مساومة تاريخية

مساومة تاريخية
فايز الشيخ
[email protected]
ما بين لحظات التوتر وانتظار الانفجار ربما يتولد فعل من هذه “الحالة” يحقق “التوازن”، أو ينزع “الفتيل”، وبعدها ستكون الأوضاع في غاية الهدوء والاطمئنان، والاستقرار، أما عندما تكون حالة ” الاحتقان” أقرب إلى الانفجار فان أي فعل، أو كلمة يمكن أن تكون هي ما يفجر “القنبلة”.
والسودان كله عبارة عن “قنبلة موقوتة” على حسب احساس الكثيرين، وتقوعاتهم، وهذا مفهوم لدوائر صناع القرار السياسي، لكن السؤال المهم هنا هو هل في الامكان “انتزاع التفتيل”؟. وكيف؟.
وقبل يومين دعا الأمين العام للحركة الشعبية فاقان اموم إلى ضم منطقة إبيي إلى الجنوب في إطار صفقة شاملة مع الشمال حول ترسيم الحدود والعلاقات الشمالية-الجنوبية بعد استفتاء تقرير المصير في الجنوب، وأكد أن “الأمر كله يقتضي مناقشة صفقة شاملة تحل كل المشكلات” العالقة مع الشمال دفعة واحدة. وتابع “لنناقش موضوع ابيي جنبا إلى جنب مع قضية ترسيم الحدود ومع قبول نتائج الاستفتاء في الجنوب ومع العلاقات بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء”.
ربما يختلف كثيرون مع أموم، وربما يتفق معه أخرون ، لكن الحديث يعتبر ” حجراً في بركة ساكنة”، ويمكن أن يتحول إلى مشروع كبير للحوار؛ ما بين الرفض والقبول، وهنا لا أقصد ” الاتفاق”، أو ” الاختلاف” مع أموم في طرحه حول أبيي، لكن أتمنى أن يكون الطرح هو مدخل لتفاوض حول ” مساومة تاريخية ” لمجمل القضايا العالقة، ومستقبل السودان كله، فأبيي هي عنصر واحد من مجموع عناصر كثيرة، متداخلة مع بعضها البعض، ويؤثر في بعضها البعض، فهناك الاستفتاء، والحدود، والنفط، والديون، والمواطنة، وأصول الدولة، وهي امور من الصعب حسمها على طريقة ” فائز فائز”، أو ” خاسر خاسر”.
وحديث اموم أيضاً يمكن أن يكون مدخلاً “لاعادة التفاوض ” في كثير من القضايا المرتبطة باتفاق السلام الشامل، لا بهدف اعادة النظر في “استحقاق الاستفتاء”، لكن بغرض تحقيق السلام الاجتماعي، وتطوير العلاقات بين الشمال والجنوب في حالتي الوحدة والانفصال، والبحث عن طريق ثالث يحقق ” وحدة مغايرة وعلى أسس جديدة”، أو على أقل تقدير “نظام كونفدرالي” بعد اجراء الاستفاء، الا أن هذا الهدف لن يتحقق في سياق المشاحنات والتوتر ودق طبول الحرب، واللعب بالنار، بل يأتي بافراغ هذه “الشحنات”، وخفض حدة التوتر.
ان المطلوب في هذه المرحلة الحساسة، التفكير بعقلانية، والتوصل لطريق ثالث يقوم على تنازلات ” مشتركة” تشمل اعادة هيكلة الدولة السودانية، ومشاركة الآخرين في اتخاذ قرارات تتعلق بمصير بلادهم ، لا أن يكونوا ” كومبارس”، في مسرح عبث، أو أن يتحولوا إلى ” خوارج” ، و”عملاء” ” وغير وطنيين” لأنهم رفضوا أن يكونوا ضمن جوقة تعزف للحزب الواحد، أو للشريك الثاني، أو لزعيم بعينه.
إن الوطن “ملك للجميع، ومصيره مصيرنا كلنا، والملوب هو ” التفاوض حول مساومة” ، ومساومة تاريخية، و”عقد اجتماعي جديد. وهي دعوة للحوار. وسنواصل .
الآخرين فعلا هم كومبارس وانت على رأسهم لأنكم بدافع حقدكم على الانقاذ انحزتم للحركة الشعبية والتى استثمرتكم استثمارا ذكيا والآن تلفظكم الواحد تلو الآخر , ما يسمون نفسهم التجمع وتحالف جوبا هم فعلا خونة وعملاء لانهم تحالفوا على اقتلاع النظام حتى لو يتحالفوا مع الشيطان ونسوا الوطن وتخلوا عن وطنبتهم الم يصفهم الاستاذ ابراهيم اسحق بقوله " ابعدوا انتو عشان احكم انا " هكذا كان شانهم طيلة سنوات ما قبل الانقاذ فقوم هذا شعارهم يرجى منهم خير والانقاذ حين وافقت على تقرير المصير هل كان ذلك من بنات افكارها ام هو المقترح المطروح من هؤلاء يا هؤلاء فات الاوان وسينشطر السودان وحينها سيختفى الصداع المزمن وسيطلع كل …. شدرته وانتهى الدرس يا … سؤال ما موقع ابن عمنا ورحيم اخواننا الجنوبيين عرمان من الاعراب ؟
اخـــــــــــيرا ,بعد السكرة جاءت الفكرة ,بعد ان لفظت الحركة من كانوا لها بمثابة العملاء و استخدمتهم في تحقيق مآربها ,حيث عشق لعب الادوار الخبيثة ديدنهم في خدمة اعـــــــــداء الوطـــــــــن0
يا أستاذ فائز ، كل القضايا التي ذكرتها يمكن التفاوض فيها و الوصول إلي حل يرضي كل الأطراف ، إلا قضية أبيي ، فأبيي حسب التاريخ تتبع للمسيرية القبيلة التي أستضافت الدينكا نقوك في أراضيها بعدما حاربهم و طردهم أخوانهم و بني عمومتهم الجنوبيين و علي رأسهم الدينكا في بحر الغزال و حسب الخرائط الجغرافية و الوثائق الإنجليزية تتبع المنطقة إدارياً لجنوب كردفان منذ العام 1905م ، فأذا أراد الناس حل لهذه القضية الشائكة عليهم الرجوع إلي أهلنا الكبار في المسيرية و الدينكا نقوك دون تدخل خاصة من جانب الأمريكان و الرجوع إيضا إلي الخرائط الجغرافية و الوثائق البريطانية و ليتواضع الناس علي حل مشترك يحفظ للمسيرية حقوقهم التاريخية و أراضيهم في المنطقةو يحفظ للدينكا نقوك مصالحهم في المنطقة ، لكن أن يقترح علينا فاقان هذا المقترح المشاتر فهذا أمر غير مقبول من إنسان يدعي أنه رجل سياسي و رجل دولة بل هذا المقترح يشعل الأرض بحرب لا يعرف الناس كيفية الخلاص منها .
يتعجب المرء كيف مازلنا نتناطح في الردود علي المقالات الصحفيه هذا مع الحزب الحاكم وذلك مع الحركة ونتهم بعضنا البعض…….اصحوا ياناس نحن نمر بأخطر مرحلة في تاريخنا لن نخرج منه الا بالتكاتف لان الوحدة أو الإنفصال ليس نهاية الطريق..