المؤتمر الدستوري .. هذا او الطوفان

عمار عوض

حفل الاسبوعين الماضيين بالكثير من الاحداث السياسية والمبادرات السودانية التى حركت الكثير في بركة السياسة السودانيه التى كان منسد افقها مابين تعنت الحكومة السودانية وطموحات معارضيها وكانت اولى الاحداث هي اعلان الرئيس السوداني عمر حسن احمد عدم ترشحه في الانتخابات المقبله لصحيفة الشرق (القطرية) وفي ذلك اكثر من دلاله خاصة اذا علمنا ان الرئيس عمر حسن استبق بتصريحه هذا القمة العربية التى انعقدت قبل يومين في (الدوحة) وشارك فيها رؤساء دول الربيع العربي ولو شئت الدقة دول الربيع (القطري) فكانما اراد الرئيس عمر حسن ارسال عدد من الرسائل لدولة قطر ومن خلفها ماكينة دول (الاسلام السياسي) الصاعدة في المنطقة انه لن يرهقها كثيرا في مقبل شهر عسلهم القادم في العالم العربي ليرد الرئيس المصري محمد مرسي التحية باحسن منها بانه سيزور الخرطوم مطلع شهر ابريل القادم وتاتي زيارته في اعقاب زيارة رئيس الحرية والعدالة (الكتتاتني)للخرطوم !! ليتلقف الاشاره النائب الاول على عثمان طه ويسوق هذه البضاعه لمساعد خصم الحكومة اللدود (وقتها) على الحاج الذي قال انه ذهب لمعادوة طه بعد ان كثرت الاحاديث حول تدهور صحته مما قاده الى المانيا طلبا للعلاج لكن على الحاج قال في حوار الشروق انه بعد ان اطمان على صحته ادار معه حوار للاطمئنان على صحة (البلد) على حسب قوله وانهم بعد نقاش استمر لحوالي الثلاثة ساعات توصلوا الى ان اكبر معضله هي غياب الحريات عن السودان وان هذا يتهدد البلد بالانقسام مرة اخرى ومادروا بقصد منهم او بغير قصد ان غياب(العدالة) هو ما يهدد البلد بالانقسام !! .

وكان كثيرون تحدثوا بان لقاء طه وعلى الحاج جاء نتيجة لضغوط على مجموعات الاسلام السياسي في السودان (الشعبي-الوطني) من رصيفيهما في الدول العربية التى بات يخزيها ان ترى تجربة اسلاميه في السودان على راسها شخص مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لقتل شعبة فهى من ناحية لاتسطتيع ان تمد له يد العون وهى تعلم ديكتاوريته المعلومه للقاصي والداني ومن ناحية اخرى لاتريد ان تكل امره الى قوى المعارضة التى يقف على راسها قوى علمانية متحالفة مع صديقها القديم حسن الترابي فهى لاتضمن عواقب سيطره هذا التحالف على الخرطوم اذا ما اسقط نظام الرئيس عمر حسن وكانت هذه الرؤية واضحه للعيان في مؤتمر الحركات الاسلامية في الدوحه الذي شارك فيه على الحاج وحسن الترابي من جهة وغازى صلاح الدين وامين حسن عمر من الضفة الاخرى لاسلاميو السودان ولكن تعنت مجموعه البشير في مؤتمر الحركة الاسلامية افسد كل الترتيبات وترك على اثرها الرئيس السوداني عمر حسن في عراء الانقلابات العسكرية من داخل بيته الاسلاموي الى جانب رفع الدعم العربي عن نظامه ليعاني الجنيه السوداني ايما معاناة ويصل الى اقل مستوياته امام الدولار مع رصيفهم التضخم الذي وصل الى اعلى مستوياته وتدهورت الاوضاع في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان واقترب الثوار من مدن دارفور الكبرى والكرمك وغيرها من المدن وهنا تحركت الماكينه(الغربيه) لتضغط من جهتها وهى الحريصة اخلاقيا على مبدأ دولتين قابلتين للحياة هما السودان وجنوب السودان ولايمكنها ان تنسى في خضم سعيها هذا المناطق الثلاثة (دارفور-جنوب كردفان والتيل الازرق) ليثمر هذا الضغط الدولي عن موافقة حكومة الخرطوم للدخول في مفاوضات سياسية مع الحركة الشعبية في السودان شهر ابريل القادم وكان مرض البشير وقناعته الشخصية في ظل معاناته مع مرض (السرطان) او(الالتهاب الحلقي كما يروج اشقائه) الذي يمنعه من القاء الخطابات الجماهيرية التى عرف بها هو( الوقود ) الذي بدات على اثره (الماكينات الغربيه والاسلاميه) العمل به خاصة وان تجربة انتخابات القضارف التى غاب عن التعبئة لها الرئيس عمر حسن كانت اكبر دلاله على ان الرئيس ليس بمقدوره تعبئة الجماهير لحزبه كما فعل في الانتخابات الاخيره التى كسبها حزبة بفضل تعبئة الرئيس للجماهير وهي دلالة على الرئيس لم يعد هو الرئيس! وان اوان رحيله قد اقترب و ازف ولكن كان سيف (الجنائية) مسلطا على هذه الماكينه وهنا تقدمت مجموعه الازمات الدوليه بمقترح مفاده ان يتم تاجيل امر القبض الخاص بالرئيس اذا ما اقدم على اصلاحات سياسية كبيره واجرى مصالحة وطنيه حقيقية وهو المقترح الذي جعل الماكينات (الالمانيه) تعمل من جديد حيث يقول على الحاج في حواره مع قناة الشروق عندما سئل عن امر عدم ترشح الرئيس السوداني مره اخرى (عدم رغبه الرئيس بالترشح تساعد على انجاح فرص الحوار) .

