الفساد الكبير

بسم الله الرحمن الرحيم
د. على السيد
لاخلاف علي ان كافة المجتمعات في الشرق والغرب تحتوي علي قدر معين من الفساد، اذ لايوجد بلد يخلو من الفساد والمفسدين ،ولكن مايشغل بالنا في السنوات الاخيرة ظهور قدر كبير من الفساد في معاملتنا اليومية ، وحجم ذلك الفساد واتساع دائرته ودقة شبكاته بصورة لم يسبق لها مثيل في كل العهود التي عشناها ، وفي مختلف الانظمة السياسية ،مما يهدد التنمية وحياتنا الاجتماعية ، هذا ما تشهد له مجمل القضايا المرتبطة بالفساد المالي والاداري ، مما يدل علي مدي تفشي الفساد وتشابك حلقاته، ليشمل كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية .
يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ( ان المال تابع للجاه والسلطان) وليس العكس)، ويعني ابن خلدون بهذا الحالات التي ترتبط بها التجارة بالامارة ، اذا يكون لهذا الارتباط علاقة وثيقة باستقلال المنصب للحصول علي المال، وتكوين الثروات دون انتاج، وهذا ما عرف مؤخرا (بريع المنصب ) ،هذا امر اشتهرت به دول العالم الثالث ،اذ يصعب وضع حد فاصل بين الامارة والتجارة، ومن الملاحظ في السنوات الاخيرة في الانظمة غير الديمقراطية في العالم الثالث، نجد ان بعض رجال المال يسعون للسلطة بطريق مباشر عن طريق التعيين ، او عن طريق المجالس التشريعية التي يتم الوصول اليها ايضا عن طريق الفساد الانتخابي كما هو حاصل .
يعرف البنك الدولي الفساد بانه ( اساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص ،فالفساد يحدث عادة عندما يقوم موظف بقبول او طلب او ابتزاز رشوة لتسهيل عقد او اجراء طرح لمناقصة عامة ،كما يتم عندما يقوم وكلاء او وسطاء لشركات او اعمال خاصة بتقديم رشاوي ، للاستفادة من سياسات او اجراءات عامة للتغلب علي منافسين وتحقيق ارباح خارج اطار القوانين المرعية ،كما يمكن للفساد ان يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة دون اللجوء الي الرشوة ، وذلك بتعيين الاقارب او سرقة اموال الدولة مباشرة ) . “الفساد والحكم الصالح في البلاد العربية -مركز دراسات الوحدة العربية صفحة 79”
من التعريف اعلاه يمكن القول ان الفساد نوعان فساد كبير وفساد صغير ، الفساد الصغير وهو حقيقة فساد صغار الموظفين اوما اسميه (فساد الافندية) ،وهو فساد الرشوة والاختلاس المباشر من المال العام ، اما الرشوة من اجل تسهيل الاجراءات وعقد الصفقات وتسهيل الاجراءات الجمركية والضرائب لرجال الاعمال ، واما الاختلاس من المال العام فهو امر معروف وهو اسهل الطرق، وهو مايستطيع المراجع العام اكتشافه ،ان لم يحسن المختلس اخفاءه اما اذا احسن الاخفاء ، فان المراجع العام لايكشف الا ما يقوم به مختلس غبي .
اما الفساد الكبير هو فساد الدولة او بمعني اصح الحكومة ،و هو الفساد المرتبط بالصفقات الكبري في عام المقاولات وتجارة السلاح ،والحصول علي التوكيلات التجارية للشركات الدولية الكبري المتعددة الجنسية ،وكذلك الاستثمارات الاجنبية والتصرف في اراضي الدولة وتجنيب الاموال تحت غطاء الامن القومي وما الي ذلك من ممارسات .
يحدث “الفساد الكبير” عادة علي المستويين السياسي والبروقراطي مع ملاحظة ان الاول يمكن ان يكون مستقلا بدرجة او اخري عن الثاني او يكون بينهما درجة عالية من التداخل والتشابك اذ عادة مايرتبط الفساد السياسي بالفساد المالي والاداري والبروقراطي.
