين المنتمين الى الجبهة الديمقراطية، عاد “دقدق” من العراق ورفدنا بمكتبة تناثرت بين اصدقائه الكثر فلكمال الطيب نظرية جمالية ذات إنتقاء حريف لاصدقائه، كان كمال الطيب بعد عودته من العراق يتقافز هنا و هناك في أحياء الخرطوم وبحري وامدرمان وكانت لنا معه ونسات حميمات في “امبدة الجميعاب” . يرن جرس التلفون في شقتي في مدينة نصر الحي السابع بالقاهرة ويأتيني صوت كمال الطيب
“إزيك يا يحيى”.
ـ “يا مرحب”
ـ “معاك كمال الطيب
ـ دقدق
ـ من ألمانيا”
اذكر انه كان قد ذكر لي انه قد يذهب الى المانيا وها هو قد فعلها. برن جرس التلفون في شقتي في الحي السابع في شارع “السلام” في بداية ظهيرة في القاهرة وقد تكون هناك في ألمانيا بدايات صباح ويأتيني ذلك الصوت الواضح بالإلفة والمميز بحميميته العالية.
ـ “معاك كمال الطيب ـ دقدق ـ من ألمانيا”
وندخل في أنس حميم هو خليط من ذكريات وتثاقف سياسي يتراوح بين تحليل مخالف ومختلف لثمرات معطوبة لممارسة السياسة في السودان، اذكر أنه لم ينس ان يمارس نوع من السخرية على جملة وردت في البيعة هي ـ (نبايعك في المنشط والمكره)، عادة ما تكون مكالمة “دقدق” طويلة وممتعة وتستحمل تنفيد “قعدة” “مسربعة” عبر الأثير لا سيما أن كمال الطيب قد تحول عندي الى شخصية أثيرية لأننا ومنذ ان طشت بنا الدروب والمسالك الى خارج السودان اصبحنا نتعاطى مع بعض ونتصل ونتواصل عبر التلفون، كان كمال الطيب اثيرياً بما يكفي لهزيمة منافينا ومهاجرينا. يرن جرس التلفون في مكاتب المركز السوداني للثقافة والاعلام بالقاهرة على شارع “صلاح سالم” ويكون كمال الطيب في الجانب الآخر ليأخذ مني موعداً في يوم السبت القادم كي ننفذ “قعدة” تلفونية ضاربين عرض الفكرة بفروق الزمان والمكان بين القاهرة وألمانيا. يرن جرس التلفون في شقتي بجبل “المقطم” في القاهرة ويمتد بي الليل داخلاً في بدايات الصباح وصوت “كمال دقدق” يسرب لي ما تناثر من حكايات وكان يدس بين نسيج هذه الحكايات بيننا ملاحظاته على كتابات الدكتور عبد الله علي ابراهيم وكان به نوع من تلك الحسرة كون ان عبد الله علي ابراهيم قد خطفته السياسة عن كتاباته الأدبية المتميزة، لقد كان “كمال دقدق” قارئ نهم وحريف الانتقاء لعبارات بعينها، كان يستلذ جداً بعبارة جميلة من مسرحية عبد الله علي ابراهيم – “حار جاف مترامي الأطراف” – والعبارة هي: “تتحرر المرأة حين تضطر لمسح احذيتها لا بدافع تأنق بل لأنها قد مشت المشاويرالكافية لإتساخها”. يرن جرس التلفون في مكاتب المركز السوداني للثقافة والاعلام في القاهرة في “10 شارع علوي” بوسط البلد و”كمال دقدق” على الجانب الآخر يأمرني بالذهاب الى (الوسترن ينيون) كي استلم مبلغ من المال أرسله لي من هناك. يرن جرس التلفون في شقتي في “2 شارع الصداقة” بمدينة نصر بالقاهرة ويمتد بي ليل وكمال دقدق يؤانسني حد الاشباع ويسمعني من هناك صوت المغني “فتحي حسين” وهو يغني ( سلميلنا على ضفائرك موجه موجه وكلميها وقولي ليها حرام تتوه فيها المواسم ونحن بجد نشتهيها والله احضانك بلد يا حلوة ما تنسينا فيها ) يرن جرس التلفون في مكاتب المركز السوداني للثقافة والاعلام في تقاطع شارع “مصطفى النحاس” مع شارع “مكرم عبيد” بمدينة نصر بالقاهرة ويدخل معي “كمال دقدق” في أنس حميم وحيث اني كنت اجلس على بلكونة مطلة على شارع “مصطفى النحاس” وسألني “دقدق” عن ضجة أصوات المكان فقلت له انه “الترام” وحكيت له كيف أن الصديق الفنان المسرحي سيد صوصل كان يسمى ترام “روكسي ـ مدينة نصر” بـ”قطار العرقي لم يعد يتوقف هنا” استناداً على مسرحية الكاتب الأمريكي “ننسى ويليامز” ـ “قطار اللبن لم يعد يتوقف هنا” ويدخل معي “كمال دقدق” في أنس تحليلي عن مسرحية “عربة اسمها الرغبة” لنفس الكاتب وتحديدا الفيلم الذي أخرجه المخرج “إيلا كازان” بطولة “مارلون براندو”. يرن جرس التلفون في البيت الذي سكناه في منطقة غرب العاصمة الكندية “آتاوا”. البيت رقم “1654” في (Feathere Lane ) وكان “كمال دقدق” يتحسس مهجري الكندي بعلائق من مهجره الألماني وحين طلب مني أن يكتب عنواني ليرسل لي كتب “دار الجمل” بألمانيا وحين كان يكتب رقم البيت ـ 1654 ـ قال لي وبلمحة ذكية
ـ “انت ما ملاحظ حاجة يا يحيى؟”
ـ “في شنو؟”
ـ “رقم البيت”
ـ “مالو”
ـ “ده العام ألمات فيه شكسبير”
ومن تلك الملاحظة التي استفزتني كمسرحي بدأت أتحسس علائقي الغريبة مع الأرقام. يرن جرس التلفون في البيت الذي اسكنه في مدينة “هاملتون” تحديداً في جبل هاملتون، البيت رقم “30” على شارع “أبر اتاو” ـ Upper Ottawa ـ ويكون “كمال دقدق” قد لاحظ انني رحلت من “أتاوا” الى شارع “آبر اتاوا” ويقول لي
” يعني يا يحيى رحلت من أتاوا الى شارع “أتاوا” العليا”
وهنا يترجم كمال كلمة ” Upper” الى ـ العليا ـ وكان محقاً في ذلك لأن شوارع جبل هاملتون كلها تسبقها كلمة ” Upper” ولا يكتفي “كمال دقدق” بذلك ولكنه يتحسس علائقي بالمكان ويقول لي “انت يا يحيى علاقتك قوية بالجبال، انت عشت في جبال النوبة وفي القاهرة سكنت في جبل المقطم وفي كندا انت هسه ساكن في جبل هاملتون”. هكذا كان تلفون “كمال دقدق” يتابعني أينما ذهبت وطشيت ، كان حين يتصل ولا يجدني في البيت يسأل عن المكان الذي أكون فيه ويأخذ تلفون ذلك المكان أو الشخص الذي اكون معه ويتصل بي هناك ويكون بذلك قد كسب تلفوناً جديداً ومن ثم صديقاً جديداً، “كمال دقدق” له شبكة أصدقاء يتصل بهم في كل العالم، اصدقاء مختلفي المنابع والمشارب وكانت جملته الأثيرية الأسرة قد تنقلت في كل العالم.
ـ “ازيك يا سيد
ـ معاك كمال دقدق من ألمانيا”
كان اخر اتصال بيني وبين “كمال دقدق” وأنا في “هاملتون” كنا قد تواعدنا قبلها على “قعدة” تلفونية وكنت قد رتبت جانبي من القعدة ورن جرس التلفون ، جاءني صوت “كمال دقدق” اليفاً وحميماً كعادته ولكن هذه المرة كان مشحوناً بالفرح ومصدر هذا الفرح هو أن زوجته ستضع مولودها الأول خلال الأسابيع القادمات، قال لي كمال دقدق ليلتها.
ـ “رأيك شنو في اسم مهيار”
ـ “اسم جميل”
ـ “انا قررت اسمي ولدي الجاي مهيار”
ـ “مهيار الديلمي”
ـ “تعرف انا كنت بفتش في اسم متفرد وما متداول”
ـ “تعرف انو صاحبنا الشاعر محمد نجيب محمد علي عندو ولد اسموا مهيار”
ـ “يا خي معقول ؟
المهم يا زول انت معزوم للسماية”
ـ “بس دي كيف يا كمال”؟
ـ “شنو الكيف ؟،المسألة بسيطة ندبر ليك تذكرة لألمانيا وبالمناسبة أنا عازم ناس كتار من مختلف العالم للسماية دي”
ـ “كمال، براحة، العب أرضي”
ـ “أرضي ليه؟ أنا حألعب فضائي، مافي طيران يا يحيى وفي اسافير وبالمناسبة عندي صاحبي اسفيري حيفتح غرفة في البالتوك يوم السماية”. وضاعت فكرة هذه “السماية” الدولية المستصحبة معها طفرات ثورة الاتصال لأن “كمال دقدق” كان قد عبر الى العالم الآخر دون أن يرى وجه ابنه “مهيار” ولكني لازلت انتظر ان يرن جرس هاتفي في أي مكان وفي أي زمان كي أسمع صوت “كمال دقدق” يأتيني دافئاً، حميماً ويقول لي:
“إزيك يا يحيى، معاك كمال دقدق من العالم الآخر”
و أنا لازلت أنتظر.
