قبل أن تقطعوا أيدينا..!

علاء الأسواني
«هل أنت مسلم؟! إذا كنت مسلما لماذا تعارض تطبيق شرع الله؟! إن من يرفضون تطبيق الشريعة ليبراليون وشيوعيون، عملاء الغرب وأعداء الإسلام، فهل أنت منهم؟!».. هذه الأسئلة هى التى يتوجه بها الإخوان والسلفيون إلى الناس (خصوصا البسطاء منهم) لكى يؤثروا فى عواطفهم الدينية ويحشدوهم فى مظاهرات ويدفعوهم إلى اتخاذ المواقف التى تحقق المكاسب السياسية لجماعات الإسلام السياسى.. والحق أن هذه الطريقة فى مناقشة الشريعة غير أمينة، إذ إن أى مسلم قطعا يحب أن يطبق شريعة الإسلام. لكن يجب أولا أن نشرح للناس الفرق بين الشريعة والفقه. الشريعة هى المبادئ الثابتة التى أنزلها الله علينا. الفقه هو العلم الذى يمكّننا من فهم الشريعة وتطبيقها على حياتنا اليومية. الشريعة إلهية ثابتة لا تتغير أبدا، لكن الفقه إنجاز بشرى يتغير بتغير الزمان والمكان. شريعة الإسلام بالتأكيد تدعو إلى الحق والخير والعدل والمساواة. إن ما يدعو الإخوان والسلفيون إلى تطبيقه ليس مبادئ الشريعة التى أنزلها الله، وإنما أحكام فقهية كتبها بشر مثلنا، يصيبون ويخطئون، وكثير من هذه الأحكام كانت مناسبة للمجتمع فى القرن العاشر لكنها لم تعد ملائمة للمجتمع فى القرن الحادى والعشرين. إن الإخوان والسلفيين يسيطرون على لجنة كتابة الدستور من أجل تطبيق الأحكام الفقهية القديمة بأى وسيلة. بعد أن اتفق الليبراليون والأقباط والإسلاميون على المادة الثانية التى تؤكد أن مبادئ الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع.. عاد الإخوان والسلفيون ووضعوا مادة فى مسودة الدستور تقول:
«مبادئ الشريعة تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة فى مذاهب أهل السنة والجماعة».
هذه المادة ببساطة تحيل مبادئ الشريعة إلى الأحكام الفقهية وتدفع بمصر إلى خطر محقق. ولقد بحثت عن أحد المصادر المعتبرة فى مذاهب أهل السنة والجماعة فلم أجد خيرا من كتاب «فقه السنة» للمرحوم الشيخ سيد سابق «1915 – 2000». «صادر عن دار الفتح للإعلام العربى فى ثلاثة أجزاء». هذا الكتاب باعتراف الجميع من أهم كتب الفقه وأرفعها مكانة، أضف إلى ذلك أن الشيخ سيد سابق كان من القيادات التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين، حتى إن كتاب فقه السنة قد صدر بمقدمة كتبها المرحوم الشيخ حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين) أشاد فيها بالكتاب واعتبره إنجازا عظيما يستحق به مؤلفه ثوابا من الله. فلا يستطيع أحد من الإخوان أو السلفيين أن يجرح فى كتاب «فقه السنة»… عرض الشيخ سيد سابق فى كتابه لمذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة فى شتى نواحى الحياة. أعتذر هنا لأننى سوف أستعمل كلمة كافر للإشارة إلى المواطن القبطى، فهكذا فعل معظم الفقهاء، وهكذا فعل الشيخ سيد سابق نفسه.. فيما يلى بعض الأمثلة من الكتاب:
أولا: إذا افترضنا أن لصاً مسلماً سرق صيدلية مملوكة لصيدلى قبطى.. فى هذه الحالة إذا كان الشهود على واقعة السرقة أقباطا فإنه لا تجوز شهادتهم لأن رأى جمهور الفقهاء يؤكد أنه لا تقبل شهادة غير المسلم على المسلم… يقول الشيخ سابق «الجزء الثالث صفحة 380»:
«يشترط فى قبول الشهادة أن يكون الشاهد مسلما، فلا تجوز شهادة الكافر على المسلم إلا فى الوصية أثناء السفر (عند الإمام أبى حنيفة)».. أى أنه إذا كان المسلم مسافرا وحضره الموت ولم يجد إلا قبطيا ليبلغه بوصيته، هذه الحالة الوحيدة التى تقبل فيها شهادة القبطى على المسلم. فيما عدا ذلك لا تقبل شهادة القبطى على المسلم إطلاقا.. نستطيع أن نتخيل الفوضى التى سوف يحدثها هذا الحكم الفقهى إذا طبق فى مصر.. سيكون بإمكان أى مسلم أن يعتدى على أملاك الأقباط وكنائسهم وهو مطمئن إلى أن كل الذين سيشهدون على ارتكابه الجريمة من الأقباط الكفار، وطبقا لرأى جمهور الفقهاء، لا يجوز قبول شهاداتهم على المسلم حتى لو ارتكب جريمة.
