وحدة السودان: فشل المشروع الحضاري فيمافشل فيه الخلفاء الراشد

وحدة السودان: فشل المشروع الحضاري فيمافشل فيه الخلفاء الراشد

م.اسماعيل فرج الله
[email][email protected][/email]

بسم الله الرحمن الرحيم

وحدة السودان :فشل المشروع الحضاري فيما فشل فيه الخلافاء الراشدين
الدكتور الترابي كثيراً ما يستشهد بعهد الخلافة الراشدة ويحاول اقامة مشروعه السياسي على هدى سيرتهم في الحكم وكان هذا يتطلب دراسة عميقة لتجربتهم في السياسة بعد انقطاع الوحي بوفاة الرسول (ص) للنظر في نجاحاتهم واتباعها والى اخفاقاتهم وتجنبها ، والدكتور الترابي كثيراً ما يتحدث عن دولة المدينة النموزج المثالي في الحريات والعقد الاجتماعي القائم على الرضا واحترام الخصوصية والدفاع المشترك ضد اي عدو معتدي عليها ، ولكن الشيخ جعل جل تركيزه على مركز الدولة في المدينة وأغفل علاقتها بالأطراف اما لشح النصوص الواردة أو فات عليه أهمية هذه الرابطة ،ولكن نستطيع القول أن هذه الأمصار كانت تخضع للنبي (ص) استسلاماً بعاطفة وحباً له أو طاعة لأمر الدين الواجب ،فكانت العلاقة بينهما مبسوطة على الايمان بالدعوة الجديدة والاستسلام لسلطة النبي المرسل فكان يرسل لهم الدعاة ويعين لهم ما يعلمهم الكتاب ويدرسهم الحكمة وظل الحال كما هو عليه في نظامهم الاداري القائم على القبيلة وحدود سيطرتها على ديارها ولم يكن بالمقابل هناك خضوع اداري أو رسوم ضريبي مقابل حركتها أو حمايتها من قبل دولة المدينة سوى بعض السبي الذي أتت به بعض القبائل للنبي بعد غزوة خاضتها بأمر النبي واستمرت هذه العلاقة خضوعاً بحب واستسلاماً برضى . ولكن بعد وفاته (ص) وتولي خليفته الأول أمر المسلمين أرسل في طلب الزكاة من الأمصار فتمردت عليه متحججة انما هي لرسول الله خالصة ولن يدفعوا بعد وفاته لأحد ولكن كعادة التاريخ السياسي فالمدونون يثبتون ما يعزز موقفهم ويتجاهلون ما سواه غير الاشارة لاعتراض الفاروق عمر على قتال الممتنعين عن الزكاة فزجره الصديق فسكت ولم يفصل التاريخ هل هم امتنعوا عن دفع الزكاة الركن الواجب في الاسلام بحيث يمكن جمعها من أغنياء القبيلة وتوزيعها على فقرائها وهذا رأي تدعمه الحجة ولا ينفصه الدليل أم هم رفضوا دفع المال لمركز السلطة وهذا لايخرج من الدين ولايوجب القتال فكان رأي الفاروق عمر اسلم ، وحتى قول الصديق ابوبكر (والله لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم فيه) مما يبن أن الأمر المراد هو خضوع تلك الأمصار الى مركز الدولة سياسياً وليس المقصود المال مما أوجب بقاء قادة تلك الجيوش فيها لضمان هيمنة الخليفة عليها وبما أن القران الكريم لم يحدد شكل الدولة الاسلامية وتنظيمها الاداري وان الرسول (ص) ترك هذ الامصار على ما هي علية مع بعض الدعم والحماية كان يجب الحوار معها والاتفاق على عهد جديد يحدد رابطتها مع الخليفة المختار ولكن اصرار الخليفة الجديد على اخضاعها بالقوة وقتالها أوجد حالة من الغبن اثر على سير التاريخ من بعده فأمير المؤمنين عمر سار على منواله يعين الولاة الذين تباروا في ارسال الخراج الي المدينة لنيل رضاه ،ويبعث جيوش الفتح الاسلامي لتتوسع دولته حتى مات مقتولاً من أحد أبناء الأطراف الموجودين بالمركز فكان بداية الصراع الذي اضطر أمير المؤمنين الثاني عثمان بن عفان أن يرسل الولاة من أهله على تلك الأمصار امعاناً لبسط هيبته عليهم ليزحف عليه المحتجون من الأقاليم والضائقون بظلم ولاته بينما التاريخ الاسلامي يحدثنا عن المال المرسل من تلك الامصار وعدالة توزيعه واسهب في ابراز قصص تلك العدالة ولم يحدثنا عن معاناة اهلها وحالهم الا النذر اليسير .ليموت الأمير الثاني مقتولاً بسيف المتمردين ليتطور الأمر بفتنة كبرى يتقاتل فيها الصحابة ويموت فيها الخيرة بما فيهم الخليفة الرابع وزوج بنت رسول الله ويتبعه ابنيه من بعده شهداء لذات الفتنة .