أوجاع المدينة تمشي على قدمين منهكتين.. التساؤلات تتدفق.. (أين الرحمة)؟!!

المحلية تجهجه بائعات (الطواقي) بالسوق العربي الخرطوم
الحاجة رقية امرأة مريضة لم تشفع لها توسلاتها لإعادة بضاعتها من (دفار الكشة)
أوجاع المدينة تمشي على قدمين منهكتين، هذا ما يصوره حال (الحاجة رقية) وهي امرأة فوق الستين عاماً مصابة بكسر في ظهرها لا تكاد تمشي خطوتين دون أن يداهمها الألم والهم وضيق الحال، جاءت بكل أوجاعها مستجيرة بالسوق لتفترش على الأرض بضاعتها التي نسجتها بيديها الطاهرتين، نسجت مجموعة من (الطواقي) ممنية نفسها بأن تبيع منها ما يكفي قوت أبنائها فهي تعول أسرة مكونة من (8) أفراد تحاملت على نفسها وعصرت على أوجاعها، تشد على ظهرها (الكيس المملوء بالطواقي)، افترشت الأرض في انتظار الزبائن، إلا أن القدر كان له فعل آخر حينما داهم دفار المحلية السوق، وأخذوا الكيس الذي يحتوي على الطواقي، بينما حملت هي ما تبقى لها من الطواقي في جوالٍ بلاستيكي وكانت تسير بصعوبة خلف دفار المحلية، حيث ألقى أحد العاملين بالمحلية (بكيسها داخل الدفار، وقال لها ألحقي بنا في المخزن الذي تُجمع فيه كل البضاعة التي جمعت من الباعة (المتجولين والفريشة).
وبينما كانت (البساط أحمدي) في جولة بالسوق لمحت كل ما دار للحاجة رقية فحاولنا مساعدتها وهي تترجى عامل المحلية بأن يعيد لها الكيس لأنها لا تستطيع الصعود الى دفار الكشة ولا تعلم الخارطة المؤدية الى مخزن المحلية، حاولنا جاهدين أن نشرح لعمال المحلية الحالة الصحية للحاجة رقية حتى يعيدوا لها الكيس، إلا أنهم رفضوا بدعوى أنهم مأمورون فقط وبعد أن أُلقي الكيس في الدفار لا يمكن إعادته بأي حالٍ من الأحوال، ظلت الحاجة رقية لأكثر من ساعة ونصف تترجى منفذي (الكشة) حتى يعيدوا لها بضاعتها ولكنها لم تفلح، فاضطرت الى الجلوس مع بعض النسوة الهاربات من ذات الكشة في داخل السوق المعروف اصطلاحاً بسوق نمر، فجلست هناك والدموع تملأ عينيها، (البساط أحمدي) وثقت الحدث بالصورة والحرف، وأجرينا دردشة قصيرة مع الحاجة رقية حول ما تعانيه من مرض وظروف عملها في السوق فإلى ما جاء فيها:
إعداد: حواء رحمة
الموقف كان أكثر من مؤلمٍ والصدمة الناتجة عن سوء المعاملة قد ألجم لسان حاجة رقية التي تحدثت بنبرة حزينة وهي تتحامل على الألم، ووسط تلك الحالة سألناها منذ متى وأنت تعملين في بيع الطواقي؟
أعمل منذ عامين في السوق أبيع الطواقي لأعول أسرتي.
تعانين من آلام واضحة بالظهر وتنزلين للعمل في السوق لماذا؟
لأني أعول أسرة من (8) أفراد في حاجة للمصاريف اليومية.
هل الدخل اليومي يكفي لاحتياجات الأسرة؟
السوق (كعب)، لكن مضطرة للعمل والصبر عليه (نعمل شنو؟)
ناس المحلية صادروا بضاعتك (الحل شنو)؟؟
زي من شايفة لي أكتر من ساعة (بحنس فيهم وبترجاهم) رفضوا يرجعوا لي بضاعتي وأنا مريضة وظهري مكسور.
بعد ما يصادروا بضاعتكم تاني بعملوا ليكم شنو؟
بندفع غرامة (100) جنيه.
وفي حال عدم الدفع ماذا يحدث؟
تصادر البضاعة .
تركنا الحاجة رقية حائرة وتائهة في انتظار إرجاع كيس (الطواقي) بعد أن استنزفت طاقتها وذهبت كل رجاءاتها دون فائدة.
ولم تكن الحاجة رقية وحدها من تعاني، فرفيقاتها هربن من (دفار الكشة) واحتمين داخل ما يعرف بأسواق نمر، إلا أن حاجة رقية لم تكن تجيد الركض من الكشة بسبب مرضها، فاستسلمت الى قدرها وأصبح الرجاء هو كل ما تملكه.
كما حكت لنا زينب عبد الله معاناتهن من ملاحقة المحلية حيث قالت: (نحن جايين ناكل عيش لماذا تلاحقنا المحلية؟)، (نحن مضطرين نشتغل ودا أكل عيشنا) ويجب على مسؤولي المحلية مراعاة ظروفنا الأسرية.
كما تحدثت حاجة فاطمة والتي تعمل في بيع الريحة قائلة: (نحنا ناس مساكين) بنشتغل عشان أكل العيش وملاحقة الكشة لنا (جهجهت شغلنا).
مواقف (محزنة)
السباق المارثوني الذي يحدث ما بين (دفار المحلية) والنسوة ذوات الوجوه المرهقة اللائي دفعت بهن الظروف الاقتصادية للعمل في السوق أمر لا يمكن تصوره بأي حالٍ من الأحوال بكل أبعاده الإنسانية، وعدت النسوة المطاردات ما يحدث لهن إهانة لكرامتهن الإنسانية، وهن يرين أن المحلية من حقها أن تنظم العمل في الأسواق، ولكنهن يطالبن بحفظ حقهن كبسطاء ومراعاة ما يضمن لهن العيش الكريم، وأطلقن نداءً بأن الجهات ذات الاختصاص عينها على الحدث وتراقب ما يدور داخل الأسواق وبمقدورها إنتهاج سياسة تليق بالإنسان وإنسانيته.