ثانيا: شرب الخمر محرم على المسلمين وعقوبته الجلد ثمانين جلدة «بعض الفقهاء قالوا أربعين جلدة فقط».. هذا الحكم معروف إلا أن الفقهاء يذهبون إلى وجوب تطبيق حد الخمر على غير المسلمين أيضا.. يكتب الشيخ سابق «الجزء الثانى صفحة 493» «لا يشترط الإسلام فى تطبيق حد الخمر، فالكتابيون الذين يتجنسون بجنسية الدولة المسلمة.. مثل الأقباط فى مصر.. وكذلك الكتابيون الذين يقيمون مع المسلمين (مؤقتا) مثل الأجانب.. هؤلاء يقام عليهم الحد إذا شربوا الخمر فى دار الإسلام…».
لنا أن نتخيل ماذا سيحدث إذا طبقنا هذا الحكم.. فالقبطى الذى يشرب البيرة سوف يقبض عليه ويجلد ثمانين جلدة. هل لنا أن نتفاءل بمستقبل السياحة فى مصر؟! عندما ندعو السائح الأوروبى أو الأمريكى لزيارة مصر يجب أن نحذره لأنه لو أحضر زجاجة نبيذ معه إلى مصر وشرب منها مع الأكل مثلما يفعل فى بلاده قد يقبض عليه ويجرد من ثيابه ويتم جلده وفقا لهذا الحكم الفقهى. كم من الأجانب على استعداد لخوض هذه المخاطرة من أجل قضاء إجازتهم فى مصر؟!
ثالثا: القذف هو الاتهام بالزنى والخوض فى الأعراض بالسوء.. هذه جريمة فى الفقه الإسلامى وعقوبتها الجلد ثمانين جلدة، لكن الغريب أن جمهور الفقهاء اعتبروا إسلام المجنى عليه شرطا أساسيا لإقامة الحد على من قذف فى حقه.. يقول الشيخ سابق فى كتابه «الجزء الثانى صفحة 535»
«الإسلام شرط فى المقذوف (المجنى عليه) فلو كان المقذوف من غير المسلمين لم يقر الحد على قاذفه عند جمهور العلماء، وإذا كان العكس فقذف النصرانى أو اليهودى المسلم فعليه ما على المسلم: ثمانون جلدة».
من يستطيع أن يتحدث بعد ذلك عن حقوق المواطنة والمساواة أمام القانون. إذا سب القبطى المسلم يتم جلده ثمانين جلدة، وإذا سب المسلم القبطى لا يجوز جلده. وكأن الكرامة الإنسانية حكر على المسلمين فقط، أما الأقباط فهم مخلوقات بلا عرض ولا كرامة..
رابعا: الدية غرامة مالية على من ارتكب القتل الخطأ أو شبه العمد.. لكن هذه الدية، طبقا لرأى جمهور الفقهاء، تختلف باختلاف الجنس والدين.. دية المرأة المسلمة المقتولة نصف دية الرجل المسلم المقتول ودية القبطى المقتول نصف دية الرجل المسلم المقتول، أما دية المرأة القبطية المقتولة فتبلغ نصف دية المرأة المسلمة المقتولة «أى ربع دية الرجل المسلم المقتول».. هذا حكم جمهور الفقهاء كما يؤكد الشيخ سابق فى كتابه «الجزء الثالث صفحة 60 و61».. ونحن إذا طبقنا هذا الحكم الفقهى نكون قد اعترفنا بأن الحياة الإنسانية ليس لها القيمة ذاتها عند الناس جميعا، فحياة الرجل المسلم أغلى من حياة المرأة المسلمة، وحياة القبطى أرخص من حياة المسلم، وحياة المرأة القبطية أرخص من الجميع (لأن بها العيبين فهى امرأة وقبطية). هل يمكن قبول هذا المفهوم ونحن فى القرن الواحد والعشرين..وهل تتحمل الدولة المصرية العقوبات الدولية التى ستنهال عليها إذا طبقت هذا الحكم الذى يخالف كل معاهدات حقوق الإنسان التى وقعت عليها الحكومات المصرية المتعاقبة؟!
خامسا: فى جريمة القتل يجب تطبيق القصاص على القاتل وبالتالى ينفذ فيه حكم الإعدام.. إلا أن من شروط القصاص أن يكون المقتول مسلما، أما إذا كان المقتول كافرا قبطيا، فإن القاتل لا يطبق عليه القصاص.. يقول الشيخ سابق «فى الجزء الثالث صفحة 25».
«من شروط القصاص أن يكون المقتول مكافئا للقاتل حال جنايته، بأن يساويه فى الدين والحرية، فلا قصاص على مسلم قتل كافرا أو حر قتل عبدا، لأنه لا تكافؤ بين القاتل والمقتول.. بخلاف ما إذا قتل الكافر مسلما أو قتل العبد حرا فإنه يقتص منهما»..
