تخانة جلد رئيس

إن وصف الإنسان بتخانة الجلد إشارة صريحة و مباشرة إلى أنه متبلد و عديم الإحساس و إذا وصف بالعبيط فمعناه أنه يخلط التصرف و لا يحسنه كأن يروي طرفة في عزاء و لا يهمه شيئ في أن يكون هو المتقهقه الوحيد لدرجة اهتزاز الأكتاف و تجده لا يفسر نظرات الناس و غمزهم و اشاراتهم له بالصمت إلا اعجابا بما يقول فيتمادى و لا يخشى أن يكرر ذلك في أيما محفل و لمرات ذوات العدد. و طبيعي أن قضية تخانة الجلد تتراوح بين من يحملون الصفة لكن أكثرهم تخانة على الإطلاق هو زعيم القوم الذي يأباه الناس و يفرون منه و يلحق بهم فيستحق بجدارة صفة القرادة المتطفلة التي تؤذي في كل الأحوال.

و العرف السائد عندنا في البيت السوداني هو عدم نشر الغسيل أو سمه ضمضمة و ستر المفضوح حتى إن مقولة سار بها الناس أن الفضيحة و السترة متباريات أي أن من جاء بأمر فاضح عليه أن يتبعه بالستر و لكن الإستثناء الأشهر على مر التاريخ السوداني قديمه و حديثه في مسألة القرادية و العبط و الهبالة و تخانة الجلد تمثلت في المسمى بالرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير.

جمع الرجل كما هائلا من الصفات شديدة التناقض طوال سنوات حكمه الأطول على مر التاريخ السوداني .. رغم أنه رأس ما يسمى بالمشروع الحضاري و رغم أنه يحيط به العلماء و الحفاظ و الشيوخ و النساء و الأطفال لا يتورع الرجل في اطلاق لسانه بأقذع الألفاظ و أحط العبارات التي تؤذي و تخدش الأسرة السودانية المحافظة.

تراه في صلاة الجمعة كأنه خاشع و في عصر ذات الجمعة تراه راقصا بخلاعة تارة وسط الجنود و أخرى وسط النساء و في ليل ذات الجمعة شاتما و سابا شعبه الصابر عليه.

ساق به تهوره و خفة عقله إلى أن يكون وضيعا مهانا منبوذا على الصعيد الدولي .. إضافة إلى كونه مجرم يطارده الورى صار ضيفا ثقيلا على الدول التي باتت تستقبله على مضض و تحفظ كرامة وجهها أمام العالم على استحياء باستقبالات باهتة لا ترقى بمكانة رئيس .. و واضح ما تنقله آليات التسجيل في تجريده من بروتكولات الرئاسة التي يحظى بها كل رئيس إلا البشير .. تارة هارب من نجيريا و أخرى مرجوع بذلة من الأجواء السعودية و أخرى ممنوع من التأشيرة في السفر إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من سفارة في قلب عاصمة بلاده لا تبعد عن قصره بضع أمتار.

رئيس بارع في نقل الفرية و الوشاية بأعراض من يحكمهم .. سارق للمال الذي أؤتمن عليه رئيس قتال فتاك بشعبه .. رئيس لا يبالي بسيل ضرب بلاده و لا بمظاهرات تغلي في شوارع مدن بلاده .. عندها يحلو له السفر أو ينام ملئ عينيه عن مصائبه و يسهر الخلق جراها و يتعذب.

و يحمل ذنب من قتل من الأبرياء و ينهب من الخزينة العجفاء ثم يتمم حجا للبيت العتيق يرجو رحمة الله و غفرانه!!

اللهم نرفع إليك الأكف أن عمر قد تجبر و طغى و بغى اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك و غضبك و بأسك .. اللهم اجعلهم يتمنون الموت فلا يلاقونه .. اللهم نسألك أن تتقبل شهداءنا و تلطف بفقراءنا و تبدلنا خيرا منهم عاجلا غير آجل .. اللهم آمين
[email][email protected][/email]