خلاصة القول أن الخليفة أبوبكر الصديق أراد أن تخضع له الأمصار كما كانت تخضع للنبي من قبله ، وأراد أن يستمر الحال كما كان وعندما ووجه طلبه بالرفض والتبرير انما ذلك النبي صاحب الوحي وحامل الرسالة خضعنا له طوعاً ولن نفعل لغيره استعمل القوة وفوت فرصه على المسلمين باتفاق حضاري على ميثاق حكم يكون منارة للمسلمين من بعده ولكن استعمل عاطفة الدين وكفر المعارضين وكانت بذرة الفرقة التي لم يجتمع المسلمين بعدها حتى اليوم .فسعي الدكتور الترابي لتطبيق نموزج دولة المدينة باعادة لانتاج ذات الفشل القديم كون ذاك النموزج به سلطتين سلطة النبوة وسلطة الحاكمية ويجب لنا ان نستقصي قيم مبادئ العدالة في القران ونفيد من سيرة الرسول (ص) كيف طبقها وهو القائل (أنتم أعلم بشئون دنياكم ) فاسقاط نموزج دولة المدينة على السودان أو أي دولة حديثة وضع حدودها الاستعمار فيه ظلم للاسلام وللدولة نفسها فاطار دولة المدينة كان موجوداً قبل الرسالة وحكمه الرسول (ص) بعد الهجرة برضى أهلها واتفاقه معهم وخضوع القبائل المجاورة لها طوعاً بعدما آمنت بالدين الجديد .بينما الدولة الحديثة حدها الاستعمار وجمع فيها كيانات كانت مستقله قبله وفق ما تقتضيه مصالحه وتوازنات القوى والحرب فبعد استقلال الشعوب وخصوصاً الاسلامية يجب أن يقوم عقد المواطنة بالرضا ولا يستقيم أن يفرض على جماعة أو اقليم الوحدة الوطنية ان كانت لاترغب مهما صغرت أو بعدت من المركز فان كانت ابيي تريد الانفصال لها ذلك ولا تستكره من أجل البترول وأن كان دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والشرق يريدون الانفصال لهم ما أرادوا وحتى ان أردات الجزيرة أم حلفا الانفصال لها ذلك فليس في الاسلام تصور دولة مركزية قابضة ولا سنة النبي فعلت ذلك ولكن أوهام السلطة من صورة دولة الخلافة الاسلامية هي المطلب الديني فأسسوا الفقه على ذلك ، الامامة الكبرى والامامة الصغرى صاروا يفتون لأي من الاثنين للمراة الحق فيها . فيخطئ دعاة المشروع الحضاري من أهل السلطة ان أرادوا بسط المركزية على دولة السودان بافقار الولايات وتخمة المركز فيجمعون الزكاة من المزارعين والرعاة ويبنوا بها العمارات في الخرطوم ويحرمون المجتمع المحلي من نسبته في البترول لتعيش وتنعم المدن بالكهرباء والمكيفات والشوارع المسفلته ويعيش الرحل يطاردون جغمة ماء لهم ولماشيتهم ويعيش ابناءهم في الجهل والمرض فلكل صاحب أرض أن ينعم بخيراتها منفرداً وان كانت الحوجة للوحدة بغرض التعاون والحماية فبالرضا ودعونا من سيمفونية الوطن التي أنتجت القتل والدمار فدارفور تماثل فرنسا وابيي تساوي الكويت والجزيرة تحاكي هولندا أما نظرية المؤامرة بتقسيم السودان هذا دلالة على غرض صاحبه فان كان الرسول (ص) يخاطب الكعبة بان هدمها مائة مرة أهون عند الله من قتل نفس واحدة أي صنم معبود هذا الذي يستحق أن يموت من أجله ثلاثمائة الف شخص .
ويخطي دعاة المشروع الحضاري المعارضين ان ظنوا أن الدين كل الدين في وحدة السودان فيمكن أن نكون دويلات مستقله متجاورة متناصره متعاونة كما تفعل أوربا اليوم ويخطئوا ان ظنوا أن بقتل الخليفة في الخرطوم ينصلح الحال بل ستكون الفتنة أكبر من تلك التي بين علي ومعاوية فليس الأمر في من يحكم السودان ولاكيف يحكم السودان ولكن هل نحن راضون بالسودان أصلاً وهذه دعوة مني بأن لايقاتل أي من أبناء الأقاليم متمردي أقليم آخر بل يتقاتل أبناء الاقليم الواحد ان انتصر دعاة الوحدة كانت الوحدة وان فاز دعاة الانفصال كان الانفصال ولايقاتل أحد بالوكالة عن أحد ولهم ما أرادوا ولنا في حرب الجنوب عبرة فقد ظل الجيش يقاتل من أجل الوحدة سنين عددا ليصوت الجنوبيين بالنهاية بالأغلبية الساحقة للانفصال فيما يفترض للجيش ان يحمي مطالب شعبه فان كان المطلب الانفصال علاما يقاتل .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 03/11/12