بعض الفقهاء خالفوا هذا الرأى، لكن الرأى الغالب عند جمهور الفقهاء من أهل السنة والجماعة أن المسلم لا يقتل بغير المسلم، ولو أننا طبقنا هذا الحكم الفقهى فإن المصرى المسلم إذا قتل قبطيا بالرصاص أو ضربه حتى مات، لا يجوز فى هذه الحالة إعدام القاتل المسلم، لأن القاعدة أنه لا يقتل المسلم إذا قتل غير المسلم.. ماذا تكون حالة المجتمع إذا تم تطبيق هذا الحكم الفقهى، وكيف ندعى بعد ذلك أننا نعيش فى دولة يتساوى فيها المواطنون إذا كان المسلم لا يجوز إعدامه إذا قتل قبطيا، بينما يعدم القبطى إذا قتل مسلما؟!
هذه بعض نماذج من أحكام فقهية، يريد الإخوان والسلفيون أن يطبقوها فى مصر. وكلها من صنع فقهاء عاشوا واجتهدوا لاستنباط هذه الأحكام لتوافق المجتمعات القديمة، لكنها لو طبقت اليوم فى مصر لقضت على المجتمع قضاء مبرما لا رجعة فيه ولقامت فى مصر حرب أهلية أو لتم تقسيم مصر بين المسلمين والأقباط كما حدث فى السودان…. أكرر أننا لسنا ضد الشريعة الإسلامية، لأن شريعة الله هى العدل والحق، لكننا ضد تطبيق أحكام فقهية قديمة كانت مناسبة من ألف سنة لمسلمين عاشوا فى مجتمعات تختلف ظروفها تماما عن ظروفنا اليوم. إذا أردنا أن نطبق الشريعة الإسلامية بشكل صحيح، يجب أن يجتهد فقهاؤنا أولا من أجل استنباط أحكام فقهية جديدة تناسب عصرنا الحديث، أما أن نتعسف فى الدين وعلى أنفسنا، ونطبق أحكاما فقهية قديمة، فنحن نسعى بذلك إلى تمزيق المجتمع وتدمير بلادنا وندفع مصر إلى الوراء عدة قرون.. فيا أيها المتطرفون المتلهفون على قطع الأيدى والرجم والجلد.. أتمنى أن تراجعوا أنفسكم وتفكروا مرة واحدة فى أن تطبيق الشريعة هدفنا جميعا، لكن الأحكام الفقهية القديمة لم تعد تناسب العصر الذى نعيش فيه. إنكم بتطرفكم وجمود أفكاركم تسيئون للإسلام وتدفعون بنا إلى كارثة محققة، وواجبنا، مسلمين وأقباطا، أن نمنعكم من ذلك. وسوف نمنعكم بإذن الله ونحمى بلادنا من تطرفكم. لن نعترف بالدستور المشوه الذى تفرضونه على المصريين. الثورة مستمرة حتى تتحقق الدولة المدنية الحديثة. سوف نتقدم نحو المستقبل ولن نعود أبدا إلى ظلام الماضى.
الديمقراطية هى الحل
المصري اليوم
ألف تحيه وسلام عليك أستاذ علاء.
من غيركم يعطى لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر
من غيركم لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمه
إنكم جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمه
وعلمانيي وليبراليي بني جلدتنا يطبقون نفس الأسلوب الذي يشتكي منه الكاتب بمقدمته، فكل من يدافع عن الشريعة فهو كوز ومؤتمر بطني وعميل للحكومة وغيرها من التهم المعلبة حتى ولو كان هذا الشخص معارضاً حقيقياً للحكومة وليس معارض كيبورد فقط.
وكل العلمانيون والليبراليون يصفون من يؤمن بالشريعة والتمسك بالكتاب والسنة بالتخلف والرجعية وعدم التحضر والاستنارة حتى صار معظم شبابنا يعتقدون أن إنتقاد مظاهر التدين ومحاربة الشريعة هي من متطلبات العصرية والمواكبة والثقافة كما أوهمهم هؤلاء العرب المُستغرِبة (والغين مقصودة)!
والكاتب لم يأت بجديد وأتبع نفس أسلوب العلمانيون في محاولة خلق المشكلة وإثباتها قسراً.
فالكاتب إنتقد الاحكام الفقهية القديمة لأنها كانت لأزمنة سابقة وهي غير متجددة ولا تصلح لزماننا وهذا الكلام صحيح نسبياً (بمعنى أنه ليس كل الاحكام لا تصلح)، ولكن الغريب هو أنه بعد أن أنكر الفقه القديم بحجة عدم الصلاحية جاء وأعترف بأن هناك من العلماء من إجتهد وجاء بأحكام أخرى ولكنه يتجاهل هذه الاحكام الجديدة رغم أنها صدرت وفقاً لإجتهادات مسنودة بأدلة ونصوص والأهم بفهم لواقعنا.
وعليه فالكاتب يرفض الفقه القديم ويرفض أيضاً الفقه الجديد (الاجتهادات)، وكل ما يريده هو فقط أن يصل الى أن الشريعة لا تصلح وينتقي لإثبات ذلك ما يريده من الكتب ويحرف ويفسر الكلام والاحكام على هواه.
ولا أريد الدخول في مغالطاته الفقهية وتحوير الكلام فالمبداء من أساسه مبني على الجدل والاختلاق!