حسنا عدم ترشح الرئيس سيساعد على انجاح فرص الحوار الوطني وهنا لابد من الاشاره الى المبادره التى طرحتها الحركة الشعبية في دولة السودان هى( النصف الاخر) من الجملة الصحيحة (لفرص نجاح الحوار) فهى تنص على اعلان وقف العدائيات بين الطرفين المتحاربين لايصال المساعدات الانسانية الى النازحين في جنوب كردفان والنيل الازرق وتعزيز المنطقة العازلة بين دولتى السودان وهو الامر المتوقع ان تفضي له المفاوضات حال انعقادها منتصف الشهر القادم في اديس ابابا وهنا يتعين على الحكومة السودانية ان كانت صادقه في انها تريد الحفاظ على ماتبقى من كيان السودان (الفضل) اطلاق سراح معتقلي الفجر الجديد كبادره حسن نيه وعربون لاطلاق صافرة الحوار الوطني ويتزامن مع وقف العدائات اجرائين اولهم اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسين من جنوب كردفان والنيل الازرق واعلان عن عفو عام عن المسجونين من دارفور داخل سجونها لتحفيز حركات دارفور المسلحه لاعلان وقف عدائات من جانبها تمهيدا للمؤتمر الدستوري او الحوار الوطني او اى كان اسمه ! والاجراء الثاني اشاعة الحريات باطلاق حرية الصحافة برفع الرقابه الامنيه على الصحف واعادة تراخيص الصحف المغلقة واعادة تراخيص المراكز البحثية والثقافيه والجمعيات والمنظمات الوطنية التى جرى تعليقها بعد استقلال الجنوب واندلاع الحرب في المنطقتين (مركز الدراسات السودانية الخاتم عدلان مثالا وليس حصرا) حتى تساعد في ضخ دماء الحريات في جسد الحياة السياسية اليابسه والمتصحره منذ انفصال الجنوب واندلاع الحرب وذلك تمهيدا للدخول في مؤتمر جامع وقومى ودستوري يكون اطرافه الحكومة السودانيه ومن دخل في حلف المؤتمر الوطني من جهة وتنظيمات (الفجر الجديد) من جهة اخرى بالاضافة الى منظمات المجتمع المدني وتنظيمات الشباب والنساء بالطبع.

يشارك الجميع في هذا المؤتمر دون شروط مسبقة وباوزان متساوية على ان يستفتى الشعب السودان على مخرجات (المؤتمر الدستوري) على ان يعقد المؤتمر في ارض محايده اذا لم توافق حركات دارفور على وقف العدائات في دول مثل اثيوبيا او حتى تركيا او مصر لاتاحة الفرصه لعناصر الفجر الجديد من ثوار دارفور المشاركة فيه ويمكن هنا ان يعقد هذا المؤتمر برقابة دوليه يمثلها ثامبوامبيكى ورئيس بعثة يوناميد محمد بن شمباس الى جانب الامم المتحده واصدقاء السودان في وفي حال موافقة الشعب السوداني عليه يمكن الدخول في فتره انتقاليه تكون عدد سنينها اقل وفي ظل حكومة المؤتمر الدستوري لمساعده النازحين للعوده الى قراهم بعد اقرار مبدأ تعويضهم والتحضير للدخول في انتخابات حره ونزيه ومراقبه دوليا .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حكومه انتقاليه ؟ برئاسة من ؟ ومن هو الساذج الذى يثق فى حكام السودان الفضل ؟ سيوافقون على فترة انتقاليه برئاسة البشير طبعا لمدة ربع قرن جديد وفى هذه الفترة نتمنى ان يكون الميرغنى والمهدى مستعدان لخوض الانتخابات سنة 2038 ميلاديه ..

  2. الطفل السوداني اعلاه…؟؟.. هل يشبه اطفال فلسطين..؟؟.. المترفين المنعمين في شيء.؟؟.. الذين يتباكى عليهم، يصرخ ويستصرخ منافقي الانقاذ، الشعب السوداني، لإطعامهم من جوع وامنهم من خوف..؟؟
    أَ لَهُمْ إلهٌ… لهذا إلهٌ آخر….مالكم كيف تحكمون ..؟؟
    سؤال الحكيم، (القذافي)..؟.مازال، يتكرر في كل هوامش السودان، وحروبه المتناسلة ..؟؟
    وهو ينصح البشير ، ان يقطع عن المتمردين، الماء والكهرباء والخدمات الاخرى حتى يعودو الى رشدهم..؟؟!!..وكانت الصاعقة، عندما رد البشير، بانه ليست لديهم لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات اخرى،ولا حتى عقال بعير …؟؟..اذن على ماذا تقاتلهم ..!!؟؟..فَبُهِتَ الذي كفر..؟؟
    أليس من حقهم ان يقاتلو، حتى آخر رمق… من أجل حقهم المسلوب في الحياة..؟؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..