تعليق واحد

  1. تحليل عجيب وقدح (بقصد او دون قصد) في حكم الخلفاء الراشدين الذين قال عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما قال في الحديث الذي صححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة…

    الزكاة كانت ترسل للمركز لأن هذا هو النظام (السياسي) للدولة آنذاك، والسؤال هو كيف كان يتم توزيعها في عهد الخلفاء الراشدين وهل تحقق العدل في ذلك ام لا؟

    وأما القول بأن أبوبكر (رضي الله عنه) – الذي يزن ايمانه ايمان الامة والذي جازف بحياته مع النبي صلى الله عليه عندما لم يكن مؤمنا غيره – فالقول بأنه قد استخدم الجيش لحماية الخلافة فقط لهو افتراء عليه لا أدري ما الغرض منه؟ فالكاتب لا يعلم النوايا (و لا نحن بالتأكيد) ولكن سيرة ابوبكر وما قاله عنه المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يكفي بأن نحسن الظن في نواياه وأن نرجح النية الافضل طالما ان الامر يحتمل التأويل كما ذكر الكاتب.

    وخلاف الفاروق وأبوبكر لم يكن سياسياً ولا كان غرضه حماية الخلافة كما تقول، ولكنه كان خلافاً فقهياً فيما ان كان من منع الزكاة قد ارتدوا فيحاربوا أم لا؟ والمهم ان الاثنين كان غرضهما الحفاظ على الدين من خلال الحفاظ على الدولة الاسلامية من ان نتهار ويرتد الناس بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وهي فتنة كانت قد بدأت بالظهور، ولم يكن الامر قط عن حماية (الخلافة) فقط كما يفهم من سياق كلامك.

    وكذلك كان الامر والهدف بالنسبة لبقية الخلفاء الراشدين.

    وأما الترابي فقد فشل فيما لا يفشل فيه الاطفال الصغار دعك من الخلفاء الراشدين!

  2. والله ام تقل الا الحقيقه التى يخافها معظمهم وكانها عوره ويوارونها باصبعهم ما قلته كبد الحقيقه …الغالبيه العظمى غير راضيه عن كيان اسمه السودان ولايوجد احد راضى عن الثانى …كلهم ملوك وسلاله سلاطين كما يدعون…ليس فيهم واحد رشيد …..فليقسم وكل يكون راضى والجوار الحسن والمنافع المتبادله اجدى من مما يدعون

  3. المقال ملئ بالمغالطات التي لم تسمح الفرصة بتناولها بالتعليق الاول.

    النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بسلطة النبوة التي ذكرتها بمقالك قد أمر بأتباع الخلفاء الراشدين من بعده كما ذكرت بالتعليق السابق. وبالتالي فالطعن فيهم وفي هديهم هو طعن في سلطة النبوة نفسها!

    لماذا تطعن في أن ابي بكر (ر) فوت على المسلمين فرصة ميثاق حضاري ولا تطعن في ان الاخرين هم من كانوا سبب الخلاف برفضهم لاداء ركن من اركان الاسلام وهو الزكاة والتي لا تسقط بموت الرسول صلى الله عليه وسلم؟! وهؤلاء لم يرفضوا ارسال الزكاة للمركز فقط اوكانوا يريدون ان يوزعوها على فقرائهم كما ذكرت، ولكنهم رفضوا اخراج الزكاة اصلاً! وبالنسبة للميثاق فقد كان موجوداً ولا يحتاج اوبكر (ر) ان يحاول ايجاد غيره و هذا الميثاق هو ما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن رفض أداء الزكاة هم من خرج عن الميثاق وليس أبوبكر (ر).

    المشكلة اننا نريد منهم ان يفكروا (في ذاك العصر) بنفس طريقة تفكيرنا والتي هي عبارة عن انهزامية مغلفة تتمثل في الاصرار على الاتفاق مع الطرف الآخر حتى ولو كان ذلك الاتفاق غير منطقي او غير قانوني لأن الطرف الاخر لا يريد الاتفاق او الحوار وفق اسس مقبولة بل يريده وفق هواه ومصلحته فقط دون اي مرجعية دينية (أو سمها قانونية)!

    والرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك الامصار كما هي عليه مع بعض الدعم والحماية ولكنه تركهم وقد طبقوا الاسلام وشرعه في حكمهم وحياتهم، فلما اراد بعضهم تغيير هذا الوضع والخروج على بعض الاحكام (الدينية) بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم حاربهم ابوبكر (ر) حفاظاً على ميثاق الدولة.

    والمدينة قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان لها ميثاق ولكن بالتأكيد فإن ميثاقها هذا لم يكن افضل مما أتاهم به الرسول صلى الله عليه وسلم ولذا تمسكوا به حتى بعد مماته. فلا أدري على ماذا تستشهد بهذا!

    وأما حديث أنتم اعلم بشؤون دنياكم فقلنا مليون مرة بهذه الراكوبة انه لا يعني ما تستشهدون به!

    وأما جمع المال من الارياف لإغناء ناس الخرطوم فهذه سنة الترابي وحده وليست سنة الخلفاء الراشدين لان هذه الاموال كانت توزع بالعدل على الفقراء في كل الدولة خلال عهدهم وليس مثلك او مثلي من يتحدث عن عدل ابوبكر او عمر او عثمان او على رضي الله عنهم اجمعين.

    كعادة الليبراليين والعلمانيين خلط للحقائق والكثير من الشبهات التي لا تجدها الا بالمصادر مشبوهة!

    وأما مشروعك لتقسيم السودان بحجة افعال الترابي وغيره فهذه البلد ليست ملكاً لهم وان اخطؤوا فيجب كنسهم وليس تقسيم السودان للتخلص من نتائج افعالهم فهذا استسلام وليس حل. ولا ادري حقاً من اين اتتك هذه الفكرة العبقرية!

    مقال كله أعاجيب ومعزرة على الاخطاء الملائية (ان وجدت) للسرعة في الكتابة.

  4. تطور الأمر حتى وصل إلى الطعن في الصحابة و إتهامهم بإستعمال الدين .. إستغلال واضح لعاطفة معارضة الحكومة من أجل تمرير أجندة الملاحدة و العلمانيين و أعداء الدين .. أنتم من يطيل عمر هذه الحكومة الفاسدة حسبنا الله و نعم الوكيل

