التلاعب بالصورة الذهنية لتغييب الفكرة الأساسية

التلاعب بالصورة الذهنية لتغييب الفكرة الأساسية

عباس خضر
[email protected]

أو لتغيير الغلاف الحقيقي بوضع صورة ساطعة لتبهر النظر للتغطية على أوعن ما يراد تبديله في المشهد السليم .

على الرغم من أن هذا الإسلوب بدائي نمطي للتلاعب النظري بالفكر البشري إلا أن له تأثيره القوي والسريع الفجائي في ما يسمى باللطمة الأولى أو النقرة الرقمية المدهشة التي تحدث المفارقة الذهنية للحدث البديهي لتقلب المنطق السلس المعقول لمنطق مغاير بمنطقة صورية مختلفة لتشغل الحيز المفروض بالصورة المطلوبة دون خلل ملموس للصورة الحقيقية المفترضة في الواقع الواجب تصوره لإكتمال المشهد والمنظر الطبيعي للأشياء.

ماذا كان يوجد بين دفتي الغلافين ؟
موضوع أو حدث بسيط لتراشق إثنين تربط بينهما علاقات أسرية طويلة بالنسب إختلفوا سياسياً في لحظات تاريخية تناوشياً وإنقلابياً فتأخر السودان.
إتهمت الدولة أبو عصام بالتخطيط لإنقلاب ضد النظام وذكرت إنها وجدت وثائق الإدانة مع السنوسي الذي تم القبض عليه بعد حضوره من الجنوب ،
فالحيثيات وخارطة طريقها في هذه الحالة هنا واضحة وتوقعها الترابي نفسه بالقبض عليه مع السنوسي رغم إنه أنكر الأمر برمته قولاً إعلامياً تلفزيونياً وفي مؤتمر صحفي لكن فجأة ظهرشاهد تأكيد إتهام ضده أيضاً إعلامياً وعلى الملأ وهو خال عصام ضد أبو عصام وحتى الآن لم يتم القبض على المتهم فهو بريء حتى تثبت إدانته ولاندري هل تم الإفراج عن السنوسي الذي زج به في الحبس أم لا !؟

فحتى لو أنكر الترابي وسحب الصادق إتهامه فالإتهام الحكومي الأصلي لم يمس ولا يدري الشعب الحقيقة والسنوسي حسب المشهد الدرامي مازال مقبوض عليه.

نلاحظ عامة في المشهد أن السيد الميرغني المشارك أساساً في الحكومة علنياً غير موجود لكن الهالة والصيت بتعين إبنه جعفر ووريثه مساعداً لرئيس الجمهورية مازال حاضراً في المشهد السوداني مع إبن السيد الصادق والذي إعتبرته المعارضة مشاركاً تلقائياً بالوريث عبدالرحمن والغائب هنا في رئاسة الجمهورية هو إبن الترابي المسكين لذلك قصدت ذكرالكنية أبوعصام وخال عصام فالخال والد كذلك.

المشهد الواقعي الطبيعي عند إختلاف أعضاء أو أقطاب في المعارضة في التحالف أوالإجماع الوطني هو أن يتم الجمع بينهم بوجود رئيس التحالف أو الإجماع المعارض ومحاولة تقريب وجهات النظر والإختلاف ، فهنا الغائب الأول والأساسي في المشهد هو أبوعيسى إذا كان الموضوع حقاً إختلاف وجهات أقطاب مهمين في معارضة تريد فعلاً إسقاط النظام.

لذلك فمشهد جريمة الإتهام بالقيام بإنقلاب ضد الحكومة وإسقاطها عسكرياً بالسلاح والذي إمتلأت به الصحف أول أمس تبدل فجأة وتغير بمشهد عرس بالعناوين العريضة البارزة أبطاله الثلاثي:ـ
هالة عبد الحليم تقود المصالحة بين الترابي والصادق وتصوير المنظر والضحكات والتهنئة والإبتسامات المضيئة.

لكن وجدت بالبنط الصغير غير واضح المعالم خبرا في واحدة من هذه الصحف أن هناك مساعي حثيثة لتغيير رئاسة التحالف والإجماع الوطني أي زحلقة أبوعيسى.

وقد قرأت قبل فترة مقالاً يقول أن الصادق يسعى ليكون رئيساً للتحالف فهل المشهد المغاير الذي شاهدناه كان الهدف منه والقصد الحقيقي تغييب والتعتيم على رئيس التحالف أبوعيسى!؟

كان ممكن أن يكون الأمر طبيعياً إذا كان أبوعيسى مريضاً مثلاً أو ذكر إنه مسافر أو..إلخ لكن المشهد العام يشكك في الواقع فهل الصادق والترابي حقيقة يؤيدان إسقاط النظام وخاصة السيد الصادق بعد مشاركة إبنه!؟

وهنا مربط الفرس والتلاعب بالصورة الذهنية لتغيير وتغييب الفكرة الأساسية للمشهد الطبيعي المفترض أن يظهر وأن يشاهد ويظهر للمشاهد المتابع للمنظر.

فهل تم وضع صورة كبيرة براقة لهالة عبد الحليم وإرتضوها كحكم ومصالح للتغطية على رئاسة التحالف ووضعها في غلاف المشهد لشيء في نفس يعقوبيهما(المهدي والترابي).

فهل يعني أن الصادق مشارك في الحكومة بطريقة أوأخرى بإبنه والموضوع ليس مجرد تراشق بل مقصود التهديد وبذلك يسهل أن يسحب الترابي لجانبه ليهدأ زخم المعارضة المتنامي!؟

الله يعلم ما تخفي الصدور والله يستر. فهم يبدو أنهم يخشون الحراك والإنتفاضة الثورية الشبابية الشعبية لأنها ستطيح بالإنقاذ وكل الأحزاب القديمة وينتهي عهد الطوائف إلى غير رجعة.

فهل السيد الصادق معارض حقيقي أو أن الهدف تبرئة إعلامية للسيد الترابي والعمل على إدخال إبنه عصام كمساعد أو مستشار في رئاسة الجمهورية لتكملة الإحباطات المثبطة للمعارضة من الفوران الثوري الربيعي وتخذيل كل التحالفات والطلاب وعزل المناصير الذين يزحفون دون وجيع وسند شعبي قومي يهز معهم أركان الحكم ويسقط النظام!؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..