وقد ذكر العديد من الاخوة مراراً بأنه حتى الصحابة والتابعين وأئمة الفقه كانوا يقولون:
1- كل يؤخذ ويرد من قوله إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- أهم شروط الفقه قبل فهم النصوص والاحكام هو فهم الواقع (فقه الواقع).
وبناءاً على القاعدتين أعلاه فلو جاءك عالم معاصر بقاعدة فقهية مسنودة بالادلة والحجج وتختلف عن قول سابقيه فيمكن الاخذ بها بأعتبار ان فقهه (فهمه) لواقعنا هو أفضل من فهم هؤلاء السلف لواقعنا، وعليه فنحن لسنا ملزمين دائماً بأخذ ما قاله السابقون مهما علا شاءنهم لأنهم هم أنفسهم أصحاب المقولة أعلاه. ولكن كما ذكر يجب أن يكون أمر الاجتهاد لمن لديه العلوم الشرعية اللازمة (التخصصية)، وبشرط أن يأتي بالدليل الواضح من مصادر الفقه المعروفة، وليس الأمر مجرد ثقافة أو قراءة كتب فلسفة فقط!
وهذا (الاجتهاد “بالدليل” المتجدد) هو ما يعطي الشريعة مروننتها ومناسبتها لكل زمان، ولكنكم تريدون إثبات العكس ولو بـ(الفهلوة)!
هولا هم الاخوان المسلمين او المتاسلمين يريدون ان يفسروا الشريعة حسب هواهم
سبحان الله !!!
فلم مكرر شاهدناه من قبل
=======================
عندما أقرأ مقال كـ مثل هذا المقال للكاتب المصري الأستاذ علاء الأسواني … أحس بأنه مثل حلم حلمته من قبل أو مثل فلم سينمائي مكرر شاهدته من قبل … وأجزم أن نظام مصر الإخواني يتبع خطوات الشيطان (نظام الخرطوم) في كل حركاته وسكناته وهذا يؤكد أنهم أي( التنظيم الإسلامي العالمي ) ما هم إلا ( عجينة ) واحدة لهم هدف واحد…
طالما ذكر الكاتب أن السياحة في مصر ستتأثر بتطبيق الشريعة الإسلامية فلا نستبعد يوما أن يقضي النظام الإخواني في مصر علي كل المناطق السياحية في مصر كـ تفجير الآثار الفرعونية من إهرامات وغيرها باعتبارها أصنام ورجس من عمل الشيطان مثلما فعلت طالبان.
لكن السؤال ماذا إن فعل نظام مصر وقام بالقضاء علي نظام السياحة في مصر الذي يدر عليه أموالا ضخمة تعتبر هي دخل ثابت بالنسبة لخزينة مصر إضافة للمعونة الأمريكية السنوية التي تتلقاها مصر جراء اتفاقية السلام مع إسرائيل فمن أين لمصر تغطية هذه الأموال التي كانت تدر إليها من السياحة!!!!! قطع شك من اخوانهم في الدول العربية ( دول الربيع العربي ) مضاف إليها قطر راعية هذا المهرجان العربي ومخرجته مضاف إليها السودان , وقد فعلها نظام الخرطوم من قبل عندما أرسل الأبقار والجمال ومنحهم الأراضي الزراعية والوقوف بجانبهم في اتفاقية مياه النيل كهدايا مجانية لإخوانهم في مصر…. من المؤكد أن البشير سيقطع من لحم وشحم شعبه وسيقتل نصفه بالحروب و بالأمراض و بنقص التغذية في سبيل أن يحيا المصريين والفلسطينيين.
الذي أعرفه ان الاسلام دين مثله مثل الاديان السماوية المنزلة من المولي عز و جل وهو أخر الاديان السماوية،وهو قائم علي العدل و المساواة وسيرة المصطفي سيدنا محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم تدل كل الدلالة علي تلك القيم الثابتة ثبات الجبال في أعماق الارض،فالتساؤلات التي أوردها الكأتب من المفترض أننا كمسلمين ان نكون تجأوزناها منذ زمن بعيد !!!!!!لان الرسول محمد صلي الله عليه وسلم علمنا كيفية التعامل مع غير المسلمين.