ارجو ان لا تزيف التاريخ والحقائق يا يحى وكمالك هذا لم يطردة النظام العراقى لان الخلاف الذى وقع كان بين الطلبة السودانين ولم يتدخل النظام العراقى البتة بل وفر هذا النطام للطلبة السودانيين فرص دراسة متساوية لم يفرق مابين بعثى اوكوز اواتحادى اوشيوعى بل هنالك قادة من الجبهة الديمقراطية ظلو بالعراق حتى التخرج وهم معروفين
we lost only one man but he is all men , we lost Dodog when the time is lost his ruining,
the station No.7 alimtidad
when the night vistors upset DoDoG he left Sudan
even when he is in Iraq he visited by night visitors
oh dogdog i miss you i was at Sudan and never let the night vistors let me rfugee .
you can see who stay and fight and who spreaded his hope with win
i was stay but broken in my finger ln leg been puinshed bu still going on
please visit me at my dream dodog i never went to your death cermony i pleave that you are still alife for that Shpow say Alslam to you my best and best freind
please Yahya Aske about Kamaml sons and wife
when you return to sudan contact me to visit all Kamal freinds he has fine and best freinds
with my best regard
سلامات يا يحيى
عرفت كمال دقدق هنا في ألمانيا وكانت تجيئني تلفوناته أيضا. 09116054465 في نورمبيرغ. رحل إلى العالم الآخر في يوم الأربعاء 2 فبراير 2005 وخلف حزنا وألما في قلب كل من عرفه.
سأضيف مقالك إلى بوست في "سودان للجميع" تزينه صورة كمال.
ياسر
لكمال الرحمة الاخ صاجب التعليق الثانى الذى يعرف نفسةdodog real freind كان الاجدى ان تكتب اسمك واضح هنالك عدم انسجام مابينك ويحيى فى اين كان يدرس كمال فى بغداد ام الموصل وبماذا يشهد ال300 شاهد وللتاريخ نرجو منك كتابة اسمك ولى خايف من القدد
ايا كان فقد استمتعنا بالسرد و بالتلفونات الاسفيرية والابداع يصنع من الحياة اليومية عالم ممكن الاحتمال
حرام عليك يا يحيى.. انا ايضاً منتظر مكالمة دقدق…
Letter written to Kamal Aldin Alkhadir (DOGDOG)-
Khartoum 2010
Dear kamal
I still waiting your answer from your last tripe:
Kamal my friend you have best friends in all round Sudan waiting you.
Is it really that you will never come back ?
Is it really you are far away?
Are you meet in your traveling Hosam Shadad?
or Mostfa Syeed Ahmed?
Do you like to take Sudanese FOOL In Mandela restaurant Near station No. 7.
You will meet Adil Mandela there.
I am still waiting your answer that facing me with your great smile,
your great feel of hope cover with far sight view for Sudan future.
It is still darkness age here, are you looking now all these type of darkness?
I will ask greatest ALLAH to let us meet and drink last one of our last bottle in the Paradise OF EIDEN or ALFIRDOUSE
I never forget your dark face with white heart, whitest than any man carry heart.
your heart is more clear than before,
your smile still shine with hope,
OH Allah cover Kamal with your Marcy,
Dress him with king’s dress,
Accept him in your kingdom,
Open the gate of your forgiven to him,
we are waiting Kamal, me and Fyisal Hassan Shabo.
But, I think he is sitting with Allah, you love him more than us.
For that you take him fast as possible.
Truthfully yours
Isam Hassan
(Arpeel-Iraq -Salah Aldin University-Department of Physic-1987)
ستستمر في ابداعك ونحن بدورنا لا نملك سوى الاستمرار في الاستمتاع بهذا الفيض الجميل 00 اطال الله عمرك ومتعك بالصحة والعافيه0
لا أريد أن أدخل في نقاش قد يفسد حلاوة هذا الكلام الرائع عن كمال دقدق وبالفعل لدقدق أصدقاء في عدد كبير من الدول وكان يتواصل معهم باستمرار حتى وفاته.
كمال دقدق كان شخصا متفردا في كل شي.
نعم كمال دقدق درس بالموصل في كلية الطب البيطري وقد فصل من الكلية بقرار أكاديمي ولكن في باطنه سياسي لأان كمال دقدق كان له أصدقاء من كل الجنسيات وكان يناقشهم ويحاورهم في كل شي حتى السياسة التى كانت خط أحمر في تلك الفترة حتى كان له صديق كردي يطلق إسم الشيطان على دقدق.
شكرا يحي فضل الله والتحايا لكل أصدقاء دقدق ، شبو وأزهري وود الخليفة وفضل يوسف وعماد وعصام حسن وكل الأصدقاء.