وباختصار شديد يمكن القول ان الفساد الكبير يرتبط بالاتي:-
1/ تخصيص الاراضي لكافة الاعمال بما في ذلك قطاع الاستثمار الوطني والاجنبي
2/ اعادة تدوير اموال المعونات والمنح الاجنبية للجيوب الخاصة بعيدا عن خزينة الدولة وعادة ماتذهب الي كبار رجال الاعمال من ذوي الصلة بالنظام الحاكم وحزبه .
3/الغروض البنكية التي تعطي دون ضمانات لرجال الاعمال ذو الصلة باصحاب النفوذ اولمصلحتهم .
4/ عقود البنية التحتية وصفقات السلاح .
5/ العمولات والاتاوات التي يتم الحصول عليها بحكم المنصب او الاتجار بالوظيفة العامة(ريع المنصب) هذا هو الفساد بشقيه الصغير والكبير
6/ غض الطرف عن غسيل الاموال بل وتشجيعه احيانا مكافأة العاملين فيه .
مكافحة الفساد عن طريق الديمقراطية
الفساد لايكافح بالقوانين ولا بالمحاكمات ولابالمفوضيات فهناك قوانين كثيرة لمكافحة الفساد غير ان هناك ايضا وبالمقابل (مكاتب معروفة للمحاماه في البلدان النامية تخصصت في الترافع عن كبار اللصوص سارقي المال العام والذين يعملون في غسيل الاموال حيث تتفنن تلك المكاتب في التنقيب عن الثغرات القانونية الممكنة والبحث عن الاجراءات القانونية الشكلية والتمسك بها وتفسير النصوص لصالح المفسدين وقد يساعدهم في ذلك بعض القضاة الذين لا ضمير لهم فالسارقون الذين ينهبون كميات ضخمة من المال العام لايضيرهم ان يخصصوا جزءا منها (بالمليارات) كما شاهدنا وذلك للحماية والدفاع القانوني والفساد القانوني ايضا وهؤلاء بدورهم عادة مايفسدون القضاء والقضاة والحكومة ذاتها ) .
اهم الية لمكافحة الفساد هي الديمقراطية وماينتج عنها من تداول للسلطة ، ووجود رقابة برلمانية ومعارضة تتربص بفساد الحكومة ،والديمقراطية توفر نظام رقابي فعال علي كافة اعمال الجهاز التنفيذي بالدولة والديمقراطية توفر الاعلام الحر ومؤسسات المجتمع المدني التي من شانها فضح الفساد من خلال النشر والبث وتكوين الراي العام المناهض للفساد غير ان الديمقراطية تعتمد في النهاية في مكافحتها للفساد علي القضاء العادل المستقل النزيه و بغيره تكون الديمقراطية ذاتها بلا معني .
بالرغم مما تقدم فان الديمقراطية لاتستطيع وحدها مكافحة الفساد ، اذ لابد من الضروري من اعلام حر وهو واحد من اعمدة الديمقراطية واهماها . حيث ان نشر الاخبار المتعلقة بالفساد وتعليق كتاب الاعمدة عليها وعرضها في الاجهزة الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة من شانه تكوين راي عام ضاغط ومعلوم ان العاملين في الاعلام لهم وسائل خاصة في تلقي الاخبار والسعي لها الامر الذي يجعل للاعلام رقابة غير تابعة او خاضعة للاجهزة الرقابية الرسمية ، فالاعلام الحر يعمل علي فضح الفساد وكشف وسائله قبل معرفة الرقابة الرسمية ومنعه قبل وقوعه صحيح ان هناك بلدان ذات ديمقراطية راسخة مع ذلك لاتخلو من الفساد غير ان فساد تلك الدول غالبا مايتم اكتشافه ويتم ردع مرتكبيه والفساد في الدول الديمقراطية عادة ما يتعلق بالانتخابات او التهرب من الجمارك او الضرائب .