اقرأو مقال (و إذا العقول اتلحست) المنشور في هذا العدد من الراكوبة و احفظوه للتوثيق …
في الرد على (مسلم أن و صحبه)
صلاحية النصوص لكل زمان و مكان أمر يستدعي النظر و الاجتهاد ، فالرق مثلا لم يقل عالم من المسلمين قبل القرن العشرين إنه أمر لا يليق بالبشرية بل استمر تزايد أعدادهم منذ عهد النبوة حتى القرن العشرين في بلاد المسلمين … حتى حججهم التي بدأوا يرددونها ، بغير منهج فكري ، تبدو متهافتة ، مثل قولهم : إن العتق و الكفارة كانت وسيلة لتحرير الرقيق ، و عندما تجابههم بالشواهد و النصوص التي تدحض قولهم تسمع منهم العجب العجاب ، فنص مثل الحديث الذي ورد في الصحيحين و هو : ( عن ميمونة بنت الحارث : أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم , فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه , قالت : أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال : أو فعلت ؟ قالت : نعم , قال : أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ) فالإهداء للأقارب أعظم للأجر من العتق بنص الحديث .. عدم المساواة أمام القانون واضحة فالكافر قيمته لا تساوي قيمة المسلم للحديث ( لا يقتل مسلم بكافر) رواه مسلم ، و عمل به في العهود من عهد الخلفاء الراشدين حتى الدولة العثمانية و لم يلاحظ أحد أو يقول أن هناك فهم آخر غير ما يقوله النص بصورة لا تحتاج لتفسير … الآن لو قال أحد لنجتهد مع النصوص جوبه بالاتهام بالكفر أما هم فيعملون الآن باستبدال النصوص على استحياء و في الخفاء غالبا ، بنصوص علمانية و لو فعلها غيرهم لتصدوا له بالنصوص : (أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض …) أو (من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون …) هم يجدون المخارجات بتحليل الربا و تحريم الرق و الدعوة للسلام مع المشركين حتى المقيمين معهم ، و مساواة الناس أمام القانون (و إن بصورة شكلية أي على الورق فقط).. سيأتيك من يتكلم عن الرق و المن و الفداء و هو ما حدث مع أسرى بدر لأنه لا يعقل أن يقوم الصحابة باستعباد أهلهم ، و في غزوة بني المصطلق بعد زواج النبي (ص) من جويرية تم عتق السبايا (بعد أن تم وطء بعضهن ، و سبايا أوطاس اللائي ارجعن لأهلهن بالصلح و كذلك بعد وطئهن بما فيهن المتزوجات و قصة سيدنا عثمان بن عفان عن تلك التي كانت من نصيبه تحكي عن ذلك لقوله إنه التقاها و معها زوجه و نفحها مالا كتعويض لما ناله منها، أما غير ذلك فلم يحدث من و لا فداء بل كان يتم ترغيب الصحابة في الغزو بوعدهم بنيل السبايا كما أورد الطبري بسنده في تفسير الآية ” إئذن لي و لا تفتني .. “( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر ونساء الروم ” فقال الجد : ائذن لنا , ولا تفتنا بالنساء . * و أيضا أورد القرطبي : (قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْجَدِّ بْن قَيْس أَخِي بَنِي سَلِمَة لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى تَبُوك : ( يَا جَدّ , هَلْ لَك فِي جِلَاد بَنِي الْأَصْفَر تَتَّخِذ مِنْهُمْ سَرَارِيّ وَوُصَفَاء ) فَقَالَ الْجَدّ : قَدْ عَرَفَ قَوْمِي أَنِّي مُغَرَم بِالنِّسَاءِ , وَإِنِّي أَخْشَى إِنْ رَأَيْت بَنِي الْأَصْفَر أَلَّا أَصْبِر عَنْهُنَّ فَلَا تَفْتِنِّي وَأْذَنْ لِي فِي الْقُعُود وَأُعِينك بِمَالِي فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : ( قَدْ أَذِنْت لَك )..(بعض النسخ الجديدة في السيرة تحذف أشياء كثيرة ) … يقول لك أحدهم لو أطلقنا الأسير ففيه خطورة لذا كانت الظروف تحتماسترقاقه و ينسون أن الضحايا من الأسرى هم النساء و الأطفال أما المقاتلون فعادة يهربون و من يؤسر منهم فنسبة قليلة .
مشكلتكم يا معشر العلمانيين والليبراليين (المثقفين والمتحضرين والحداثيين) أنكم تنتقدون كل ما هو ماثل فيكم، ولكنكم لا ترون عيوبكم وترونها فقط في الآخرين!
ودائماً ما يكون النقاش بالنسبة لكم هو إلقاء الاسئلة فقط دون أن يكون لديكم أنتم إجابات حتى لو تم عكس أسئلتكم هذه لكم، ودعونا نوضح قليلاً ما المصقود!
وسأبداء فقط بالتعليق على تعليق السيد(ماجد) الذي يتحدث عن فشل التطبيق وعلاقته بالمنهج نفسه، رغم أنه هو نفسه يقول بأن المشكلة هي عندما يأتي شخص ويتحدث بإسم الاسلام ويفشل فسنقول (فشل التطبيق). فطالما أنك تعرف الاسلام (كما هو واضح من كلامك) فستعرف أن كان من يدعي تطبيقه صادق أم منافق وسيكون من السهل عليك التفريق بين مبادئ الاسلام وأفعال مدعّي الاسلام!
وأما الاخ بتاع (البتنجان وبلابل الدوح) فقد كرر نفس الحديث الذي تم الرد عليه مراراً في مقالات الكاتب تاج السر في الراكوبة وأيضاً في غير الراكوبة. وقد أوردت بتعليق على مقالات لتاج السر هذا روابط لبعض المواقع التي تحصر الشبهات عن الاسلام والتي يروج لها أعداؤه حتى أوفر على السادة القراء وقتهم لأن ما بهذه المواقع من الشبهات هو تماماً ما يكرره هؤلاء العلمانيون مثل أحاديث لا يقتل مسلم بكافر ولا يقتل الحر بالعبد أو السبايا أوالرق أو دفع الجزية وهم (صاغرون) أو آيات السيف أو الطعن في مواقف معينة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها، ولا اعتقد انني بحاجة لوضعها هنا الآن واعتقد ان السيد (باذنجان) يعرف أين يجدها إذا أراد، وإذا أراد أيضاً سيجد الرد عليها.