الجريدة

تعليق واحد

  1. معاناه لاتطاق صبرا المفروض انها تستحق التقاعد لكن لاسف الشديد في بلدان العالم العربي والافريقي ناس حقوقها ضاعة لاحقوق لهم حتى عند الصلبيين زيماقالوعليهم المريض اوالمعوق اوالذي غير قادر على العمل اواعالة نفسه حتى وان كان في سن الشباب من حقه يحصل على التقاعد المبكر لكن لاسف الشديد حكومة الكيزان مجرده من الانسانيه ماخلو الناس في حالها حتى ستات الشاهي فرضوعليهم قيود طيب الواحد يعمل شنه والحل شنه واذا اظطرت الدعاره كمان ماخلوها اقباموعليه الجلد والذين يختلصو مليارات الشعب لماذا لاتلاحقوهم الله ينتقم من بهذل هذاالشعب ويجعل له اوجاع ومرض ويحرم من اكل العيش من الله يارب انتقم من الكيزان وشلتهم ياارحم الراحمين

  2. لو دعتك قدرتك إلي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ؟؟؟؟ الذي يسرق ملايين الدولاراتبل و يخرج بها علنا عبر مطار الخرطوم لا يناله العقاب أما المسكين الضعيف و الذي يعمل بيديه لأغطعام أسرته يلاحق و يعاقب حتي يدفع لهم من نصيب قوت عياله ؟؟ إن الله يمهل و لكنه لا يهمل ؟؟؟ يا عمر البشير إن لم تستح إفعل ما تشاء فكما تدين تدان ؟؟؟؟
    هل هناك قانون يبيح مصادرة الأشغال اليدوية البسيطة مثل حياكة الطواقي و المناديل و الملايات و غيرها من الأعمال اليدوية المنزلية ؟؟؟؟
    حسبي الله و نعم الوكيل ؟؟؟ اللهم أرنا فيهم يوما عبوسا قمطريرا , اللهم أرنا فيهم يوما أسودا ؟؟ اللهم إنهم لا يعجزونك ؟؟؟ اللهم إنهم ظلموا عبادك فانتقم منهم ؟؟؟

