أسامة جنجويد: أنا من أقنعت كوشيب بتسليم نفسه .. الدعم السريع احتجزني (67) يوماً لهذا السبب

• قضيت (67) يوماً رهن الاحتجاز في مقر قيادة قوات الدعم السريع.
• ربما بعض آرائي حول اتفاقية جوبا وراء اعتقالي
• تم اعتقالي في القاهرة مع هاشم بدرالدين وصديق أندر عام 2009 بطلب من صلاح قوش بتهمة التدبير لاغتيال البشير.

ــــــــــــــــ
(خرجت من معتقل الدعم السريع بعد ٦٧ يوماً قضيتها رهن الاحتجاز بدون محاكمة وبدون تهمة، # قنعنا من العدالة في البلد دي#) هكذا غرد أسامة محمد الحسن الشهير بـ(أسامة جنجويد) على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أمس بعد خروجه من الاعتقال يوم أمس الأول الموافق التاسع عشر من سبتمبر الجاري .. وهو خريج اقتصاد جامعة جوبا 2003 من أبناء شرق دارفور محلية أبوجابرة .. وأحد المؤسسين للجبهة الشعبية الديمقراطية إحدى حركات الكفاح المسلح في دارفور عام 2004 .. وأحد القادة المؤسسين لمجلس الصحوة بقيادة الشيخ موسى هلال عام 2009 .. جاء إلى الخرطوم في عام 2015 وأسس مع حميدتي منظمة تعليم بلا حدود للنهوض بتعليم البدو والرحل عام 2017 إلا أنه لم يستمر كثيراً وغادر إلى القاهرة وعاد في عام 2019 ويعمل الآن في كيان شبابي يحمل اسم “تجمع التضامن السوداني” .. (المواكب) التقته أمس وأجرت معه حواراً وفيما يلي نصه :

حوار : صلاح المليح

ممكن تحكي لنا كيف تم اعتقالك ؟

لم أكن أتوقع أن يعتقلني الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) .. فقد كان صديقاً بالنسبة لي وبيننا عمل كبير في مجال التعليم في قطاع الرحل .. تلقيت رسالة منه يطلبني فيها لمقابلته .. وبعد أن وصلت منزله اعتذر بحجة أن معه ضيوفا وفي اليوم التالي طلب مني مدير دائرة الاستخبارات العميد مضوي حسين الحضور لمكتب المنشية .. وبعد وصولي إلى المكتب أخطروني بأنني قيد الاعتقال بتوجيهات من القائد العام محمد حمدان دقلو .. امتثلت للأمر .. واعتقدت أن ثمة سوء تفاهم بسيط ربما ينجلي بعد لقائه .. وتمر الأيام والأسابيع والشهور وأنا قيد الانتظار لا أعلم شيئاً عن سبب بقائي رهن المعتقل.

كيف كان حجم القوة التي نفذت أمر اعتقالك ؟
لم تكن هناك قوة دعوني لمكتبهم في المنشية وفور وصولي أخطروني بأنني قيد الاعتقال.

ماذا وجدت في مكان اعتقالك ؟

كان الاعتقال في مكان يسمونه هم (الإقامة الجبرية) تحت الأرض في البدروم .. ووجدت بعض المعتقلين أيضاً أبرزهم عيسى جودة بعبوش عضو تنسيقية المحاميد.

هل هنالك زنازين داخل مقر قوات الدعم السريع ؟
لا أعرف فأنا لم أتحرك من مكان احتجازي طيلة فترة بقائي ولكن يوجد كركون لحبس النظاميين منهم المخالفين لبعض لوائحهم.

وكيف كنت تمارس حياتك الطبيعية في هذا المكان دون تحرك ؟

حياة قاسية جداً .. إن شاء الله ما (تضوقو) السجن.

ما هي التهمة التي وجهت لك ؟

طيلة فترة اعتقالي لم يوجهوا لي أي تهمة ولم يقدموني لأي نيابة ولا أي جهة عدلية وهذا هو المرير في الأمر.

هل التقيت بحميدتي أثناء المعتقل ؟

لا لم ألتقيه .. كنت محبوساً طوال هذة الفترة بحجة أنه يريد مقابلتي ولكنه لم يفعل.

ولم يلتقيك أي من قيادات الدعم السريع ؟

ولا أي من القيادات لم يقابلني.

وكيف تم إطلاق سراحك ؟

وساطات أهلية مكثفة .. بالإضافة إلى منظمات .. وشكر خاص للخارجية البريطانية عبر سفيرها في الخرطوم .. كلها شكلت ضغوطات أدت إلى إطلاق سراحي.

ماذا تقصد بوساطة أهلية ؟

الأهل والعمد من الضعين وأبوجابرة .. أعيان الرزيقات والسيد والي شرق دارفور محمد عيسى عليو وإسماعيل أحمد عسكر وآخرون.

ما سبب خلافك مع حميدتي ؟

لا أعرف سبباً واضحاً .. ربما وصلته تقارير مغلوطة.

ماذا تعني بتقارير مغلوطة ؟

أعني ربما كلام بعض الناس عني في حضرته حول بعض القضايا ومواقفي منها .. مثلاً أنا لا أعتقد أن منبر جوبا سيؤدي إلى سلام حقيقي على الأرض ينعم به المواطن البسيط .. وكررت كلامي في أكثر من لقاء تلفزيوني بأن ما يحدث في جوبا مضيعة للوقت .. ولا يسمى تفاوضا أصلاً .. لأن الثوار شركاء في التغيير الذي حدث .. ولا يمكن أن يفاوضوا بعضهم .. أيضاً مساعدتي للمتهم علي كوشيب وإقناعه بضرورة تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية .. وقد نجحت في ذلك .. ربما بعض الأمور لم تعجب النائب حميدتي.