  5. اجد ان كاتب المقال قد جانبه الصواب فى تلك المقارنه بدولة الخلافه الحقه وبتلك الدوله التى رفعت المصاحف على اسنة الرماح بالفقه الترابى لمتطئ عربه او يتوسد على كرس حكم . فشتانا بين هذا وذلك فدولة الخلافه مستمده احكامها من نصوص القران الذى يكرس لدولة المساواة والعدالة الحقه خلاف تلك التى تستمد احكامها من الفقه الترابى رغم المفصاله ليمتطى عربه فارهه والاخرين يحبثون بل يحفرون الارض بحثآ عن قمحآ ليسدون رمغ جوعهم . فهكذا هو حال معارضى الكيبورت الذين لايكلفون انفسهم غير تلك الدقائق التى يسرقونها من الزمن للجلوس امام تلك الشاشه ليخلطون هذا بذلك بعيدآ عن الواقع لتحقيق ماهو خيالى معشعش فى اخليه مريضه بشى يدعى المعارضه غير ادراك بمايعنى ذلك . فالمقارنه بين الفقه الربانى الحق والفقه الترابى الباطل ماهو الآ قولة حق اريده بها باطل .

  6. مشكلة كثيرين من المعلقين أنهم لم يقرأوا إلا وجهة نظر واحدة عن التاريخ الإسلامي و هي وجهة النظر التبجيلية التقديسية لذلك التاريخ ، و لم يدرسوا المظالم التي حدثت و التي كانت سببا في الثورات و الحروب التي طبعت كل ذلك التاريخ و للأسف تلك حقائق مسكوت عنها و مسكوت عن أنهار الدماء التي سالت سواء إن كانت بين المسلمين أو بينهم و بين الشعوب المقهورة التي دفعت ثمنا باهظا من القتلى و السبايا و الأرقاء مما يعد بالملايين عبر ذلك التاريخ ، أما لماذا هو مسكوت عنه فذلك لغرض أيديولوجي للقول بأن هنالك ماض زاهر و يجب علينا إعادة انتاجه ، كل الكوارث تأتي بالتمني على التاريخ و عدم دراسة الماضي و أسباب حروبه و فشله في انتاج عالم اليوم الذي جعلنا في مؤخرة الأمم بلا أدنى شك … سيستمر الفشل لأننا لم نلاحظ مثلا أن كل الذين استفادت منهم البشرية من العلماء المنسوبين للإسلام قد تم تكفيرهم و اتهامهم بالزندقة من أصحاب الفكر المنتشر و المسيطر اليوم (فكر ابن تيمية و تلاميذه و الغزالي و من دار في فلكه) كفروا الفارابي و ابن سينا و الرازي و ابن رشد … الخ ، لم يسلم من تكفيرهم فيلسوف أو مفكر ، فركوا أيديهم ارتياحا و ما دروا أنهم أطفأوا مصابيح المعرفة ليسبح عالمهم و حاضرنا في ظلام حالك … التعصب يمنع أهله من رؤية حقائق الماضي و ثوراته و دماءه و مظالمه و ضحاياه من ملايين السبايا و الأرقاء الذين ظلوا يرسفون في أغلال العبودية و كانوا آخر من تحرروا منها في العالم بعد الضغوطات و التخويف بالعزل عن مسيرة البشرية … آخر من وقع على ميثاق إلغاء الرق هي الدول الإسلامية و آخرها السعودية و مورتانيا و لا ننسى مذكرة كرام القوم عندنا المرفوعة للحاكم العام تطالب بالإبقاء على الرق (مذكرة السأدة علي الميرغني و عبد الرحمن المهدي و آخرين في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي) من يريد أن يعيد ماض وهمي سيغضب عند مواجهته بالحقائق بأن الماضي كان حروبا و غنائما و سلبا و نهبا و أرقاء و سبايا و فتن و دماء و أشلاء … لن يقبل ذلك و سيرفضه لأنه يحلم باليوتوبيا التي يسعى إليها ، و هي يوتوبيا لم تحدث إلا في أذهان خالقيها لغرض الوصول للحكم ، انظروا نتائجها عندنا : أكثر من مليونين من القتلى في الجنوب و أكثر من 300 ألف في دار فور و الحبل على الجرار حتى يهلك الحرث و النسل و الزرع و الضرع و نعود ىلركوب الإبل و نزع القراد و حك القمل و العالم يصنع الطائرات التي تؤدبنا في عقر دارنا و ينتج المعرفة التي تجعله يتسيد الأكوان … نصحنا و لكن لا مجيب فقد أسمعت لو ناديت حيا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..