المناقل تتوجع

نبض المجالس

يبدو أن ما حرصنا على التعبير عنه أو رسم ملامحه بالكلمات والصور حول حكاية أراضي وأكشاك المناقل في (الأخبار ) عبر تحقيقات وتقارير صحفية قد حرَّك “برك ” عديدة” ظلت هكذا على مدى سنوات غابرة هادئة مستكينة، فأيقظت هذه المحاولة، كذلك صاحب كل ضمير حي فتفاعلوا في لهف وفرحوا في (حذر) فتحرَّكت فيهم حمية الانتماء للمنطقة والخوف من المجهول القادم ليس لشيء إلا لأن المناقل ظلت (خلف الظلال) بعيدة عن أضواء المركز لم تنل من حظوظ السلطة إلا بقدر.
فما كتبناه وسردنا حكاياته الأيام الفائتة كان (وجعاً قديماً) تحمَّله إنسان المناقل في (أنين) ينظر فيما حوله في حسرات ..فالأرض تغتصب في شرفها من تحت أقدامه وتستقطع من أطرافها . فالحجر الذي ألقيناه هناك قد فجَّر (البراكين) الغاضبة وأثار غباراً كثيفاً تناثرت معه الشظايا في كل الاتجاهات، حيث أبدت جبهات عديدة استعدادها للدخول في معركة “كسر العظم” وضد كل من تحوم حوله تهمة فساد، فكل الألسن هناك لا تتحدَّث إلا حزناً وسخطاً من أولئك الذين سرقوا بسمتها وأطلوا كما الأشباح في مدينة الأحلام، فالمناقل لم تعد تبتسم لأن كل الأفراح ربما تحوَّلت إلى مأتم يتداول الناس عبرها مآسيهم وأقدارهم، ولكنهم يبحثون عن بدائل. فالمجالس الهامسة كسرت قيود الصمت فبات الحديث جهراً .
لم أكن أتوقع أن تحدث هذه الحكاية كل هذا الحراك والضجة الكبرى التي تخطت حدود المحلية لتمتد إلى ريفها وحاضرتها بمدني، فكنا على مدى الأيام الفائتة نتلقى عشرات المكالمات الهاتفية نرصد تعليقات الثناء والاحتفاء بما نشرته “الأخبار” في أوراقها، ولهذا فإن كثيرين هم أولئك الذين التقطوا القفاز ويحاولون الآن بلورة مشروع شعبي جديد ليسلك طريق الدفاع عن حقوق الأجيال القادمة حتى لا يجد أطفال اليوم في مستقبلهم القريب فسحة للهو والامتاع ناهيك أن يجدوا داراً أو سكناً يأويهم، لأن لعاب الطامعين يسيل مدراراً في حضرة كل “فسحة أرض عامة”..أما الأسواق لو قدر لها أن تمضي بذات النهج “الإيرادي” فإنها حتماً ستصبح مجرَّد (كناتين وأزقة) فكان الأجدى لأي مسؤول بهذه المحلية أن يبحث عن خيارات جديدة تخاطب عقل الإنسان وتسعده وتفتح أمامه فرص التطوير والتأهيل والابتكار وتجلب له سبل الراحة والرفاه، طالما أن هناك إنسان متوثب ينشد كل جديد مبتكر، فالسلطات هناك أحالت هذه المدينة “البكر” إلى كتل من البنايات الأسمنتية في الأسواق وفي الأحياء بامتداداتها الجديدة فغابت الخضرة والماء والوجه الحسن، حيث لا فكرة ولا ابتكار ولا حتى مشروع جديد للخضرة والترويح، فالمشروع الوحيد هنا قد ذبحوه من الوريد إلى الوريد فتوزع دمه بين الشركاء فليت الحق يعود وليت الإرادة الجديدة التي تتمظهر بها قيادة الدولة عبر موجهاتها العامة ليتها تحيل تهديدها ووعيدها إلى إجراءات عملية وقانونية وعقابية ضد كل من تثبت ضده جريمة حق عام، فبالأمس أبلغتنا بعض المصادر القانونية أن ملف “أكشاك المناقل” في طريقه إلى النيابة من جديد وربما تشهد اليومين القادمين رحلة العودة العكسية من مدني إلى المناقل لتبدأ النيابة عملية إزالة الأستار وكشف الحقيقة لمعرفة من الجاني ومن الضحية؟
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..