تفاصيل مليونية “ختام المهزلة” وقمع السلطات للمتظاهرين

رصد الجريدة : امتثال عبدالفضيل
سيرت تنسيقيات لجان مقاومة أحياء الخرطوم، مواكب مركزية صوب القصر الرئاسي عبر الكباري على حد وصف البيان الصادر عبر صفحاتهم ومنصاتهم الرسمية، داعين فيه كل قوه الثورة الحية المناهضة للانقلاب والاتفاق الإطاري مع العسكر، وكل النقابات والاجسام الطلبية بالإضافة الى شرفاء الشرطة والقوات المسلحة، تناشدهم للوقوف مع الشعب ضد قمع وتنكيل القوات الإنقلابية، كما نشر البيان المسارات لتلك المواكب عبر نقاط عديدة شرق النيل، أحياء بحري ومدينة امدرمان والخرطوم، لضمان أكبر مشاركة أفقية لمواكب (ختام المهزلة) وتفعيل كل النقاط وحشد أكبر قوة ثورية ،من جانبهم شدّد بعض ناشطو الحراك على ضرورة مواصلة المقاومة ضد الانقلاب والتسوية معه، داعين قوة الثورة الحية الخروج بقوة في مواكب ختام المهزلة ٢٨فبراير دون الالتفات إلى ما يدور في الأوساط حول الصراع بين المكونات العسكرية والانصراف نحو العمل الجاد في مقاومة الإنقلاب وزمرته، وتوحيد قوى الثورة للاضطلاع بدورها.
إغلاق الكباري
من جانب القوى الأمنية اغلقت القوات النظامية جسر المك نمر في وقت متأخر من يوم أمس وقبل دقائق قليلة من زمن انطلاقة الموكب، كما راجت أخبار عن إغلاق جسر النيل الأبيض الرابط بين الخرطوم وأمدرمان، كما شوهدت جحافل من القوات العسكرية في منطقة الخرطوم المركزية عند محطة شروني، وفي توقيت الثورة حوالي الساعة 12 ظهرا بدأت المواكب التجمع بمنطقة الخرطوم (الديم) حيث توافدت اعداد هائلة من الثوار من منطقة جنوب الحزام الصحافة جبرة والكلاكلة، رافعين لافتات وأعلام سودانية بمنطقة الديم، وتحرك الموكب صوب حديقة القرشي ثم مرورا بشارع بيوكوان ثم الى شروني . وتأتي موكب الأمس والتي دعت لها تنسيقات لجان المقاومة بالخرطوم تحت عنوان (ختام المهزلة) للمطالبة بإرساء قواعد الحكم المدني وتحقيق العدالة، وردد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية هتافات مناوئة للحكم العسكري، وتطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي والقصاص لشهداء . ورفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها، “الثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب، والعسكر للثكنات”، و”الشعب أقوى والردة مستحيلة”، و”حرية، سلام، وعدالة”، و”لا تفاوض، لا شراكة”، ولا مساومة”، “و”نعم للحكم المدني الديمقراطي، القاضي يلبس روب ما تلبسوه كاكي ” لا لعسكر القضاء””. كما أغلق المتظاهرون عددا من الشوارع الرئيسة والفرعية وسط العاصمة بالحواجز الأسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة.
قمع المتظاهرين
عند وصول الثوار عند منطقة شروني وتقاطع شارع السيد عبدالرحمن تعامل الأمن مع المتظاهرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع، من خلال مدرعة شرطة تستهدف تفريقهم بقنابل صوتية وعربة الرش مما أدى الى اصابات بعبوات الغاز المسيل للدموع واختناق واستخدام الرصاص الحي تجاه المتظاهرين ، غير أن المتظاهرين، وكان معظمهم من الشباب، لجأوا إلى شوارع أخرى جانبية شارع كاترينا وحديقة القرشي ، وتم اغلاق كل المحالات التجارية قرب محيط شروني وحديقة القرشى، وألقيّ القبض على عدد من المشاركين في التظاهرات، وعلى حدود شروني من جهاته الأربع، تنتشر قوات الأمن بصورة مكثفة، ضباط وأمناء وجنود، يرتدون الزي الرسمي، فيما يأتي بعضهم ملثمًا، هذا بخلاف المئات من المدنيين، الذي يبدو على ملامحهم أنهم بلطجية من الذين يتم اللجوء إليهم لتفريق التظاهرات بين الحين والآخر.
