أخبار السودان

زفة المولد .. صورة من جنوب السودان

علوية مختار

بينما الإقتتال دائر بعدد من الولايات بدولة جنوب السودان الاشقاء بمدينة واو يحييون اليوم ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله وسلة “الصورة التقطتها Monjda Chambey Majok Chambey قبل قليل وهي تمثل المسيرة المتجهه من المسجد الي ميدان المولد ومايعرف بـ”زفة المولد “.

تعليق واحد

  1. 17 مواطن هايس ممكن تحملهم كان علي المصور ان يلتقط الصور من الامام وكل سنة وهم طيبن وطيبات وبلدهم يعمها السلام ويرجعوا لينا تااااااااااااني من جديد

  2. اللهم صلى وسلم علي سيدنا وحبيبنا محمد …
    إخواننا المسلمين في جنوب السودان ندعوا لكم بالسلامة والحياة الرغدة
    وأن يعم الأمن والسلام جنوب السودان…

  3. من كتب هذا الخبر والمعلقين رغم تسابيحهم لايعرفون غرب بحر الغزال وهي من اقدم مديريات السودان الشمالي منذ ماقبل العهد التركي بل قبل ان تنضم دارفور للسودان بمئات السنيين واسلام اهلها ليس وليد المئة عام السابقة دعكم وحكم جلافيطكم الاسلاميين ومتاجرتكم الرخيصة، الغريب في الصورة شئ واحد هو وصول الطرق الصوفية اليها لان زرائب ود سليمان القديمة اشبه بانصار السنة في اسلامهم قبل ان يتبع ملوكهم للمهدي
    اقرأوا تاريخ المهدية وتاريخ بلدكم ياعالم؟؟
    يبدو ان عقلية الشمالية القحة اصبحت هي منطق تفكير الكثيرين اليوم

  4. مدينتك الهدى والنـــور
    الشاعر محمد المكي ابراهيم
    مدينتك الهدى والنـــور
    مدينتك القباب ..
    ودمعة التقوى ووجه النور
    وتسبيح الملائك فى ذؤابات النخيل
    وعلى الحصى المنثور
    مدينتك الحقيقة والسلام
    على السجوف حمامة
    وعلى الربـى عصفور
    **
    مدينتك الحديقة يا رسـول الله ?
    **
    هنالك للهواء اريجه النبوي
    موصولا بانفاس السماء وكأسها الكافور
    هنالك للثرى طيب
    بدمع العاشقين ولؤلؤ منثور
    هنالك للضحى حجل باسوار البقيع
    وخفة وحبور
    هنالك للصلاة رياضها الفيحاء
    والقــران فجريا
    تضج به لهى وصدور
    بساعات الاجابة تحفل الدنيا
    وانهار الدعاء تمور
    **
    سلام الله يا انحاء يثرب
    يا قصيدة حبنا العصـماء
    سلام الله يا ابوابها
    وبيوتها ونخيلها اللفاء
    سلام يا مآذنها وفوج حمامها البكاء
    ويا جبل الشهادة والبقيع سلام
    **
    على أثل الحجاز وضالهـا
    وعلى خزاماها
    تهب قصيدة الصحــراء
    الى تلك البساتين المعرجة الجداول
    والقباب الخضـر
    يهفو خاطر الدنيا
    وتحدى العيس فى البيداء
    **
    مدائح لم تقل لبني الزمان
    ترددت عبر القرون ليثرب الخضراء
    قصائد من رهافة وجدها
    شقت جليد الصخـر
    واجتازت عباب الماء
    قوافل ما انقطعن عن السرى
    صلت عليك
    وأوجفت عبر القرون
    الى قصيدة حبها العصمـاء
    **
    ببابك يستجير الخائفون
    ويجلس الفقراء
    ببابك تدخل التقوى فتوح الفاتحين
    وحكمة الحكمــاء
    وفى نعماء عدلك ترتع الدنيا
    وميزان الحسـاب يقام
    **
    حفاة الرأس والاقدام
    ندخل فى نبوتك الرحيبة
    ومن الزمن الكئيب وناسه لذنا بنورك
    ومن شح النفوس ودائها المودي
    لنا بجمالك استعصـام
    **
    مدينتك الهدى والنور
    وتسبيح الملائك فى ذؤابات النخيل
    وعلى الحصى المنثور
    مدينتك الحقيقة والسلام
    على السجوف حمامة
    وعلى الربـى عصفور
    مدينتك الحديقة أقرب الدنيا
    الى باب السماء وسقفها المعمور.

