دولة السودان … تركة يديرها البشير ولا يملك منها شروي نقير

دولة السودان … تركة يديرها البشير ولا يملك منها شروي نقير
عمر موسي عمر – المحامي
[email protected]
من يتابع التصريحات التي يدلي الرئيس البشير في الآونة الآخيرة يلاحظ لهجة العداء الظاهرة تجاه شريكه في الحكم وكأنه يتصيد أي سانحة لإستفزازهم ودفعهم نحو خيار تصعيد الخلافات والحرب وغالباً ماتتصف تلك اللهجة بالعنف وإنتفاخ الأوداج وتشحط العروق وكأن الحركة الشعبية تقف خلف الميكرفون وهي تحمل سلاحاً في يدها .. وعلي النقيض تماماً تقابل الحركة الشعبية كل تلك التصريحات في هدوء وسكينة وتحرص علي إبقاء الموقف بينها وبين دولة الشمال في حالة سكون إنتظاراً للموعد المضروب بعد أربعين يوماً من الآن .
الرئيس البشير وكأنه لم يكفه الرضا بالجلوس فوق قمة أكثر الأنظمة الشمولية فساداً علي وجه الأرض وقيادة البلاد إلي حالة مزرية من التفكك في النسيج الإجتماعي والإقتصادي بل جعل من نفسه الوريث الوحيد لدولة السودان بأموالها وأراضيها فأصبح كريماً جداً مع المتمردين علي “ميراثه” وسلطانه ليتنازل لهم ليس نيابة عن الشعب السوداني أو بتفويض منه بل بصفته وريثاً سرق السلطة بالدبابة والبندقية فتنازل عن ثلث مساحة السودان ومهر ذلك بإتفاقية دولية لا يستطيع التنصل عنها ..ويبدوا أن حمي الكرم الحاتمي ذلك إستمرت طويلاً مع البشير فتوالت التنازلات والقضم من مساحة الوطن الجريح لتشمل مثلث اليمي وأراضي الفشقة ومثلث حلايب وآلاف الأبقار وأطنان السمسم وملايين الأفندة من الأراضي الزراعية لدولة مجاورة معتدية بينما يعاني المواطنين في السودان من الفاقة والفقر المدقع ويعيشون علي وجبة واحدة في اليوم أو ينامون وبطونهم خاوية ويفعل كل ذلك دون أن يرف له جفناً وزين له المحيطيون به من بطانته الفاسدة إنه لم يظلم أحداً لأنه تنازل عن ما يملك هو وأن الشعب السوداني لن يحرك ساكناً للدفاع عن أرضه لأنه أصبح وريثهم وهم أحياء يمشون علي وجه البسيطة .
وما لم يفهموا الكثيرين وأنا منهم ..ماهذه السياسة التي ينتهجها البشير في إدارته لهذه التركة التي يدعي أنه وارثها الوحيد من الشعب السوداني فمن جانب يقبل بمنح التمرد ثلث مساحة البلاد وهو يبدوا منفرج الأسارير ويتقافز فرحاً علي هذه المنحة الكريمة ثم تأخذه الحمية في كمين نصب لقواته في مدينة صغيرة فيحرك آلاته العسكرية والجيوش الجرارة لإحتلال أبيي ويقسم بأغلظ الإيمان بأنه لن يخرج منها وهو يعلم أنه عليه الكفارة عن يمينه عاجلاً أم عاجلاً .
