الحوار..تأهيل الإعلام

ولأن أجهزة الأعلام لم تعتاد على تغطية انشطة المعارضة ، وربما لاأنها كانت تقوم بالتغطية وفقا لهامش الحريات المتاح ، لذلك نلحظ بعض الأرتباك الذى يصاحب نشرها لانشطة المعارضة ، لدرجة أن بعض وسائل الأعلام لم تستفد حتى الان من (هامش الحريات ) الذى أتيح مؤخرا ، وبعضا لايزال أسيرا لفترة ماقبل (هامش الحريات) ، اما أغلبها فهو أستمر ( ملكى أكثر من الملك) ولم يتغير فى تعاطيه اعلاميآ مع أجواء الحوار الذى ينتظم الساحة حاليا، فلا تزال التغطية الأعلامية (80%) منها لانشطة الحكومة والمؤتمر الوطنى، يغلب على بعضها عدم القدرة على أحتمال الحياد أو على الاقل أفساح مساحات متقاربة ، وفى ظل ما نسميه ( بهامش الحريات) من حق بعض الصحف ان تتجاهل نشاطات المعارضة ، او صياغة إخبار المعارضة ولفها بقدر من التشكيك أو الاستنكار أو السخرية ،لاسيما وأن حزب المؤتمر الوطنى يمتلك أو يساهم بنسبة غالبة فى بعض الصحف ، ويسيطر على أغلب القنوات الفضائية وهذا أمر يمكن تفهمه ، ولكن ليس على شاكلة أن الخبر ليس أن (كلبا عض شخصا وإنما الخبر أن شخصا عض كلبا) ، ولايمكن أنكار أن هناك بعض وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة تجتهد لتتوافق مع المرحلة ولكن بفضل مبادرات فردية وليس فى شكل سياسة و خطط تم وضعها ، كان المتوقع من المؤسسات الأعلامية كافة ان تعقد الأجتماعات والورش لمنسوبيها للتفاكر على خطط وأستراتيجيات اعلامية للفترة المقبلة ، المؤسف أن مؤسساتنا تتعامل وكأن لاشئ حدث ولذلك فلا يتوقع من المواطن أن يتفاعل وهو لايرى تغييرا حتى على مستوى التناول الأعلامى لمجريات الأحداث ، لا يوجد ادنى رابط بين الحديث عن الحوار و مخرجاته و كيف ينعكس ايجابآ على حياة الناس فى معاشهم و صحتهم و خدماتهم ، الأزمة فى التعامل مع التغيير و تطوير تناوله اعلاميآ ليس لدى الحكومة والمعارضة فالامر يتعدى ليشمل كل الصفوة من مثقفين وأعلامين وأكاديميين وسائر الجهات التى تهتم بالتحولات السياسية والأجتماعية فى البلاد، ليس عيبا أن تكون الصحيفة منحازة حتى وأن سمتووصفت نفسها بالمستقلة ، ولكن هذا الانحياز تحكمه المهنية و الشفافية اذ يجب عليك ان تقول للناس انك منحازآ ، فالانحياز لا يقلل من شأن احد و لا من قدر المؤسسة التى يقودها او يعمل لديها ، الانحياز يجب ان يكون تجاه المواطن وليس العصبية والموالاة للحكومة أو المعارضة ، وتحكمه التقاليد الصحفية فى التعامل المهنى مع الأخبار والتحليلات ، وهى تقتضى أبراز الجوانب المراد إبرازها حسب ورودها وعدم التقديم والتأخير فى تسلسل الحديث أو تتابع الحدث أو أستخدام القطع واللصق ، أو المهارات الفنية فى ( فاصل و نواصل او البقية صفحة كذا) هى انماط وأشكال للأنحياز المتخفى تحت أجراءات فنية وأفعال عادية وغير مشكوك فيها ، لماذا تتفق بعض الصحف فى الصياغة الخبرية وحتى ( المانشيت) ،،على خلاف بعض الأخبار التى تعدها الوكالة شبه الحكومية ( SMC) جاهزة صياغة وموقفا وهو مفهوم فى الحد الادنى ، الا انه لا يعفى المحرر الصحفى من التقصى و التأكد ، ربما تجد بعضا من الأتفاق بين بعض الصحف لدرجة التطابق (100%) مع أختلاف القائمين على الأمر ، ولا نملك إلا أن نقول ( أن القلوب عند بعضيها) ،، أو كما قال
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..