  5. المسيحيين ما إتهنوا بالكريسماس وديل بيحاولوا يا حليلم يحتفلوا برغم الصعاب …الله يبدل الأحوال والسنة الجاية تكونوا بأفضل حال بإذن الله .

  6. استاذ نص صديري :معلوماتك صحيحة ولكن تشي بسمتين التعالي وقرضمة امدرمانية كاملة الدسم .
    اذا امعنت النظر فالاعلام التي ترفرف في واو هي :قادرية (مكاشفية وعركية ) ….برهانية …..ختمية ….بدوية ….
    والقادرية المكاشفية دخلت علي يد الشيخ عبدالله النويراوي منذ الثلاثينيات وكذلك العركية والختمية …اما البرهانية فلابد انها جاءت متاخرة بعد انطلاقتها من حي الصحافة لسائر المعمورة . ولكن اصل هذه البرهانية من شاذلة الجزائرية الافريقية . ولا ادري استغرابك كانك لا تعرف ان اقادرية موجودة في تمبكتو لمئات السنين …

  7. زفة المولد!!!!
    حسب علمي أن زفة المولد تكون في اليوم الاول من ربيع الاول وليس الان!!
    ممكن تكون دي الختمة

  8. اقوال علماء المالكية فى المولدالنبوي:
    * قال العلامة تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني المشهور بـ: (الفاكهاني734 هـ ) في رسالته في المولد المسماة بـ “المورد في عمل المولد”:”(ص20-21) (لا أعلم لهذا المولد أصلافي كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتدينون- فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت.ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً).ثم صور الفاكهاني نوع المولد الذي تكلم فيه بما ذكرنا بأنه: “هو أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئاً من الآثام، قال: (فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة، الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام، سُرُجُ الأزمنة وزَيْن الأمكنة).
    *ومن علماء المالكية الشيخ الإمام المحقِّق أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله790 هـ)، قال في بعض فتاواه: ” ..فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة وكل بدعة ضلالة,فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز والوصية به غير نافذة بل يجب على القاضي فسخه …” فتاوى الشاطبي203ـ 204″
    * قال العلامة ابن الحاج المالكي – رحمه الله – في “المدخل” (2/312) (فإن خلا – أي عمل المولد- منه – أي من السماع – وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الاخوان ,وسلم من كل ما تقدم ذكره – أي من المفاسد- فهوبدعة بنفس نيته فقط، إذ أن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشدالناس اتباعاً لسنة رسول الله r، وتعظيماً له ولسنته r، ولهم قدم السبق فيالمبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعناما وسعهم… الخ).وقال كذالك :(وبعضهم- أي المشتغلين بعمل المولد- يتورع عن هذا- أي سماع الغناء وتوابعه- بقراءة البخاري وغيره عوضاً عن ذلك، هذا وإن كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات وفيها البركة العظيمة والخير الكثير، لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد، ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى، ومع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشروع لها لكان مذموماً مخالفاً، فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها)
    * ومن علماء المالكية المتأخِّرين بمصر الشيخ المفتي محمَّد عليش المالكي، من علماء الأزهر وكبار فقهاء المالكية في زمانه من نحو قرن، قال في كتابه فتح العلي المالك: “عمل المولد ليس مندوبًا، خصوصًا إن اشتمل على مكروه، كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشدّ”.* ومن علماء المالكية المعتمدين في مغربنا الشيخ البناني، فذكر أنَّ من أنواع الوصيَّة بالمعصية إقامة المولد على الوجه الذي كان يقع عليه في زمانه كاختلاط الرجال بالنساء وغير ذلك من المحرَّمات، فماذا لو رأى زماننا؟! وعبارته ” أَوْ يُوصِيَ بِإِقَامَةِ مَوْلِدٍ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَقَعُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ مِنْ اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَالنَّظَرِ لِلْمُحَرَّمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْمُنْكَرِ” أنظر . حاشية الدسوقي على الشرح الكبير – (ج 19 / ص 390)
    *ومن علماء المالكيَّة الإمام العلامة الأستاذ أبو عبد الله الحفَّار قال:”وليلة المولد لم يكن السلف الصالح وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم يجتمعون فيها للعبادة, ولايفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة ,لأن النبي صلى الله عليه وسلم لايعظم إلا بالوجه شرع فيه تعضيمه,وتعضيمه من أعضم القرب إلى الله ,لكن يتقرب إلى الله جل جلاله بما شرع، والدليل على أن السلف الصالح لم يكونوا يزيدون فيها زيادة على سائر الليالي أنهم إختلفوا فيها ,فقيل إنه صلى الله عليه وسلم ولد في رمضان وقيل في ربيع, واختلف في أي يوم ولد فيه على أربعة أقوال, فلو كانت تلك الليلة التي ولد في صبيحتها تحدث فيها عبادة بولادة خير الخلق صلى الله عليه وسلم, لكانت معلوة مشهورة لايقع فيها إختلاف ولكن لم تشرع زيادة تعظيم………. ولو فتح هذا الباب لجاء قوم فقالوا يوم هجرته إلى المدينة يوم أعز الله فيه الإسلام فيجتمع فيه ويتعبد, ويقول آخرون الليلة التي أسري به فيها حصل له من الشرف ما لايقدر قدره,فتحدث فيها عبادة,فلايقف ذلك عندحد, والخير كله في اتباع السلف الصالح الذين إختارهم الله له,فما فعلوا فعلناه وما تركوا تركناه, فإذا تقررهذا ظهر أن الإجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوب شرعا , بل يؤمر بتركه.” المعيار المعرب للونشريسي “7/ 99ـ 100″ ط ” دار الغرب الإسلامي”*الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله:قال: (هذه الموالد بدعة بلا نزاع، وأول من ابتدع الاجتماع لقراءة قصة المولد أحد ملوك الشراكسة بمصر) [المنار (17/ 111)]. تابعونا على صفحة دراســـــ حول التصوف ـــــــات
    17أعجبني · · مشاركة