في جانب آخر ورغم علمه أن القوات المصرية تطأ بأقدامها مثلث حلايب لأكثر من عشر سنوات بدون إتفاقية سلام بيننا وبين الحكومة المصرية ولم يكن المصريون يوماً سودانيين مثلنا ورغم ذلك لا يحرك البشير عضلة لإسترداد ذلك الجزء من التركة بل يكافيء الدولة المعتدية بخمسة آلاف بقرة من حر مال الشعب السوداني ومليون فدان وعشرات الآلاف من أطنان السمسم ومصر كما يعلم القاريء ليست دولة فقيرة بل في معيار الغني والفقر فالسودان أكثر فقراً من مصر .. فإجمالي الناتج المحلي لمصر السنوي 215مليار دولارأمريكي بالتمام والكمال و1.2مليار دخلها السنوي من قناة السويس و12مليار دولارعائدات السياحة وهي دولة منتجة للبترول والغازالطبيعي والمنتجات الزراعية لدولة الخليج وتتلقي مبلغ 30مليون دولار شهرياً في شكل مساعدات عسكرية من الحكومة الأمريكية وقد قررت دول مجموعة الثمانية في إجتماعها بفرنسا التبرع بمنحة مقدارها 7 مليار يورو غير مستردة و6 مليار يورو في شكل قروض سهلة السداد للحكومة المصرية مناصفة مع الحكومة التونسية والمحصلة النهائية لذلك الكرم الحاتمي هو فقير يتصدق علي غني وشعبه يعاني المجاعة في جنوب طوكر وتعاني المستشفيات والمدارس والجامعات من تردي هائل ومريع في الإمكانيات التعليمية والكتاب المدرسي .
هستيريا البشير في الكرم والعطاء تتزامن مع المشاكل المادية التي يعاني منها الكادر الطبي وهم يطالبون بتحسين أجورهم وهم يخدمون في أكثر الحقول حيوية وإرتباطاً بحياة المواطن السوداني ولا تبدر أي إستجابة من رئيس الجمهورية لمعالجة الأمر بصورة نهائية ويصمت أو يقبل أن يكون مرتب مدير سوق الخرطوم للأوراق المالية مليار جنيه سوداني سنوياً ويعادل المرتب الشهري لذلك المدير ما يعادل مرتب 36 طبيب عمومي ؟!!!وهذا السوق لم يسمع به غالبية الشعب السوداني ويعتقد بعضهم أن ذلك السوق مجاور لسوق الناقة .
خلاصة الأمر أنه كلما إقترب الموعد المضروب لإعلان دولة الجنوب ونضوب المعين بدولة الشمال كلما إزدادت أعصاب البشير إنفلاتاً وأوداجه إنتفاخاً وأصبحت قراراته أكثر عدوانية ومالت تصرفاته إلي عدم المبالاة في تبديد التركة .. وعلي المدي القريب وخوفاً من تبديد ما تبقي من البلاد وإزدحام الشعب السوداني بأكتافه فوق جزيرة توتي لضياع ما تبقي من السودان الشمالي في حالة حمي الكرم الحاتمي التي يعاني منها البشير وقبل أن يلحق بـ “ملاديتش” في “لاهاي” أري التقدم بقوامة شرعية في مواجهة البشير للمحافظة علي ما تبقي من التركة قبل فوات الأوان . وحتي يعلم الرئيس البشير أن الشعب السوداني هم أصحاب الحق في هذه التركة وهو ليس إلا فرداً من الشعب ناهباً للسلطة الشرعية ولا يملك من هذه التركة التي يبددها شمالاً ويميناً مثقال حبة من خردل ولا يملك منها شروي نقير .
عمر موسي عمر _ المحامي
لك الود اخى عمر .. والله ياعمر فعلا الامر محير جدا . انفعالات وصرة وش وكضوم
تقول تقع فى الارض .. وطريق ابدا لاتشبه عمر الرئيس .. وعندنا فى البلد زى ده بنقول
ليه الخملة العوير ..
5000بقرة ومليون فدان !! من بلد المليون جعان!!
نكتة من نكات اخر الزمان!!!
تحكي عن خليفة الزمان!!!
;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :D :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:
موضوع هبل الرئيس وعبط الرئيس وبلادة الرئيس وضعف الرئيس وفساد الرئيس .
تفتكروا كل هذا علام يشير ؟
يعني لو هو بالمواصفات دي وقادر يسيطر علينا كل المده دي وقادر يعمل فينا كل ما يتمنى وما لا يتمنى وبقدرة قادر كلنا صامتين وهو المسيطر على الموقف .
تقدروا تقولوا لي نحنا شنو؟ وكيف يكون تقييمنا لأنفسنا وكيف الواحد يحترم نفسه ولا يحترم أي سوداني داخل السودان ولا خارجه. يعني بكل صراحه إذا هو بالمواصفات دي وقادر علينا بالطريقه دي معناها السودان و ناسه ما بتستاهلوا غير هذا الرئيس.
وإلا مفروض يكون عندنا قدره على مجابهة ومواجهةهذا النكره.