  3. أحي الصحفية حواء رحمة ووقوفها لتوضيح معاناة هذه الفئة الضعيفة من الشعب المقهور، ونسأل الله أن يفك كربة الحاجة رقية …

  4. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) متفق عليه.

    وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي ? صلى الله عليه وسلم ? رأى تلك المرأة في صلاة الكسوف حيث قال : (.. ودنت مني النار ، فإذا امرأة تخدشها هرّة ، قلت : ما شأن هذه ؟ ، قالوا : حبستها حتى ماتت جوعا ، لا أطعمتها ، ولا أرسلتها تأكل ) .


    تأمل هذا الحديث الشريف يا سيادة المعتمد ( عمر نمر ) ما بتخجل عشان 100 جنيه تسك ليك نسوان قدر امك في الشوارع ؟ لا وفرت ليهم اليعيشن بيه ولااا خليتن يعتاشن !
    هي زاتا المية جنيه دي قعد توديهن وين انت ؟ مصارف ساااكت ما قعد تحفرن بيهن ! هسي بالله بي صوتك الكبير ده كان وقفت ليك قدام خور وكوركت فيهو ما بحفر روحه براااهو ! كمان سامين ليك سوق بي اسمك ! هو الرشيد الطاهر ما عمل سوق باسمه !

  5. الكلاب سرقوا المليارات ويضيقوا على المساكين الذين يعملون بعرق جبينهم … غسان حرا والان يستمتع بقروشنا بعد التحلل في جنوب افريقيا … طبعا سافر ضمن بعثة الهلال … والحاجة المسكينة يضيقوا عليها . أسأل الله أن يضيع عليهم في الدنياوالاخرة ويسلط عليهم شياطين الانس والجن ويرينا فيهم يوماً أسوداً كيوم عاد وثمود ويسلط عليهم ريحاً صرصراً تدكهم دكاً وتدعهم قاعاً صفصفاً ولن تترك أو تغادر منهم أحداً ذكراً أو أنثى كبيراً أو صغيراً من رئيسهم الكضاب إلى غفيرهم الحارسب الباب .

  6. حسبى الله و نعم الوكيل، بالله ناس المحلية و من ورائهم حكومة الانقاذ ما بستحوا من عمايلهم دى و قلة مروءتهم، أليس فيهم ذرة حياء تمنعهم من مطاردة هؤلاء المسكينات؟

  7. يا اخوان الظلم دة حده ايه؟ معقول ناس مساكين لا تساعدهم لا تخلى ليهم القليل البيدافروا بيه؟
    قسما بالله كفار يهود ما يعملوا كدة
    الحاجة دى لو في اي مكان في الدنيا تاخد حقوقها كاملة على حساب الدولة. عمر البشير وكلالبه سرقوا البلد وكمان يقلعوا حق المسكين
    حسبى الله ونعم الوكيل فيهم

  8. ياخي لعنة الله عليكم ليوم الدين . والله العظيم دي مااخلاقنا السودانية . فعلأ انتوا جيتونا من وين . قلبكم اسود وحاقدين لدرجه عجيبه .. دلوقت الحرمه دي بيدوها ولا بيأخذوا منها .. لعنكم الله دنيا وآخره .. من المفروض كاتب المقال يكتب جوال الحاجه دي علشان نساعدها .. حثالة بشر واغبياء كمان ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..