  9. بسم الله الرحمن الرحيم

    الاحتفالُ بالمولدِ النبّويِّ وحُكْمُهُ ومظاهرُ الفَرحِ برسولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم

    قمر تفرد بالكمال كمالهُ = وحوى المحاسن حسنهُ وجمالهُ وتناول الكرم العريض نوالهُ = وحوى المفاخر فخرهُ المتقدمُ فبحقه صلوا عليه وسلموا والله ما ذرأ الإلهُ وما برا = بشراً ولا ملكاً كأحمد في الورى فعليه صلى الله ما قلمٌ جرى = وجلى الدياجي نورهُ المتبسمُ فبحقه صلوا عليه وسلموا

    الحمدُ لله القوي سلطانُهُ، الواضح برهانه، المبسوط في الوجود كرمه وإحسانه، تعالى مجدُهُ وعظم شأنه (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) لا يشغله شأن عن شأن يرفع أقواماً ويخفض آخرين، يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شي قدير. خلق الخلق لحكمته (عبادته ومعرفته) وطوى عليها بساط علمه، تعلقت إرادته بخلق هذا العبد المحبوب، فانتشرت آثار شرفه في عوالم الشهادة والغيوب. أحمدك ربي حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله الله شهادة أفرغت في قالب الإخلاص وأُلبسِتْ من الصدق حلّة الاختصاص، وأشهد أنّ سيدنا محمداً رسولُ اللهِ نُور الوجود وسبب كل موجود، وأشرف مولود. وصلى الله على سيدنا محمدٍ صلاةً يحاكي عرفها النفحات المسكيّة، ويقرر تحفها ذوو النفوس الزكيّة وسلَّم تسليماً كثيراً ورضي الله عن آله وأصحابه الذين أحبوه حبّ المُخْلَصين وفرحوا به فرح المؤمنين الصادقين المحسنين (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِوَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) ومن تتبعهم بإحسان إلي يوم الدين. ثُمَّ أما بَعْدُ: أنوار النبوة من نوره برزت وأنوارهم من نوره ظهرت (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) غنيمة عما سواه من الأحاديث الواردات همته سبقت الهمم، واسمه سبق القلم، فهو صاحب القضيّة وسيد البريّة. اسمه في الأرض محمد وفي السماء أحمد ونعته أوحد وأمره أوكد وصفته أمجد، اصطفاه الله من بين العالمين. عن واثله بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم” فأنا خيار من خيار من خيار. واختاره عبداً نبياً وحبيباً وخليلاً، وأرسله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً فهو المظهر الكامل والمجلي الأتمّ لصفات الله وأسمائه وباب الله الذي يلج منه الخلائق

    يقول الشيخ عبد المحمود الحفيان رضي الله عنه:
    وأنت باب الله أي أمريء = أتى من غيره لا يدخل
    ويقول الشيخ الجيلي أب شام :
    باب الإله فلا وصول بغيره = لشهود أسرار الجمال الزاهي
    نبيٌّ شرّف الله به الوجود، وكمّل به السعود وبلغّه أسنى المراتب، أوجده في شهر الربيع وفصل البديع وأخرجه من عنصر لؤي بن غالب فخرج طاهراً مطهراً من كل المعايب. أحبابي: الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم حديث عن الكمال، الكمال في كلِّ شئ. الكمال البشري مجسداً، لم ير قبله ولا بعده مثله. وممّا يجب اعتقاده ويتمّ به الإيمان أن نعتقد أن الله لم يخرج بشراً مثله في ظاهره فإذا كان يوسف عليه السلام أُعطي شطر الحسن فنبينا صلى الله عليه وسلم أُعطي الحسن كله ولكن غطى ذلك هيبة النبوة وجلال الرسالة بل والأعجب أن كل نسخةٍ من البشر على صورة محمدٍ. ولله درّ الإمام البوصيريّ إذ يقول في بردته:
    فهو الذي تمّ معناه وصورته = ثمّ اصطفاه حبيباً بارئ النَسَمِ منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه = فجوهر الحسن فيه غير مُنقسِمِ
    عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:” رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان فجعلت أنظر إلي رسول الله صلى الله عليه سلم وإلي القمر، وعليه حلّة حمراء. فإذا هو عندي أحسن من القمر” يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
    وأجمل منك لم تر قطّ عيني = وأكملُ منك لم تلدِ النساءُ خلقت مبرءاً من كلِّ عيبٍ = فكأنك قد خلقت كما تشاءُ
    الحديث أحبابي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم حديثٌ عن السمو الأخلاقي مشهوداً يقول صلوات الله وسلامه عليه ” أدبني ربي فأحسن تأديبي وربيت في بني سعد بن بكر” وأثنى عليه الحقُّ في كتابه قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) فأكده بعده مؤكدات إنّ واللام والجملة الاسمية ثمّ بيّن أن هذا الخلق جيليّ (لعلى) ثمّ وصف الخلق بأنّه عظيم فهو مشغول بالحقَّ وحده دون غيره (كان خلقه القرآن) فكان قرآناً يمشي بين الناس على الأرض يقول الشيخ البرعيّ:
    أيمدح من أثنى الإله بنفسه عليه = فكيف المدح من بعد ينشأ
    ويقول لسان الدين بن الخطيب:
    يا مصطفى من قبلِ نشأةِ آدم = والكون لم تُفتحْ له أغلاقُ أيرومُ مخلوقٌ ثناءك بعد ما = أثنى على أخلاقك الخلاقُ
    إخواني: الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم حديث عن العطاء الرباني للإنسان. حينما يتصل بالحقِّ فيعود مركزاً للحياة يضبط حركتها، ويوجّه دفتها وِفْقاً لمنهج الله القويم وصراطهِ المستقيم. وبهذا المفهوم فإن الاحتفال بذكري ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم تضم بين طياتها معالم الهدى ومنارات الرشاد. وهو احتفال يستعيد فيه المسلم تلك الصور المشرقة والمواقف الكريمة والانجازات العظيمة لسيد البشرية وخاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وهي مواقف وإنجازات قمين بذكراها أن تثبت الأفئدة وتطمئن القلوب وتهتدي النفوس. والمسلمون حينما يستعيدون مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته وشمائله وأعماله مع الصلاة والتسليم عليه من خلال ذكراه، إينمّا يتبعون في ذلك القرآن الكريم والذكر الحكيم الذي وردت فيه قصص الكثير من الأنبياء مصدرة بقوله تعالى:” واذكر في