الفساد واصلاح الدولة
ينتشر الفساد بصورة مزعجة عند ضعف النظام الشمولي ويضطر النظام من اجل استمراره في الحكم لاجراء بعض التعديلات للحد من الفساد فيعمل علي عقد مؤتمرات وندوات ويدفع رجال الدين لمحاربة الفساد غير ان تلك المؤتمرات والندوات عادة ماتخرج بتوصيات وقرارات تحد من الفساد ولو الي حين لان الذين يديرون تلك المؤتمرات والذين يقدمون الاوراق هم دهاقنة البروقراطية والذين هم جزء من الفساد .
في راينا انه بالاضافة لماتقدم في سبيل مكافحة الفساد الكبير يجب ان تعمل الحكومة (وليس الدولة) كما هو شائع علي بعض الاصلاحات الضرورية التي تتمثل في الاتي:-
1/اتساع رقعة الديمقراطية لتشمل كل مناحي الحياة وتعديل القوانين المقيدة للحريات والتداول السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهةحتي لايعشعش الفساد لامد طويل يتم توارثه والتستر عليه واصدار الفتاوي المضللة مع التاكيد علي حرية الاعلام مع حصانة الصحفي ورجال الاعلام
2/اصلاح هياكل الاجور اذ لا بد من تحسين معاش العاملين من صغار وكبار الموظفين في القطاعين العام والخاص حتي تصبح الاجور اداة للعيش الكريم وهذه هي الضمانة الاولي للحماية من الفساد الصغير .
3/الاسراع بالاصلاح المالي والاداري ووضع الضوابط اللازمة لمنع التداخل بين الوظيفة العامة و العمل التجاري منعا لاختلاط المال العام بالمال الخاص وعدم تعين رجال الاعمال في الوظائف العامة والحكومة .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت وأتوب إليك.
شخصت الداء. فأين الدواء؟!
الفساد موجود فى كثير من الدول لكن ما جعل الامر أكثر تعقيدا حماية الدولة للفساد ورعايته
يا دكتور النقاط الثلاث الأخيرة و التى قمت بإقتراحهن للحد من الفساد هن لب موضوع مشكلة الشغب السودانى و يكافح من أجلهن و يعانى من عدمهن حيث قام بسلبهن إنقلاب جماعة المشروع الحضارى يوم 30/6/1989 و هو لا زال يعانى من غيابهن التام و عدم ممارسه الديمقراطية. أذا تحقق تطبيق هذه النقاط فأنه سوف لا تكون هنالك مشكلة إطلاقأ.
يا أخي حرام عليك ديل وبس ونسيت رب الدار أكبر الفاسدين وشيخهم والمئات امثال الطفل الاعجوبه والالاف من اصحاب المليارات
خلينا نحلم معاك يا دكتور ولكن كيف تقنع ابليس ؟
يا دكتور علي السيد سبحان الله انت تجئ وتتكلم عن الفساد وانت من أسس وقنن الفساد فى الطريقة الختمية. .. حيث اعترفت فى أحد مقاﻻتك انكم اقريتوا قوانيين الحزب وكنتم على علم تام بانها مخالفه للحقيقة وتؤسس للظلم ومجحفه للديمقراطية. .. اذن عراب القوانين هم المؤسسين للمفسدين والفساد.
تقصد يعني رجل الأعمال الفي اركن اليمين فوق ده ما يشتغل في الحيكومة ز
ومايدي جيرانو ديل أي حاجة؟
المؤتمر الوطني اسم آخر مرادف للفساد
إستراتيجية الكيزان المتبعه منذ نعومة أظفارهم هي جمع المال بأي طريقه حتى إن كانت مخالفه لكل الأديان السماويه والأعراف والقوانبن .وهذه السرقه للمال هي دينهم ومنهجهم وفكرهم الذي يخفونه لكي لا يطلع عليه الناس وينكشف المستور والمستخبي .وإذا كان لديهم فكر كما يدعون أين هو لكي نتفحصه ونتعرف عليه .لكن حقيقة منهجهم وفكرهم قد بانت ووضحت وهي جمع المال .
