خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآلة مع التسليم، قال تعالي: (طسم* تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ *وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ).
ان الفرعونية والهامانية سلوك ونهج سلكه طغاة ساموا شعوبهم سوء العذاب. فقتلوا وعذبوا وشردوا الأبرياء. وهذا المنهج والمسلك سلكة خلف لأُولئك الطغاة فساروا علية حذوك النعل بالنعل. ولكل زمان فرعون وهامان وجنودهما. وقادة انقلاب الإنقاذ هم فرعون زماننا هذا بامتياز، فقد كذبوا على شعبنا منذ اللحظة الاولي فقال مدبر الانقلاب للرأس المنفذ للانقلاب اذهب الي القصر الرئيسا وسأذهب الي السجن حبيسا. ثم كذبوا على شباب الوطن باسم الدين وأعلنوا حربا مقدسة على موطنين في جنوب البلاد راح ضحيتها الملايين من الشباب وأشعلوا الحرب في غربنا الحبيب وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ودمروا جميع مشاريع التنمية وعلى رأسها قلب البلاد النابض وعظم ظهر اقتصاد السودان مشوع الجزيرة. وباعوا أراضي البلاد في شمال الوادي وفقدت البلاد أطرافها مثل حلايب والفشقة في شرق البلاد والمثلث الذي يفصل بين السودان وافريقيا الوسطي وغربوا المال في البنوك العالمية وخربوا السلم التعليمي والخدمة المدنية وفصلوا الكفاءات من العسكريين وحلوا مكانهم مليشيات موالية للنظام وحطموا السكة حديد والنقل النهري والبحري والخطوط الجوية السودانية وشركة الاقطان والصمغ العربي والمخازن والمهمات والنقل الميكانيكي ودمروا اقتصاد البلاد حتى وصلت القوة الشرائية للجنية مقابل العملات الصعبة ادني حالة لا يتخيلها الانسان فالدولار الواحد يعادل اكثر من نيف وثلاثون الف جنية سوداني. وانتهكوا حقوق المواطنين واذلوهم واذاقوهم مر العذاب فصلوا باسم الصالح العام ومكنوا محسوبي النظام وتبنوا الإرهاب واوو الارهابين والمهددين للسلم والامن الدوليين فأقاموا المؤتمرات المعادية لأمن كثير من دول العالم ودول الجوار تحت شعار المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي فجاء شذاذ الافاق من كل حدب وصوب ومن كل ملة ونحلة وصارت الخرطوم عاصمة الإرهاب والارعاب الدولي وبذلك تصدرت البلاد القائمة السوداء في كل المحافل الدولية والموانئ والمطارات العالمية وصدرت عشرات بل مئات القرارات من مجلس الامن تدين السودان منها بضع عشر قرارا تحت الفصل السابع. بل أصبح رأس الدولة ملاحق من قبل المحكمة الجنائية العالمية (ICC) ونسبة لتلك السياسات الخاطئة تدهور الوضع الاقتصادي وتضاعفت أسعار السلع الضرورية حتى بلغ سعر قطعة الخبز زنة 40 جرام 1000 جنية وأسعار الدواء بلغت اراقما فلكية. فرجع الناس للتداوي بالأعشاب والأدوية البلدية وتعرض الكثير من المواطنين للمخاطر ومضاعفات الادوية غير المدروسة ولذلك ضاق المواطن زرعا فخرج الي الشارع يطالب بحقوقه المشروعة بصورة حضارية وسلمية الا ان نظام الإنقاذ لم يحتمل المعارضة فعامل المتظاهرين المسالمين بغلظة ووحشية تعدت الأطفال والنساء وهذا لن يثني شعبنا الابي الذي تربي علي الكرامة والحرية وعزة النفس نقول للنظام كفى فسادا كفى دمارا آن الأوان ان يتغير النظام تغيرا جزريا وحانة لحظة الذهاب وان تهب نسمات الحرية وان تعود الديمقراطية وثورة ثورة حتى النصر انشاء الله ودولة الظلم ساعة ودولة العدل الي قيام الساعة. اللهم انصر الأبرياء.