وعلى العموم قبل الدخول بنقاشات تفصيلية دعونا نثبت بعض المبادئ أولاً قبل أن ندخل في حلقات الغلاط التي تعودنا عليها، ولها مثال في الراكوبة في مقالات الكاتب (تاج السر حسين)!
أولاً: أول ما يجب معرفته أن هؤلاء العلمانيون أنفسهم ليس لديهم تعريف عن العلمانية وأنها مجرد كلمة مطاطية كل ما يعرفونه عنها هو (فصل الدين) ولكن عندما تتحدث معهم عن التفاصيل فستجد لكل واحد منهم نسخته الخاصة به والتي توجد في رأسه فقط. وهم يختلفوا حتى في موقفهم من الدين والشريعة!
فلو لاحظنا فان الكاتب بهذا المقال يتحدث عن أنه لا يحارب الشريعة ولكنه يريد شريعة تتوافق مع عصرنا(وهو يتحدث بإسم فكرهم).
وبالمقابل ستجد في هذه الراكوبة كاتب يسمى (تاج السر حسين) يتحدث أيضاً بأسم العلمانية والليبرالية (وناس محمود محمد طه) ولكنه ينكر وجود شئ إسمه الشريعة من الاساس ويلمح ويطعن في بعض الايات والاحاديث كما يفعل بعض مدعي الثقافة هنا (وهو أيضاً يتحدث بإسم فكرهم).
وبالمقابل أيضاً فعندما تنظر الى كلام شخص مثل د. النعيم وهو من كبار مفكري العلمانية السودانيين فتجد أنه يقر بالشريعة ولا ينكرها ويعترف بقدسية النصوص وإحترام الثوابت ولكنه يختلف في مدى مستوى تطبيقها على الافراد او المجتمعات او الدولة (وهو بالتأكيد يتحدث بإسم فكرهم).
وأما إذا تبحرنا (وخشينا الغريق) فسنجد أن (جون لوك) وهو منظر ومؤسسة فكرة الدولة المدنية لهؤلاء العلمانيين والليبراليين برسالتيه المعروفتين عن الحكم المدني ورسالته عن التسامح، فسنجده يقول بأنه إذا وجد دين به شرائع تدير الحياة وتتناول موضوع الحكم ويدين بهذا الدين الاغلبية فإن إستخدام هذا الدين كمرجع للتشريع لا يتعارض مع الدولة المدنية وضرب مثلاً لذلك بالديانة اليهودية، ورغم ذلك يأتي معاصري العلمانية ليقولوا لنا غير ذلك ويتنكروا لسيدهم (فكرياً)!
وعندها يحق لنا أن نسأل: إذا قلعنا الكيزان غداً وأردنا تطبيق العلمانية بعد غد، فأين سنجد مبادئها وتفاصيلها التي ستنظم وتحل لنا أزمة الحكم في السودان؟ ونسخة من منكم سنأخذ؟ وما هو المرجع للتفضيل بينكم؟!
وصدقوني الردود ستكون من شاكلة “أن العلمانية هي نتاج فكري بشري يتطور مع الزمن و أنها ليست إطار ثابت وجامد ووو…” الخ.
وعندها نقول لكم بأن الشريعة أيضاً تتطور مع الزمن وفق الاجتهاد الذي كان دائماً مطلوباً ولا يمنع هذا وجود ثوابت. فستقولون عندها بأن العلماء السابقون قالوا كذا وكذا. فنقول لكم أن منظريكم مثل جون لوك وسبينوزا قالوا غير ما تقولون وطالما أنكم ترون أنكم غير ملزمين ((بمصدر)) فكركم فنحن أيضاً لسنا ملزمين ((بمجتهدي)) منهجنا إذا رأينا الاصلح (بالدليل والحجة). ولكننا بالمقابل لن ننكر لمصادرنا (الكتاب والسنة) كما فعلتم أنتم لمصادر فكركم!
وأما الموضوع الثاني الذي نحتاج لحله قبل البدء في مغالطاتكم فهو ميكافيلية وزنكم للأشياء، فمعظم ما ستستشهدون به في نقاشاتكم هو أن فلان قال أو فلان فعل، وعليه أريد تذكيركم بما يلي بمناسبة الأقوال والأفعال هذه:
1- جون لوك وهو كما أوضحت مؤسس فكركم “الإنساني والمتحضر” كان تاجر رقيق !!!!!!
وحتى لا تبداؤا بالتقافز والسؤال عن الدليل كما فعل أمثالكم من قبل بمقالات سابقة فإقرؤوا كتاب مؤلفه تيري إيجلتون الذي كان من أكثر الناس معرفة عن جون لوك هذا، والكتاب بعنوان “The Illusions of Post modernism” وترجمتها “أوهام ما بعد الحداثة”، حيث يحتوي الكتاب الكثير والمثير عن هذه العلمانية والليبرالية، وعن منظريها من أمثال تاجر الرقيق (جون لوك) وسبينوزا وغيرهم!