الكتاب” إبراهيم وإسماعيل وإدريس وموسى ومريم. فالذكرى مشتقه من الذكر والحق تبارك وتعالى يورد أسماء ومواقف وصفات عدد من أنبيائه ورسله لافتاً العقل الإنساني إلي أنّه قد جعل لهم لسان صدقٍ في الآخرين. وقد فسر العلماء لسان الصدق في الآخرين بأنه (الذكرُ) الحسن في الأجيال المتعاقبة. وهذا الذكر يتخذ أحياناً صورة الذكرى الحسنة في احتفال بهيج. وهذه الذكرى الحسنة لم يقصرها الله على الرسول بل جعلها جزاءً لعباده المحسنين من المؤمنين. وقد قال الحق سبحانه وتعالى متحدثاً عن نوح وإبراهيم وموسى وهارون (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ(108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) هذه الآيات وغيرها تتحدث عن تخليد ذكرى الأنبياء والمرسلين في الأمم المتأخرة وسيدنا وحبيبنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين والمرسلين حقيقة بأن تقام ذكراه في الآخرين من أمته سيمّا من لم يتشرف بصحبته منهم ولم يحظ برؤيته. وقمين بأن يترك الله عليه في الآخرين. سلام على سيد المرسلين في الآخرين. والاحتفال بميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم في جوهره تعبير عن الذكر الحسن والسيرة المعطار والشمائل التي عمّ طيبها الآفاق تجد فيها الأجيال من الآخرين القدوة والأسوة الحسنة والمثل العالي. فيتعرض المؤمن في هذه الأيام المباركة لنفحات الله فإن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها. ومشاركة للعوالم العلوية والسفلية والفرح بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد فرحت المخلوقات بمولده.
    ما المقصود بالمولد والاحتفال به ؟ المولد كلمه يعبر بها عن أمرين: الأول: خروج المصطفى صلى الله عليه وسلم من رحم أمه في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيعٍ الأول عام 571 م من ميلاد المسيح عليه السلام (عام الفيل) الثاني: ضّم شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته الخَلقية والخُلقية في كتابٍ واحدٍ نظماً أو نثراً ويطلق على هذا الكتاب اسم (المولد). أما الاحتفال بالمولد: فالاحتفال في اللغة يعني الاهتمام والعناية. والحفل مظهر الاحتفال ولا يكون حفل إلاّ عن احتفال. ومن مواصفات الناس التي درجوا عليها جعلهم الاحتفال قاصراً على الأشياء التي تبعث السرور. فاحتفل المسلمون بمولده صلى الله عليه وسلم فرحاً وسروراً (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) فهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وإذ صحَّ أن الاحتفال تعبير عن فرحٍ بأمرٍ مهم يعتني به فإن الثابت ديناً وتاريخاً إن أهم حدث شهدته البشرية هو ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك لاعتبارين: الأول: إنه حدث يؤرخ لميلاد سيد البشرية محمد بن عبد الله كما رآه المسلمون ويرونه رسول الله وخاتم النبيين لا يتيم بني هاشم … الثاني: لأنه حدث يؤرخ لميلاد خير أمه أخرجت للناس ويكتب التاريخ الوطني لأعظم دوله عرفها التاريخ وعرفت على وجه الأرض. وإذا جاز للحكومات أن تحتفل باليوم الوطني لأنه يؤرخ لنشأتها ويستعرض فيه خصائص وشمائل الذين أنشأوا هذا الوطن. فكيف ينكر الاحتفال بمولده وهو القائد والمؤسس الأول لدولة الإسلام فالمولد النبوي يمثل ذكرى ميلاد دين وحياة أمة ومشرق حضارة ومطلع حريه وبشرى اتحاد كلمة وتوحيد هدف واجتماع شمل وتكوين أمّه. أمّا وسائل