هل نفهم من ذلك أنك من أقنع كوشيب بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية ؟

نعم .. والحمدلله على ذلك .. وأطلب من باقي المتهمين تسليم أنفسهم إلى الجنائية طوعاً ورغبة منهم.

وما الذي جعلك تقوم بذلك ؟

العدل قيمة إنسانية وحريص على كل شخص من أهلي اتهم في أي مؤسسة عدلية أن يمثل ويبرئ نفسه أمام ساحتها طالما يعتقد أنه بريء أو لديه دوافع قانونية لفعل جرم معين .. أنا على يقين أن أهلنا في دارفور لن يعيشوا بسلام بدون تحقيق العدالة الكاملة وهذا الأمر قطعاً سوف يرضي أهل الضحايا في جميع الأحوال سواء كان المتهم مدانا أو بريئا .. وعلى ثقة تامة من براءة علي كوشيب لأننا نعلم المجرمين الحقيقيين الذين ارتكبوا هذه المآسي في دارفور .. لكني وبكل صدق لا أحمل حقداً على القائد حميدتي ولا أعتب عليه وأتمنى له التوفيق وسداد الرأي .. فالبلد لا تحتمل العداءات ولا المشاحنات علينا أن نسامح ونتسامى فوق جراحنا من أجل الوطن.

وهل التقيت بكوشيب قبل أن يسلم نفسه ؟

ظللت على لقاء معه وتواصل مستمر منذ سنوات طويلة ولم ننقطع.

ولماذا قرر الهروب عبر أفريقيا الوسطى ؟

لم يكن هروبا .. كانت طريقة للسفر عبر أفريقيا الوسطى لقربها من منطقته رهيد البردي

لكن كانت هنالك اشتباكات مسلحة صاحبت عملية خروجه ؟

لم يكن أحد يعلم بزمن التحرك ولا الطريقة .. ولم يتحرك علي كوشيب بقوة كبيرة ملحوظة فلم يكن معه غير حراسة شخصية.

إلى أي جهة تنتمي المجموعة التي اشتبكت معه قبل أن يدخل أراضي أفريقيا الوسطى ؟

لم يكن هناك اشتباك مع أي قوة لم يدخل في اشتباك ربما مليشيات عربية أخرى فالمنطقة تعج (بالملايش) والنهابين.

لكن الأخبار التي كانت ترد من هناك أشارت إلى اشتباكات بين كوشيب ومرافقيه ؟

لم تكن معه اشتباكات كانت عملية نظيفة وسرية جداً.

هل أغضب تسليم كوشيب نفسه للجنائية من اعتقلوك ؟

ربما هي أحد الأسباب التي بسببها اعتقلني .. ربما.. أنا لم ألتق به مباشرة بعد ذلك.

وهل اتصل بك حميدتي عقب تسليم كوشيب نفسه ليبلغك بعدم رضائه بهذه الخطوة ؟

لم يتواصل معي أبداً .. ولكن ربما لم يكن راضيا .. وأنا الآن أتكهن فقط سبب اعتقاله لي لأنه لم يخطرني بسبب اعتقالي حتى الآن.

هنالك تقارير صحفية تشير إلى أن كوشيب سلم نفسه للجنائية وفي معيته وثائق خطيرة تورط شخصيات من النظام البائد .. ما صحة ذلك ؟

هو الآن بين يدي قضاة لاهاي .. ولم يذهب لتوريط أحد أو الكيد لشخص .. وإنما ذهب ليبرئ نفسه من التهم الموجهة إليه فقط .. المحكمة على علم بالمتورطين ولديها من المعلومات والشهود ما ليس لدينا قطعاً.

سبق وأن تم اعتقالك في القاهرة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك .. ما صحة ذلك ؟

صحيح كانت شكوى من صلاح قوش .. اتهمنا فيها ومعي هاشم بدرالدين وصديق أندر بتدبير اغتيال البشير في حال زار القاهرة .. وتحفظوا علينا طوال فترة زيارة البشير وأفرج عنا بعد مغادرته القاهرة.

كم كانت فترة اعتقالكم في القاهرة وفي أي عام ؟

في عام 2009 .. امتدت الفترة لثمانية أيام .. كان الاعتقال بأوامر مباشرة من مدير المخابرات المصري الأسبق المرحوم اللواء عمر سليمان .. اعتقلونا بقوة ضخمة جداً لا يمكن تخيلها.

كلمة أخيرة ؟

عاوز أقول بتمنى من القائد حميدتي أن يسمو فوق الأقاويل .. ولأن الوضع لا يحتمل إلا أن نسمو فوق جراحنا .. نحن بحاجة لتناسي خلافاتنا الداخلية .. والعمل بتوسيع جبهة التحالف وتحقيق أكبر قدر من الإجماع حول الوطن .. أنا قد عفوت عمن ظلمني ومسامح كل من أساء فهمي من أجل مصلحة البلد والأهل .. أتمنى أن يسود العدل في بلدنا وتحفظ حقوق المواطن البسيط بقدر الإمكان.

المواكب