2- بالاضافة الى تاجر الرقيق (مطور مفهوم الدولة المدنية) فهناك العديد من الاقول لفلاسفتكم ومعلميكم وكلها موجودة بالكتاب أعلاه ومن هذه العجائب أيضاً:
– أن (فولتير) ذكر في خطاب له يعود إلى عام 1768 أن التنوير ليس أبدا رسالة موجهة إلى الفقراء والرعاع وقال: “لم نسع أبدا إلى تنوير صناع الأحذية والخدم.”
– وكتب (مونتسكيو) عام 1748 أنه: “من المستحيل بالنسبة لنا أن نفترض أن هذه المخلوقات تعد بشرا”. وهو يقصد بقوله السود (وأنا وأنت منهم مهما اعتقدت ان بشرتك قد أبيض لونها)!
– وأما (فيلهلم هيجل) فقد ذكر في محاضراة له عن فلسفة التاريخ في مطلع ثلاثينات القرن التاسع عشر أن “أفريقيا هي أرض الطفولة، ولا يمكن اعتبار تاريخها جزءا من التاريخ الإنساني الواحد”!
وغيرهم ممن لا تستطيعون إنكار أنهم هم روداد عصور التنوير والنهضة والحداثة والتي تم فيها تأسيس وتطوير فكركم!
وأما الموضوع الثالث: هو موضوع التطبيق حيث أنكم تكررون بأن فشل التطبيق للشريعة بالدولة الاسلامية هو الدليل على فشل الشريعة نفسها ثم تبدؤون في إعطاءنا حصص تاريخية عن نماذج هذا الفشل. وبالمقابل حينما نأتيكم بحقائق وأحصائيات عن الواقع الذي يعيشه الغرب (قبلتكم الفكرية) والمشاكل المجتمعية والانحطاط الاخلاقي الذي يعيشونه فعندها ستبداؤن بالصراخ بأنكم لستم ملزمين بأخذ عيوبهم وأنكم ستعرفون كيف تطبقوا أفكارهم أفضل منهم هم أنفسهم، وأن (فشلهم في التطبيق) لا يعني فشل العلمانية وغيرها من الحجج. بالرغم من أن هذا الغرب هم مؤسسي فكركم وبالتالي من الطبيعي أن نرى نتائجه فيهم فإذا فشلوا فمن باب أولى إنكم ستفشلوا!
وعليه فإنكم أيضاً تمارسون ميكافيلية الاستشهاد بالتطبيق وعندما نستشهد نحن بتطبيقات فكركم تبدؤون بالتملص!! وتستشهدون بأفعال الناس وحينما نستشهد فأفعال (موسسي ومفكري) فكركم تبدؤون بالتملص!! وتنتقدون الشريعة وتطالبون بالعلمانية وعندما نسأل أين سنجد تفاصيل العلمانية كمنهج متكامل فسنجد مليون إجابة!! وهناك الكثير من التناقضات الأخرى ولكن لا أريد إطالى التعليق أكثر من هذا.
وعليه وقبل الخوض في نقاشات طويلة (مكررة) أرجو من سادتنا المثقفين والمتحريين العلمانيين أن يوضحوا لنا تصورهم في كيفية تجنب المعضلة أعلاه حتى يكون الحوار بناء!
ورجاء أخير: أرجوا أن لا يكون مفهومكم عن الحوار هو طرحكم للاسئلة فقط دون أن يكون لديكم أنتم أجوبة وحلول للأشياء التي تنتقدونها في الفكر الآخر!
وإذا بدأنا نقاشاً تجنبنا فيه ما ذكر أعلاه فحينها سنبين لكم الفرق بين المناهج التنظيرية التي تصلح فقط لكتابة الكتب وبين تعامل الاسلام (والشريعة) بصورة عملية وواقعية مع البشر وطبائعهم، وأيضاً الفرق بين ما حض عليه الاسلام كعبادة تقرب من الله وحض على أدائها وبين ما تعامل معه الاسلام كواقع موجود من قبل أن يبعث المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيف أن الأسلام قد تعامل معه بصورة واقعية حتى تخلص منه.
والغرض من هذه المعلقة هو تجنب الدخول في المسلسل الذي حدث بمقالات الكاتب تاج السر بالراكوبة، وإلا فيمكنكم الاطلاع على مقالات ذلك الكاتب ولنستمر في (الجدال) هناك. ولكني أفضل حوار على أسس حتى نستفيد منكم!