التعبير عن الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنه يختلف تعبير الناس عن مشاعرهم المفعمه بحب الرسول صلى الله عليه وسلم كما يختلف تعبير عن الفرح بما يحبونه مطلقاً. فالحب أمرّ سرّي ومعنى خفيّ ولكن له علامات تدل عليه وآيات تشير إليه وله بشائر وأشائر. وقد ثبت في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن عمّه أبا لهب (عبد العزى بن عبد المطلب) قد فرح حين زفت إليه جاريته ثويبه خبر ميلاد ابن لعبد الله بن عبد المطلب قبل أن يسميه جده “محمداً” وقبل أن يبعثه الله رسولاً. وقد كان تعبير أب لهب عن فرحته بمولد ابن أخيه متمثلاً في عتقه لجاريته التي زفت إليه هذه البشرى السارة. وقد ثبت في الصحيح من الحديث إن الله قد شكر لأبي لهب فرحته بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فخفّف عنه العذاب يوم الاثنين ويسقى قطرات من الماء جزاء فرحته بابن أخيه. هذا وقد اتخذ الأنصار تعبيراً آخر في حبهم للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه حين قدومه إليهم مهاجراً. إذ الثابت أنهم استقبلوه وهم يضربون الدفوف وينشدون الأراجيز والأشعار ومنها الأرجوزة المشهورة. طلع البدر علينا من ثنيات الوداع فكان بدراً أطل على أهل المدينة وقمراً إضاء بنوره وهديه سماء العالم أجمع ومن مدينه النور أشع النور. والرسول صلى الله عليه وسلم يسمع هذا الإنشاد وما قالته جواري بني النجار ويتجاوب معه في سرور غامر وإعجاب عبّر عنه تلك الدعوات الصالحات للأنصار وذراريّ الأنصار وقد رأى فيه الأنصار بدراً قد سمت مكانته في مدارج الملكوت الأعلى فلا تناله الصغائر ولا يطاله الصغار، يرسل نوره مشرقاً وضيئاً هادئاً يبدد عن مجتمع الأرض كلها ظلام الغواية والجهل وليل الجاهلية بشقاقها وعصبيتها وكفرها بنور الفرقان وهدي القرآن. وقد يتخذ التعبير عن الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم طابع النظم والشعر الرفيع. وقد حفظ لنا التاريخ الإسلامي الكثير من دواوين الشعر في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما حفظت كتب التراجم عدداً كبيراً من مادحيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدءاً من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم حسان وكعب وعبد الله بن أبي رواحه ? حبّاً فيه وإعجاباً انتصاراً ودفاعاً والتزاماً. يقول الأستاذ الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم رضي الله عنه:
    مديح رسول الله للمرء يسعد = وتنمو به أشواقه وتجددُ فيها أحيبابي بمدح محمدٍ = نبيٍّ له في حضرة القدس مقعدُ
    ولله درّ الإمام البوصيري إذ يقول في همزيته:
    كيف ترقى رقيك الأنبياء = يا سماءً ما طاولتها سماءُ لم يساووك في علاك وقد = حال سنىً منك دونهم وسناءُ إنما مثلوا صفاتك للناس = كما مثل النجومَ الماءُ أنت مصباح كلِّ فضل فما تصدر = إلا عن ضوئك الأضواءُ لك ذات العلوم من عالم الغيب = ومنها لآدم الأسماءُ