محاسبة مرتكبي الجرائم
وفي ذات السياق قال الثائر خباب بسيوني احد مصابي الثورة انهم متمسكون باللاءات الثلاثة: لا شراكة لا تفاوض لا شرعية لحين اسقاط الحكومة وتقديم مرتكبي الجرائم للعدالة في خلال الايام السابقة، واكد بسيوني انهم لا يثقون في العدالة لذلك سنخرج حتى اسقاط الحكومة وبناء حكومة مدنية ديمقراطية ، واضاف هناك قمع وعنف ضد المتظاهرين لكن مازلنا متمسكين بسليمتنا سنقاوم رغم الاصابة، واضاف أن المسألة تحتاج لوقت اكثر من السنة القادمة وان الإصلاحات التي يناضل من أجلها الشباب، تشمل أغلب مفاصل الدولة التي ينهشها الفساد، وهذا يحتاج لإجراءات طويلة الأمد تبدأ بتوفير بيئة آمنة مكفولة فيها حرية التعبير والنقد لتصحيح مسار بناء الدولة. انه لم يتحقق أي شيء حتى الآن، ولم يتم الأخذ بثأر الشهداء من خلال محاسبة مرتكبي المجازر بحق الشباب، ولم يحاسب أي مفسد وأضاف خباب ل(الـجريدة) يمكن أن تحقق ثورة الشباب أغلب مطالبها والتي تمثلت في إنهاء نظام العسكر وتعديل الدستور والمطالبة والقوانين المهمة، بتصحيح النظام الديمقراطي مثل قانون الانتخاب وقانون الأحزاب وقانون المفوضية المستقلة للانتخابات،)
اقتلاع جذور النظام
قال عضو تنسيقات لجان المقاومة عمرو ازهري تتجه الأنظار اليوم لحراك جديد تنظمه لجان المقاومة الخرطوم تحت مسمى (ختام المهزلة) وهى آخر مليونية فى شهر فبراير ويتجدد الجدول شهريا. الثوار يتجهون فى موكب مركزى صوب القصر الجمهورى رافعين اللاءات الثلاثة . لا تفاوض لا شراكة. لا شرعية
نحو مليونية لتحقيق مطالب الشعب السوداني البسيط محاسبة مرتكبي انقلاب 89محاسبة كل من تسبب واصدر اوامر قتل بحق الثوار منذ إنقلاب
محاسبة كل المتورطين في جرائم ضد الإنسانية.اقتلاع جذور النظام والتأسيس لعلاقات دبلوماسية خارجية لدولة مدنية، واردف عمرو ستستمر لجان المقاومة في خطها السياسي (ميثاق تأسيس سلطة الشعب) حتى تحقيق مطالبها نشر الوعي والحقوق، والان تحاول قوى الهبوط الناعم لعمل تسوية سياسية عبر اتفاقها الإطاري لإجهاض الثورة و عدم وصولها لأهدافها لكننا متمسكون بمطالبنا وحق دماء شهدائنا حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب.
يضيف الناشط الريح أحمد أن المقاومة المستمرة تؤكد أن ارادة السودانيين كبيرة ولا يمكن أن تهزم وعندها تتوفر الارادة سيتم تحقيق شعارات الثورة سنقول أن ثورتنا مستمرة مادمنا نعمل من أجل التغيير والانتقال الديمقراطي باختلاف ادواتنا باختلاف مسمياتها ورؤانا فالسودانيين لن يعودوا من منتصف الطريق والسودان لن يعود الى ما قبل ثورة ديسمبر هناك تغيير و تاريخ جديد سنكتبه سويا وقد سدد السودانيين اثمانه ونالوا استحقاقه بثورة عظيمة الجميع وهي الحرية والسلام والعدالة .. التي رددتها المواكب المستمرة والشارع غير الساكن احد اهم وجوه المقاومة، لا ننكر أن المواكب قد ضعفت من حيث الاعداد لكنها مازالت قوية وكبيرة ومليونية بمن حضر، تحمل صوت ومزاج ملايين السودانيين الراغبين في التغيير والذين خرجوا بالملايين من كل قرى ومدن واحياء وشوارع السودان . وهو شيء مؤكد لا يحتاج الى اختبار أو تأكيد يومي ولا يقاس بتواجدهم جميعا في الشوارع، بخصوص وحدة قوى الثورة وغياب تنسيقها وعملها المشترك نعم قد تختلف الرؤى لكن بكل تأكيد الهدف واحد والسعي متعدد الدروب والادوات، كلها متكاملة تساند وتقوي بعضها البعض سواء كانت مواكب في الشوارع او اضرابات او احتجاجات مطلبية او عملية سياسية تفضي الى انهاء الانقلاب وتحقيق مكاسب عبر الادوات السياسية والمضي في طريق الانتقال الديمقراطي . وحتما سيعمل السودانيين سويا و يتوحدون من اجل حلمهم متى ما أرادوا ذلك.
الجريدة