احدي الحلويات صحت باكرا لتجهيز نفسها للصلاة ظبتت لص جمع كمية من المسروقات من منزلها وعلي وشك الخروج مسكت الحبوبة بطرف المسروقات وشدتهم من الحرامي وقالت والله العظيم ما بتشيل دا كلوا؟؟؟ ضحك الحرامي وترك المسروقات وعند طريقه للخروج الحاجة خصمته وقالت عليك الله تاني ما تجينا وتبطل تسرق ؟؟؟ فيا دكتور هذه المحاضرة الأكاديمية لمعلومات يعرفها الجميع لا فائدة منها ؟؟؟ وطريقتك هذه كانك تقول للصوص ألفي الصورة عليكم الله تاني ما تسرقوا ؟؟؟ وكان سرقتوا الله بيوديكم النار تحركم ؟؟؟
من اجمل ماقراءت من مقالات في الاتزان والموضوعية والتحليل والخروج بنتائج وفعلا عدم الحكم بنظام ديمقراطي هي اس البلا
ده كله كوم والحاويات بتاعة النفايات المشعه والموجوده الآن بجوار سد مروى ,, والتى بنى لبعضها ,, غرف أسمنتيه والبقيه ماكثه في العراء , تبث في سمومها في أجساد المواطنين الغلابه ,, فكثرت الامراض السرطانيه ,,وتفشت أمراض غريبه على الناس ,,, ومرتكبى تلك الجريمه لم يحاسبهم أحد ,, أين الضمير ؟؟ أين القضاء ؟؟؟ أين رجال الامن؟؟ أين رجال المواصفات ؟؟ أين الاطباء؟؟؟ أين ناس الاشعاعات ؟؟؟
بلا شك فان الايام القادمه ستكون سوداء لكل من افسد واستولى على المال العام حبث ان الشعب السوداني يمتلك حقائق وتوثيقات لبعض جرائم الفساد وليس كل جرائم الفساد لانه في الوقت الحالي لا يستطيع ان يضع يده على مستندات متراكمه منذ 25 عام ولن يعول الشعب على تقارير المراجع العام كمصدر رئيسي للقساد لان هنالك بعض الجهات لا يستطيع حتى المراجع العام الاقتراب منها ومراجعتها وهنا يكمن الفساد الاخطر الذي دمر اقتصاد السودان واوصله لما هو فيه الان
مما يستلزم معه الحرص على افلاق الحدود والمنافذ عند قيا الانتفاضه تى لا يتمكن الفاسدين من الهروب بالاموال المسروقه والمختلسه
مقال رائع و هو ذاتها تطلعات الشعب
فلا بديل غير الديمقراطية لحكم البلاد. . نحن كشعب لا يهمنا من يحكم السودان بقدر ما يهمنا كيف يحكم السودان حتى تتوقف الفساد و المفسدين. .و تستمر عجلة التنمية بشكل عادل في كل ربوع الوطن
مقال جميل و صادق ما نعيشه فى السودان هو ما يسمى الفساد الممنهج و هو فساد خطط له برعاية حزب المؤتمر الوطنى و من ثم كسب الغطاء الحكومى فأصيح فساد ممنهج و مخطط و مدروس و بل محمية من السلطة الحكومية برئسها و قضاتها و شرطتها و هده هى الكارثة الحقيقية و التى اصبح عمرها اكثر من ربع قرن !!!!
ان تكون فاسد و مدرك انك فاسد…نسال الله لك صلاح الحال
ان تكون فاسد و لاتدرى انك فاسد…. فانت ضال نسال الله ان يهديك الصراط المستقيم
ان تكون فاسد و تزعم انك راشد…. فانت فرعون زمانك
ان تكون فاسد و تظهر بثوب الصلاح فانت منافق و نستعيذوا بالله منك