    هذا وقد نحى البعض منحىً آخر في تسجيل إعجابهم بالرسول صلى الله عليه وسلم وإيمانهم بما جاء به وحبهم له وللإسلام فظهر ذلك عبر اهتمامهم بخصائص هذا الرسول الكريم وشمائله وخلقه وأخلاقه إحصاءً وجمعاً وتدويناً وشرحاً وتحليلاً وصولاً إلي التأسي والاقتداء بأكمل مخلوق وأشرف موجود. وقد حفلت المكتبة الإسلامية بكتب المناقب والشمائل والخصائص والدلائل النبوية مثل الشمائل المحمدية للترمذي والدلائل للبيهقي والخصائص الكبرى للسيوطي والمواهب اللدنية للقسطلاني والشفاء للقاضي عياض والأنوار المحمدية للنبهاني وغيرها. وقد رأى الكثير من العلماء أن التعبير عن فرحنا بالحبيب وحبنا له ينبغي أن يكون التزاماً جاداً بما جاء به وإتباعاً عارفاً مخلصا لما دعا إليه وتفقهاً دائماً في ما جاء به من هدي قويم وقرآن كريم قال عزّ وجلّ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) فجعل تعالى متابعه الرسول صلى الله عليه وسلم آيه محبة العبد ربّه وجعل جزاء العبد على حسن متابعته الرسول محبة الله إياه. فليس الشأن أن تحب الله فقط بل الشأن أن يحبك الله قال تعالى (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) يقول العارف بالله الشيخ الجيلي أب شام :
    ومحبه الباري اتباع محمدٍ = نور الوجود أجلّ رسل الله باب الإله فلا وصول بغيره = لشهود أسرار الجمال الزاهي أدم الصلاة كل عشيةٍ = وضحىً تنل ما رمت عند الله
    متى بدأ الاحتفال بالمولد: قلنا إن الاحتفال يعني الاهتمام والعناية وتؤكد كتب الحديث إن أول الناس احتفالاً بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرسول الكريم نفسه ويدل على هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه في باب الصيام من رواية سيدنا أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال: ذلك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه. وقد علل الرسول صلى الله عليه وسلم صيامه بأمرين: أحدهما أنه يوم مولده والثاني أنه يوم أنزل فيه القرآن. بمعنى أنّه يؤرخ لمولده في الأرض بالوضوع ويؤرخ لمولده في السماء ببعثته رسولاً فهو إذن يوم المولد (مولد الرسول ومولد أمة الإسلام) والرسول صلى الله عليه وسلم يعبر عن اهتمامه بهذا المولد العظيم بصيام اليوم الذي وقع فيه الحدث الذي غيّر وجه التاريخ وأعطى الحياة معناها السامي وغايتها الرفيعة وهذا ينبغي أن يهتم فيه ويتقرب إلي الله فيه بعبادة مشروعة من استطاع أن يفعل ذلك فليفعل من غير نكيرٍ (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) والهيئة الاجتماعية التي يحتفل بها المسلمون اليوم فرحاً وسروراً ويقدمون من الطاعات والقربات فهي جائزة ومباحة رآها المسلمون حسناً فاستحسنوها وما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ومن سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة. وقد ذكر العلماء وجوهاً استحسنوا بها الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف: 1/ إن المولد يبعث على الصلاة والتسليم عليه وقد جاء الأمر بهما في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. 2/ التعرض لسيرته وصفته وأخلاقه ثمّ تعظيمه وتوقيره وتعذيره والفرح به. 3/ تعظيم بعض الأحداث والأيام كيوم الجمعة (خير يوم طلعت فيه الشمس فيه خلق آدم ….) ويوم عاشوراء الذي كانت تعظمه اليهود لأنّه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فقال صلى الله عليه وسلم في صومه (نحن أولى بموسى منهم) 4/ التذكير بأمور الدعوة إلي الله عموماً. 5/ الهيئة الغالية في الاجتماع وهو سنة مباحة تقوم فيه الكثير من القربات والطاعات فتثبت الأفئدة وتطمئن القلوب وتنيرها. 6/ فيه إحياء لذكرى الحدث الذي احتفلت به الخلائق والعوالم علويها وسفليها والأرض عبر مظهرها مما اعتبره المؤرخون إرهاصات لنبوته صلى الله عليه وسلم.