مصر ضاعت ياجدعان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هل تعلم ان هنالك خط وهمى لحدود الولاية (مريلاند )مع فرجينيا تعبره في ثلاث ثواني من فرجينيا وتاخذ معك رجلا وتعقد قرانك عليه وتعود الي منزلك في فرجينيا .اما اذا لم يعجبك فيمكنك ان تناديه للطرف الاًخر من اشارع وتقتله ثم تعترف بجريمتك وتحاكم ببضعة سنوات ( حوالي ست ) بسبب تعاونك مع الشرطة. هل سمععت بقطع يد في السودان طيلة ربع القرن الماضي .اي رحمة في الشريعة اكثرمن ان يقتل جنوبي مسيحي مسلما ثم يتنازل اولياء الدم عن القصاص. وهل السائح يأتي فقط من اجل الخمر ومايتبعه بعلم وتشجيع الدولة عيب. وحتى امريكا تفرض قيوداً كثيرة علي السكر. اما ان فكر السائح في الدعارة فسوف يطاله القانون حتي ولو كان رئيساًً للبنك الدولي
في الرد على مسلم انا
ما استفدنا أي حاجة من كلامك الكتير دا بتهاجم في الرد ا
ﻷشخاص وليس اﻷفكار عليه لم تستفيد الشريعة شيئا من دفاعك عنها
يا أبوهبة
وما هي الكتب التي تقراؤها وتصدقها والتي ليس بها تقديس وتفخيم وتزوير، أرجو إفادتنا حتى نستفيد ونطور معرفتنا؟
وبالنسبة لتحالف الكاهن والسلطان فشبيهه هوالتحالف القديم المتجدد بين السياسيين وأصحاب الاموال؟ وأنظر الى تقييم مؤسسات الشفافية للانتخابات الامريكية وأسباب انتقادها للعبة السياسية بأمريكا!
مثل هذا التعميمات المخلة لن توصلنا الى شئ، ولا اعتقد بأن أحداً سيقول ببطلان كافة السياسيين والغاء السياسة لارتباط البعض بالمال، وكذلك لا يمكنك القول ببطلان كل الفقهاء والغاء الفقه لارتباط البعض بالسلطان!
وما هو شكل هذا العالم الجديد الذي تدعوا له؟ هل هو العالم الذي يكون فيه الدين خالياً ومتحرراً من أي قيود وضوابط حتى يستطيع أي شخص أن يفتي فيه؟ هل هناك فكر أو علم ليس له ثوابت وضوابط؟ لماذا نرفض هذا في الدين فقط؟
و هناك فرق بين أن تقول بأن الصحابي أو أي شخص مخطئ وبين أن تسب وتسئ الصحابي أو الشخص، وهناك فرق بين حرية الرأي والطعن في الثوابت. ودعك من سؤالك عن الحديث عن الشريعة التي اصبحت من الهوان عندنا بحيث صار الطعن فيها من سمات التحضر ودعني أسألك: هل تستطيع الحديث عن (المحرقة) في الغرب؟ هل تستطيع معاداة (السامية) هناك؟ الم تسمع بالهرطقة في الاديان الاخرى والكنيسة ما هي عقوبتها؟
لماذا فقط ديننا الذي يطلب منه بأن يكون دين بلا حدود ولا ثوابت بحيث يتم التغيير فيه حسب أهواء الناس؟ وهل تعتقد بأن هذا التوجه هو صدفة فقط أم أنه أمر مخطط له والبعض (بقصد أو جهل) ينفذ في هذه المخططات على أحسن ما يكون؟
و أخيراً رغم أنني لا أحب الخوض في أموري الشخصية ولكنني أكتب بإسم (مسلم أنا) لنفس الاسباب التي يكتب بها أغلب المعلقين باسماء مستعارة وربما أكثر. ومشكلتي مع هذه الحكومة شخصية واكبر من مشكلة الكثير من المعلقين، فبالاضافة الى انني سوداني يؤلمني ما يفعل في وطني فإن لي معهم تجربة شخصية بأن سلبوا مني معظم ما أملك وهو مبلغ كبير جداً من المال عبر إحدى مؤسساتهم المعروفة وقالوا لي حتى لو ذهبت الى المحكمة فلن تجد شيئاً وقد كان. ومن قال لي ذلك وشارك في عملية النهب هذه هو شخصية معروفة ويصعد الى المنابر ويخطب في الناس بالمساجد ويذكرهم بتقوى الله!!!
ولكن رغم ذلك وبحمد الله لم أفكر يوم في الانتقاص في أمر من أمور الدين أو الطعن فيها بسبب تصرفات الناس ولأن كوزاً وإمام مسجد قد سرق أموالي. ودائماً ما أسأل الله أن لا يجعل فتنتي في ديني!
إقتراحك هذا للكتابة بإسمي هو إحدى صور إقصائيتكم التي أتحدث عنها، فأنتم تعتقدون أن النضال يتمثل فقط في الاقتناع بفكركم وأنكم أنتم ومن شابهكم فقط هم المناضلون، وأن كل من يدافع عن الشريعة فهو من الكيزان وهو من الموالين وغيرها من الترهات. رغم أنني مقتنع تماماً بأن اغلب من سيضحي ولو بنفسه عندما يجد الجد هم من أنصار الشريعة هؤلاء من أجل ما يرونه حقاً وفيه رضاء ربهم من ايقاف للتجارة بالدين. و بالمقابل فإن معظم أدعياء الثقافة والتحضر سيكتفون بهذا النضال الكيبوردي الذي لن يغير واقعاً!
فأرجو مناقشة الفكر ودعكم من إدعاء البطولات الزائفة هذه وبأنكم أنتم فقط من يعارض وأن غيركم هم المرجفين في المدينة، لأن هذا لن يفيد تحقيق الهدف شيئاً بل سيضره!!!