الخطبة الثانية
في انتفاضة سبتمبر 2013م جاء النظام بقناصين لاصطياد الناشطين والناشطات. وبالأمس ابتكر النظام فكرة لا تخطر علي خيال ابليس الا وهي غمر الميادين والطرقات بمياه الصرف الصحي الملوثة حتى فاحت الرائحة الكريه في كل الجهات وذلك ليحولوا دون تجمع المتظاهرين. ان فعل النظام هذا يدل على ان سدنة النظام ماضون في الحفاظ على نظامهم مهما يكلف ذلك بتلوث البيئة ونشر الامراض المعدية واستخدام كل أنواع الإرهاب والارعاب وقهر العُزل وقتلهم عمدا ولكنا نقول لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل ووصل المواطن حالا استوي عنده القعود في البيت والخروج في الشارع فاذا لم يمت المواطن برصاص الإنقاذ مات بالجوع في بيته لان الحياة أصبحت لا تطاق. الحد الأدنى للأجور بالنسبة للعاملين في الدولة والشركات لا يتعدى مصاريف اليوم والليلة فضلا عن مصاريف المدارس والدواء لا قدر الله إذا حصل المرض. والمرض حاصل بالجوع وأكل الخبز دون ادأم إذا وجد الخبز والا يموت المواطن جوعا في منزلة. والعاملون الذين يتقاضون رواتب والتي لا تكفي طعام اليوم والليلة لا تتعدي نسبتهم 5% من جملة السكان وما تبقي من 95% من باقي السكان اقلبهم يعتمدون على الاعمال الهامشية والبعض على ما يجود به عليهم القدر. اننا نعلن ان الشعب السوداني يعيش في كارثة والبلاد بها مجاعة غير معلنة والنظام يقتل ما تبقي من مواطنين وذلك باستعمال الغاز المسيل للدموع والذي ثبت بالتجربة ان به مواد سامة وقاتلة وما نجي من مواطن مات بالرصاص الحي. ان شعبنا يعاني الامرين في ظل هذا النظام الجائر فقد شُرد الالاف من الموطنين غير الموالين للنظام وأرهق كل التجار ورجال الاعمال بالضرائب والجمارك والاتوات التي افقرتهم جميعا وأصبحوا خارج سوق العمل بل بعضهم أعلن افلاسه وصارت حالته اسوء من كثير من الموطنين. وثالثة الأثافي اذلال المواطن وذلك باتخاذ بعض القرارات غير المدروسة مثل منع استعمال أكياس النايلون بزعم تلوث البيئة. يا سبحان الله هل اهل الإنقاذ حريصون علي سلامة البيئة لهذه الدرجة؟ كيف ذلك وهم الذين أصدروا تعليماتهم بغمر الميادين بمياه الصرف الصحي الملوثة للحيلولة دون وقوف المتظاهرين. في هذه الأيام تشاهد مناظر المواطنين وهم يحملون الخبز على أيديهم والبعض الاخر على أطراف ملابسة بصورة مزرية. نحن مع اصحاح البيئة ولكن بعد ان يوجد البديل الذي يحمل فيه المواطن متاعه ولكن ان تصدر قرارات بمنع أكياس النايلون دون ان تجد البديل الذي يُحمل عليه المتاع فهذا استخفاف بالمواطن.
أيها الاحباب :
في الجمعة الماضية أنتهك نفر من أفراد الأمن ورجال الشرطة حُرمة هذا المسجد وذلك بالإعتداء على المصلين بالغاز المسيل للدموع داخل باحة المسجد مما أدى الى الأذى الجسيم لكبار السن والأطفال طلاب القرآن الكريم . وهذا النوع من العمل الإجرامي لا نشاهده إلا في المسجد الأقصى حيث يعتدى جيش الإحتلال على المصلين في المسجد الحرام . نحن ندين ونشجب ونستنكر هذا العمل البربري تجاه المصلين و نقول إن الإعتداء على المساجد وخلاوي القرآن الكريم لهو جريمة كبرى وتعدي على حرمات الدين الحنيف . وهذا فعل يعاقب عليه القانون الدولي والشرع الحكيم . وإنها لوصمة عار على جبين نظام يرفع شعار الدين الذي يُحرم الظلم .
أيها الاحباب:
هذا اليوم 26 يناير يوافق الذكري الثالثة والثلاثين بعد المئة لتحرير الخرطوم في 26 يناير 1885م وما اشبه الليلة بالبارحة فقد كانت الخرطوم أسيرة واليوم كذلك وقد حرر الثوار الخرطوم ونحن انشاء الله كذلك.
وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق
ولـلحرية الحـمراء بـاب بـكـل يــد مـدرجـة يــدق
إن ذكرى تحرير الخرطوم مناسبة حبيبة إلى نفوس كل الشرفاء والأحرار الذين حمل أسلافهم أرواحهم على راحاتهم وقدموها قرباناً ومهراً لتحرير البلاد من قبضة المستعمر الغاشم . إن أسلافنا قدموا أروع الأدوار وعلموا الأمم كيف تُنتزع الحرية. أنهم قد نالوا إستقلالهم في وقت فيه كثير من الأمم كانوا يرسفون تحت نير الإستعمار البغيض. فقد جاءوا خلف الإمام المهدي بقلوب صغلها التوحيد وبشرها الوعد وأنذرها الوعيد فكانوا مصابيح الهدى ودعاة الخير فحرروا البلاد من الدخيل وحددوا لنا مليون ميل مربع في قلب القارة السمراء فالله درهم .نهم قد نال
أيها الأحباب :
مازال الأحباب الذين تم إعتقالهم الأسبوع المنصرم مازالوا خلف القضبان وهم :
الأستاذة سارة نقدالله.
والحبيب الأستاذ محمد عبدالله الدومة.
والحبيب د.إبراهيم الأمين.
والحبيب باشمهندس الصديق الإمام الصادق المهدي .
والحبيب محمد صالح المجذوب.
والحبيب عروة الصادق.
والحبيب يوسف الصادق الشنبلي.
والحبيب مأمون محمد إبراهيم.
والحبيب وأئل فتح الرحمن الجعلي.
والحبيب الصادق محمد أحمد.
الحبيب الأستاذ علي أبوالقاسم
والحبيب علي فاعوم
والأستاذ عصام أبو حسبو.
والأستاذة أمل هباني.
والأستاذ عبد الغني كرم الله.
والأستاذ عمر عشاري.
وجميع المعتقلين السياسيين في كل ولايات السودان المختلفة
أيها الأحباب :
مركز الإمام عبدالرحمن المهدي للتوثيق والدراسات بجامعة الإمام الهادي يدعوكم للإحتفال بالذكري 133 لتحرير الخرطوم. تبدأ الأحتفالات اليوم الجمعة 26 يناير وتستمر الى 13 فبراير2018م يتضمن البرنامج معارض تاريخية ومطبوعات ومحاضرات و ندوات والدعوة عامة.
خطبة جميلة بالجد وهادفة لاشياء عدة وواقعية
خطبة جميلة بالجد وهادفة لاشياء عدة وواقعية