    هل الاحتفال بالمولد بدعة ضلالة؟

    البدعة ما استحدث في الدين مما لا أصل له في الشرع وأما ما كان له أصل في الشرع فليس ببدعة شرعاً وإن كان بدعة لغة. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجمع الناس في صلاة التراويح على إمام قارئ ويقول نعمت البدعة. وقد ذم القرآن بني إسرائيل على الرهبانية التي ابتدعوها فما رعوها حق رعايتها كما فهم ذلك بعض الصحابة. وليس كل ما أحدث بعد زمن الصحابة والسلف الصالح فهو بدعه. قال أهل الأصول هو من الترك العدمي. وذلك عدم دليل. حتى يأتي دليل على الحرمة أو غيرها. أما الاحتفال بالمولد من الناحية الرسمية: فإن أول من احتفل به هو القائد العادل والملك المظفر قائد حطين ومدّوخ الصليبيين وفاتح القدس أحمد بن عبد الله (كوكبري) في القرن السابع الهجري (604 هـ) وليس في عهد الدولة الفاطمية كما يظن البعض فقد حدث كل ذلك بعد الدولة الفاطمية التي حكمت تقريباً بين القرنين الرابع والسادس. أحبابي: أخرج الإمام أحمد عن العرباص بن سارية السُّلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إني عند الله خاتم النبيين وإن آدم لمنجدلٌ في طينته أنبئكم بتأويل ذلك: دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا أمي التي رأت أنّه خرج منها نورٌ أضاءت له قصور الشام وكذلك أمهات النبيين يرين) وروى البيهقي بسنده عن عثمان بن أبي العاص قال: حدثتني أمّي أنّها شهدت ولادة آمنه بنت وهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولدته قالت فما شي أنظر إليه إلا نوّر وإني أنظر إلي النجوم حتى إني لأقول ليقعن علىّ. قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:
    وأنت لمّا ولدت أشرقت الأرض = وضاء بنورك الأفقُ فنحن في ذلك الضياء وفي النور = وسبل الرشاد نخترقُ
    قالت أمه آمنه لمّا فصل منّي خرج منه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب ثمّ وقع على الأرض معتمداً على يديه رافعاً رأسه إلي السماء (الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا). وروى عبد الرحمن بن عوف عن أمه الشفاء البرة التقية رضي الله عنها قالت لمّا ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع على يديّ فاستهل فسمعت قائلاً يقول: رحمك الله وأضاء لي ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلي بعض قصور الروم. ثم قالت والبسته وأضجعته فلم أنشب أن غشيتني ظلمة ورعب وقشعريرة ثُم غيّب عنّي فسمعت قائلاً يقول أين ذهبت به قال إلي المشرق فلم يزل الحديث منّي على بالٍ حتى ابتعثه الله فكنت أول الناس إسلاماً. هذا وقد ثبتت نورية الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ _ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) فمن جعل عطف (كتاب مبين على نور) عطف بيان أو بدل قال إن النور هو القرآن ومن جعله عطف نسق أي مغايره جعل النور إشارة إلي الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الله عزّ وجلّ (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا _ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) فالرسول صلى الله عليه وسلم سراج توقد منه الأسرجه وناره ثابته تتوقد فمن قوى أخذه وميراثه كان من سرج هذه الأمة التي تضئ لها الطريق. وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويسأله أن يجعل أن يمينه نوراً وعن شماله نوراً وأمامه نوراً وخلفه نوراً وأن يجعله نوراً كما ورد في الحديث وقد أجاب الله دعوته. يقول الأستاذ الشيخ عبد المحمود رضي الله عنه في مولده “رياض الخيرات في مولد سيد السادات”:
    ولد الحبيب ولاحت الأنوار = والكون سرّ وفاحت الأعطارُ وتنسمت نسمات مولده وقد = ولعت بها الأنجاد والأغوارُ

    ولد صلى الله عليه وسلم مختوناً مسروراً معطراً جاءت النسوة ليقطعن سرته فوجدنه مسروراً (مقطوع السرّة) وجئن ليختنه فوجده مختوناً. وفي حديث أنس رضي الله عنه (من كرامتي على ربي أنّي ولدت مختوناً فلم ير أحدٌ سوأتي) وفي رواية أن الذي ختنه هو جده عبد المطلب يوم سابعه. وجئن ليعطرنه فوجدنه معطراً بنفائس الروائح المسكية فقد ولد صلى الله عليه وسلم صقيلاً كحيلاً معطراً. وحضرت ولادته الملائكة وبعض من الحور العينيه ومن النساء مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. يقول الشيخ هاشم بن الشيخ عبد المحمود الأستاذ:
    حضرته مريما أم الروح القيمة = وبنت مزاحم سيما والأملاك أيما
    قال أمير الشعراء (شوقي) في نهج البردة:
    ولد الهدى فالكائنات ضياء = وفم الزمان تبسمُ وثناءُ الروح والملأ الملائك حوله = للدين والدنيا به بشراءُ
    وكان مولده صلى الله عليه وسلم في دار أبيه في الطريق الشرقي من مكة المكرمة وذلك عند طلوع الفجر من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول عام 571 هـ من ميلاد المسيح عليه السلام (عام الفيل) ذلك العام الذي غزا فيه أبرهة الكعبة فأرسل الله إليه طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل كما حكى القرآن قصته فكان ذلك بداية مولد الهدى.
    وأختم قولي بالصلاة معظما = أيا ربنا صلّ وبارك وسلما على المختار والآل والصحب دائما = صلاة تفوق المسك عطراً مفخماً

    يطيب بها كل الوجود ويتلألؤ

    والحمد لله بدءاً وختما وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسماً وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.
    د. حسب الله سليمان على

  10. ولد الحبيب فوجهه متورد والنور من خديه فيه توقد . جبريل نادى فى محاسن وصفه هذا مليح اللون هذا أحمد .هذا كحيل العين هذا المصطفى هذا جميل الوجه هذا السيد . هذا جميل النعت هذا المرتضى هذا الحبيب نظيره لا يوجد .ولد الحبيب ومثله لا يولد . يا سامعين لمدح طه المفتدى صلوا عليه واااله كى تسعدوا … اللهم صلى على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وصلى على محمد عدد ما غفل عنه الغافلون …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..